تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الأدوية المضادة للسمنة .. هل هي الحل السحري فعلًا لفقدان الوزن؟

مروة الشيخ
مروة الشيخ

6 د

كانت ولا تزال السُمنة مصدر قلق صحي كبير في عالمنا، فهي تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، لذلك كان لا بد من تطوير الأدوية المضادة للسُمنة لمساعدة المرضى في إنقاص أوزانهم، وفي مقالنا هذا سوف نتعرف على كل ما يتعلق بالأدوية المضادة للسُمنة وهل هي الحل السحري فعلًا لفقدان الوزن، لكن دعنا نرى رأي الأطباء الهام في هذه الأدوية أولًا.



ما هو موقف الأطباء من الأدوية المضادة للسمنة؟

بالطبع للأطباء دور هام جدًا في توجيه المرضى نحو نمط حياة صحي دائم، يعتمد على النشاط البدني والأكل الصحي بالمرتبة الأولى، ولكنّه في بعض الحالات يتطلب دعمًا إضافيًا بالأدوية فبعض الأجسام لا تنجح بخسارة وزنها دون أدوية أو جراحة وهذا يعود لطبيعة الجسم وليس نقص إرادة كما يظن البعض.

يساعد الأطباء المرضى على خسارة وزنهم باستخدام الأدوية المضادة للسمنة ولكن بعد معرفة طبيعة كل جسم وما إذا كان يعاني من مرض ما لمعرفة ما هو الدواء المناسب له، ثم متابعة وضعه دوريًا بعد وصف العلاج، إذ توجد بعض الآثار الجانبية لهذه الأدوية لذلك من الضروري متابعة العلاج مع الطبيب المختص وإخباره بكل ما يحدث.


كيف تعمل الأدوية المضادة للسُمنة؟

تؤخذ بعضها عن طريق الفم وبعضها الآخر بشكل حقنة مرة في الأسبوع، أما طريقة عملها فهي تختلف باختلاف الدواء إذ تساعد بعض الأدوية على الشبع أسرع أو إنقاص الشهية، في حين تعمل أدوية أخرى على جعل امتصاص الجسم للدهون أقل، وسوف نتعرف على طريقة عمل كل دواء عند التعرف على أنواع هذه الأدوية فيما.



مميزات الأدوية المضادة للسمنة

في بعض حالات السُمنة لا يكون نمط الحياة الصحي وممارسة الرياضة كافيين للتخلص منها، لذا يلجأ الطبيب إلى وصف الأدوية المضادة للسُمنة لمرضاه لمساعدتهم على فقدان الوزن والمحافظة على وزنهم الجديد، لأنه في المتوسط فإن البالغين الذين يتناولون الأدوية الموصوفة كجزء من نمط حياتهم يفقدون ما بين 3-12% من وزنهم الأولي.

هذه الخسارة في الوزن سوف تساعد مصابي السُمنة على تحسين صحتهم عبر خفض مستويات السكر في الدم، وخفض ضغط الدم ومستويات الدهون الثلاثية في الجسم، كما تؤدي إلى تحسين بعض المشكلات الصحية الأخرى المرتبطة بالسُمنة كآلام المفاصل وانقطاع التنفس أثناء النوم، كما أنها تلعب على العامل النفسي الأهم بالنسبة لهؤلاء المرضى فتزداد ثقتهم بنفسهم.


عيوب ومخاطر الأدوية المضادة للسُمنة

لكل شيء في الحياة جانبين سلبي وإيجابي، الجانب السلبي للأدوية المضادة للسُمنة يتمثل في تأثيراتها الجانبية التي قد تسببها، فالأدوية الفموية تعمل كمنبهات خفيفة لذا قد تسبب ارتفاع في معدل ضربات القلب وضغط الدم وتسبب الأرق، فلا ينصح باستخدامها لمرضى القلب والضغط.

كما يوجد أنواع تحتوي على مضاد اكتئاب لا يجب استخدامها لمن يتناولون أدوية مخدرة للألم، بالإضافة لبعض الأدوية التي تسبب آثارًا جانبية في الجهاز الهضمي والشعور بالتعب والغثيان والتقيؤ.



من يمكنه استخدام الأدوية المضادة للسُمنة؟

الأدوية المضادة للسُمنة ليست مناسبة للجميع، إذ يُسمح بها فقط للبالغين فوق سن 12 سنة عدا النساء الحوامل أو اللذين يسعون للحمل.

كما أن الطبيب لن يقترحها عليك إلا في بعض الحالات، والتي منها عدم قدرتك على فقدان وزنك عبر ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، وفي الحالات التالية

  • مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30، وهذا يعني احتواء الجسم على الكثير من الدهون.
  • مؤشر كتلة الجسم أكثر من 27، وإصابة الجسم بمشكلة صحية خطيرة كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم.

ما هي أنواع الأدوية المضادة للسُمنة؟

توجد أنواع عديدة للأدوية المضادة للسُمنة والتي لا تصرف إلا بموجب وصفة طبية، وتبعًا للحالة الصحية للمريض، وفيما يلي سوف نتعرف على هذه الأدوية وطريقة أخذها وآثارها الجانبية


أورليستات (Orlistat)

دواء يؤخذ عبر الفم يمكن شراؤه دون وصفة طبية تحت اسم العلامة التجارية Alli أو بوصفة طبية باسم Xenical.

يعمل أورليستات على وقف نشاط بعض إنزيمات تكسير الدهون في الجهاز الهضمي، وبالتالي تقليل كمية الدهون التي يمتصها، أما عن نتائجه فإنه بحسب دراسة أجريت في عام 2011 فإن معظم من استخدموا هذا الدواء فقدوا ما يقارب 4.65 كيلوغرامًا بعد 6 أشهر من العلاج.



فينترمين / توبيراميت (phentermine / topiramate)

دواء يؤخذ عن طريق الفم ويحتاج إلى وصفة طبية، ويباع  تحت اسم العلامة التجارية Qsymia، ويعمل هذا الدواء كمنبه للجهاز العصبي المركزي ومثبط للشهية لاحتوائه على فينترمين، كما يعمل توبيراميت الموجود فيه كمضاد للاختلاج مما يساعد على تقليل الشهية وتعزيز الشعور بالشبع.

يؤدي هذا الدواء إلى فقدان ما يقارب 8.8 كيلوغرامًا من الوزن خلال العام الأول من العلاج، كما يؤدي إلى انخفاض نسبة دهون البطن ومستويات الكوليسترول وضغط الدم والسكري.



النالتريكسون / البوبروبيون (naltrexone / bupropion)

يؤخذ عبر الفم ولا يُباع إلا بموجب وصفة طبية تحت اسم تجاري هو Contrave، وهو يحتوي على البوبروبيون الذي يعمل كمضاد اكتئاب والنالتريكسون الذي يعالج تعاطي الكحول.

يعمل هذا الدواء على تعزيز فقدان الوزن عبر العمل على أجزاء معينة من الدماغ للتخفيف من تناول الطعام وزيادة الشعور بالشبع وتعزيز التمثيل الغذائي، فقد أظهرت الدراسات أنه يسبب فقدان ما بين 5-9 كيلوغرامًا خلال العام الواحد.



منبهات  GLP-1

يوجد نوعان من منبهات GLP-1 لإنقاص الوزن وهي ليراجلوتايد (liraglutide) التي تؤخذ كحقنة مرة واحدة في اليوم، وسيماجلوتايد (semaglutide) التي تؤخذ كحقنة مرة واحدة في الأسبوع، كما يوجد أنواع أخرى من منبهات GLP-1 المخصصة لعلاج السكري من النوع 2 والتي توصف أحيانًا كعلاج لإنقاص الوزن وهي:

  • دولجلوتايد (dulaglutide).
  • اكسيناتيد (exenatide).
  • إكسيناتيد ممتد المفعول (exenatide extended-release).
  • تيرزباتيد (tirzepatide).

لا توصف هذه الأدوية إلا بموجب وصفة طبية، وهي تعمل على إبطاء تفريغ المعدة وزيادة الإحساس بالشبع، أما عن فعاليتها فقد وجدت إحدى الدراسات أن السيماجلوتيد ساعد الكثيرين على خسارة ما يقارب 15% من وزنهم بعد 68 أسبوعًا، كما أن الليراجلوتيد ساعد البعض على خسارة ما يقارب 7.8 كيلوغرامًا خلال 6 أشهر.



سيتميلانوتيد (Setmelanotide)


دواء يؤخذ كحقنة ويباع تحت اسم تجاري يعرف بـ Imcivree، واُعتمد لعلاج السُمنة الناتجة عن طفرات جينية معينة.

يعمل هذا الدواء على علاج الأشخاص الذين يعانون من عدم كفاية تنشيط مستقبل ميلانوكورتين (MC4) في الدماغ مما يسبب الإصابة بالسُمنة، فيعمل الدواء على زيادة تنشيط هذا المستقبل وبالتالي تقليل الجوع وزيادة التمثيل الغذائي في الجسم، وانخفاض الحاجة لتناول السعرات الحرارية.

ذو صلة

أثبتت الدراسات بأن سيتميلانوتيد ساعد البعض على خسارة ما يقارب 10% من وزنهم خلال عام واحد، كما أنه كان السبب في تحسين نوعية الحياة للكثيرين بعد 5 أسابيع من بدء العلاج فهو ساعدهم على تخفيف الشعور بالجوع.

تجدر الإشارة إلى أن الأدوية السابقة قد توجد تحت أسماء تجارية أخرى، وفي النهاية يصبح العلاج الدوائي بالأدوية المضادة للسمنة هو المنقذ الوحيد عندما تتحول السمنة إلى مرض مزمن غير قابل للشفاء، وما يترتب عليه من تزايد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها، وحين لا ينفع تغيير نمط الغذاء أو الحياة ككل في معالجة الأمر، لكن الاستشارة الطبية والتقيد بتعليمات الطبيب هي مفتاح نجاح الأمر وإلا ستكون العواقب وخيمة أكثر.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة