في مجتمع يطلق على أزمة منتصف العمر عند الرجل "جهلة" وعند المرأة يطلق عليها "سن اليأس"،  يعتبر الشيب للرجل هيبة وللمرأة عيبة، من الصعب جدًا أن تقنعه بوجود أزمة يمر بها الرجل في هذا العمر، والذي ينكر وجود حجر حتمًا سيتعثر به. الرجل وكما يقول العلم عندما يتخطى عتبة الأربعين، يقف على مفترق طريق مهم في حياته، وعيه وخياراته هي من تجعله إما رجلًا ذا وقار وسحرٍ وهيبة أو مجرد مراهقٍ بجسد كهلٍ يدور حول نفسه لبقية حياته.

وهنالك كثير من الأدلة تجعل هذا العمر مميزًا ومفصليًا. ففي كثير من الحضارات الأربعين هو رقم الاكتمال، وفي الديانة السومرية القديمة، كان الرقم أربعون هو رقم إنكي وهو إله الماء العذب والحكمة، أما في الإسلام  فقد خص الله هذا العمر بدعاء مميز في قرآنه  "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين"

أيضًا بداية نزول الوحي عندما كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم (40 سنة) وعُمر خديجة كان أربعين 40 سنةً عندما تزوجت بمحمد(ص)

في الصوفية: أربعون درجة تفصل بين الإنسان والله، بالإضافة إلى ذلك هناك أربع مراحل أساسية من الوعي في كل منها عشر درجات فيصبح مجموعها (40)

بداية يجب أن ندخل عالم الطب لنعرف ماذا يطرأ على الرجل من تغيرات بعد بلوغه الأربعين عام.

فزيلوجيًا نتيجة إنخفاض هرمون الاوكسيتوسين  فالأربعين هو سن  تساقط الشعر، وفقدان الطاقة، وانخفاض الطول، وزيادة الوزن،  تضخم البروستاتا الحميد (BPH)، والذي يحدث عندما تتكاثر خلايا البروستاتا وتؤدي إلى الضغط تدريجيًا على مجرى البول. فبحلول سن الأربعين، عادة ما يفقد الرجال 1-5٪ من كتلة عضلاتهم، بسبب الفقدان التدريجي لوظيفة الخلايا العضلية. وتتسارع هذه الخسارة مع التقدم في السن، وعندما تُترك دون مراقبة، تؤدي إلى هشاشة وتداخل مع النشاط البدني.

بالإضافة إلى الضعف الجنسي، فبحلول سن الأربعين، يميل الرجال إلى تجربة انتصاب أقل بثلاث مرات شهريًا، أيضًا يكون أكثر عرضة للإصابة بالجلطات القلبية والسكري والضغط. إذ أوضح الأطباء أن مستويات "التستوستيرون" المنخفضة عن المعدل الطبيعي تصل في المتوسط إلى نسبة 38.7 بالمئة من الرجال فوق سن الـ45.

وأشار إلى أن مرحلة سن اليأس عند الرجال تكون غامضة ولا تتم بالطريقة الواضحة التي تعيشها المرأة بيولوجيا، إلا أن كلًّا من الرجل والمرأة يعاني الأعراض نفسها، الناتجة عن أزمة منتصف العمر والنقص في الهرمونات. إلا أن المرأة يمكن أن تتابع حياتها الجنسية، مع بعض التغيير في الشعور بالنشوة، أما الرجل تؤثر هذه التغيرات على حياته الجنسية بشكل واضح.

 بالتالي سيكون استبدال بعض العادات غير الصحية بأخرى أفضل خطوة مهمة للحصول على حياة صحية بدون مشاكل. 

 أهم عنصر هو الراحة النفسية والتقبل لكل التغيرات الحاصلة، يمكن أن يساهم التوتر طويل الأمد سلبًا في الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والقلق، ايضًا مضادات الأكسدة مهمة في منع الآثار السلبية للتقدم في السن على الصحة والوقاية من السرطان.

من الأفضل لك  الابتعاد عن التدخين والبدء باكتساب عادات صحية كالمشي المنتظم في الطبيعة أو الصيد أو السباحة أو أي نشاط بدني آخر تفضله، كل هذه الأمور لها مفعول كالسحر في طرد أعراض الشيخوخة وتجديد الشباب الروحي والجسدي

القراءة ليست مجرد نشاط ترفيهي ممتع ومرضي ولكنها أيضًا مفيدة لصحتك. وفقا لدراسة نشرت في مجلة علم الأعصاب، فإن القراءة تساعد على إبطاء التدهور المعرفي. وكشفت دراسة أخرى أن أنشطة مثل القراءة أو الألغاز أو الشطرنج تؤخر من الشيخوخة.

نحن ندرك أن أزمة منتصف العمر أمر طبيعي. يمر العديد من الرجال بهذه المرحلة، على الرغم من أن البعض لديهم استجابة أكثر تطرفًا من غيرهم. ووفقا لعلم النفس اليوم، تشمل الأعراض ما يلي:

التدم على أنه تزوّج، والغضب والأرق والرغبة في القيام بشيء مختلف، والتشكيك في القرارات الماضية ومعنى الحياة. فنجده يسأل نفسه كثيرًا: من أنا وماذا أريد؟ كما تزداد السلوكيات غير الصحية مثل زيادة الوزن أو انخفاضه. مع الدافع الجنسي عادة مع النساء الأصغر سنًا، لاعتبارات كثيرة أهمها أن يثبت لنفسه أنه مازال مرغوبًا كسابق عهده، سريع الانفعال والانتقاد (بشكل عام، تقلب مزاجه لا يتعلق بك، بل يتعلق بعدم رضاه عن نفسه).

أزمة منتصف العمر أمر لا مفر منه، وكل أزمة هي بداية جديدة لمن أراد ذلك. اتخذ قرارًا واجعلها بداية للنضج والارتقاء مع شريكتك، فهناك في الأعلى مشاعر جديدة لن تستطيع اختبارها بروح مراهق عابث، دعها تمضي فلاشيء يضاهي سحر رجلٍ ذو وقار.