تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ماتعلمناه في المدرسة خاطئ.. هذا هو شكل الذرة الحقيقي!

هزار محمود
هزار محمود

5 د

 منذ أن بدأنا بدراسة الفيزياء و الكيمياء بمدارسنا، تعلمنا أن هناك شكل كلاسيكي للذرة. فهي نواة موجبة يدور حولها الإلكترونات السالبة وشبيهة بالنظام الشمسي الذي تدور فيه الكواكب حول الشمس. لكن هل تساءلت يومًا عن الشكل الحقيقي للذرة؟ ماذا سيحصل إذا كان هناك المزيد من الأمور التي لم نكتشفها بعد؟

في عالم ميكانيك الكم، تنكشف لنا أسرار الذرة بشكل مختلف تمامًا. ويبدو أن ما تعلمناه عن مكان الإلكترون في الذرة كان مجرد جزء من القصة. في هذا المقال، سنحلل كيف تغيرت نظريات الذرة عبر العقود، وكيف يمكن للإلكترون أن يكون في أكثر من مكان في آن واحد، وكيف يمكن للذرة أن تكون أكثر تعقيدًا مما تخيلنا. عالم الذرة الحقيقي يمكنت أن يقلب كل ما تعلمناه رأسًا على عقب!


أهم النظريات حول شكل الذرة في الفيزياء الكلاسيكية

 بدايةً مع دالتون، الذي اقترح في القرن الثامن عشر أن الذرة هي وحدة أساسية للمادة، واعتبرها كرة صغيرة وصلبة لا يمكن تقسيمها، وهي المكون الأساسي لكل المواد. كما اقترح أن الذرات لها أوزان مختلفة، مما يفسر التفاوت في الخصائص بين المواد.

تمثلت هذه النظرية في نموذج الكرة الصلبة، حيث كل عنصر يتكون من ذرات متطابقة، ومع ذلك تم تطويرها لاحقًا مع اكتشافات الجزيئات الفرعية وهياكل الذرات الدقيقة ،لكن  بعض تفاصيل نظرية دالتون تمت مراجعتها وتعديلها مع تطور التقنيات والفهم العلمي على مر العقود. 


في عام 1902، اقترح العالم طومسون نظرية للذرة تصوّرها كجسيم صغير متجانس المادة موجب الشحنة. واكتشف الإلكترون ووصفه بأنه جسيم صغير يحمل شحنة سالبة. ثم في عام 1911، قدّم العالم رذرفورد نموذج النظام الشمسي للذرة، حيث تحتوي الذرة على نواة مركزية موجبة محاطة بالإلكترونات التي تدور حولها.

حيث قام رذرفورد  بإسقاط حزمة من جسيمات ألفا موجبة الشحنة على صفيحة ذهب رقيقة وسجل ملاحظاته :

  • معظم جسيمات ألفا تنفذ من صفيحة الذهب دون أن تنحرف مما يدل على أن معظم حجم الذرة فراغ. 
  • جزء صغير من جسيمات ألفا ارتدّ وبعضها انحرف بزوايا مختلفة مما يدل على أن الذرة تحتوي بداخلها على جزء موجب وبما أن جسيمات ألفا موجبة الشحنة أيضا يحدث ارتداد للأشعة. 

في عام 1913، عدل العالم بور نظرية رذرفورد حيث وصف الذرة بأنها تحتوي على نواة موجبة مركزية وإلكترونات تدور حولها في مدارات دائرية. وقد أشار بور إلى أن تلك الإلكترونات تتواجد في مستويات طاقة مختلفة، وعندما يقفز الإلكترون من مستوى طاقة أدنى إلى مستوى طاقة أعلى، يتم امتصاص طاقة، وعندما يقفز من مستوى أعلى إلى أدنى، يتم إطلاق طاقة على شكل ضوء.

ثم عدل العالم سمرفيلد نموذج بور في عام 1916. حيث قدم مفهوم المستويات الطاقية الكمية (s, p, d, f) إلى النموذج، وهذه المستويات تشير إلى مدى ترتيب الإلكترونات في المدارات الطاقية. ليساهم هذا التعديل في تحسين فهمنا لتوزيع الإلكترونات في الذرة وطريقة ترتيبها حسب مستويات الطاقة الكمية.


نظريات ميكانيك الكم.. ما هو الشكل الحقيقي للذرة؟


قد يكون الشكل السابق هو الأقرب، ففي عالم ميكانيك الكم، يُعد تحديد موقع الإلكترون في الذرة مسألة معقدة. نظرًا لأن المدار وسرعة دوران الإلكترون غير معروفين بدقة، فإن التقاط صورة للذرة في لحظة زمنية معينة لا يكفي لتحديد موقع الإلكترون بدقة. بالتالي، يُعتبر أي مكان في الفضاء المحيط بالنواة مكانًا محتملًا لوجود الإلكترون. هذا يعكس الطبيعة الاحتمالية لمواقع الإلكترونات ويجسد التحول الكبير في فهمنا لبنية الذرة منذ أيام النماذج الذرية الكلاسيكية. فشكل الذرة يتغير بشكل ملفت، ومستحيل تحديد مكانه بسهولة.


كيف تثبت نظريات ميكانيك الكم ذلك؟

في القرن العشرين بدأت نظريات ميكانيك الكم بالظهور بسبب موقع الإلكترون الذي كان سبب بحدوث كل هذه التغيرات في الدراسات. 

ذو صلة
  • بداية مع العالم دي برولي في عام 1924  حيث أن نظريته تعتبر أن الإلكترونات في الذرة مشوشة بشكل موجي وليست كجسيمات. يُصوّر النموذج الكمومي لدى برولي الإلكترونات كموجات تنتشر حول النواة الذرية بشكل احتمالي، ولا يتم تحديد مكان دقيق للإلكترون في أي لحظة.هذا النموذج ساهم في فهم خصائص الكم والتفاعلات الذرية بشكل أفضل، وكان خطوة هامة في تطور الفهم الكمومي للذرة. 
  • وبعدها بعام حيث كان عام مفصلي بميكانيك الكم، ظهرت نظرية شرودنغر التي  تقدم وصفاً كمومياً للذرات، مركزة على سلوك الإلكترونات.تُستخدم المعادلة الموجية لتوضيح كيفية توزيع الإلكترونات حول النواة، بدلاً من تحديد مسار محدد للإلكترون، تعطي المعادلة الاحتمالات المتعلقة بالعثور على الإلكترون في مواقع مختلفة. هذا النموذج الكمومي يساعد في فهم الخصائص الفيزيائية للذرة ويشكل جزءاً أساسياً في تفسير الهيكل الذري وسلوك الإلكترونات فيه. بعدها أكدّ  لنا العالم ماكس بورن أن معادلة شرودنغر تصف لنا احتمال وجود الإلكترون بمكان معين وطاقة معينة احتمال وليس بشكل أكيد. 
  • هنا أصبح الموضوع أكثر تعقيد في عام 1927 أتى لنا هايزنبرغ بمبدأ عدم اليقين الذي يعتبر أحد المبادئ الأساسية في الكيمياء الكمومية، ويتعلق بتوزيع الإلكترونات حول النواة الذرية. ينص المبدأ على أنه  لا يمكن تحديد بدقة مكان وسرعة الإلكترون في نفس اللحظة، ولذلك يتم تمثيل المدارات الإلكترونية على شكل سحابة إلكترونية تحيط بالنواة بدلاً من مدار. 
  • بعدها في عام 1928 جاء العالم ديراك الذي جمع بين معادلة شرودنغر و النسبية الخاصة لاينشتاين وخرج لنا بشكل جديد من معادلة شرودنغر وتمكن ديراك من إيجاد المعادلة الجديدة عبر إدخال عامل سرعة الضوء و دوران الإلكترون حول نفسه حيث أن الالكترون يدور حول النواة وحول محوره أيضاً. وهنا نكون قد تخلصنا من العيوب التي لاحقت معادلة شرودنغر وحتى تكون معادلة ديراك صحيحة كانت النتائج سالبة هنا تنبأ ديراك بوجود جسيم مماثل للإلكترون بالطاقة والكتلة ومخالف له بالشحنة أي شحنته موجبة. 
  • في عام 1932 جاء العالم كارل اندرسون وأكد كلام ديراك حول هذا الجسيم الذي سمي " بوزيترون" في ذات العام جاء العالم جيمس الذي أكد وجود جسيمات أخرى في نواة الذرة بالإضافة للبروتونات وهي النيوترونات (معتدلة الشحنة). 
  • بعد ميكانيك الكم تغير المفهوم الذي تعلمناه في المدرسة حول شكل الذرة الذي يشبه المجموعة الشمسية، أصبح التصور على أن الذرة هي نواة في المنتصف مكونة من بروتونات ونيترونات وحولها سحابة الكترونية لأن الإلكترون عبارة عن سحابة تحمل خصائص الموجة و يمكننا  تحديد موقع الإلكترون في لحظة من الزمن كاحتمال فقط. 

وأخيراً مازال العلماء يجرون الكثير من الدراسات والأبحاث حول الذرة، لذا لا نعلم إن كنا سنرى أبحاث جديدة تغيّر هذا المفهوم أيضاً. 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة