هل يتحدى الذكاء الاصطناعي الموت؟😨 شركات ناشئة تعد بالحياة بعد الفناء

الموت هو قدر، فهل يمكن أن يتغير قدرك؟

نواجه اليوم تحديات جديدة في عصر الذكاء الاصطناعي. فقد ظل البشر عبر التاريخ يبحثون عن طرق لدفع الموت وتأجيله، لتقترب الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي من إيجاد حلول مبتكرة لهذه المعضلة.

رغم فشل العديد من المحاولات السابقة، تعتقد هذه الشركات أنها تمتلك الإمكانيات التي قد تغير مسار هذه الرحلة البشرية نحو الخلود. فهل يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن توفر طريقًا للخلود والحفاظ على الوجود البشري على هذا الكوكب؟ في هذا المقال، سنستكشف إمكانيات وتحديات هذه الرؤية الطموحة.

تتخصص شركة Deepbrain AI في تكنولوجيا الخلود الرقمي، حيث تستخدم تقنيات مشابهة لتلك المستخدمة في التزييف العميق وبرمجيات الدردشة لإنشاء نسخ رقمية من الأشخاص قبل وفاتهم. تعتمد هذه النسخ على البيانات الشخصية والذكريات التي يقدمها الأشخاص، بهدف خلق نسخة رقمية مقنعة. بالإضافة إلى ذلك، توجد مجموعات مثل "الخلود الرقمي الآن" ضمن مجموعة ما بعد الإنسانية، تعمل على تطوير طرق وبروتوكولات لجمع البيانات بشكل يمكن في المستقبل أن تستخدمها تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لإحياء الأشخاص رقميًا.

تتخصص شركة Hanson Robotics في هندسة الروبوتات ومقرها هونغ كونغ، تطور روبوتات بشرية المظهر بطريقة مثيرة للإعجاب. هذه الروبوتات قادرة على التحدث والتفاعل بطريقة تشبه البشر، مما يعيد تعريف مفهوم "الوادي الغريب". تجمع Hanson Robotics بين نماذج لغة الذكاء الاصطناعي المتقدمة والروبوتات الواقعية لخلق روبوتات تشبه البشر في المظهر والشخصية.

تدعي الشركة أن روبوتاتها قادرة على الحفاظ على التواصل البصري، التعرف على الوجوه، وإجراء محادثات طبيعية لبناء علاقات حقيقية. يمكن مشاهدة صوفيا، أحد الروبوتات الرائدة في الشركة، وهي تتفاعل بذكاء ودعابة في البرامج التلفزيونية.

شركة HereAfter، وهي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى إنشاء نسخ رقمية افتراضية من الأشخاص يمكن لعائلاتهم وأصدقائهم التفاعل معها بعد وفاتهم. تستخدم الشركة "محاورين افتراضيين" لجمع البيانات والذكريات، حيث يتم توجيه المستخدمين لإرسال تسجيلات صوتية ومجموعة من الصور لجعل النسخة الرقمية أكثر شخصية. تقول HereAfter إنها قادرة على إنشاء نسخة طبق الأصل افتراضية يمكن لأحبائك التفاعل معها في أي وقت.

تدعي شركة ReMemory أن تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها ستسمح للأحباء بإجراء محادثات فعلية كاملة مع أحبائهم المتوفين عبر نسخة افتراضية من السمات في قاعة الذاكرة، تجري الشركة حوالي سبع ساعات من المقابلات مع العميل قبل وفاته ثم تستخدم البيانات الإضافية التي تم جمعها وتقنيات التعلم العميق لإنشاء نسخة افتراضية، يمكن للنسخة الافتراضية للشخص بعد ذلك إرسال ملاحظات شخصية أو رسائل فيديو إلى أحبائهم في أعياد الميلاد أو الذكرى السنوية أو غيرها من الأيام الخاصة، يمكن أيضًا للشركاء أو الأطفال الحزينين طلب التحدث مع الشخص الافتراضي في صالة عرض تذكارية متخصصة تتميز بشاشة مقاس 400 بوصة.

لدى عالم ما بعد الإنسانية الروسي أليكسي تورشين خطة للحفاظ على الحياة إلى أجل غير مسمى، على الرغم من أنها تتضمن برنامجًا مستقبليًا قويًا للذكاء الاصطناعي غير موجود حاليًا، يريد أن يكون جاهزًا عندما يحدث ذلك، من خلال شركته Digital Immortality Now، يقول تورشين إنه قام بتطوير إطار عمل لجمع وتوثيق البيانات حول فرد يمكن أن يكون يومًا ما فعالاً في "إعادة البناء المستقبلي".

يتضمن "بروتوكول التحميل" الخاص بتورشين جمع عينات من الحمض النووي، وإنشاء أعمال فنية حول الذكريات الشخصية، وتسجيل الفيديو الروتيني اليومي والتفاعلات مع الآخرين.  في المستقبل، يعتقد تورشين أن الذكاء الاصطناعي الفائق الذكاء سيكون قادرًا على أخذ تلك السجلات ونقاط البيانات وإعادة بناء شخصية الشخص بشكل مقنع.  إنها في الأساس مهمة إعادة إشعال روح الشخص بعد فترة طويلة من اضمحلال جسده المادي.

تعمل شركة Promobot على تطوير أجهزة android تشبه الحياة، كما يقولون، ويمكن تصميمها لتبدو مثل أي شخص على وجه الأرض، مثل روبوت Hanson Robotics من قبل، يحاول Promobot محاكاة التواصل البشري الحقيقي عن طريق أكثر من 600 تعبير وجه مختلف، تدعي الشركة أن الروبوتات الخاصة بها تعمل بالفعل في 35 دولة على الأقل حيث تركز على "المسؤولين والمروجين والاستشاريين والمرشدين والحراس" الافتراضيين، على الرغم من أنه ليس الطريق الأكثر سحرًا إلى الحياة الأبدية، إلا أن بعض أنصار ما بعد الإنسانية الشجعان يمكن أن يكون لديهم من الناحية النظرية بروموبوت مدمج في صورتهم ويوجهونه للتواصل باستخدام نموذج ذكاء اصطناعي مدرب على صوت الشخص المتوفى وشخصيته.

CD Project Red، المطور البولندي لألعاب الفيديو وراء Cyberpunk 2077، مؤخرًا تقنية استنساخ الصوت التي تقدمها شركة تدعى Respeecher لإنشاء خطوط جديدة للممثل الصوتي البولندي المتوفى Miłogost Reczek، تم بعد ذلك تضمين هذه الخطوط كجزء من توسيع Cyberpunk 2077 Phantom Liberty، كما نشرت استوديوهات الأفلام الكبرى أيضًا تقنية الاستنساخ بالذكاء الاصطناعي وتقنية التزييف العميق لإعادة بناء أشكال الممثلين الموتى وإدراجهم في الأفلام، بالنسبة لأي شخص لا يعرف التكنولوجيا المستخدمة، يمكن لهذه العملية خلق وهم الشخصيات أو البدء في العيش إلى أجل غير مسمى.

شركة Alcor، المتخصصة في علوم التبريد، تعمل على تطبيق فكرة قد تبدو وكأنها خيال علمي: الحفاظ على الأجسام المتوفاة في حالة تجميد عميق بانتظار التكنولوجيا المستقبلية التي قد تمكن من إعادتها للحياة. ترسل الشركة موظفين لمراقبة الأشخاص الذين يحتضرون، وفور إعلان وفاتهم رسميًا، تبدأ عملية حماية الأعضاء الحيوية، خاصةً الدماغ.

يتم استبدال دم المتوفى بمحلول خاص للحفاظ على الأعضاء، ثم يتم نقل الجسد إلى منشآت Alcor في أريزونا، حيث يتم تبريده إلى درجة حرارة منخفضة جدًا (-196 درجة مئوية)، مع استخدام مواد خاصة لتجنب تلف الأعضاء بسبب التجميد. تعتقد الشركة أنها بذلك تستطيع "إيقاف" الموت، ولكن حتى الآن، لا تزال عملية إعادة الحياة لهذه الأجسام المحفوظة بالتبريد غير ممكنة.

ختامًا، الرغبة في الخلود والحياة الممتدة ليست جديدة، فهي قديمة قدم الإنسانية نفسها. ومع ذلك، فإن التطورات الحديثة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي المتقدم تعمل على تحويل هذه الأحلام إلى واقع ملموس. تتسارع وتيرة التقدم التكنولوجي بشكل مذهل، مما يجعل القصص التي كانت يومًا ما من مجال الخيال العلمي تبدو اليوم أقرب إلى الحقيقة.