تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

نيلسون مانديلا .. أيقونة النضال الأبدية !

أميــرة أحمــد
أميــرة أحمــد

6 د


العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر، ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها.

27 عاماً من عمره قضاها في السجن، كانت هذه هي الضريبة التي دفعها نيلسون مانديلا المعلم والقائد والمناضل، جراء مطالبته بالمساواة، لهذا سيظل رمزاً للسلام وأيقونةً للنضال والمثابرة ..


حياة نيلسون مانديلا

نيلسون مانديلا

ولد نيلسون مانديلا في الثامن عشر من يوليو 1918 في قرية مفيتزو بإقليم ترانسكاي في جنوب إفريقيا، اسمه الحقيقي “روليهلاهلا” أي “المشاكس”، أما “نيلسون” فهو اسم أطلقته عليه إحدى معلماته في المدرسة.

عاش مانديلا طفولته في كوخ بسيط بقرية تدعى قونو، يلهو ويرعى الماشية كأقرانه في القرية، إلى أن قام أحد أصدقاء والده بإقناع والدته بضرورة تعليمه، ليصبح بذلك أول فرد في العائلة يلتحق بالمدرسة.

انتهى من مرحلة المدرسة والتحق بجامعة فورت هير 1939، حيث كانت الجامعة الوحيدة في جنوب إفريقيا آنذاك، وكانت تعادل جامعة أكسفورد أو جامعة هارفارد في الأهمية حالياً. تخرج مانديلا عام 1942 وحصل على درجة البكالوريوس في الحقوق.


مسيرته في مكافحة العنصرية

نيلسون مانديلا

في عام 1944 انضم مانديلا إلى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء، والمطالبة بالمساواة وإعطاءهم كافة حقوقهم كباقي المواطنين في جنوب أفريقيا، وفي عام 1948 فاز الحزب وكان يحكم حينها من قبل البيض في جنوب إفريقيا، الذين قاموا بوضع خطط وسياسات تزيد من العنصرية في الدولة، لكن الأمر لم يدم طويلاً، فسرعان ما صعد مانديلا وتولى رئاسة الحزب، واضعاً حداً لكل هذه السياسات التعسفية الممارسة تجاههم.

على الرغم من تمسك مانديلا بالحفاظ على السلمية إلا أنه توصل في النهاية إلى أن المقاومة السلمية لا تجدي نفعاً، تحديداً بعد مذبحة شاربفيل والتي قلبت الأمور رأساً على عقب، حيث قرر مانديلا وبقية قادة الحزب فتح باب المقاومة المسلحة..

وعليه قاموا بإنشاء حركة جديدة أطلقوا عليها اسم “رمح الأمة” وهي منظمة متشددة تم تصنيفها دولياً على أنها حركة إرهابية، حيث قامت بعدة هجمات استهدفت تدمير البنية التحتية خاصة المنشآت الحكومية والعسكرية، وتم على إثرها إلقاء القبض على مانديلا وباقي قادة الحزب، واتهموا بالخيانة جميعاً وانتهى الأمر بالحكم على مانديلا بالسجن مدى الحياة!


27 عاماً في السجن!

483313

“اتحدوا ! وجهزوا ! وحاربوا ! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري”

في عام 1962 أعتقل مانديلا وحكم عليه لمدة 5 سنوات بتهمة السفر بطرق غير مشروعة، بالإضافة إلى التدبير لعدة هجمات إرهابية، وبعدها بعامين تمت محاكمته بتهمة جديدة هى التخطيط لعمل مسلح حكم عليه بالسجن مدى الحياة.

عرض على مانديلا إطلاق سراحه مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض وظل يراسل الحزب ويحثه على الاستمرار في مقاومته للعنصرية بأي شكل كان.

وبمرور الوقت تحول مانديلا من مجرد قائد حزب إلى رمز وأيقونة في النضال ضد العنصرية، 27 عاماً قضاها مانديلا في السجون متنقلاً من سجن إلى آخر حتى تم إطلاق سراحه في الحادي عشر من فبراير 1990 بأمر من رفيقه رئيس الجمهورية آنذاك “فريدريك ويليام دى كليرك” الذي قام أيضاً برفع الحظر عن المؤتمر الوطني الإفريقي، ومنحه صورة قانونية لممارسة أعماله كأي حزب آخر، وعاد مانديلا لمكانه رئيساً لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي.

منذ تلك اللحظة قرر مانديلا ورفيقه ديكليرك العودة لطرق السلمية مجدداً، وعليه قاما بتشكيل حكومة جديدة بسياسة تضم جميع المواطنين بمختلف ألوانهم، تحافظ على حقوقهم وتنبذ العنصرية وكل ما يمت لها بصلة، وبالفعل نحجا في ذلك، وتم تتويج جهودهم بجائزة نوبل للسلام عام 1993.

في العام التالي عقدت أول انتخابات حرة تتسع لجميع المواطنين على حد سواء، وبالطبع فاز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي لجهوده، وتم انتخاب مانديلا رئيساً للبلاد وامتدت فترة حكمه إلى عام 1999، حيث أعلن في يونيو 1999 تقاعده وعدم رغبته في خوض فترة رئاسية جديدة.


مواقف نيلسون مانديلا تجاه العالم العربي

نيلسون مانديلا

– في يناير 2003، عاتب مانديلا الولايات المتحدة على دخولها العراق، حيث عارضها بشدة ووجه الانتقادات للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش واتهمه بالرغبة في إدخال العالم في تجربة هولوكوست جديدة، ومن جهة أخرى حث الشعب الأمريكي على التظاهر ضد الحرب، كما أكد على أن دخول الولايات المتحدة العراق ليس إلا طمعاً في النفط!

– وفي سبتمبر من العام 1998، وجه مانديلا انتقادات للحكومة الإسرائيلية ونادى بضرورة إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مؤكداً على أن دولة إسرائيل مكانها خارج الأراضي المحتلة.

– وفي عام  1988 توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة بان آم 103 الشهيرة، ودافع عن تورط ليبيا في الحادث.


كيف كرمه العالم ؟

نيلسون مانديلا

لاقى مانديلا حباً واحتراماً كبيرين ليس من بلاده فقط بل من العالم أجمع، بسبب جهوده في القضاء على العنصرية التي نجح في إنهائها بالفعل، كما تلقى الكثير من الإشادات الدولية، والعديد من الجوائز التي بلغت أكثر من 250 جائزة، أبرزها جائزة نوبل للسلام عام 1993، وميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من النظام السوفييتي.

كما كرمته الجمعية العامة للأمم المتحدة بتدشين يوم دولي باسمه تقديراً لمساهماته، وهو في الثامن عشر من يوليو من كل عام أي يوم ميلاده، ويكون الاحتفال بهذا اليوم عن طريق التبرع بـ 67 دقيقة للقيام بأي عمل إيجابي، وذلك تقديراً للـ 67 عاما التي قضاها مانديلا في النضال.


ما لا تعرفه عن نيلسون مانديلا

2138877_full-lnd

– لعل أغلبنا يتذكر لحظة إعلان فوز جنوب افريقيا باستضافة كأس العالم لعام 2010، وكيف تأثر مانديلا وقتها، حيث احتضن كأس العالم بكل عفوية وبعيون دامعة وابتسامة بريئة رسم صورة ظلت في أذهاننا لسنوات، في الحقيقة ليست هذه اللحظة الوحيدة التي عبر فيها مانديلا عن عشقه لكره القدم، والتي وصفها قائلاً : “عندما كنا في جزيرة روبن (حيث السجن) كان الراديو منفذنا الوحيد إلى أي بطولة لكأس العالم FIFA، وكانت كرة القدم مبعث الراحة ومنبع الفرح الوحيد للسجناء، من خلال كرة القدم نستطيع أن نحتفي بالإنسانية في الطرف الجنوبي للقارة الإفريقية ونتشاطر ذلك مع بقية أنحاء القارة والعالم.”

– ليست كرة القدم الرياضة الوحيدة التي تسكن قلب مانديلا، الملاكمة أيضاً لها نصيب، حيث قال عنها :

«الملاكمة تساوي بين الجميع، في الحلبة ينتفي السن والطبقة واللون، لم أمارس الملاكمة بعد دخولي عالم السياسة، كان اهتمامي الرئيسي هو التدريب، وجدت أن المواظبة على التمرين يحد من التوتر، بعد تدريب مشدد، كنت اشعر بالخفة جسدياً وعقلياً».

وجدير بالذكر أن الملاكم الأمريكي شوغر راي لينارد قام بإهداء مانديلا حزام بطولة العالم، ولا يزال هذا الحزام موجود في متحف مانديلا.

– قد يكون من المفاجئ لدى البعض أن مانديلا قام بالتمثيل من قبل، حيث قام بالمشاركة في فيلمين هما : “كفاح مانديلا من أجل الحرية” عام 1995، و”مانديلا” عام 1996، وجدير بالذكر انه لم يلتزم بالسيناريو والحوار المخصص للمشهد وفضل كتابة ما يعبر عنه بنفسه.

– من الأمور المدهشة أيضاً أن مانديلا كان مسجلاً بقائمة الإرهابيين في الولايات المتحدة حتى عام 2008!

– لم تقتصر حروب مانديلا على السياسة فقط، حيث كان له جهود عظيمة أيضاً في مكافحة الإيدز وذلك بعد وفاة ابنه بالمرض عام 2005.

mandela1
ذو صلة

لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين

بهذه الكلمات أعلن جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا وفاة المناضل نيلسون مانديلا في الخامس من ديسمبر 2013 بعد معاناة مع مرض أصاب رئتيه، كما أعلن الحداد في البلاد لمدة 10 ايام.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة