تريند 🔥

🤖 AI

مبادرة الباحثين السودانيين .. منارة معرفية على فيسبوك

بانر مبادرة الباحثين السودانيين
وائل مبارك خضـر
وائل مبارك خضـر

6 د

أشار تقرير الإعلام الاجتماعي للعام 2015 الذي أصدرته “شبكة مدونون سودانيون بلا حدود” أن عدد المستخدمين السودانيين على فيسبوك وصل إلى أكثر من 4 مليون مستخدم من إجمالي 11 مليون مستخدم للإنترنت من خلال الهاتف، رغم الكثير من الشائعات والنقاشات غير الهادفة التي تدور على الموقع يومياً عبر فيسبوك بين السودانيين إلا أنه تتواجد الكثير من المبادرات والمجموعات الهادفة والتي تضم متخصصين تدور بينهم حوارات ثرية واحدة منها هي صفحة مبادرة الباحثين السودانيين على فيسبوك.

تعتبر مجموعة “مبادرة الباحثين السودانيين Sudanese Researchers Initiative” على فيسبوك من أكثر المجموعات تفاعلاً بين السودانيين المهتمين بالبحوث والمعرفة، تأسست في العام 2009 وقد وصلت عضويتها حتى الآن إلى قرابة الـ 40 ألف شخص، تتميز المجموعة بطرح الكثير من القضايا العلمية التي تسهم في إثراء الحراك المعرفي بين المشاركين وفيما يشمل تبادل الخبرات وتطوير المهارات.

وقد أشارت إحصائيات جوجل أن كلمتي البحث والمعرفة هم أكثر كلمات يبحث عنها السودانيين، فقد جاؤوا في المرتبة الأولى في البحث عن تلك الكلمتين مقارنة بالدول العربية الأخرى وذلك اعتماداً على احصائيات 2008 وحتى 2011 ولم تتوفر لنا إحصائيات حديثة لذلك.

تطرح المجموعة كل ما يساهم في دعم الباحثين السودانيين وتتناول أحدث أخبار المنح الدراسية العلمية التي تتوفر في كبرى الجامعات العالمية، المنح طويلة المدى كدراسات الدكتوراة والماجستير والمنح القصيرة كالكورسات والدورات حيث يتداول الأعضاء سبل التقديم لتلك المنح وشروط التقديم لها، ومما يسهم في إثراء الحوارات هو تنوع عضوية الجروب، حيث تشمل أساتذة جامعات من جميع أنحاء العالم وطلاب دكتوراة وماجستير وطلاب جامعيين من مختلف التخصصات الطبية والهندسية والتقنية والأدبية… إلخ.

تمثل مجموعة الباحثين السودانيين ملاذاً لكل باحث وطالب استعصت عليه مسألة، حيث يتبارى المتخصصون في المجال لتوجيهه للبحث في الاتجاه الصحيح وتوفير مقاطع فيديو وروابط كمصادر يمكن أن تفيده في مسألته، حيث تتجاوز عدد المواضيع المطروحة في اليوم الواحد إلى أكثر من 20 موضوع مختلف، وهنا نود الإشارة إلى أن العضوية والمشاركة في الجروب متاحة للجميع ولا توجد شروط أو مواصفات معينة للانضمام للجروب.

د. أنور دفع الله

د. أنور دفع الله

التقينا بمؤسس المبادرة د.أنور دفع الله وصاحب رخصة مؤتمرات تيد اكس في السودان، وله الكثير من المبادرات والمجهودات على نطاق الإنترنت وتقنية المعلومات في السودان، قال:


هذه المجموعة عمرها أكثر من 7 سنوات وقد ساهم الكثيرون في تطويرها عبر الوقت، تهدف المبادرة بالأساس إلى تأسيس فهرس للباحثين السودانيين حول العالم وتوطيد الروابط بينهم وتأهيل الباحثين مما يسهم في تحويل إنتاجهم ومشاريعهم وبناء قاعدة بيانات معرفية لتكون مصدراً لكل باحث، بالإضافة إلى إثراء الحوارات والنقاشات لكل المواضيع العلمية والإنسانية، مجموعتنا على فيسبوك تضم خبرات لهم تجارب مختلفة في إطار البحث العلمي والدراسة في الخارج… تسهم في معالجة وإثراء النقاشات.

لم يقتصر نشاط المبادرة على الفضاء الاسفيري، وإنما نظمت عدداً من اللقاءات والورش المفتوحة التي شهدها المئات من الأشخاص، حيث أقيمت أول فعالية للمجموعة في أبريل 2012 كانت عبارة عن كورس تدريبي عن التحليل الإحصائي وتوالت بعدها الفعاليات والسمنارات، على سبيل المثال نظمت ورشة بعنوان ” كيف تكتب وتنشر ورقة علمية؟ ” وفعالية أخرى بعنوان “ما هو عنوان بحثك لنيل الدكتوراة؟ ” قدمها عدد من حاملي شهادة الدكتوراة في مختلف المجالات.

م. أميمة هاشم

م. أميمة هاشم

تقول الدكتورة م. أميمة هاشم (دكتوراة في إدارة مخاطر تشييد البناء من جامعة روبرت غوردون بانجلترا) عضو تنفيذي في الجمعية الكندية للمهندسين المدنيين… إحدى مشرفي المبادرة على فيسبوك:


نعمل في الفترة القادمة على تنفيذ لقاء اسفيري مفتوح مع عضوية الجروب على فيسبوك من أجل مناقشة المشاكل التي تخص الباحثين السودانيين وكيفية إيجاد حلول لها، وندعو كل المهتمين التعاون معنا، أهداف المبادرة على المدى الطويل تعمل على تنسيق قوافل بحثية في الجامعات السودانية خصوصاً في مجال الهندسة ونقل أحدث البحوث في المجال، وإنشاء تعاون بين جروبات ومجموعات المهندسين المختلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والعمل على توفير المجهود العلمي في التخصصات الدقيقة.

وبخصوص موقع المبادرة  الذي سيطلق قريباً تحدث إلينا د. هشام الضي الذي يعتبر أحد أكثر المؤثرين في تخصص المعلوماتية إحيائية عبر موقع Quora…


الموقع سيكون فريداً من نوعه لأنه يسعى إلى تقديم تجربة سودانية لتحفيز الطلاب الطامحين لمتابعة دراساتهم الجامعية وللباحثين السودانيين في كل المجالات أن يتواصلوا مع أقرانهم في السودان وفي كل دول العالم. وجود موقع إلكتروني سيقلل من فجوة هجرة العقول السودانية ويفتح الباب لمن هم في الخارج أن يتواصلوا مع مسارات البحث العلمي في السودان.
يمثل إنشاء موقع للمبادرة خطوة طموحة طال انتظارها تجاه إنشاء منصة مركزية تهتم بتوثيق العطاء العلمي السوداني في غياب منصات مثيلة تهتم بإضافة مهارات تتيح لنا كسودانيين تبادل الخبرات على مستويات عالمية. الموقع سيتيح الفرصة للسودانيين المختصين والطموحين من كل المجالات وفي كل أنحاء العالم للتواصل وتبادل النصح والإرشاد في مختلف المجالات العلمية وتطوير المهارات الناعمة كطرق كتابة رسائل علمية، إنشاء سير ذاتية قوية، إلقاء عروض علمية وطرق التفكير والنقاش العلمي. في نفس الأثناء سيعمل الموقع كملتقى أولي لعلماء السودان داخله وخارجه للاطلاع على أنشطة بعضهم البعض والتعاون في دراسات علمية وبرامج بحثية.
خالد الفيل

خالد الفيل

تضم المبادرة الباحثين السودانيين مجموعة من خيرة وأميز وأنبه السودانيين الشغوفين بالمعرفة والبحث، واحد منهم الشاب خالد الفيل (طالب الماجستير بمدرسة لندن للأعمال وأحد العشرين الأوائل في الشهادة السودانية عام 2008) يقول خالد:

ذو صلة

أحد المشكلات الرئيسية التي نراها في أغلب الطلاب السودانيين من حولنا سواء كانوا مُقبلين على الحياة بعد التخرج أو في أثناء دراستهم أو حتى من بادروا وشيدوا لأنفسهم ذخيرة معرفية أو عملية، هي إشكالية عدم وضوح الرُّؤْية الكلّية لحياته أو التبعْثر في سبل الحياة ومشاريعها وفقدان المهارات البحثية والشخصية، مثل التردد بين في أي المجالات سيعمل؛ المجال العملي أم المجال العلمي، وداخل أي مجال سيختاره، ما هي المُشكلات والاهتمامات التي ينبغي أن يعمل عليها، ومثل فقدان القدرة على التفكير العلمي وكتابة البحوث العلمية ومثل ذلك من الأسئلة والمهارات المهمة.
ومن ناحية تحليلية، فهذا أمرٌ طبيعيٌ بدرجةٍ كبيرةٍ في بيئة تعليمية مثل بيئتنا في السودان، وذلك أن تحديد المسار أو المشروع العملي أو العملي يكون بصورة عامة وفقاً لثلاثة أمورٍ رئيسية: أولها هو معرفة الإنسان بقدراته وإمكاناته ونقاط ضعفه وقوته، وثانيها هو معرفة الإنسان بميوله وتفضيلاته الشخصية، وثالثها هو معرفة الإنسان بالفرص التي تقذفها الحياة أمامه والتحديات التي تفرضها الحياة عليه.
والأمر المزعج هو أن هذه الثلاثة ليست ثابتة في بيئتنا التعليمية والتربوية والاقتصادية، فلا يوجد في نظامنا التعليمي والتربوي أيُ منظومة عملية تساعد الطالب على اكتشاف قدراته وإمكاناته، وعلى اكتشاف ميوله ورغباته الشخصية، من هذه الإشكالية الشائعة والمتفشية فإن الكتاب الإرشادي الذي تنوي مبادرة الباحثين السودانيين إصداره هو كتاب سيناقش أهم الأسئلة والقضايا التي تعرض على الطالب السوداني في مسيرته الأكاديمية ابتداءً من دخوله الجامعة وحتى ما بعده حصوله على الشاهدات العليا سواء ماجستير أم دكتوراه.
ويفترض أن يقدم هذا الكتاب إجابات عملية وفعالة لأغلب هذه القضايا والتساؤلات بلغة بسيطة سهلة الفهم وتفاصيل مهمة تتعلق بالواقع السوداني، مع التركيز على إعطاء الأمثلة والتجارب، ومحاولة ربط القارئ بالمصادر الرئيسية التي يمكنها الاعتماد عليها فيما بعد في كل مرحلة من مراحل مسيرته التعليمية وحتى الوظيفية.

في ظل عصر العلم والتكنولوجيا والإمكانيات الواسعة في التواصل التي وفرتها مواقع التواصل الاجتماعي تمثل مثل هذا المبادرات منارة معرفية مضيئة تساهم في إثراء الحراك المعرفي بين المستخدمين السودانيين على موقع فيسبوك وتدعو إلى نشر الأوراق العلمية والمقالات والمشاريع البحثية التي تسهم في تبادل الخبرات والمهارات بين السودانيين، ولا تمثل هذه المبادرة المنارة الوحيدة المضيئة بين ثنايا موقع فيسبوك، حيث يزخر الموقع بعدد لا بأس به من المبادرات الأخرى في شتى المجالات، مثل ريادة الأعمال والعمل التطوعي وتقنية المعلومات، ستناولها في مساحات قادمة إن شاء الله.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

مبادرة جميلة ومثمرة جدا . اهم مافيها وجود باحثين متخصصين في كل مجالات البحث العلمي .

والله المقال اثلج صدري. …..بالتوفيق يارب. …

جميل جدا .. بس محتاجين من الباحثين السودانين يرفعو لينا جودة المقالات شكلا ومضمونا

مبادرة جميلة جدا وأتمنى لها كل التوفيق … النقطة في آخر المقالة عن فكرة تقديم كتاب ارشادي كدليل للطالب لمعرفة اتجاهه شيء مهم جدا جدا … أحسست بأهميته خلال سنوات الجامعة وكذلك كنظرة عامة في المجتمع … نحتاج مثل هذه المبادرات لتوجيه هذه الطاقة في كل واحد فينا باتجاه رغباته وشغفه، لينتج شيء مميز مبدع >> كل التوفيق لهم … وطبعا متابعة لهم على الفيسبوك

ذو صلة