تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ماذا سيحدث إذا اصطدم كويكب بالأرض يوماً ما؟

محمد شطيفة
محمد شطيفة

4 د

الاصطدام بكويكب هو سيناريو مألوف في أعمال الخيال العلمي، حيث سلطت أضواء الأفلام والكتب على هذه الفكرة. ولكن بعيدًا عن الخيال، يُعد الاصطدام بكويكبات حقيقة علمية لا يمكن إنكارها. الأرض والقمر يحملان آثارًا واضحة على سطوحهما، فوهات ناتجة عن اصطدامات سابقة تشهد على مرور أجسام فضائية ضخمة. وربما كان أكثر هذه الكويكبات شهرة هو الذي اصطدم بالأرض قبل حوالي 65 مليون سنة. يُعتقد أن تأثير هذا الاصطدام أطلق كميات ضخمة من الغبار والرطوبة في الغلاف الجوي، مما أدى إلى عتمة الأجواء وانخفاض درجات الحرارة عالميًا، وهو الأمر الذي ربما كان وراء انقراض الديناصورات.


مخاطر اصطدام كويكب صغير الحجم بالأرض: رؤية معمقة

كلما سمعنا عن أخبار اقتراب كويكب من الأرض، نشعر بقلق يكاد يكون متكررًا، ولكن هل فكرتم يومًا في تداعيات سقوط كويكب بحجم صغير نسبياً على سطح كوكبنا؟ قد يتوهم البعض أن الكويكبات الصغيرة قد تكون أقل خطورة، لكن الواقع قد يكون مختلفًا تمامًا.

أحد أبرز الأمثلة على اصطدام كويكب صغير الحجم بالأرض هو حادثة تونغسكا في سيبيريا، روسيا.

وقع هذا الاصطدام في 30 يونيو 1908م، حيث شوهد نجم ساطع في سماء سيبيريا الشمالية قبل أن ينفجر في الجو على ارتفاع حوالي 5-10 كيلومترات فوق سطح الأرض. الانفجار نفسه لم يخلف فوهة مرئية على الأرض، لكنه تسبب في تدمير حوالي 2,000 كيلومتر مربع من الغابات، حيث أُطيح بحوالي 80 مليون شجرة.

تُظهر الدراسات أن هذا الكويكب، أو ما قد يكون نيزكًا، كان يملك قطرًا يتراوح بين 50 و60 مترًا، وأن الانفجار كان له قوة تقدر بـ10-15 ميجا طن من مادة TNT، وهو ما يقارب قوة القنبلة النووية التي أُلقيت على هيروشيما بـ 1,000 مرة.

ومع أن حادثة تونغسكا كانت مدمرة، فقد كان لحسن الحظ أنها وقعت في منطقة نائية وقليلة الكثافة السكانية، لذا لم تسفر عن وفيات بشرية كبيرة. ولكنها تُظهر الدمار المحتمل الذي قد يسببه كويكب صغير الحجم عند اصطدامه بالأرض.


تأثير سقوط كويكب عملاق على الأرض والتهديدات المحتملة للحياة

الكويكبات التي تندفع نحو الأرض تحمل معها كميات هائلة من الطاقة. مثلاً، في العام 2028، من المتوقع أن يقترب الكويكب 1997XF11 من الأرض دون أن يصطدم بها. ولكن في حالة تغيرت المسارات واصطدم بالأرض، فإن هذا الكويكب الذي يمتد على نطاق أكثر من ميل ويتحرك بسرعة تصل إلى 30000 ميل في الساعة، سيحمل طاقة تعادل حوالي مليون ميجا طن من الانفجارات. وقد يؤدي هذا الاصطدام إلى القضاء على معظم أشكال الحياة على وجه الأرض.

"مليون ميجا طن"، هل يمكن فهم هذا الرقم الضخم؟ دعونا نبدأ بمقاييس أصغر لنفهم تأثيرها بوضوح. فلنتخيل أن كويكب بحجم منزل صدم الأرض بسرعة 30000 ميل في الساعة. هذا الاصطدام سيحمل طاقة مشابهة للقنبلة التي سقطت على هيروشيما، حوالي 20 كيلو طن من الطاقة. وهكذا، قد يدمر البناء الخرساني الصلب على مسافة نصف ميل من مركز الاصطدام، والمباني الخشبية على مسافة ميل ونصف.

وفي الحالة التي يكون فيها الكويكب ذو حجم كبير، مثل مبنى يتألف من 20 طابقًا (حوالي 200 قدم)، فإن طاقته قد تصل إلى حجم القنبلة النووية الأكبر المُصنعة في هذا الزمن، وهي بين 25 إلى 50 ميجا طن. هذا الكويكب قد يتسبب في تدمير المباني الخرسانية المعززة على بعد خمسة أميال من موقع الاصطدام، مما يعني أنه قد يحطم تماماً معظم المدن الكبرى في الولايات المتحدة، على سبيل المثال.

ذو صلة

ومن المقلق أكثر، أن الغبار والحطام الذي يتصاعد نتيجة لهذا الاصطدام قد يحجب أشعة الشمس، مما يتسبب في وفاة أعداد كبيرة من الكائنات الحية. وفي حالة سقوط الكويكب في المحيط، فإن الموجات المدية العاتية والتي يمكن أن تصل إلى ارتفاعات شاهقة، قد تزيل السواحل المجاورة من الخريطة تمامًا. في الحقيقة ، حتى الكويكبات الصغيرة الحجم قد تحمل مخاطر جسيمة، ويجب علينا أن نتخذ جميع التدابير الممكنة للحيلولة دون تعرضنا لمثل هذه الأحداث المدمرة.

في النهاية، الكون الذي نعيش فيه يزخر بالألغاز والظواهر التي تتجاوز خيالنا البشري. ومع أن الاصطدامات الكونية قد تبدو مروعة ومهددة، فهي تذكير لنا بمدى هشاشة وجودنا في هذا الكون الواسع. تجعلنا هذه الظواهر نقدر الحظات التي نعيشها وتدفعنا لاستغلال الفرص المتاحة لحماية كوكبنا وضمان استدامته للأجيال القادمة. وفي ظل هذه الحقيقة، يتعين علينا الاستعداد والتحلي باليقظة لمواجهة أي تحدي قد يظهر أمامنا، مع التأكيد على أهمية البحث العلمي والتعاون الدولي لضمان مستقبل آمن ومزدهر للإنسانية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ماذا عن فكرة بناء انفاق تصل لمركز الارض قد نستمد منها الحرارة اذا ما واجهنا هذا الحدث؟

ذو صلة