تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

مسلسل The Snow Girl.. إثارة إسبانية بطلتها صحافية متهورة

مسلسل The Snow Girl
علي عمار
علي عمار

5 د

تشغل الأعمال الفنية الإسبانية -أفلامًا ومسلسلات- حيزًا مهمًا وأساسيًا، ضمن خطة إنتاج شبكة نتفليكس في كل عام. يأتي هذا لأهمية ما يقدم من قبل صناع الفن هناك، والمكانة التي استحوذتها أعمالهم عالميًا خلال السنوات القليلة الماضية. كما من المقرر أن تتخطى إنتاجات عملاق البث التدفقي Netflix لعام 2023، عتبة الـ 30 عملًا بين مسلسلات وأفلام درامية ووثائقية إسبانية. 

ومن الأعمال الدرامية التى وصلت أخيرًا إلى المنصة العالمية، مسلسل "The Snow Girl"، وهو عمل قصير مؤلف من 6 حلقات، يتطرق إلى قضايا حساسة، تتعلق بالاغتصاب والتحرش الجنسي، ضمن قالب من الإثارة والغموض. يذكر أن فكرة المسلسل الإسباني مأخوذة من رواية المؤلف "خافيير كاستيلو". 


البطاقة الفنية لمسلسل The Snow Girl 

فيديو يوتيوب
  • كتابة: خيسوس ميساس، خافيير أندريس رويج 
  • إخراج: ديفيد أولو، لورا ألفيا
  • تمثيل: ميلينا سميت، خوسيه كورونادو، راؤول برييتو، لوريتو موليون
  • إنتاج: أتيبيكا فيلمز 
  • سنة الإنتاج: 2023
  • النوع: إثارة، غموض
  • عدد الحلقات: 6
  • تقييم المسلسل على موقع IMDb هو: 6.9/10

قصة مسلسل The Snow Girl 

الحدث الرئيسي لقصة “فتاة الثلج” يبدأ من احتفالات عيد الميلاد في مدينة “مالقة”، في أثناء الاحتفال بموكب الحكماء الثلاثة، وهو مهرجان إسباني سنوي، يشارك في حضوره المواطنون كبارًا وصغارًا. 

إحدى العائلات التي تواجدت هناك، هي عائلة مارتن، والتي سرعان ما تبدل حال ليلتها تلك من الفرح والاحتفال، إلى حزنٍ كبيرٍ، لم تعرف أنه سيطول. 

حيث يتعرض الوالدان “ألفارو” و“آنا” إلى خسارة ابنتهما “أمايا مارتن” البالغة من العمر 5 سنوات، والتي اختفت خلال اصطحاب والدها لها، لشراء بالون باللون الأحمر. التفت فجأة بعد مشادة كلامية مع البائع، ولم يجدها! 

لتبدأ بعدها عمليات تحقيق الشرطة، والبحث والاستقصاء حول ما جرى ومعرفة هوية الجاني، بإشراف المفتش “بيلين ميلان” ومساعدها. 

أيضًا توجد الصحافية الشابة المتهورة “ميرين روجو”، العاملة في صحيفة “روسو” المحلية، والتي لديها إصرار على استلام ملف القضية ومتابعة التحقيقات بصفتها المهنية، من أجل الوصول إلى سر اختفاء الطفلة، بمساعدة زميلها وأستاذها الجامعي “إدواردو”. اهتمامها بقضية الاختطاف، ليس لأنها قصة مهمة للصحيفة، وبحل اللغز ستحقق سبقًأ صحفيًا كبيرًا، ولكن لحساسية المسألة، وأهميتها الإنسانية، فهي تتعلق بحياة طفلة صغيرة، والأطفال والنساء، غالبًا ما يكونون الحلقة الأضعف في المجتمع. ويتعرضون باستمرار لأفعالٍ شنعاء، من تحرش، واضطهاد، وتعذيب، واغتصاب.  ما يجعلهم مسلوبي الحرية. أيضًا، هذه الحادثة أيقظت بداخلها شيئًا جرى معها في الماضي، الماضي القريب، والذي صار ملاصقًا لروحها. 

ربما، مع مرور الوقت تتعايش مع اضطراب الماضي، ولكن من غير الممكن نسيان ما حدث. فذلك السواد اليوم جزءًا منها. 

في البداية يتم الشك في أحد أصدقاء العائلة “ديفيد”، والذي يتضح أنه يقوم وابنه القاصر باختطاف الفتيات، وتصوير عمليات تعذيب، واغتصاب حرمة أجسادهن، ومن ثم بيع أشرطة الفيديو، كأفلامٍ إباحية لمدمني الجنس. ولكن، لا علاقة لهما بحادثة الطفلة أمايا. من هو الخاطف إذًا؟. 


مشاهد غير مبررة وأداء يرفع من قصة The Snow Girl 

في البداية، عرف العمل كيف يتكئ على الجوانب الإنسانية لدى المشاهد، على المشاعر التي تفيض مع كل ما يخص الأطفال، فلا أحد يستطيع تحمل فكرة ضياع طفل، وابتعاده عن حضن والديه، وتعرضه للخوف. على الفور تتخيل نفسك في هذا الموقف، والطفل أحد أبنائك، أو طفل عزيز عليك.

هذه الفكرة دفعت بمن رغب بدايةً في اختبار العرض، الاستمرار في المتابعة والتشبث بمكانه حتى النهاية، لمعرفة مصير الطفلة أمايا. 

تضمنت القصة حواراتٍ مجانية، ومشاهد حشو غير مبررة تصيبك بالبرود، فقط لتعبئة الوقت، وهذا ما أضعف ريتم العمل. وعلى الرغم من أن الحكاية كان بإمكانها الانتهاء منذ الحلقة الرابعة، أو الخامسة كأبعد تقدير، إلا أن اندفاع البطلة ميرين بشخصية الصحافية، ومتابعة تحقيقها أغنى المشاهد، فالبطلة على الرغم من ملامحها الجدية والباردة، إلا أن في داخلها غضبًا شديدًا، واستنكارًا ورفضًا لما تتعرض له النساء والفتيات، من وحشية ذكورية. حيث أجادت الممثلة “ميلينا سميت” تجسيد الدور، وإيصال مشاعر متنوعة تحاكي إيقاع العمل، من خوف، وتوتر، ورفض، وغضب. 

وكان من الممتع متابعة تطور الصراع الداخلي الذي تعيشه ميرين، بين ما حدث معها في الماضي على الشاطئ، واختطاف أمايا. هاتان الحادثتان، وغيرهما، شكّلا صدمة داخلية لديها، ما جعلها تقدم على أفعالٍ لا إنسانية لاحقًا، نتيجة الهوس بتحقيق العدالة، وتشريع الأبواب الموصدة لمأساة النساء، ولكن ليس بطريقتها تلك! لا يتحقق العدل عندما تتحول الضحية إلى جانٍ، بل بمثل تلك التصرفات يزداد بؤس هذا العالم. 

أحداث مسلسل The Snow Girl، تجري على فترات زمنية مختلفة، يتم التنقل بينها بانسيابية، حيث تتم عمليات البحث على مدار 9 سنوات. الواقعة كانت بتاريخ 2010، ولم يتم الوصول إلى نتائج، لم يعثروا على جثة بمواصفاتها، وأيضًا الجهة الخاطفة لم تطلب فدية. لكن بصيص الأمل عاد ليضيء حياة عائلة الطفلة في العام 2016، مع وصول شريط فيديو منزلي يوضح أن أمايا ما زالت على قيد الحياة، التسجيل القصير يصورها وهي تلعب داخل غرفتها. لكن الشرطة لم تقدر على مسك ولو خيط صغير، وإحراز تقدم في ملف القضية. 

تتكشف بعض الخيوط لدى الصحافية ميرين، مع وصول شريط مصور آخر في عام 2019 يستعرض نمو الفتاة وكيف صار شكلها، الأمر الذي دفعها إلى البحث عن هويات الأشخاص الذين مازالوا يملكون نوعًا كهذا من أجهزة الفيديو التسجيلية، فهي متأكدة أنها ستحصل على نتيجة في نهاية المطاف، وحل لغز الكابوس. 

ذو صلة

صحيح أن نص العمل يتطرق لقضايا الاغتصاب والعنف الجسدي والنفسي تجاه المرأة، لكنه لا يقدمها على أنها بحالة طهرٍ ملائكية دائمة، والرجل بحالة شيطانية أبدية، بل الكل خطّاء، إلا أن الرجل أكثر فيما يخص المرأة. حيث يصور لنا بطلة العمل ترتكب بعض الأخطاء الإجرامية، ظنًا منها أنها تحقق شيئًا من العدالة على الأرض، ونشاهد الجرم الذي أقدمت عليه امرأة تدعى “إيريس” لإرضاء رغبات، وإشباع مشاعر إنسانية حرمت منها. 

في النهاية يمكن القول إن مسلسل The Snow Girl دراما إثارة وغموض تستحق المتابعة، نظرًا لأداء بعض الشخصيات المميز، والحالة الإنسانية التي تقدمها القصة. 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة