تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

هل موت ميكي ماوس رسالة ديزني الوحيدة؟

عليـاء طلعـت
عليـاء طلعـت

4 د

منذ أسابيع قليلة، انتشر خبر حول قرار شركة ديزني إصدار فيلم رسوم متحركة في نهاية عام 2015 عن الشخصية الكرتونية الأيقونية “ميكي ماوس” وفي نهاية هذا الفيلم سيموت، وكانت الأسباب أن الشركة تريد أن تعلّم الأطفال درساً حول الحياة والموت وأنه ليس هنالك وجود لشخص يعيش للأبد حتى في الأفلام الكرتونية، بعيداً عن حقيقة هذا الخبر وهل هو إشاعة كما نُشر في بعض المواقع الأجنبية ولكن السؤال هل هذه هي الرسالة أو الدرس الوحيد الذي قدمته ديزني للأطفال؟


بطوط المعادي للنازية

في الحقيقة تُقدّم شركة ديزني الرسائل والأفكار للأطفال طوال الوقت، أفكار قد يظن الكبار إنها غير ملائمة لأعمارهم، أو يغفلون عنها تماماً ولا يتوقعون إنها تُقدّم في فيلم كرتوني، وذكرني في هذا الشأن فيلم كرتوني شاهدته مع ابنتي الصغيرة بالصدفة، وهو من بطولة شخصية أيقونة أخرى من ديزني وهو “بطوط” أو “Donald duck”.

تدور أحداث الفيلم حول الحرب العالمية الثانية وهتلر وبطوط الجندي في الجيش الألماني والذي يلاقي العذاب والمهانة في ظل النظام الشمولي، وفي النهاية يستيقظ ليكتشف إنه كان يحلم بكابوس ويجد أمامه تمثال الحرية ليقبله وهو يرتدي قميص من علم الولايات المتحدة الأمريكية، وفيلمان آخران أيضاً في نفس المجموعة عن النازية ايضاً.

فيديو يوتيوب

بالطبع أنا لست مؤمنة بالنازية لأغضب لها، ولكن فكرة أن طفلة صغيرة تتلقى معلومات سياسية من مسلسل كارتوني غير مريحة تماماً، وعندما بحثت وجدت أن هناك أمثلة كثيرة أخرى قدمتها ديزني تحتوي على الأفكار قد لا يحب الآباء والأمهات زرعها في أبنائهم ولنستعرض بعضها هنا معاً:


بوكاهنتوس والتاريخ المشوّه

pocahontas1

نتعرّف في هذا الفيلم على بوكاهنتوس، الأميرة الهندية التي تقع في حب أحد القادمين لاستعمار أرضها، وفي النهاية يتم قتل الأشرار ويحلّ السلام ما بين الهنود والبيض، بينما الذي حصل في الحقيقة أن 90% من الهنود الأحمر تم قتلهم على أيدي الأوربيين الذين قدموا إلى الولايات المتحدة، ليس بالأسلحة فقط ولكن كذلك بطرق أكثر خسّة مثل الأغطية المحملة بالأوبئة والأمراض كالجدري، والتي لا يحمل السكان البدائيون أي مناعة ضدها.


الحل دوماً أمير وسيم

cinderella_and_prince_charming_1920x1200

في أغلب أفلَام ديزني مثل سندريلا أو الجمال النائم أو سنووايت، حل كل المشاكل هو بالزواج من الأمير الوسيم، فعندما ارادت سندريلا التخلص من زوجة أبيها الشريرة وابنتيها، كان سبيلها الوحيد الزواج من الأمير، مما ينمّي داخل الأطفال فكرة أن الغني والسلطة هي الحل الأمثل للعقبات التي نقابلها في طريقنا.

هذه الفكرة ذاتها التي تعمل ديزني الآن على تغييرها، فنجدها تقرر في فيلمها الحديث“Into the woods” أن تترك سندريلا ألأمير و تجرب حياة مستقلة بعيداً عن زوجة والدها الشريرة والحياة المنعمة برفقة الأمير.


القبيحون سيئون بالطبع

snow_white_sd_17sd

نجد في العديد من الأفلام أن الشخصيات الشريرة يجب أن تكون قبيحة الشكل بشدّة، مثال على ذلك “اورسولا” في فيلم “الحورية الصغيرة” أو بنات زوجة الأب في فيلم “سندريلا”، فيصبح لدى الصغار معادلة بسيطة، الشكل يعبر عن الجوهر، الجمال مرتبط بالطيبة والقبح مرتبط بالشر، وهي الطريقة الخاطئة للحكم على البشر.


الجمال ضروري للنهاية السعيدة

123

في فيلم “الجميلة والوحش”، المبدأ الذي يدور حوله الفيلم هو “المظهر غير مهم” فبيل الجميلة أحبّت الوحش بمظهره القبيح، ورأت الجمال في داخله بعد أن تغيّر من أجلها، ولكن جاءت نهاية الفيلم لتهدّم هذا المبدأ تماماً.

فالنهاية السعيدة التي قررها القائمون على الفيلم أن يتحول الوحش لأمير وسيم ليحظى بنهايته السعيدة في إعادة تأكيد على أن السعادة من حق الوسماء فقط، بينما في فيلم “أحدب نوتردام” لا يستطيع الأحدب الحصول على حب “أزميرالدا” مهما فعل، فكيف تحبّ الجميلة قبيح مثله؟


التحالف مع الشيطان ليس سيئاً طالما النتيجة جيدة

The-Little-Mermaid-image-the-little-mermaid-36699939-5760-3240

في فيلم حورية البحر الصغيرة، تقرر الحورية “اريال” مخالفة والدها وعقد اتفاق مع الشريرة “أورسولا”، اتفاق مجحف وقاسي وكاد أن يجعل الحورية تخسر كل شيء، ولكن في النهاية تنقلب الأمور لصالحها بمساعدة والدها وأصدقائها، ولكن يبقي أن التحالف مع الشيطان ومخالفة القواعد أمر جيد طالما يعطي النتائج المرجوة في النهاية، حتى لو عانت بعض الشيء خلال ذلك.

ذو صلة

هنالك غيرها من الأمثلة التي لا تحصي، ولكن هذا لا يعني أن نمنع أطفالنا من مشاهدة الأفلام الكرتونية أو ديزني، لكن بعض الرقابة لا تضر أبداً، مع تصحيح المفاهيم الخاطئة في الوقت المناسب الذي يعي الطفل به على النقطة محل الجدل، حتى لا تصبح أفلام الكرتون هي المعلم الذي يستقي منه أطفالنا أفكارهم ومبادئهم التي ستؤثر على حياتهم ونحن غافلون.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة