ايقونات عن الحب والعشق وعذابهما .. للرومانسيين فقط

كثيراً ما تجد نفسك وسط عناء الحياة ودوران الدائرة المعتادة التي لا تخرج عن الاستيقاظ باكراً، العمل الشاق، اجتماعيات متكلّفة، بحاجة إلى بعض الراحة، الراحة حتى من سبل الراحة المعتادة! ان تخرج عن دائرة افلام التجارة السينمائية التي لا تعد ولا تحصى، تلك التي تنحصر في افلام الأكشن والجريمة والحروب والخيال العلمي والإثارة والرعب، كعاشق للسينما ومهووس بها، انت بحاجة من حين لآخر الى عمل سينمائي يجعلك تفكر قليلاً، تشعر بإثارة من نوع آخر، إثارة على رقة ما هي عليه الا انها حادة التأثير .. إلى حد البكاء!

لأولئك الذين يبحثون عن منفذ لطاقات رومانسية مكبوتة، عن أعمال سينمائية غير معتادة، اعمال لا تقدم سوى الحبّ ولا شيء آخر عن منفذ تجلس فيه وحدك ربما أو مع زوجة أو حبيبة لتعيش وقتاً من زمن آخر في هذه المساحة أقدم لك ايقونات عن الحب والعشق لم تستطع وسيلة أخرى أن تقدمها بتلك الروعة سوى السينما، أيقونات بها تستطيع أن تخرج مكنونك من المشاعر، وربما بعض الدموع!

أعرف كثيرون رأوا من السينما ما يقترب من معظمها ولم يروا Titanic كنت منهم، والسبب واحد، هو ان الجميع قد شاهدوه! ولم تعجبنا تلك الضجة التي أثارها منذ انتاجه حتى هذه اللحظة. الآن استطيع ان أقول لك بجدارة، لا يمكنك ان تدخل لهذا النوع من الأفلام دون أن ترى فيلم Titanic!

لتحيط بما لهذا الفيلم من قيمة يكفي ان تعرف انه ثاني أعلى فيلم تحقيقاً للإيرادات في التاريخ، كتبه وأخرجه وأنتجه المخضرم ” جيمس كاميرون” أداء غير معتاد من المحلق خارج السرب “ليوناردو دي كابريو” بمشاركة “كيت ونسليت”، “بيلي زين” و “جلوريا ستيوارت”. قصة حب قصيرة بين شاب فقير و فتاة جميلة أرستقراطية على متن السفينة الأسطورية “تيتانيك” الغارقة في أولى رحلاتها.

تحفة سينمائية انتجت عام 1997 بميزانية (200 مليون دولار) لتحقق إيرادات قدرها (2 مليار و 185 مليون دولار!). عادل الفيلم الرقم القياسي في عالم جوائز الأوسكار بعد فوزه بـ 11 جائزة أبرزها كان جائزة أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل تصوير سينمائي، وأفضل موسيقي تصويرية إن لم يعجبك الفيلم فستخرج غانماً فقط اذا استمعت لأغنية الفيلم الرئيسية My Heart Will Go On لسيلين ديون، والتي أصبحت إحدى أكثر الأغنيات مبيعاً في التاريخ برقم بلغ 15 مليون نسخة حول العالم!

لمسات السينما الهندية في بعض الأفلام العالمية

*********************

في أمريكا الجنوبية وعلى ضفاف نهر ماجدالينا، يقع المراهق “فلورينتينو” في غرام “فيرمينا”، تعاهدا على الزواج بعد رسائل بينهما استمرت ثلاثة أعوام! ولأن “الذين يحبون لا يتزوجون” كما قال شيخ الرواية “نجيب محفوظ”، انتهى الأمر بزواج فيرمنيا من رجل آخر وضياعها من حبيبها.

وما هي الإجابة عن سؤال وجودي مفاده “كم من الوقت يمكنك الانتظار من أجل الحب؟!”

هذا ما ستعرفه عند مشاهدة الفيلم المقتبس عن رواية كاتب نوبل الكولومبي الأعظم “جابرييل جارسيا ماركيز”، رواية من ضمن الروايات الأكثر تداولاً في العالم، المعالجة سينمائياً في هذا الفيلم المنتج عام 2007 كانت من بطولة الإسباني المخضرم “خافيير بارديم” والمرشحة للأوسكار “فيرناندا مونتينيجرو”.

*********************

هذا الفيلم على قمة أفلامي المفضلة، إن لم تشاهده وتبكى فاعرف ان هناك شيئاً ما ليس على ما يرام ولابد لك من الوقوف عليه ومعالجته! ماجي، طبيبة شابة، مادية، لا تؤمن بالغيبيات، لفتت نظر أحد الملائكة! نعم، اترك المنطق قليلاً وساير ما ترى .. “سيث” يظهر لها بين الحين والآخر، يساعدها حيناً، يحيرها في آخر، يعبث بجميع معتقداتها، يجعلها تترك المشرط والقفاز والميكروسكوب والدماء لتفكر في العضو الذي يضخها: القلب!

يسكتها بكلمات لا تستطيع الفكاك منها “الغريب جميل”، “بعض الأشياء صحيحة سواء آمنت بها أم لا” ستزرف الدموع مراراً في محطات عديدة في تلك التحفة التي لا اعتقد ان هناك أجدر من “نيكولاس كيج” لدور بطولتها، فيلم أسطوري لا يفوتك فيه أداء “ميج رايان” كان رائعاً كذلك!

أغرب ما رأيته من الأفلام الدرامية والرومانسية حتى هذه اللحظة، لا تكمن غرابته في خدع بصرية أو مؤثرات سينمائية بل في التساؤلات التي يطرحها عن الدقائق الحياتية الغزيرة التي يقدمها على مدى 120 دقيقة هي مدة عرض تلك التحفة، الأغرب انه فيلم فرنسي لا علاقة له بهوليوود، اُنتج باللغة الفرنسية وصوّر في فرنسا!

قصة الحب فيه ليست عنيفة بالقدر الذي سبق واستعرضناه في امثلة سابقة، لكن القضية تكمن في نقاء “إيميلي” وبراءتها، مساعدتها للغير، مرونتها في رؤيتها للعالم وطريقتها في تعاملها معه على قدر ظروفها الغريبة للغاية وطبيعتها الشخصية الفريدة، ان يكون حلمك هو فتاة مثلها.

لا غرابة ان يحتل الفيلم مكانة متميزة ضمن أفضل الأفلام في التاريخ السينمائي، اُنتج في 2001 بميزانية (11.5 مليون يورو) ليحصد إيرادات قدرها (152 مليون يورو)، فيلم لا يفوتك من بطولة الجميلة “أودري تاتو” بمشاركة “جمال ديبوزي”.

ما سيفعله بك هذا الفيلم موازي لمفعول فيلم تشويق من النوع الثقيل، يستحق بجدارة ان يوضع في مدرسة جديدة يمكن ان نسميها “أفلام التشويق الرومانسية”.

جوناثان يقابل سارا بالصدفة في مركز تجاري في ليلة عيد الميلاد، تبدو بينهما بوادر حب لا يستطيعان مجرد التلميح إليه، فالاثنان على وشك الزواج من شخصين مختلفين تماماً، من باب الفكاهة واطلاق باب المستحيل يتفقان على شيء ما ان حدث لكل منهما فسوف يتقابلان حتماً وحينها من يدري؟؟

“السماء تعمل بطرق غامضة” ما اتفقا عليه حدث بالفعل بعد سنوات عديدة، ساعة ونصف من الإثارة عبر العديد من الصدف والأحداث الغريبة لا أدري كيف كتبها “مارك كلين” مؤلف رواية هذا الفيلم الرائع الذي قام ببطولته “جون كوزاك”، “كايت بيكنسل” و” جيريمي بيفين”.

*********************