الموسم الخامس لسلسلة Game of thrones نقطة سوداء في مسيرة النجاح

لم أتطرق للكتابة عن الأربعة المواسم الأولى لمسلسل صراع العروش الذي ابتدأ عرض الموسم الأول منها في أبريل 2011 على قناة الـ HBO الأمريكية، ولكن بشكل عام ومختصر، اعتبرت هذه السلسلة من أفضل السلسلات التي قُدمت على الشاشة الصغيرة خصوصاً تلك المبنية على روايات، وربما ما ميزها عن غيرها هو عدم قدرة المشاهد توقع أي من الأحداث المفصلية فيها، حيث عُرف عن فريق عمل المسلسل هوايتهم في قتل أي شخصية رئيسية دون أي تردد، خصوصاً بعد جعلها محببة للجمهور أكثر من الشخصيات الرئيسية الأخرى.

كما ميزها أيضاً، الوتيرة العالية التي تعمل عليها أحداث المسلسل، فلم يكن هناك أي مكان لملل خللال الساعة التلفزيونية المخصصة للحلقة، أحداث شيقة وفي كثير من الأحيان تستدعي شدّ الأعصاب.

الحمى المتزايدة لأفضل سلسلة تلفزيونية: “Game of thrones”

ولكن فريق العمل في الموسم الخامس الذي ابتدأ عرضه في أبريل 2015 اتخذ قرار بالخروج بعض الشيء عن أحداث الرواية المكتوبة والجنوح في عالم آخر من انتاجهم الخاص بالتوافق مع كاتب الرواية الأساسي وضمن اشرافه، ويبدو أن هذا القرار لم يكن موفّقاً على الإطلاق، حيث تخلل الحلقات السبعة الأولى من الموسم الخامس عدد كبير من الأحداث المملة وغير المتناسقة مع غياب كامل لشخصيات من المفترض أن تكون رئيسية إذ تابعناها بالمواسم الأربعة الماضية في كل خطوة خطوها ليختفوا بعدها في هذا الموسم دون أي تبرير!

الحلقة الثامنة تلقت أفضل تقييم على مستوى حلقات المسلسل منذ بدايته حتى الآن وبلغ تقييمها على موقع الـ IMDb العالمي 9.9/10 بتصويت لأكثر من 30 ألف مستخدم للموقع، وبالفعل استحقت هذا التقييم الجيد لأن فريق العمل استدرك بعض الهفوات التي وقعو فيها سابقاً واستعانوا بعناصر الجذب والشد لارضاء الجمهور مرة أخرى، وتبعتها التاسعة بروح إيجابية أيضاً وأحداث متناسقة بعيدة عن الملل.

في الحلقة الأخيرة من المسلسل السوري ليالي الصالحية -الذي عرض في رمضان عام 2004- قدم المخرج بطريقة مبتذلة حلول لجميع المشكلات التي ظهرت في المسلسل على مدار الـ 29 حلقة الماضية، فإمرأة لا تحبل تصبح حامل، وشخص توفي في الخدمة العسكرية يعود إلى الحياة، وشخص حرامي يعيد كل ما سرقه لأصحابه.

هذا هو المشهد بالضبط الذي استحضرني أثناء مشاهدتي للحلقة الأخيرة من الموسم الخامس من صراع العروش، فبعد بناء عدة شخصيات وقصص متنوعة متعلقة بها على مدى أربعة مواسم وتسعة حلقات، يختفي عدد كبير منها في حلقة واحدة، عدا عن المصير المجهول لعدد من الشخصيات الأخرى، وما لبثت أن انتهت الحلقة حتى جالت مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة لأحداثها، ولم تلقى تلك الانتقادات او الاستفسارات أي رد سوى ان عليهم الانتظار لـ 42 اسبوع آخر لمعرفة ماذا سيحدث.

في المواسم الأولى من السلسلة وجّهت العديد من الانتقادات تجاه الكمية الكبيرة من لقطات العُري التي تعرض في حلقات المسلسل لدرجة تبلغ حد الإفراط كما وصف عدد من النقاد، ويبدو أن فريق العمل في الموسم الخامس لم يقدم اصلاحات سوى بهذه لقضية حيث خفّت بشكل ملحوظ لقطات العري.

في النهاية، يبدو لي أن الموسم الخامس لسلسلة Game of thrones نقطة سوداء في مسيرة النجاح التي حظيت بها السلسلة، وانت عزيزي القارئ ما رأيك؟