أفضل أفلام النجم العالميّ دنزيل واشنطن

هو البطل، الغامض، العميل السريّ، المجرم، الحذق، الطيّار، المُختار، المهندس، سائق القطار، الأب الحنون، المتحدّث السلس، البروفوسور، الامبراطور، تاجر المخدرات، الشرطيّ الفضولي، المحقق المخضرم، الضحية الضعيفة، القاتل المحترف، شرطي فاسد، ثائر على القانون، المدرّب المُلهم، الملاكم المحترف، لاعب السلّة الغاضب، محقق الظواهر الغامضة، المحامي المتفاني والمخلص للقانون، ناشط حقوق الإنسان، الجنديّ الوطنيّ .. هو دنزيل واشنطن واحد من أبرز الممثلين في تاريخ السينما العالميّة.

متنوّع في أدواره، وكأنه عند بداية مسيرته قال لنفسه أريد أن أمارس كل الرياضيات وأنا احترف كل المهن، وبناءً على ذلك اختار أن يدخل مجال أبدع فيه بحذافيره وهو السينما، وكانت له رغبته في أن يصبح ما يشاء، لا يجعل من هذا التنوّع أمراً رائعاً سوى المثاليّة التي يقدمّها دنزيل لجميع أدواره المختلفة عندما يلعبها ويقدمها لنا على طبق مؤثر مليئ بالأحاسيس وكأنه بالفعل أحيا تلك الشخصية.

دنزيل باختصار شديد ولد عام 1954، في مدينة نيويورك الأمريكية، نشأ في بيئة مليئة بالجريمة انقذته منها والدته عندما ارسلته إلى مدرسة داخلية بعيدة، ليحظَ لاحقاً في حياته الدراسيّة على الباكالوريويس في الدراما والصحافة عام 1977 مع ممارسته لرياضته المفضلة كرة سلّة في فترة الدراسية الجامعيّة، مضيفاً مركز لينكولن الفني على بداياته لدراسة التمثيل وسنة أخرى ذهب فيها إلى المدرسة المسرحيّة قبل أن ينطلق في الحياة كممثل محترف.

كان ظهوره الهوليوودي الأول في فيلم Carbon Copy عام 1981، ليتقدّم لاحقاً في مسيرته عن طريقة المسلسل التلفزيوني St. Elsewhere، وشارك خلال فترة عرضه بأعمال سينمائية أخرى كان أبرزها بالتأكيد Cry Freedom الذي حصّل له ترشيحاً في عالم جوائز الأوسكار عن فئة أفضل ممثل مساعد، ومن بعضها ابتسمت الحياة كثيراً لديزنيل الذي حاز لحدّ الآن على جائزتي أوسكار في مسيرة سينمائية هائلة شارك من خلالها في أكثر من 50 عمل سينمائي.

مهمّي هنا بسيطة، أن أقلص تلك الأعمال الـ 50 قدر الأمكان، واقدّم لكم أفضل 10 على الاطلاق، فعاش ديزنيل مسيرة فنيّة مُشرّفة وهو ممثل يضيف للعمل جودة سينمائية بأدائه الكافيّ، مشاهدته متعة ولذّة لمحبيّ السينما وهذه الخيارات صعبة قليلاً، لكن لنبدأ الحديث عن افضل افلام دنزيل واشنطن .. واحد من كبار ممثلي السينما العالميّة:

بعد ظهور دنزيل بالشكل الصحيح في عالم النجوميّة، حصّل دوراً آخراً كبيراً عبر هذا الفيلم الحربيّ الذي سيقدّم لدنزيل شخصياً تصنيفاً سيعود له في الكثير من المرّات عبر مسيرته، ولكن هنا نقطة تحوّل أخرى قدّمت لدنزيل جائزة أوسكار مُستحقّة في دوره الثانويّ، وتدور أحداثه في ظل الحرب الأهليّة الأمريكية.

صُنع الكثير من الأفلام التي دارت حول تلك الفترة الزمنيّة ولكن دنزيل إلى جانبه كل من ماثيو برودرويك ومورغان فريمان لم ينتهوا من عملهم على الفيلم قبل أن يتأكد من بروزه عالياً بين تلك الأفلام، بالإضافة إلى الاختيار المفصّل في القصة التي اختار تليها والإنجازات التقنيّة الرائعة في وقتها بين أفلام الحروب المختلفة.

******************************

فيلم سيرة ذاتيّة دراميّ رائع، حول الناشط الإنساني مالكوم اكس، والفيلم من إخراج سبايك لي الذي تعاون مع دنزيل في عدة مشاريع سينمائية على طول مسيرته المشرفة، كان دنزيل رائعاً بكل ما تعنيه الكلمة في هذا الفيلم ونال بالطبع ترشيحاً بسبب دوره في الفيلم على جائزة الأوسكار، ولكن لم يكن ليكفِ دنزيل دون الكميّة الهائلة من الدراما الواقعيّة والرسائل المؤثرة التي عمل الفيلم على طرحها.

حاله مثل حال الفيلم السابق، تناول موضوعاً كثيراً ما تكرر على عدسات الكاميرا ولكن مرّة أخرى سطع بقدرات دنزيل التمثيلية، لديه ذلك الطابع التاريخي الفريد من نوعه مع الجرعات المناسبة من الدراما، وخطاب من أفضل ما شهدناه في تاريخ السينما، مجسّداً تلك الموهبة الرائعة لدنزيل واندماجه وظهوره الكبير على الشاشة الكبيرة.

******************************

فيلم إنساني مؤلم آخر في مسيرة دنزيل واشنطن، بالاشتراك مع مُبدع هائل آخر هو ذلك المُذهل توم هانكس، يلعب دنزيل هنا دور محامي صغير يدافع عن رجل طُرد من عمله بعد أن تم تشخيصه بمرض الإيدز. الفيلم رحلة إنسانيّة دراميّة هائلة، جريئ جداً في زمنه وتحدّثت عنه سابقاً أثناء سردي لأفضل أفلام النجم الآخر توم هانكس.

******************************

موضوع آخر متكرر في سياق السينما، ولكن لا يوجد فيلم آخر استطاع إنجاز ما قدّمه هذا الفيلم على صعيد التشويق والحوار عاليّ المستوى، حيث تدور أحداث الفيلم في غواصة وهذا ما يرفع مستوى التشويق إلى درجات كبيرة مجبرةً المشاهد على التفاعل حتى بتنفسه مع أحداث الفيلم الحذقة وتلك الموسيقى الرائعة التي عمل عليها هانز زيمر بنفسه.

يشارك دنزيل في هذا الفيلم جين هاكمان، طرف رائع آخر من الفيلم، وأيضاً يشهد الفيلم جزء تم كتابته من قبل كوينتن تارنيتنو لكن دون الاعتراف بما قدّمه في الفيلم، وكانت للمساته دوراً كبيراً في سياق الحوار والنص المفاجئ في هذا الفيلم، والذي أضاف نقطة هائلة في تقديم التشويق وبالطبع الألوان المزعجة التي عُرض الفيلم من خلالها.

******************************

من أفلام الدراما الرياضيّة الرائعة جداً، مرّة أخرى ينتقل دنزيل إلى جانب آخر من العالم السينمائي ويتجّه إلى الجانب السيئ، حيث يتحدث عن مجرم مُدان بسبب قتله لزوجته، يحظى بعرض لتخفيف فترة عقابه عن طريق اقناع ابنه نجم كرة السلّة بالذهاب للعب كرة السلّة في جامعة معيّنة، في إشارة إلى الكثير من المشاكل التي يواجهها الرياضيون الصاعدون.

أخذ الفيلم أيضاً فكرة قد تكون كثيرة التكرار، واعطاها طابع جديد هنا وهناك، مع دنزيل الذي لا يخيّب حتى، ونظراً لمسيرته الاحترافية السابقة في ممارسة لعبة كرة السلّة لم يكن لديه أي مشكلة في الموضوع، وأظن أنه ببساطة من أفضل أفلام الدراما الرياضيّة على الاطلاق بسبب الطرق التي اقترب بها من الكثير من المشاكل بالإضافة إلى وجود مشاهد كرة سلّة جيّدة بالفيلم مع مساعة نجم الـ NBA الأسطوري راي آلين.

******************************

بما أننا ما زلنا في أدوار دنزيل التي لعب فيها الشرير، سنتحدث عن هذا الفيلم الذي قدّم مرة ثانية جائزة الأوسكار لدنزيل عن استحقاق كبير متفوقاً على ممثلين كبار مثل شون بين، روسل كرو وويل سميث لكن دنزيل إلى جانب زميله في البطولة إيثان هوك قدما أداءً سينمائياً رائعاً في واحد من أفضل أعمال دنزيل السينمائية على الاطلاق.

يتحدّث الفيلم عن شرطي جديد ومشاركته في يومه الأول مع شرطيّ فاسد، دراما قويّة وممتعة في الوقت ذاته، نص ذكيّ وطريقة عرض مناسبة من مخرج الفيلم أنطوان فوكوا وقدّم الفيلم بشكل عام نظرة قريبة إلى عالم الشرطة الفاسدين، كان سياقه الزمني رائعاً، أحداثه الكثيفة والمليئة أيضاً كانت فريدة من نوعها، ليبقَ أداء دنزيل خالداً في هذا الفيلم.

******************************

قد يكون دور دنزيل كالقاتل الخارق كثير التكرار في مسيرته، ولكن إذا كان عليّ أن اختار فيلم واحد أفضّل مشاهدته عن البقيّة فسيكون هذا الفيلم من اختياري، والذي بدوره يتحدث عن قاتل مأجور متقاعد، يسعى للانتقام من مجرمين استهدفوا عائلة يعمل على حمايتهم، لتظهر شخصية تلك الرجل الغاضب بأفضل شكل ممكن مع المبدع دنزيل.

بالطبع لم يكن ليكفِ أداء دنزيل في هذا الفيلم دون الإخراج الأنيق، وطريقة العرض المغايرة المليئة بالمفاجئات البصريّة السارّة إلى جانب الأحداث المشوّقة، ويُعدّ هذا الفيلم تعاوناً آخراً بين دنزيل ومخرج أفلام الأكشن الراحل توني سكوت الذي عمل مع دنزيل على العديد من الأعمال السينمائية قبل وفاته، وينجح الفيلم بشكل عام باثبات نفسه بالمتعة التي يقدّمها في تصنيف وموضوع متكرّر حتى في مسيرة دنزيل وحده.

******************************

يحتوي هذا الفيلم على كل شيء، السقوط، الصعود، الأداء الجبّار، الدراما القويّة، الرياضة الممتعة، كل شيء تبحث عنه في فيلم دراما رياضي موجود في هذا الفيلم إلى جانب أداء يُعدّ من أقوى ما قدّمه دنزيل على الشاشة الكبيرة، جعله مرشحّاً مستحقاً لجائزة الأوسكار عام 2000 ولكنه خسرها لصالح العبقريّ كيفن سبيسي.

يتحدّث الفيلم عن ملاكم يُسجن بالخطأ بسبب جريمة لم يرتكبها، ومحاولاته العديدة لإثبات برائته والمراحل العديدة التي مرّ بها في سياق هذه العمليّة، رحلة دراميّة رائعة مؤثرة دون شك، اقتبست عن قصة حقيقية قدّمت فرصة لدنزيل أن يثبت أنه رجل المهمات الصعبة، وأنه ليس هناك أي وجود لدور سينمائي لا يمكنه أن يلعبه.

******************************

يبرز هذا الفيلم بشكل مميّز جداً في سياق أفلام السرقة والسطو المختلفة، ولحسن الحظ كان لدينا دنزيل ليشاركنا هذه الرائعة السينمائية المشوّقة لسبايك لي إلى جانب كلايف أوين، جودي فوستر، وكريستفور بلمر ويتحدّث عن عملية سطو مسلّح والمفاوضات العديدة لضمان سلامة الرهائن.

ستلاحظ مرّة أخرى التكرار الموجود في فكرة الفيلم، ولكنه سيفاجئك بروعته وهذا أمر مضمون جداً، وتم العمل على قصته بشكل حرفيّ عاليّ المستوى جعلت منه فيلماً متميّزاً إلى أبعد الحدود، واعتبره بشكل رئيسي من أكثر أفلام السرقة ابتكاراً وأصليّة في عالم السينما، وحظي أيضاً بالفريد من نوعه دنزيل واشنطن.

******************************

فيلم استراتيجي اقتصادي في المقام الأول، تجري أحداثه في أجواء مليئة بالجريمة حول عصابة مخدرات والمحقق الذي يضع من اسقاطها هدفاً نهائياً له في الحياة، يعود دنزيل في أداء لا يُعلَ عليه في هذا الفيلم، أيضاً تأتي قصة الفيلم من أحداث حقيقية مما يجعله الخليط المثالي بين أفلام الجريمة، السير الذاتية والدراما العميقة.

يأتي الفيلم من عدسة صانع الأفلام الشهير رايدلي سكوت، وتمكّن من الترشّح لجائزتين في عالم الأوسكار لكنه لم يفز بأي منها. أثارت قصة الفيلم على كل حال الكثير من الجدل وخاصةً فيما يتعلق بالشخصيات الحقيقية التي اقتبسها ووضعها في الفيلم، حتى رُفعت دعوات قضائية على شركة الإنتاج، ولكن النتيجة السينمائية بشكل عام كانت أكثر من مرضية في نظري.

******************************

لن تنتهِ أبداً أفلام دنزيل واشنطن، فحديثاً عمل على فيلم “الرجل الواحد” The Equalizer بعد نيله لترشيح جديد في عالم الجوائز الأوسكار بسبب فيلم Flight، مع مشاركته مارك ويلبرغ في فيلم الأكشن الممتع Two Guns، وكان ذلك أيضاً بعد مشاركته لراين رينولدز فيلم أكشن آخر هو Safe House.

قبل ذلك، وفي 2010 شاهدنا فيلمين رائعين من دنزيل هما Unstoppable المليئ بالسرعة والحركة والتشويق، وشاهدنا أيضاً لعبه لدور الرجل المختار في فيلم The Book of Eli، كان ذلك بعد مشاركته للفريد جون ترافولتا في النسخة الجديدة من فيلم السرقة The Taking of Pelham 1 2 3 الذي كان في الحقيقة فيلماً ممتعاً ولكن قليلاً تحت المستوى المنتظر منه في وقتها.

في عام 2006 شارك دنزيل في فيلم حمل الكثير ولكنه قدّم القليل تحت عنوان Deja Vu مسبباً خيّبة كبيرة بالرغم من الامكانيات الكبيرة للفيلم، دون نسيان بالطبع الفيلم المذهل The Manchurian Candidate الذي عمل عليه دنزيل بعد انطلاقته الإخراجيّة الفريدة من نوعها عبر فيلم Antwone Fisher، مع زيادة دراما رياضيّة أخرى في مسيرته ولكن هذه المرة من مقعد المدرّب عن طريق فيلم Remember the Titans.

شارك أيضاً دنزيل في سلسلة من أفلام الجرائم مثل The Bone Collector وأيضاً فيلم Fallen الذي بصراحة اعتبر إضافته الغامضة والقسم الأول من قصته من أفضل ما في هذا المجال، لنصل إلى أولى أعماله السينمائية والفيلم الأنيق Devil in a Blue Dress مع ذكر بداياته المهمة عبر فيلمي Cry Freedom وA Soldier’s Story.

مجموعة إضافية رائعة من افضل افلام دنزيل واشنطن تستحق جميعها أن تأخذ المرتبة 11 بين قائمة افضل افلام دنزيل واشنطن المميّزة، ولا يعنِ أبداً واقع تواجدها بين الأعمال الأخرى إنها أقلّ روعةً من الأفلام السابقة، ولكن الاختيار في هذا السياق تدخل فيه الكثير من العوامل السينمائية المهمة.

صنع دنزيل كل ما يريد صنعه في عالم السينما، والآن هو يدخل على ما أظن لمجال المتعة الشخصيّة، مشاركاته الجديدة  ضمّت فيلمين أولهما فيلم The Magnificent Seven إنتاج 2016، كـ نسخة جديدة من الفيلم الشهير الذي تم عرضه سابقاً عام 1960، ويضم الفيلم طاقماً هائلاً في مقدمتهم دنزيل واشنطن، كريس برات، إيثان هوك، فينسنت دونوفيرو، ومات بومر، وأيضاً من إخراج أنطوان فوكوا الشهير لفيلم Training Day كما ذكرنا.

أما مشروع دنزيل الثاني فهو الجزء الثاني من فيلم The Equalizer، والذي كان من المخطط عرضه في خريف عام 2017، لكنه تأجل إلى صيف العام الذي يليه (تحديدًا يوليو 2018) يأتي ذلك بعد النجاح الجيّد الذي حققه الفيلم الأول وواقع تَوفّر كميّة قصصية كبيرة في هذا المجال بالنظر إلى مصدر اقتباس الفيلم الأصلي، وهو مسلسل شهير بدأ عرضه عام 1985، ولم يتم الإعلان عن أي تفاصيل أخرى، ومتوقّع  أن يعود المخرج أنطوان فوكوا للعمل على الجزء الثاني من الفيلم.

شخصية مُلهمة بكل ما تعنيه الكلمة، وممثل بارع خُلق ليظهر على الشاشة الكبيرة، هذا الممثل ثروة فنيّة حقيقية وأفلامه بما تقدّمه من متعة من جهة، ومن مشاكل ومعالجات إنسانية من جهة أخرة هي هديّة حقيقية في عالم السينما، وأظن أن الطريق ما زال طويلاً أمام هذا الممثل وسيقدّم لنا المزيد والمزيد من الأعمال السينمائية الهائلة.