شارات مسلسلات كرتونية حُفرت في وجدان جيل الثمانينيات والتسعينيات!

لم تعُد الأغاني الموجهة للأطفال، وخصوصاً شارات مسلسلات الأنميشن والكرتون، عبارة عن كلمات بسيطة بمعاني عامة تقترب من السطحية أو تناسب أطفالاً بعمر الخامسة، توضع شارات لمسلسلات يتابعها أطفال يقتربون من عمر المراهقة.. هناك من رأى أنه يمكن لشارة مسلسل تُعاد أكثر من ثلاثين مرة على أقل تقدير أن تُدخل لعقل المشاهد معاني كثيرة جميلة من خلال استخدام كلمات قوية مؤثرة تجعل سامعها لا يمل من تكرارها وموسيقى عميقه لا تختلف عن الموسيقى المستخدمة في تأليف أغنيات الكبار.

لا يمكن إنكار الحماس الذي كان يدبُّ في نفوسنا حين نشاهد شارة مسلسل أو الحزن في حالة مسلسل آخر، ولا يمكن لشاب من جيل الثمانينات أن ينسَ الشارات المميزة التي ظهرت على الساحة حين كانت المسلسلات قليلة و يمكن إحصاؤها، وتأثيرها على تفكيرنا وطريقة تعاملنا مع الأمور من حولنا.

سأستعرض بعض الشارات التي أعتقد أنها حملت معانٍ عظيمة وأبدع مؤلفوها والملحنون وحتى المطربين الذين قاموا بغناءها لتخرج عملاً متكاملاً بحد ذاته يُطبع في ذاكرة من يشاهده – ربما حتى بعيداً عن المسلسل الخاص به –

أول ما كتب “طارق العربي طرقان” وغناها بصوته الشجي المميز الذي يحمل سامعه إلى أن يذهب معه إلى البحيرات يصيد أسماكه الغريبة.. ويشعر بهبات الرياح الباردة في الصباح الباكر ترافق رامي في رحلة صيده المتحمس له دائماً..

قصص المسلسل مقتبسة من سلسلة مانغا للمؤلف تاكاو ياغوتشي (باليابانية: 矢口高雄) عن صبي هوايته الصيد ويتعلم أنواع الأسماك وطرق اصطيادها، عُرض أول مرة عام 1980.

يسكن “رامي” عند بيت جده القريب من البحيرة حتى يتسنى له أن يلاقي العدد من الصيادين المحترفين الذين يتعلم رامي منهم اشياء كثيرة عن الصيد، وفي بعض الأحيان تُرمى سنارات المنافسات ويشتد وطيس التحدي حول من يصطاد أكبر سمكة بيد ان الحظ يحالف رامي الصياد الصغير ويكسب في النهاية دومًا.

من المسلسلات التي تحمل ضمن طياتها الكثير من الأمل، تجسّدها كلمات الشارة بكل براعة، حيث الأمل هو الخيار الذي يختاره الأطفال فيه رغم حياتهم القاسية وظروفهم الصعبة التي يعيشونها والمصاعب التي تعترض أحلامهم البسيطة والآلام التي لا يستسلموا لها..

قصة المسلسل مقتبسة من رواية (Die Schwarzen Brüder) التي كتبتها الكاتبة الألمانية ليزا تيتزنر في سويسرا عام 1941 والشارة أيضاً من غناء رشا رزق وطارق العربي طرقان وكلمات ولحن المبدع طارق العربي طرقان.

ما دام الأمل طريقاً فسنحياه…

مسلسل آخر من تلك التي تمتلئ بمعاني التحدي والمغامرة، وبالعزم يواجه البطل خصومه ليحصل على لقب القناص في سعيه لإيجاد والده..

العدل والإنصاف والإخلاص، التحدي والصبر، حب الخير وقهر الصعاب كل هذه المعاني امتلأت بها كلمات الأغنية من تأليف أحمد نتوف وموسيقى ابراهيم سليماني الذي يظهر اسمه لاحقاً كثيراً على شارات المسلسلات بطريقة جديدة ومحترفة وغناء رشا رزق بصوتها القوي الجميل..

بدأ عرض المسلسل على مدى ثلاثة أجزاء مكونة من 60 حلقة بالمجمل مأخوذة عن سلسلة قصص مانغا لها نفس الاسم عام 1998 في اليابان وعام 2005 في الشرق الأوسط، من دبلجة مركز الزهرة.

كتب كلمات هذه الأغنية ولحنها طارق العربي طرقان عقب انتفاضة أطفال الحجارة الثالثة ووضع فيها كل الحماس الذي يمكن أن تتخيّله والرغبة العميقة في الانتصار..

حيث تبدأ الموسيقى بقوة تجعل السامع يدبّ فيه الكثير من الحماس.. ثم خطاب للمجرة التي من المفترض تدور حولها حكاية المسلسل ومحاولات لاحتلالها وتفريقها.

الشارة تُعبّر عن نفسها فلا داعي لأي تعليق!

النسخة الجديدة من مسلسل الكرتون ريمي والقصة المشهورة عن الولد الذي يبحث عن أمه ويتجول مع عازف جوال هو العم فيتالس، الفارق في النسخة الجديدة هي أن الولد يصبح فتاة لطيفة رقيقة تحب مساعدة الآخرين وتُحبّ العم الذي تتجول معه رغم قساوة ملامحه الظاهرية.

عن نفسي أفضّل أغنية النسخة الثانية وإن كان الكثير يحب الأغنية الأولى ويعيش معها ذكريات جميلة عن الصداقة..

المعاني مختلفة بين الأغنيتين رغم أن القصة لم تتغير، وهذا يوحي أنه خلف هذه القصص معاني كثيرة يمكن الغوص فيها والتعلم منها.

عن الأم وحنانها وافتقاد ريمي لهذه المشاعر والحضن الدافئ والأمان الذي تمنحه الأم لأولادها… تحلم ريمي وتطوف الدروب وتتحمل المشاق للوصول لوالدتها متتبعة خيوطاً واهية أحياناً، تحارب الحزن شوقاً لغد أفضل.

عُرضت النسخة الأولى في عام 1980 والثانية في عام 1996 من إنتاج شركة أخرى.

عن الأم ثانية.. وافتقاد الطفلين لها مبكراً ومحاولاتهم لتكون حياتهم بعدها كما كانت عندما كانت على قيد الحياة..

لا بد أن عينيك دمعت مرة أثناء سماعك “هالة الصباغ” وهي تنشد بصوت حنون شجي كلماتها الرائعة..

مسلسل مُتقدّم في الزمن بالنسبة لسابقيه، لكن شارته تلفت نظر من يهوى سماع هذه الأغنيات وتجعله يتوقف عندها ويصغي لتناغم الموسيقى مع الصداقة في ألحان بديعة ومعان راقية من تأليف سامر رضوان وغناء رزق.

مسلسل من عدة أجزاء بشخصيات كثيرة عاشت قصصاً كثيرة عالم الديجتال ومع الكائنات الافتراضية المختلفة..

حمل المسلسل شارات مختلفة اخترت لكم شارة البداية للجزء الثالث، يركز المسلسل كثيراً على قضية الصداقة وأهميتها في المساندة وتجاوز المشكلات.

هذه الأغنية بصوت “عنان الخياط” الرخيم والذي لم نسمعه كثيراً لكن له بصمته الجميلة والمختلفة.

مشاعر جميلة تنتابني عندما أستمع من جديد لهذه الأغنيات واشعر بها تقوم بتحفيزي نحو الحلم وإمدادي بالأمل الجميل وبعث الرغبة في نفسي للعمل من جديد..

أعتقد أن أغلب هذه المسلسلات حملت أغنياتها بصمة مميزة في نفوسنا وتركت في طبائعنا آثاراً ظهرت عند كثير منا، وما ذكرته هنا غيض من فيض كبير من شارات تعب الكُتاب والملحنون والمطربون لتصل لهذه النتيجة المثالية وأيضاً بعض الأغنيات التي كانت من ضمن المسلسلات وتحمل معاني جميلة ربما أفرد لها مقالاً آخر..