رومانسية التسعينات.. استراحة مُحارب

حفرت فترة التسعينات نفسها في ذهن التاريخ الإنساني كنقطة بداية لمنعرج جديد على وشك أن يدخله العالم بأسره، منعرج يحمل الكثير من التغيّرات في مختلف المجالات الإنسانية، وبما أن السينما هي أحد أوجه الحياة التي تتأثر بالتغير الذي يطرأ على صانعيها، فقد شهدت السينما حالة جديدة على أصعدة مختلفة.

حيث ظهر أسلوب جديد لصناعة الأفلام؛ تواكب مع ظهور جيل جديد من المخرجين والمؤلفين بمخيلة سينمائية مختلفة تحمل الكثير من التأثر بالماضي السينمائي وأيضاً الوعد بلمسات سينمائية تضيف إلى ذلك الماضي السينمائي، وكذلك كان للتطور التكنولوجي في تلك الفترة تأثيراً على جودة وغزارة الإنتاج السينمائي حيث تحوّلت الكثير من الأحلام السينمائية إلى حقيقة بفضل تطوّر أدوات صناعة السينما.

ومن أشكال التغيير الذي طرأ على الغلاف الجوي السينمائي، هو القوة والغزارة التي بدت على العنصر أو الاتجاه الرومانسي، فنالت الأعمال الرومانسية التسعينية شهرة سريعة لم تنلها الأعمال الرومانسية في فترة سبقتها، وضمنت هذه الأعمال الشهرة والنجومية لكلًا من الممثلين والممثلات الذين عملوا بها.

تُعدّ الموجة الرومانسية التسعينية وظهور البطل في زي “روميو” العاشق هي العتبة الفاصلة بين البطل في زي رجل العصابة العتيد والبطل في زي رائد الفضاء، حيث موجة أفلام الخيال العلمي التي اجتاحت السينما في ظل التقدم العلمي الهائل، وبذلك يمكن اعتبار المرحلة الرومانسية التسعينية بمثابة استراحة السينما بين عالم العصابات وعالم الفضاء.

فيما يلي قائمة بأفضل افلام التسعينات الرومانسية وأكثر الأعمال شهرة وأكثر المواضيع تناولًا وتكرارًا في تلك الفترة:

في إعادة طرح لفكرة الفارس النبيل الذي يأتي على جواده الأبيض لينهي كل آلام محبوبته تدور قصة “إدوارد” رجل الأعمال الثري الذي يلتقي مصادفة ببائعة الهوى “فيفيان”، فتشاء الأقدار أن يدخل كل منهما في تفاصيل حياة الآخر لينتهي بهما المطاف كعاشقين.

الفيلم من بطولة الثنائي “ريتشارد جير” و”جوليا روبرتس”، اللذان شكلا معًا ثنائي من أقوى وأشهر الثنائيات الرومانسية في هوليوود.

تمثّل حياة المشاهير مجال خصب للكتاب لمحاولة تخيّل قصص رومانسية عن حياتهم، وأيضًا إمكانية ارتباطهم بأشخاص من معجبيهم أو بمن هم أقل شهرة منهم.

تدور قصة الفيلم حول العميل السري السابق “فرانك فارمر” الذي تُوكّل إليه مهمة حماية مطربة البوب الشهيرة “رايتشل مارون” بعد أن تلقت العديد من التهديدات من شخص غير معروف.

الفيلم من بطولة “كيفن كوستنر” والراحلة “ويتني هيوستن”.

يشتمل الفيلم على العديد من الأغاني التي لا تزال عالقة بالأذهان للراحلة “ويتني هيوستن”، ومن أهمهم: I will always love you.

هل تؤمن حقاً بوجود “توأم الروح”؟ أيًا كان اعتقادك فحتمًا ستسافر مع قصة “نورا إيفرون” عن الصحفية “آني ريد” التي تستمع عن طريق المصادفة إلى حكاية “سام” الذي فقد زوجته، فتبدأ في التفكير به على الرغم من كونها مخطوبة وعلى وشك الزواج.

الفيلم من بطولة واحد من أشهر الثنائيات الهوليوودية وهما “توم هانكس” و”ميج رايان”.

للحُبّ والقدر دومًا حساباتٍ أخرى، هذا ما تدركه “لوسي” عندما تنقذ الشخص الذي لطالما كانت معجبة به، حيث كاد أن يدهسه قطار في المحطة التي تعمل بها “لوسي”، ولكن “لوسي” لم تكن على علم بأن القدر قد ضرب لها موعد مع رجلها الحقيقي “جاك” بعد أن اعتقدت بالخطأ عائلة “بيتر” – الذي أنقذته – أن “لوسي” هي خطيبته.

الفيلم من بطولة “ساندرا بولوك” و”بيل بولمان”.

قصة أخرى تثبت أن للحب حساباتٍ أخرى، حيث تقرر “كيت” السفر إلى فرنسا بعد أن أخبرها خطيبها “تشارلي” أنه واقع في حُبّ امرأةٍ أُخرى، وعلى متن الطائرة تقابل “لوك” اللص الذي يحاول استغلالها لتهريب إحدى سرقاته، فتسعى “كيت” من جهة أخرى إلى استغلاله لإثارة غيظ خطيبها “تشارلي”، فتبدأ الأمور في أخذ منحنى جديد لكل منهما.

الفيلم من بطولة “ميج رايان” و”كيفن كلين” و”تيموثي هوتون”.

حكايةٌ جديدة عن الصراع الأزلي بين ثنائية العقل والعاطفة، حيث يدور حول عائلة “داشوود” بعد وفاة رب العائلة “هنري داشوود” والصراعات التي تحدث بداخلها بسبب المال والحُبّ.

الفيلم مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة “جين أوستن”، ومن بطولة “كيت وينسلت” و”إيما تومسون” و”هيو جرانت” و”جيمس فليت”.

الجزء الأول من الثلاثية التي قالت الكثير حول العلاقات العاطفية بشكلٍ خاص والعلاقات الإنسانية بشكلٍ عام، يدور حول “سيلين” و”جيسي” اللذان يلتقيان مصادفةً على متن القطار المتجه إلى “فيينا”، فيقرران النزول وقضاء يومهما في التجول والحديث.

تُشكّل حوارات الفيلم حالة رومانسية فريدة خلّدت نفسها لتبقى كحالة مختلفة وسط موجة الأفلام الرومانسية.

الفيلم من بطولة “إيثان هوك” و”جولي ديلبي”.

القصة الرومانسية الأكثر شهرة في تاريخ السينما والأكثر تحقيقًا للإيرادات على صعيد شباك التذاكر العالمي. يدور الفيلم حول القصص المختلفة لركاب السفينة “تيتانيك” ولكن يُركّز بشكل أكبر على القصة الرومانسية بين المراهقين “جاك” و”روز” القصة التي تتحدى الأعراف الاجتماعية.

الفيلم من بطولة “ليوناردو ديكابريو” و”كيت وينسلت” الثنائي الأبرز والأشهر في هوليوود حتى الآن.

هل يمكن للحُبّ أن يتحدى كل شيء وكل الأعراف بكل ما يحمله التساؤلين من معنى؟ تجيب قصة الفيلم على ذلك التساؤل من خلال قصة الملاك “سيث” الذي يقع في حب جراحة القلب “ماجي” ليقرر التخلي عن ميزته في الخلود ليتحوّل إلى إنسان مُعرّض للفناء.

الفيلم من بطولة “نيكولاس كيدج” و”ميج رايان”، وهو مقتبس عن فيلم ألماني يحمل اسم Der Himmel über Berlin.

مع دخول التكنولوجيا إلى حياتنا واتهامها بأنها سببٌ لتدمير الكثير من العلاقات الإنسانية، ولكن هل يمكن أن تُسبب العكس؟ تجيب “نورا إيفرون” عن هذا التساؤل من خلال قصة “كاثلين كيلي” التي تمتلك متجر صغير للكتب يقبل عليه الكثير من الناس حتى يفتتح رجل الأعمال “جو فوكس” متجر كبير للكتب فيتسبب في كساد عمل “كاثلين”.

وعلى صعيدٍ آخر تنشأ علاقة صداقة بين “كاثلين” و”جو” ولكن عن طريق البريد الإلكتروني في فضاءٍ تقني، فكيف سيكون رد فعلهما عندما يعرفان الحقيقة؟

الفيلم من بطولة “ميج رايان” و”توم هانكس”.

عودة مرة أخرى إلى عالم المشاهير وقصصهم ولكن هذه المرة في رحلة ساحرة عن الممثلة المشهورة “آنا” التي تدخل إلى عالم الشاب الإنجليزي “ويليام ثاكر” من خلال باب متجره الخاص ببيع كتب السفر، ثم تبدأ المصادفات في لم شملهما لعدّة مرات متتالية.

الفيلم من بطولة “هيو جرانت” و”جوليا روبرتس”.

خرج علينا بعد افلام التسعينات الرومانسية نوعٌ جديد من الأفلام الرومانسية، نوعٌ مُتعلّق بمعالجة مشاعر وعلاقات المراهقين بطريقة مغرقة في السطحية والتكرار والاستسهال أحياناً تعرف طريقها المستقيم إلى شباك التذاكر وأحيانًا أخرى تضيع في الطريق، ولكن الأثر الواضح لهذه النوعية الجديدة أنها تسببت بإحداث ضعف كبير لفئة الأفلام الرومانسية، حيث أضحت السطحية تغلب على معظمها، كما أفقدت المتابعين الثقة في الأفلام الرومانسية، ولذلك تظل دائمًا لرومانسية التسعينات رونقها وسحرها الخاص.