اكتشافات أثرية تعيد كتابة التاريخ.. فالبشر الأوائل نجوا من العصر الجليدي الأمريكي

في اكتشاف مذهل قد يغير فهمنا لتاريخ الإنسان، اكتشف علماء الآثار أدلة تشير إلى أن البشر الأوائل نجوا من العصر الجليدي الأخير في أمريكا الجنوبية. وجاء هذا الاكتشاف من تحليل ثلاثة قلادات مصنوعة من العظام المنحوتة تعود إلى 27000 سنة.

تقترح النظرية أن البشر عبروا من آسيا إلى ألاسكا الحديثة منذ حوالي 15000 سنة، وعادوا تدريجيًا إلى سكان أمريكا الشمالية والجنوبية على مدى الألف سنة التالية. يتحدى هذا الاكتشاف الجديد تلك الخطة الزمنية، وينضم إلى سلسلة من الاكتشافات الأخيرة التي تشير إلى وجود البشر في الأمريكتين في وقت أبكر.

تشمل الاكتشافات السابقة آثار أقدام بشرية متحجرة في نيو مكسيكو تعود إلى ما بين 21000 و23000 سنة مضت، وكهف في شمال المكسيك الذي يحتوي على أدوات حجرية تعود تقريباً إلى 33000 سنة. بالإضافة إلى ذلك، زعمت دراسة مثيرة للجدل في عام 2017 أنها حددت علامات ذبح تبلغ من العمر 24000 سنة على العظام التي تم العثور عليها في كهف في منطقة يوكون.

تم العثور على الأقلاد المصنوعة من العظام التي تم تحليلها حديثا في مأوى صخري سانتا إيلينا في غرب البرازيل، حيث عُثِر على هياكل عظمية لاثنين من حيوان الكسلا الأرضي العملاق المنقرض. واستخدم هؤلاء الناس القدماء أدوات حجرية لثقب الثقوب في عظام الكسلان لصنع المجوهرات.

تم توقيع الأقلاد في طبقة يرجع تاريخها إلى قبل حوالي 27000 سنة، وهو يتزامن مع آخر ذروة جليدية. إذ لاحظ الباحثون أيضًا حالة الأقلاد المتآكلة، مما يشير إلى أنها كانت تستخدم بكثرة.

يضيف هذا الاكتشاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أن البشر قد وصلوا إلى الأمريكتين في وقت أبكر مما كان معتقدًا سابقًا. ومع ذلك، تظل الظروف المحيطة بوصولهم وبقائهم أثناء العصر الجليدي الأخير موضوعًا للنقاش والبحث المستمر. لكن لا شك أن هذا الاكتشاف المثير سيشجع المزيد من التحقيقات حول تاريخ الهجرة البشرية الذي يهم الجميع.