تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

اكتشاف رائد.. العثور على أقدم حفرية معروفة لبعوضة في الكهرمان اللبناني

مريم مونس
مريم مونس

3 د

تم اكتشاف بقايا بعوضة تعود إلى 125 مليون سنة في الكهرمان اللبناني، وهو ما يعتبر أقدم اكتشاف من نوعه.

وجود أجزاء فم ثاقبة لذكور البعوض يعد مفاجأة، حيث كان يُعتقد سابقًا أن هذه السمة مقتصرة على إناث البعوض فقط.

يعمل الاكتشاف على تصحيح الفجوة في سلسلة تطور البعوض ويقدم معلومات قيمة حول تاريخهم الطبيعي والتطوري.

في تطور رائد يعيد صياغة فهمنا لتاريخ تطور البعوض، قام علماء الحفريات بكشف حفرية فريدة لبعوضة محفوظة داخل الكهرمان اللبناني، تعود إلى ما يقرب من 125 مليون سنة مضت. يعد هذا الاكتشاف الأقدم من نوعه، ويمنحنا رؤية نادرة وعميقة لحياة البعوض القديم ويكشف عن أنماط غذائية وأدوار بيئية مهمة خلال العصر الطباشيري المبكر.

دراسة البعوض، وخاصة الإناث المعروفة بسلوكها الغذائي القائم على امتصاص الدم، كانت دائماً محور اهتمام العلماء نظراً لأثرها البارز على صحة الإنسان والحيوان. وقد كان يُعتقد تاريخيًّا أن الاتجاه نحو التغذية على الدم في البعوض قد تطور من عادة تغذية أسلافهم على سوائل النباتات. ومع ذلك، ظلت تفاصيل هذا التحول وأصوله التطورية غير واضحة بشكل كبير بسبب ندرة السجلات الحفرية التي توثق هذا التحول. هذه الفجوة في الفهم جعلت من الصعب تحديد الوقت والطريقة التي تحولت بها هذه الحشرات إلى التغذية على الدم. يمثل اكتشاف نوع جديد من البعوض، Libanoculex intermedius، المحفوظ في الكهرمان اللبناني القديم، تقدماً كبيراً في هذا المجال، مما يلقي الضوء على فصل جديد في تاريخ تطور البعوض.

يكتسب الكهرمان اللبناني، الذي شهد اكتشاف حفرية Libanoculex intermedius، أهمية كبيرة في تسليط الضوء على السياق الذي يحيط بهذا الاكتشاف. هذا الكهرمان، المعروف بكونه أقدم كهرمان محتوي على شوائب بيولوجية واسعة النطاق، يفتح نافذة استثنائية نحو فترة حاسمة شهدت تنويع النباتات المزهرة. يعد هذا العصر، الذي تميز بالتطور المشترك بين النباتات وملقحاتها، جزءاً أساسياً لفهم الديناميكيات البيئية في تلك الفترة. يدل اكتشاف Libanoculex intermedius داخل هذا الكهرمان على تفاعل معقد لهذا النوع من البعوض مع بيئته، والذي قد يشمل النباتات والحيوانات الأخرى.

ما يميز اكتشاف Libanoculex intermedius بشكل خاص هو العثور على أجزاء فم في عينات الذكور، وهي خاصية لم يسبق لها مثيل في السجلات الحفرية لذكور البعوض القديم. يتحدى هذا الاكتشاف الفهم التقليدي الذي يقتصر على أن إناث البعوض فقط كانت تتغذى على الدم. يشير وجود هذه الخصائص في الذكور إلى أن ممارسة التغذية على الدم ربما كانت منتشرة أكثر مما كان يُظن في أوساط بعوض العصور القديمة. هذه النتيجة لا تقدم فقط رؤى قيمة حول عادات تغذية هذه الحشرات الأولية، بل تساهم أيضاً في تضييق الفجوة في تاريخ تطور البعوض، مما يعزز فهمنا لتاريخها التطوري.

ذو صلة

وقد أبرز الخبراء المشاركون في هذا الاكتشاف، بمن فيهم الدكتور داني عازار من معهد نانجينغ للجيولوجيا وعلم الحفريات والجامعة اللبنانية، والدكتور أندريه نيل من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس، أهمية هذا الاكتشاف. يسلط الدكتور عازار الضوء على الدور الهام الذي يلعبه العنبر اللبناني في توضيح العلاقات التطورية بين الملقحات والنباتات المزهرة، في حين يشير الدكتور نيل إلى أن هذا الاكتشاف يقدم أقدم سجل معروف لعائلة Culicidae، معيداً تاريخها إلى العصر الطباشيري المبكر بما يقارب 30 مليون سنة. تؤكد تعليقاتهم على الأثر الكبير الذي يحمله هذا الاكتشاف في فهمنا لتطور الحشرات والديناميكيات البيئية للماضي.

يمثل هذا الاكتشاف أكثر من مجرد إضافة إلى السجلات الأحفورية، فهو عنصر أساسي يساعد في حل لغز تطور البعوض ودوره البيئي. ومن خلال كشفه عن وجود خصائص التغذية على الدم في ذكور البعوض القديم، يطرح هذا الاكتشاف تحديات جديدة أمام النظريات القائمة ويفتح آفاقًا جديدة للبحوث المستقبلية. كما يُتوقع أن تركز الدراسات القادمة على استكشاف الأسباب الكامنة وراء تطور هذه السمات الغذائية الدموية في ذكور البعوض خلال العصر الطباشيري، ما قد يكشف المزيد من التفاصيل حول تاريخها التطوري وأهميتها في النظام البيئي خلال تلك الفترة الحاسمة من تاريخ الأرض.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة