داخل حديقة مجمدة! علماء يحفظون أنواع مهددة بالانقراض في الجليد

في قلب مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا، داخل حدود حديقة حياة برية تبلغ مساحتها 1800 فدان، يوجد مختبر مُذهل. هذه هي حديقة الحيوانات المجمدة، وهي منشأة مخصصة للحفاظ على الأنواع التي على وشك الانقراض. هنا، وسط الحدود الباردة لخزانات النتروجين السائل، يكمن الأمل في مستقبل التنوع البيولوجي.

تعد حديقة الحيوانات المجمدة موطنًا لأكبر مجموعة من مزارع الخلايا الحية وأكثرها تنوعًا في العالم، حيث تضم أكثر من 11000 عينة تمثل 1300 نوعًا ونوعًا فرعيًا مختلفًا. ويشمل ذلك أنسجة من ثلاثة أنواع تعرضت بالفعل للانقراض، مما يجعل حديقة الحيوان مستودعًا حيويًا للمواد الوراثية التي يمكن أن تكون ذات يوم محورية في جهود الحفاظ على البيئة.

تتولى إدارة حديقة الحيوانات المجمدة أربع نساء متفانيات يعتنون بالمجموعة بدقة. يتم حفظ كل عينة، سواء كانت من الزرافة أو وحيد القرن أو المدرع، بعناية في قوارير تحمل علامة يدوية ويتم تخزينها في خزانات ضخمة مملوءة بالنيتروجين السائل. تعمل طريقة الحفظ هذه على إيقاف النشاط الخلوي، مما يبقي الخلايا في حالة من الحركة المعلقة، وبالتالي الحفاظ على صلاحيتها للاستخدام في المستقبل.

تعود بداية حديقة الحيوانات المجمدة إلى عام 1972، عندما أسسها كورت بينيرشكي، وهو صاحب رؤية أدرك أهمية الحفاظ على المادة الوراثية لأغراض قد لا تكون واضحة بعد. وقد سمح هذا البصيرة لحديقة الحيوان المجمدة بتوسيع مجموعتها لتشمل مجموعة واسعة من الأنواع، من الثدييات إلى البرمائيات، والتي يتطلب كل منها تقنيات حفظ فريدة.

ولا تخلو عملية الحفاظ على هذه الخلايا من التحديات. تتطلب الأنواع المختلفة أساليب مختلفة، ويمكن أن يختلف معدل النجاح بشكل كبير. ومع ذلك، فإن الفوائد المحتملة هائلة. لقد قدمت حديقة الحيوانات المجمدة بالفعل مساهمات كبيرة في الحفاظ على البيئة، بما في ذلك استنساخ الأنواع المهددة بالانقراض مثل النمس أسود القدم وخيول برزيوالسكي البرية، مما أدى إلى إعادة التنوع الجيني الحيوي إلى هذه المجموعات.

تعد جهود حديقة الحيوان المجمدة جزءًا من حركة عالمية لحفظ المواد الوراثية بالتبريد، وهي استراتيجية حاسمة في مواجهة تسارع معدلات الانقراض. والهدف هو توسيع هذه القدرة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المناطق الساخنة للتنوع البيولوجي في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا. ومع ذلك، فإن هذا يتطلب موارد وخبرة كبيرة لضمان الحفاظ على المادة الوراثية بطريقة موحدة وقابلة للاستمرار.

تمتد أهمية حديقة الحيوانات المجمدة إلى ما هو أبعد من الحفاظ على الأنواع الفردية. إنه يمثل منارة أمل وشهادة على قوة البصيرة والتفاني في مواجهة أزمة التنوع البيولوجي. مع استمرار حديقة الحيوانات المجمدة في النمو، كذلك ينمو إرث مؤسسيها والأمل في مستقبل الحياة البرية على كوكبنا.