تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

مادة كيميائية واحدة مسؤولة عن التعلم السريع للأطفال.. دراسة حديثة تؤكد

دعاء رمزي
دعاء رمزي

2 د

يتعلم الأطفال بسرعة شديدة عن الكبار، فهذا الأمر نلاحظه جميعًا، ولكن التفسير العلمي له كان محيرًا إلى حد كبير حتى اكتشف العلماء مبكرًا السبب الحقيقي وراء هذه القدرة متمثلًا في زيادة نسبة المادة الكيميائية GABA أو حمض جاما أمينوبوتيريك في مخ الأطفال مقارنة بالبالغين.

يحتاج البالغين إلى ساعة كاملة لاستيعاب تجربة تعليمية بصرية مقارنة بـ10 دقائق للأطفال. تركيز فائق لمادة كيميائية في دماغ الأطفال عند التعلم البصري تزيد من سرعة التعلم. مادة GABA تفتح المجال لابتكار طرق مختلفة في تعليم الأطفال والكبار، فقد أجرى مجموعة من علماء الأعصاب في جامعة ريغنسبورغ في ألمانيا وفي جامعة بروان في الولايات المتحدة الأمريكية كشفت عن تأثير GABA.

فهذه المادة معروفة للعلماء منذ فترة طويلة وأنها مسؤولة بالفعل عن كفاءة التعلم، ولكن زيادة نسبتها في أدمغة الأطفال هو الذي مثَّل اكتشافًا حديثًا.

فللمقارنة بين أدمغة الأطفال والبالغين تم استخدام تقنية تصوير عصبي متقدمة اسمها MRS لقياس نسبة مادة GABA في القشرة البصرية للأطفال خلال تجربة التعلم ومقارنتها بالبالغين.

وذكرت النتائج أن مستويات GABA تظل ثابتة في أدمغة البالغين بين 18-35 عاما سواء قبل أو أثناء أو بعد التعلم، في حين تتحرك بشدة صعودًا في أدمغة الأطفال بين 8-11 عامًا، واستمرت نسبة الصعود حتى بعد انتهاء تجربة التعلم البصري.

ويقول تاكيو واتانابي وهو عالم نفسي معروف من جامعة براون وأحد المشاركين في الدراسة أن GABA تلعب دورًا مهما في أي عملية تعلم جديدة، وهي تسمح بفترة التهدئة بعد التعلم وهي الفترة التي يحتاج إليها المخ لتخزين المعلومات بنجاح ودمجها في الخلايا العصبية.

وفي حين وجدت التجربة أن البالغين يحتاجون إلى فترة تهدئة لمدة ساعة كاملة قبل البدء في رحلة تعلم جديدة وإلا سوف يتم نسيان القديمة، فإن الأطفال لا يحتاجون إلا إلى 10 دقائق فقط لاستيعاب التجارب القديمة بالكامل والاستعداد لمغامرة جديدة.

ذو صلة

بل كشف الباحثون أن جلسات التعلم المتكررة للأطفال تزيد من تركيز مادة GABA وهذا بالتالي يسمح بالمزيد من الاستيعاب ومن استقرار أسرع لنتائج التعلم السابقة، عكس البالغين الذين سوف ينسون التجارب القديمة أو تصبح مشوشة في ذهنهم فضلًا عن بطء استيعاب المعلومات الجديدة.

إن هذه الدراسة تركز بشكل أعمق على التعلم البصري وإن كان العلماء يعتقدون أنه يمكن تعميمها على أنواع أخرى من التعلم التي تعتمد على الذاكرة، وهو ما سوف يفيد ليس فقط في تطوير أساليب التعليم الموجهة للأطفال والاعتماد على الأنماط التي تزيد من تركيز GABA فقط، بل سوف تؤدي أيضًا إلى ابتكار طرق جديدة لمساعدة البالغين على التعلم بفاعلية أكبر.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة