ما بين البحيرات العملاقة وبقايا الحضارات المفقودة .. ما الذي يوجد تحت رمال الصحراء الكبرى؟ 

طبقًا لموقع iflscience، فإن الصحراء الكبرى تُعرف بكثبانها الرملية الواسعة، وتُعد دائمًا موضوعًا يُثير فضول الكثير من الناس، وكشفت الدراسات الحديثة والاكتشافات عن كنز من الأسرار تحت السطح الرملي من بحيرات عملاقة قديمة إلى بقايا حضارات مفقودة، فما الذي يوجد بالفعل تحت رمال الصحراء الكبرى؟

يتخيل البعض أن الصحراء الكبرى ما هي إلا مساحة لا نهائية من الرمال، إلا أنها على العكس تمامًا إذ يوجد بها الكثير من التنوع، وعلى عكس المعتقد الشائع فإن الصحراء الكبرى غالبيتها ليست مجرد رمال، فتحت كثبانها تكمن مجموعة من الاكتشافات المذهلة، فتاريخًا لم تكن الصحراء الكبرى هذه الأرض القاحلة التي نراها اليوم، إذ تُشير الدراسات أنها تحولت إلى غابة خضراء تقريبًا كل 21 ألف سنة بسبب تمايل محور الأرض، الذي يتسبب في تغيير نمط الموسم المطري.

أحد أكثر الاكتشافات أهمية هو أكبر نظام للمياه الجوفية الحجرية في العالم وهو نظام الحوض الرملي الجنوبي، هذا النظام ليس المفاجأة الوحيدة، ففي عام 2010 اكتشف الباحثون دليلًا على وجود بحيرة عملاقة قديمة، وتُشير الأحافير السمكية التي عثر عليها العلماء على بعد 400 كم غرب النيل بالإضافة إلى بيانات الرادار إلى أن النيل غمر الجزء الشرقي من الصحراء الكبرى قبل 250 ألف سنة تقريبًا، وغطى مساحة أكثر من 108 ألف كم مربع.

لعبت البحيرة العملاقة دورًا في تاريخ الإنسانية، فقد تكون هذه البحيرات تكونت من تجاوز النيل عبر وادي توشكى، وهو النقطة المنخفضة على الضفة الغربية للنيل، ولاحظ العلماء أن هذه البحيرات دعمت أنماط الهجرة البشرية عبر شمال أفريقيا، فعلى مر التاريخ كانت الصحراء مأوى لحضارات مختلفة، إذ اكتشف العلماء مستوطنات وحصون من الحضارات المفقودة على مر السنين، أما بالنسبة للتكوين تحت الرمال فالحجر الرملي هو الطبقة السائدة، وعند الحفر بعمق فإننا سوف نجد الصخر الأساسي والطين المجفف.

قد تبدو الصحراء الكبرى الآن أرض قاحلة، إلا أنها مليئة بالأسرار التاريخية والجيولوجية، من مصادر المياه التي دعمت الحياة إلى بقايا الحضارات القديمة، ولا تزال الصحراء نقطة تركيز للتنقيبات الأثرية والجيولوجية.