نيورالينك تثير قلق الأطباء: فجوة واضحة بين الادعاءات والأدلة لزراعة شريحة الدماغ التي يروّج لها ماسك!

بدأت شركة نيورالينك، التي يعد المشروع الجانبي للملياردير إيلون ماسك، في إجراء تجارب طويلة المدى لزرع واجهة دماغية حاسوبية في البشر في أواخر الشهر الماضي، لتكون بذلك الشركة الثالثة التي تقدم على هذا النوع من التجارب. القليل من التفاصيل متوفرة حول المتطوع الأول في هذه التجربة، على الرغم من أن ماسك أفاد بأن هذا الشخص يبدو أنه قد تعافى تمامًا دون أي آثار مرضية معروفة وأصبح قادرًا على تحريك الماوس على الشاشة بمجرد التفكير. كما هو الحال دائمًا مع ماسك ومشاريعه المتنوعة، لا يوجد دليل يدعم هذه الادعاءات سوى كلماته التي يتوجب أخذها على محمل الجد. هذا الأمر أثار قلق البعض في المجال.

عبّر سمير شيث، جراح الأعصاب المتخصص في التكنولوجيا العصبية المزروعة بكلية بايلور للطب، عن مخاوفه لمجلة Nature قائلاً إن نيورالينك تكشف فقط عن الجزء الذي ترغب في معرفته العامة. وأضاف أن هناك قلقًا كبيرًا في المجتمع العلمي بهذا الشأن.

بالإضافة إلى الأهداف الطموحة لنيورالينك التي تتمثل في منح المرضى المصابين بالشلل فرصة لاستعادة الحركة أو التواصل، كما أشار ماسك في تغريدة له على منصة X متخيلًا لو أن ستيفن هوكينج كان قادرًا على التواصل بسرعة أكبر من الكاتب السريع أو البائع في المزاد، طورت الشركة أيضًا روبوتًا جراحيًا يُزعم أن له دورًا فعالًا في عملية زرع الشريحة الدماغية. تم عرض هذا الروبوت وهو يجري عملية جراحية على دمية ويخيط زرعًا في قطعة من الآجار، لكن لم تؤكد الشركة بعد إذا كانت تستخدم الروبوت على موضوعات بشرية أو حيوانية.

إن افتقار الشركة للتواصل مع المجتمع الطبي بشكل واضح يثير بعض القلق. وجه مركز هاستينغز انتقادًا لاذعًا لتغريدة ماسك قائلاً إن الإيجاز ليس مثيرًا للإعجاب في الأبحاث البشرية الجديدة. وأضاف أن فتح دماغ إنسان حي لإدخال جهاز، خاصة لشخص يعاني من مشكلات طبية خطيرة، يستحق أكثر من تقرير مقتضب على منصة وسائط اجتماعية. وختم بأن موضوع البحث البشري هذا وعائلاتهم وجميع المشاركين في البحث والمرضى المحتملين في المستقبل والمجتمع الطبي والعامة جميعًا يستحقون معلومات أكثر شفافية ووضوحًا.

واجهت شركة نيورالينك تحديات عدة في تجاربها الأولية على الحيوانات، حيث شهدت وفاة عشرات القرود من نوع المكاك بين عامي 2018 و2020. يجب أن نأمل أن تكون الشركة قد طورت وعززت إجراءاتها الخاصة بالسلامة على مدار السنوات الأربع الماضية، خاصةً بعد انتقالها من مرحلة الاختبار على الحيوانات إلى الاختبارات البشرية. ادعى ماسك عبر تويتر بأن زراعة نيورالينك لم تسفر عن وفاة أية قرود، غير أن هيئة الأوراق المالية والبورصات أشارت إلى علمه بعدم صحة هذا البيان.

حتى اللحظة، لم تتمكن شركة نيورالينك من تحقيق اختراقات جديدة في مجالها. فقد تمكنت غرسات واجهة الدماغ الحاسوبية من تحريك المؤشر على الشاشة بواسطة موضوع بشري منذ العام 2004، وقبل ذلك في تجارب على الرئيسيات غير البشرية. وما لم تقرر الشركة مشاركة المزيد من المعلومات عن عمليتها والوظائف التي يمكنها التحكم فيها، فإنه يصعب معرفة إذا ما كانت نيورالينك ستنجح فعليًا في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها لنفسها.