DuckDuckGo محرك البحث الذي لا يتتبعك – تقرير

إذا حاولت للحظات تخيُل عالمنا اليوم بدون محركات البحث فلتعلم أنه قد يُصاب عقلك بتوقف بسيط عن التفكير، فتخيُل المستحيلات يُذهب العقل، يجعله عاجز عن تكوين تصور حقيقي لذلك التخيل، ولهذا؛ ولأن العالم أجمع يعلم مدى أهمية محركات البحث بالنسبة للجميع، فلا يتوقف عن ابتكار محركات بحث جديدة وكل منها تتميز  عن غيرها بشيء قد يجعل فئة كبيرة من المستخدمين تذهب إليها.

واليوم؛ نشارككم تجربتنا مع محرك البحث الذي نال إعجاب الكثيرين، من ناحية التصميم، والمزايا التي يتميز بها عن أي محرك بحث آخر بخلاف الاسم الذي أجده غريباً بعض الشيء، محرك بحث DuckDuckGo الشهير والذي تم انشائه عام 2008 بمجهود ذاتي بواسطة Gabriel Weinberg تحت شعار “محرك البحث الذي لا يتتبعك” فهي أكبر ميزاته والتي تجعله في مقدمة اختيارات أولئك الذين يستخدمون الحواسيب العامة، فهو لا يحفظ أبداً نتائج البحث الخاصة بك.

فهذا المحرك يعتمد بشكل كامل علي الخصوصية في جذب مستخدميه والذين ولهذا السبب تظهر لهم نفس نتائج البحث بدون اختلاف بين واحد وآخر حسب الدولة أو حسب ما شوهد أكثر من قبل مستخدمين آخرين، فهو ببساطة، لا يعلم من أنت، ماذا تتابع أكثر، ما الذي يحوذ على إعجابك، هو فقط يعلم كيف يجد ما تبحث عنه بسهولة وكيف ينساه في حينها.

قام Weinberg بتصميم محرك البحث هذا بمجهوده الشخصي عام 2008 رافعاً شعار “محرك البحث الذي لا يتتبعك” مستعيناً بواجهات برمجة لشركات سابقة وبلغات Perl وJavaScript، أما عن الاسم؛ فيُذكر أنه في إحدى اللقاءات مع Weinberg كان قد سُئل عن سبب تسمية محرك البحث DuckDuckGo بهذا الاسم الغريب والذي اعتبره الكثيرين سخيفاً بعض الشيء، لأن يكون اسماً لمشروع أو شركة تطمح بأن تكون كبيرة فكان تبريره لهذا بأنه يعود إلى اسم لعبة الأطفال Duck, Duck, Goose والتي لمّح أيضاً انه لا علاقه لها بالمحرك ولكنه فقط جاء في عقله وأعجبه.

وفي عام 2010 قام Weinberg بانشاء موقع مجتمع DuckDuckGo ليسمح لمستخدمي الموقع بإرسال تقاريرهم وشكواهم واقتراحاتهم للموقع كي يتم تحسين تجربة المستخدم، بينما التحق أول موظفي DuckDuckGo وهو Caine Tighe به عام 2011 وبعدها بشهر، قامت Union Square Ventures بالاستثمار في الموقع وبدأت الشراكة بين كلا الشركتين، وبحلول مايو عام 2012، وصل عدد عمليات البحث في الموقع إلى مليون ونصف المليون عملية، بينما تغير تصميم الموقع كليةً في مايو من عام 2014 والذي أضاف العديد من الخواص مثل البحث عن الصور والبحث المحلي والاقتراحات الآلية وكذلك البحث الآمن والطقس وغيرها من المميزات التي تمت إضافتها في التصميم الجديد.

أهم ميزات نجم مقالتنا اليوم هي الخفاء، فهذه الميزة التي لطالما افتقدناها مع محركات البحث الأخرى، فعلي سبيل المثال وليس الحصر، تعلم تطبيقات Google من أنت وأين تقيم وما المحتوي الذي يجذبك أكثر، فإذا بحثت عن شيء اليوم واخترت نتيجة بحث، إذا بحثت عنه غداً فقد تجدها في مقدمة نتائج البحث الظاهرة أمامك، وكذلك هو الحال في أغلب محركات البحث الشهيرة أمثال Bing وAlexa.

أما مع DDG فهو لا يحفظ سجل البحث للمستخدمين على الإطلاق، وهو ما يجعله يعطي نفس نتائج البحث لكافة المستخدمين بدون تغيير في ترتيب الظهور أو غيره استناداً علي تجربة مستخدمين آخرين، وقد قال Fred Wilson المؤسس المشارك ل USV في مؤتمر TechCrunch عام 2012 بنيويورك أنهم لم يصنعوا DDG لأجل منافسة Google وهزيمته، ولكنهم صنعوه لحاجة المستخدمين إلى محرك بحث خاص، وأنهم قد قاموا بصنعه لما اسماهم “فوضويو الانترنت”.

محرك بحث DuckDuckGo يأتي بتصميم بسيط عصري يقبل تغيير المظهر إلى عدد من المظاهر المتاحة به ويمكنك اختيار أكثرهم راحة لعينك، كذلك يمكنك تخصيص خط معين لظهور النصوص وعرض للصفحة ولون الخلفية، كل هذا فقط بالدخول إلي Advanced Settings من القائمة الجانبية للموقع وبعدها بالدخول علي المظهر أو Appearance فستتمكن حينها من التعديل على كل صغيرة وكبيرة في مظهر الموقع لتصل إلى الشكل الأكثر أريحية لك ولعينك حتى أنه يسمح لك بالتغيير في مظهر نتائج البحث من حيث ظهور الروابط وألوانها وهو شيء لم نعهده في محركات البحث السابقة مثل Google وYahoo.

كذلك؛ فإن من ميزات هذا المحرك هو القدرة على البحث بداخل صفحات المواقع بكتابة بضعة أحرف بسيطة، فقط صيغة بسيطة تجعلك قادر على البحث بداخل أي موقع تريد بسهولة ويسر عن طريق كتابة – علي سبيل المثال إذا أردنا البحث عن المواضيع المتعلقة بكلمة DuckDuckGo بداخل آراجيك، نقوم بكتابة “!arageek DuckDuckGo” في مستطيل البحث وهي ليست حساسة للأحرف، بهذا يمكنك الدخول إلى الموقع الذي تريد البحث بداخله عن طريق محرك بحث واحد وكل ذلك في خطوات بسيطة وسريعة، وهو يعطيك أيضاً اختصارات لأشهر المواقع العالمية للبحث بداخلها بطرق أسرع فقط بكتابتك “!” في مكان البحث.

إضافة تميز بها DuckDuckGo عن غيره وهي البحث في معاني الكلمات وليس فقط الحصول على نتائج متعلقة بها، فيمكنك ببساطة كتابة كلمة والضغط على زر Meaning لتحصل على معنى الكلمة بكافة تصريفاتها بالإضافة إلى معلومات جانبية عما تبحث عنه وهي خاصية شخصياً أراها رائعة لأنها تسمح لي بالتعرف على معاني الكلمات بالإضافة إلى معلومات عن أغلب الشركات أو العلامات المعروفة دون الحاجة إلى الدخول إلى مواقع أخرى أو البحث في ويكيبديا على سبيل المثال.

إضافة بسيطة في محرك بحث DuckDuckGo تجعله في مقدمة محركات البحث المتجاوبة مع ما يطلبه المستخدم، حيث بإمكانك البحث عن بدائل لأي موقع أو تطبيق فقط بإضافة “Alternative to” قبلها فعلي سبيل المثال إذا قمنا بالبحث عن بديل لموقع فيسبوك عن طريق كتابة “Alternative to Facebook” يظهر لنا النتائج بالشكل التالي:

يُتيح محرك بحث DuckDuckGo ميزة فريدة هي خاصية البحث عن التطبيقات لكافة أنظمة التشغيل، فقط قم بكتابة اسم التطبيق متبوعاً بكلمة app مثل “Arageek app” وستظهر لك في أعلي نتائج البحث الاعتيادية التطبيق مع رابط تحميل مباشر له من المتاجر الخاصة به بل كذلك يُضيف مشابهات التطبيق أو التطبيقات التي من نفس الشركة المُطورة.

لم يكتفي محرك بحث DDG بميزة اختصار الروابط التي سبقته إليها Google عبر موقع goo.gl ولكنه أضاف ميزة إزالة اختصار هذه الروابط واتاحة الرابط الأصلي الذي تم اختصاره، هذه الميزة توفر المزيد من الوقت لعدم انتظار عداد فتح الصفحات المُختصرة، بالإضافة إلى أنها تُفيد في التخلص من الإعلانات المزعجة والتي غالباً ما ترافق هذه الروابط المُختصرة.

خدمة أخري من خدمات DDG غير المعدودة هي خدمة توليد كلمات السر بسهولة حيث يمكنك الموقع من توليد كلمات سر عشوائية فقط عن طريق كتابة كلمة Password بجانبها عدد الأحرف المطلوبة في الكلمة على سبيل المثال “Password 30” فيُعطيك هذا كلمة سر مكونة من ثلاثين حرفاً ورقماً لزيادة تأمينك على حساباتك الشخصية.

خدمة يقدمها المحرك لأصحاب المواقع والمطورين تمكنهم من معرفة ما إذا كان الموقع يعمل بشكل سليم أم لا عن طريق سؤال DDG على سبيل المثال “Is arageek.com down” وتستبدل اسم موقعك بدلاً من arageek.com ويقوم بالإجابة عليك.

محرك بحث DuckDuckGo يُعد في النهاية محرك بحث بفكرة إبداعية جديدة لأولئك الذين يعشقون ما يسمي بال Anonymity ولا يحبون أن يعرف أحد عن ماذا يبحثون ويحبون تخصيص كل صغيرة وكبيرة في محرك البحث خاصتهم والوصول إلى كل شيء من مكان واحد، وبالرغم من أنه لم يتم العشرة سنين بعد، وفي وجود عمالقة يٌذكروا حتى قبل ذكر كلمة بحث أمثال Google وBing وYahoo، إلا أن هذا الصغير وليد الحاجة إلى الخصوصية مع مميزاته غير المعدودة يأخذ نصيباً لا بأس به من عالم محركات البحث، ننصحكم بتجربته مع العلم أنه بالتأكيد يحتوي على نتائج أقل، ولكنها قد تكون أكثر دقة من غيره.