لماذا وكيف نستثمر في السلع في عام 2024

تقع السلع الأساسية مثل النفط والقمح، ولكن أيضًا الذهب، في قلب تحركات كبيرة في سوق الأسهم بسبب تزايد عدم اليقين الجيوسياسي، خاصة منذ الحرب في أوكرانيا التي تسببت بزيادة قدرها 60٪ في أسعار القمح. كما أن التوترات في الشرق الأوسط لا تخلو من عواقب على أسعار المواد الخام.

هناك 4 فئات رئيسية من المواد الخام:

تستهدف السلع جميع أنواع الملفات الشخصية، سواء كنت مستثمرًا مبتدئًا أو متمرسًا. ومع ذلك، فهذه أصول معقدة ويجب استيعاب عناصر معينة من أجل الحصول على استراتيجية تداول مناسبة.

باختصار، قد يكون الاستثمار في السلع مناسبًا لأولئك الذين يتطلعون إلى تنويع محفظتهم الاستثمارية، والحماية من التضخم، واغتنام فرص النمو أو الاستقرار في أوقات الأزمات، ولكن أيضًا للاستفادة من استراتيجيات تجارية محددة.

منذ بداية عام 2024، شهد الذهب فترة صعود قوية، حيث وصل إلى حد تحطيم أرقام قياسية في الأسعار لم يسبق لها مثيل. إذا كان عامي 2022 و2023 مدفوعين بالزيادات، فإن الأسعار لم تتمكن أبدًا من تجاوز عتبة 2000 دولار، والآن بعد أن تم ذلك، يبدو أن لا شيء قادر على إيقاف سعر المعدن الأصفر. أخيرًا حطم الذهب جميع الأرقام القياسية بوصوله إلى 2450 دولارًا لأونصة الذهب لأول مرة في تاريخه.

وقد أدى انخفاض التضخم والمخاوف الجيوسياسية في الشرق الأوسط إلى عودة المستثمرين إلى الذهب. ونتيجة لذلك، ارتفع سعر أوقية الذهب بأكثر من 20%، من 2000 دولار إلى 2450 دولارا في الفترة من يناير 2024 إلى مايو 2024.

ومن الناحية الفنية، يجب أن يتركز كل الاهتمام على منطقة المقاومة بين 2400 و2450 دولارًا لأونصة الذهب. قد يؤدي تدهور المناخ الجيوسياسي إلى اختراق خطوط الاتجاه في أسعار الذهب منطقة المقاومة ودفع سعر الذهب إلى أعلى بشكل ملحوظ. وبينما يقدر معظم المحللين أن السقف السعري للذهب في عام 2024 سيكون 2500 دولار، يتوقع بعض المحللين أن تصل أوقية الذهب إلى 2800 دولار. والحقيقة هي أن كل شيء ممكن في منطقة سعرية غير معروفة.

كان عام 2024 مليئاً بالفرص لتجار النفط، مع اتجاه صعودي إلى حد ما في الربع الأول ولكن كما نعلم، هناك علاقة قوية بين النمو العالمي والاستهلاك العالمي للنفط. ولذلك فإن الاستثمارات المباشرة أو غير المباشرة في النفط يجب أن تأخذ في الاعتبار مخاطر الركود العالمي، أو إمكانية استئناف النمو.

وفي حالة وجود بيئة أساسية مواتية، فإن أسعار النفط تمثل فرصة شراء من وجهة نظر فنية بحتة.

 تقدم الأسواق المالية اليوم العديد من الحلول للمستثمرين الراغبين في الاستثمار في المواد الخام. سيتمكن المستثمرون، اعتمادًا على مستوى المخاطر والربحية المطلوبة، من الاستثمار في المواد الخام من خلال الأدوات المالية التي تقدم مزايا ومخاطر مختلفة.

من الممكن تمامًا شراء المواد الخام مباشرةً، أي امتلاكها ماديًا. وهذا هو الحال بالنسبة للمعادن الثمينة مثل الذهب، على شكل سبائك أو عملات معدنية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الذهب استثمارًا جيدًا في أوقات الحرب وعدم الاستقرار لأنه يعتبر ملاذًا آمنًا.

صناديق الاستثمار المتداولة هي صناديق متداولة في البورصة يمكن الاستثمار فيها بسهولة نسبية. وهي تتبع بشكل عام المؤشرات القياسية التي تتكون من مجموعة من الأصول (السلع على سبيل المثال). لذلك، يمكنك الاستثمار في السلع بشكل غير مباشر من خلال الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة التي يتكون مؤشرها القياسي من السلع. ومع ذلك، بهذه الطريقة لا نمتلك الأصل (الأصول) بشكل مباشر نظرًا لأن الشركات تدير صناديق الاستثمار المتداولة هذه.

هناك طريقة أخرى للمستثمرين للاستثمار في السلع بشكل غير مباشر وهي الاستثمار في الأسهم. على سبيل المثال، إذا قررت الاستثمار بشكل غير مباشر في النفط، فيمكنك بعد ذلك شراء أسهم في مجموعة TotalEnergies أو Exxon أو حتى BP. في الواقع، تعتمد هذه الشركات التي يعتمد نشاطها على استغلال النفط بشكل مباشر على عوامل لها عواقب على أسعار النفط مثل قرارات أوبك+، وتأثير الانخفاض أو الزيادة في الطلب أو حتى الظروف الجوية التي يمكن أن تؤثر على الإنتاج. وبالتالي، يسمح هذا لكليهما بالاستثمار في المواد الخام مع الاستفادة من المزايا التي تمنحها الأسهم مثل أرباح الأسهم.

 تعتبر السلع فئة أصول معقدة نسبيًا لأنها، كما ذكرنا أعلاه، تخضع لعدد من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على إنتاج هذه الأصول والطلب عليها. وتتميز بتقلبات كبيرة بسبب عدد العوامل التي لا يمكن السيطرة عليها أو حتى التنبؤ بها. ولهذا السبب، من الحكمة عند بدء التداول على السلع التركيز على واحدة أو اثنتين من السلع من أجل استيعاب القضايا وبيئة هذه الأصول بشكل صحيح. يجب أيضًا دراسة اختيار الأداة المالية التي يرغب المرء في الاستثمار بها مسبقًا، من أجل الحصول على استراتيجية تداول تتكيف مع ملف تعريف المخاطر الخاص بالمستثمر.