تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

استراتيجية تضاعف طاقتك عشرة أضعاف لتحقيق الأشياء التي قمت بتأجيلها في حياتك!

لبنى حاج عبيد
لبنى حاج عبيد

6 د

تكررت على مسامعنا عبارات كثيرة عن أهمية وقدسية الوقت، واسُتهلكت بما يكفي في محاضرات تحقيق الذات والتنمية البشرية، مثل "الوقت هو المال" و "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك". ولعلّك عزيزي القارئ أكملت ترديد تلك العبارات في رأسك قبل إتمام قراءتها هنا، فيما لا يجرؤ البعض منا أن يقول إننا مللنا سماعها ولم تعد رنانة في آذاننا بعد الآن، فالجميع يتحدث عن الوقت وحسن إدارته واستثماره، إلا أنه لا أحد يأتي على ذكر المفتاح لتحقيق ذلك، ألا وهي الطاقة.

حسنًا، لن يكون الكلام تقليديًا هذه المرة، فقد بات مفهوم إدارة الوقت مبالغًا فيه، وعلى الرغم من أهميته إلا أنك ببساطة تحتاج إلى الطاقة حتى تستفيد من وقتك وتنفذ الخطط الزمنية بالشكل الأمثل.

الطاقة هي محرك حياتنا والكثير منا لا يعطي الأولوية لها، أو حتى كيفية خلق المزيد منها للمضي قدمًا! لذا تابع معنا الاستراتيجيات التي تدعم هذا الوقود في داخلك لتحقيق ما تتجه مساعيك نحوه..


#1 اعرف حقًا أين يجب أن توجه مخزون الطاقة لديك

حسنًا، ما لم تكن تحمل لقب الرجل الأغنى في العالم، إذًا أنت بحاجة إلى ميزانية مالية للعمل بها حتى لا تُستنزف جميع أموالك وينتهي بك الأمر للإفلاس، الأمر نفسه ينطبق على مفهوم الطاقة لديك، أنت تحتاج إلى ميزانية لحفظ مخزون الطاقة من التسرب والضياع منك، بالتالي ستستنزف نقاط القوة ولن يتبقى لديك منها ما يكفي لدفعك نحو الأمام بشكل أسرع.

وفي حين أن تحقيق هدفك هو أكبر مصدر لإعادة تعبئة رصيد الطاقة لديك، فإن توجيه طاقتك وعواطفك وتفكيرك نحو شيء واحد فقط، سيوفر الكثير من الوقت الضائع وسيبعدك عن أي طريق فرعي يزيد من مسافة الوصول.

على أرض الواقع، يُعتقَد أن إيلون ماسك يمارس فن "التركيز الموجه"، حيث يوجه تفكيره بشكل حاد نحو تحقيق مشروعه الذي بين يديه وإن كان بسيطًا، وهذا سبب نجاحه، إذ يستطيع البقاء في مكان العمل لأيام حتى يتم حل المشكلات وفك العقد التي تواجهه في طريقه نحو الهدف، وهي الحالة التي تدعى "حالة التدفق" أو "Flow State" وهي حالة عقلية ينغمس فيها الشخص الذي يؤدي نشاطًا ما للتركيز الكامل والاستمتاع بأداء المهمة الحالية، مع إمكانية أداء مهام أخرى أقل أهمية دون تشتيت الانتباه للمهمة الحالية.

 يمكنك أخذ العبرة من ماسك في إدارة ميزانية الطاقة لديك وتوزيعها بشكل يخدم مصالحك، أما بالنسبة لحالة البقاء في مكان العمل فهذا يوازي تدريب نفسك على عدم السماح للآخرين باستنزاف أكثر ما ينبغي من طاقتك، سواء من خلال الردود والتعليقات أو الصداقات بلا قيمة مضافة، أو غيرها من المشتتات الإنسانية التي تبطئ من سرعتك، خذ القرار الآن بإلغاء العلاقات السامة ومصادر التوتر في حياتك، وفي حال لا يمكنك الابتعاد عنها، حان الوقت لتدريب نفسك بأن تكون الأذكى والقادر على التجاوز والتعايش لحفظ طاقتك الداخلية من الهدر.

وبالعودة إلى حالة التدفق التي يتبناها ماسك في عمله، يجدر القول إنه ينتج عن الغرق في العمل لساعات طويلة نتائج مذهلة، إلا أنها تستنزف كمية هائلة من الطاقة مقابل تلك الفائدة، لذا احرص على أخذ قسط من الراحة لأنك لن تستطيع العمل في حالة الطاقة القصوى على مدار اليوم، وفي تلك الحالة ستؤدي حالة التدفق التي تكلم عنها ماسك إلى نتائج عكسية ولن تكون مثمرة على المدى الطويل.


#2 استثمار الوقت في الأشياء التي تعيد الطاقة إليك مجددًا

إنه حقًا استثمار وليس هدرًا أن تستمتع بقضاء وقتك في الأمور التي ستمنحك الطاقة البدنية والذهنية، قد تكون رياضة ما أو هواية أو تسلية معينة، وكونك تعرف جيدًا مصادر شحن طاقتك لا يقل أهمية عن معرفة كيفية استغلالها، والاستراتيجية البسيطة هنا هي أن تحدد عدد الساعات التي يمكنك خلالها أن تكون طاقتك ومساعيك في العمل في أعلى مستوياتها (والتي يحددها الكثيرون بفترة أربع ساعات في اليوم على الأكثر من حالة التدفق).

استخدم ساعات العمل هذه للوصول إلى أقصى مجهود لك من التركيز والعمل الخارق، ثم بعدها اقض بقية يومك في استعادة الطاقة وشحنها، حتى تتمكن من العودة إلى حالة التدفق وبنفس الإنتاجية في اليوم التالي، هذا ومن الطبيعي أن تجد القليل من الوقت المستقطع والاستراحة القصيرة في أثناء العمل، لكي تستعيد نشاطك من جديد بشرط ألا يتم تشتيتك وخروجك منه بالكامل.

تكمن الحكمة دائمًا في إدارة الطاقة، لأن انعكاسها في تحسين أداء العمل يولد لدينا الشعور بالرضا والإنجاز، مما يمنحنا أشياء ذات معنى وقيمة مضافة في حياتنا ويحقق السعادة والمزيدمن الطاقة، أما في حال عدم وجود الطاقة الكافية للقيام بعملنا بالشكل الأمثل فهذا ما يسبب التعب وانخفاض الطاقة، ويستنزف طاقتنا بشكل أكبر، والنتيجة أننا لا نعطي سوى اللاشيء فلا نحصد سوى اللاشيء.


#3 يتطلب الأمر منك بعض الطاقة لتوليد الطاقة

أي أن الجلوس بهدف توفير الطاقة، والراحة الطويلة وقضاء الوقت في أمور تشعرك بعدم الجدوى في حياتك لا يمكن أن تمنحك الطاقة، بل تستنزفها فكريًا وذهنيًا، لذا احرص في أثناء تطبيقك الاستراتيجية السابقة أن تعرف الطرق الصحيحة في كيفية قضاء يومك بحيث تستعيد فيها طاقتك من جديد، وابتعد عن الإفراط في الملذات التي ستكون ذات تأثير عكسي لدى مخزون الطاقة لديك.

وبالعودة إلى أرض الواقع، يرى الكثير من متابعي نجوم كرة القدم، أبرزهم رونالدو وميسي، أن وجود امرأة واحدة فقط في حياتهم يجعلهم يركزون أكثر على أهدافهم، على عكس الرياضيين المتعددين في علاقاتهم العاطفية، فهذا النوع من الاستقرار على سبيل المثال سيجعلك ترى الأمور التي تعيد إليك طاقتك بشكل أوضح.

ركز على النشاطات التي تتطلب بعض الطاقة لكنها في المقابل تزيد من رصيدها، كالذهاب إلى نادٍ رياضي لرفع مستويات الطاقة، أو الركض تحت الشمس في الصباح الباكر وبذل بعض المجهود في أسلوب الحياة الصحي، فيما لو أهدرت طاقتك في سيطرة الشهوات عليك وعلى معظم وقتك لن تستطيع المضي قدمًا، وفي هذه الحالة ربما تشعر بحالة من القلق على مستقبلك، وهنا يأتي دور الجانب الإيجابي من الشعور بالقلق حول ما ستكون عليه حياتك في الغد.

ذو صلة

ليست كل أشكال القلق سيئة، فالقلق يصحح مسارك في عملية إنفاق طاقتك لتوجيهها نحو الأشياء التي تحقق أهدافك الكبرى والمصيرية على المدى البعيد، بل إن عملية بذل المجهود في الأشياء السليمة لاستعادة طاقتك واستثمارها بالشكل الصحيح هو ما يمنع من تحول هذا القلق للجانب السلبي ويمنع هدرها وبالتالي إطالة الطريق نحو تحقيق غاياتك في الحياة.

إلى هنا، من المحتمل أنك فكرت في تبني هذه الاستراتيجيات من قبل، إلا أنك لم تعطِ كامل اهتمامك حول مدى أهميتها على المدى الطويل، لأن مفتاح استغلال الوقت هو وجود الطاقة، وأيضًا الحفاظ عليها واستعادتها بشكل مستمر، وأن تدرك كيفية الوصول لأعلى استغلال لها بالتركيز الموجه نحو نقطة الهدف كأشعة الليزر الحادة، وأن حقيقة تفريغ الوقت في محاولة الراحة والاستمتاع بشكل صحيح لا تقل أهمية عن حالة التدفق في العمل، لكن بشكل  واعٍ وسليم حتى لا يتحول الاستمتاع بالوقت هدرًا للطاقة بدلًا من استعادتها مجددًا, وما يجمع تلك الاستراتيجيات معًا هو بالطبع التوازن والاعتدال.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة