تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الوقوع من مكان عالٍ أو الهروب من مطاردة الأشرار لك! لماذا تتكرر تلك الأحلام الغريبة؟

الوقوع من مكان عالٍ أو الهروب من مطاردة الأشرار لك! لماذا تتكرر تلك الأحلام الغريبة؟
ضحى نبيل
ضحى نبيل

6 د

هل استيقظت من قبل قلقًا ومتوترًا لأنك كنت تحلم بأنك فوّتّ الامتحان النهائي لإحدى مواد الثانوية العامة؟ أو استيقظت حزينًا لدرجة أن وجدت نفسك تبكي بالفعل لأنك حلمت بفقدانك لأحد الأشخاص الأعزاء عليك؟ أو ربما استيقظت يومًا مفزوعًا بسبب جري أحد الأشخاص أو الحيوانات المفترسة وراءك؟

كل تلك الأحلام هي بالفعل شائعة وسط عدد كبير من الناس وتتكرر بأكثر من شكل، لكن لماذا نحلم تلك الأحلام خاصةً؟ ولماذا تتكرر؟ وهل يمكن أن يكون هناك معنى حقيقي وراءها؟ دعنا نتعرف على القصة خطوة بخطوة.


لنفهم أولًا، ما هي الأحلام وكيف تحدث؟

ما زال العلماء لا يعرفون كل ما يحدث وراء عالم الأحلام بدقة، لكن بالرغم من ذلك هناك أيضًا العديد من الأشياء التي توصّلوا إليها، من بينها أن الأحلام هي في الأغلب طريقة يستخدمها عقلك في تحليل ومعالجة ذكرياتك، فهي تجعلك تمُر بمواقف مشابهة للتي تحدث بصفة عامة كل يوم معك، أو تلك التي تتمنى حدوثها بشدة أو ربما التي تخشاها!

تحدث أغلب الأحلام في واحدة من مراحل النوم الأربعة، والتي يُطلق عليها اسم REM (rapid eye movement) أو حركة العين السريعة، وسميت كذلك لأنها من اسمها هي المرحلة التي تتحرك فيها العينان حسب ما يرى الإنسان من أحلام وقتها.

بناء على العديد من الأبحاث والدراسات يعتقد العلماء أن الدماغ الأمامي هو المسؤول عن حدوث الأحلام، وما يدعم ذلك أكثر أنهم وجدوا المرضى المصابين في هذا الجزء من الدماغ تحديدًا لا يرون أحلامًا في أثناء نومهم.


السيناريوهات الشائعة

في أفلام الخيال العلمي عندما نرى بعض الشخصيات تحلم بنفس الحلم بصورة مستمرة، يكون حينها لديها قوى خارقة كالتي تمكّنهم من توقع المستقبل وما إلى ذلك! لكن في الواقع الأمر مختلف تمامًا.

تكرار الأحلام هو أمر شائع الحدوث، فهو يحدث طبقًا للدراسات لما بين 60% و 75% من الناس في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، والأحلام التي تحمل مشاعر سلبية أو مؤذية هي التي تستحوذ على الجزء الأكبر الذي يصل لنحو 77% من النسبة الكلية!

يوجد بعض الصور الشائعة لهذه الأحلام وستجد نفسك على الأقل مررت بواحدة منها:

  • أن تكون مُطاردًا ولا تستطيع الدفاع عن نفسك.
  • أن تجد نفسك فجأة متجردًا من ملابسك بين العامة.
  • أن تتأخر على موعد مهم كمقابلة أو امتحان.
  • أن تجد نفسك تطير دون أن تستطيع التحكم في نفسك.
  • أن تجد نفسك تقع من علو مرتفع لا نهاية له.
  • أن تفقد أحد أسنانك.
  • أن تكون وسط حادث بالسيارة.

لماذا نحلم بنفس الحلم لأكثر من مرة؟

كما ذكرنا فالأحلام هي طريقة من طرق العقل لمعالجة وتحليل الذكريات التي يمر بها الإنسان أيًّا كان نوعها، وحسب إحدى الدراسات فإن 65% من الأحلام هي مرتبطة بالأحداث الواقعية التي تحدث في أثناء اليوم.

من هنا جاء اعتقاد العلماء بأن تلك الصور من أنماط الأحلام الغريبة والمتكررة متصلة بالمواقف الصعبة التي حدثت في حياة الشخص ولم يتخطاها بعد، أو التي يلقى صعوبة في التعامل معها، أو قد تكون مرتبطة بوجود بعض الاحتياجات غير المشبعة في الحياة الواقعية.

كذلك لاحظ العلماء زيادة معدل توارد تلك الأحلام مع المصابين بالاكتئاب أو أعراض القلق المستمرة ومع الأشخاص المتعرضين للصدمات القوية، ما يرجح أكثر احتمالية ارتباط الأحلام بالفعل مع الحالة النفسية ارتباطًا وثيقًا.

فمثلًا سأتحدث عن نفسي، عندما أحضر لمقابلة عمل مهمة أجد نفسي في إحدى الليالي السابقة لها أحلم بأنني متأخرة على ميعاد أحد امتحانات الكلية، وأنا قد تركت التعليم الجامعي منذ 8 سنوات! وقتها يكون هذا الحلم هو إحدى الطرق التي يعبر بها جسدي عن قلقه من المرحلة القادمة.


التجربة خير دليل

بالفعل أجري العديد من الأبحاث حول هذا الموضوع أحدها كان في 2017، حيث تم سؤال مجموعة مكونة من 200 فرد عن احتياجاتهم النفسية هل هي بالفعل مشبعة أم لا، وعن طبيعة الأحلام التي يرونها كل يوم.

كانت النتيجة أن من كانت لهم احتياجات نفسية غير مشبعة سواء كانت في صورة الحاجة للشعور بالاهتمام من الآخرين أو الشعور بالقدرة على التحكم في مسار الحياة بحرية أو الحاجة لإحداث تأثير إيجابي، هم من أقروا بالفعل بأنهم يرون تلك الأنماط المتكررة من الأحلام المقلقة.


هل هي ذات معنى حقيقي؟

الكثير من الناس يُرجعون تلك الأحلام لتفسيرات من الواقع أو يعطون لها دلالات ومعانيَ كسعة الرزق مثلًا أو التحذير من حلول مصائب أو ما إلى ذلك، في حين أنها أبسط من ذلك بكثير؛ فهي تعمل هنا كمرآة لمشاعر المرء الخفية. ولا نستهين هنا بتفسيرات الأحلام من الناحية الدينية وما إلى ذلك لكننا نتحدث على نمط معين للأحلام الشائعة المتكررة بين عموم الناس.

فالحلم المتكرر بالغرق مثلًا قد يكون دلالة على الشعور بقلة الحيلة حيال إحدى الأزمات، أو الحلم بأنك لا تستطيع الجري وأن قدميك ثقيلتان قد يدل على أنك لا تستطيع الهروب أو الخروج من إحدى المواقف الصعبة.

الجدير بالذكر هنا أنك في أثناء النوم لا تكون مفصولًا عن الواقع بالكامل! بل إنك ما زلت تستطيع الإحساس بالأصوات والروائح وغيرها من المؤثرات الداخلية والخارجية، ولذلك فبعض تلك الأحلام التي نجد نفسك فيها تشعر بأنك تبحث عن مكان لقضاء حاجتك أو أنك تقف متجردًا من الملابس بين العامة أو أنك ترقص على أغنية تُشبه نغمة رنين المنبه، هو بالفعل قد يعني أنك تحتاج للذهاب للحمام أو أنك ترتدي ملابس خفيفة تجعلك تشعر بالبرد أو أن منبهك يرن بالفعل في الواقع!


هل هناك طريقة لتجنب الأمر؟

بالنسبة لأغلب الناس لا أعتقد أن تكرار هذه الأحلام قد يشكل مشكلة بالنسبة لهم، فمعظمهم ينسون تفاصيل الحلم بمجرد مرور دقائق على استيقاظهم، لكن هناك جزء آخر تتسبب هذه الأحلام المتكررة لهم -أو الكوابيس في هذه الحالة- بانزعاج شديد قد يؤثر على مسار حياتهم الطبيعية.

لذلك هناك بعض النصائح التي وضعها الخبراء بهذا المجال:

  • إذا كنت تمر بنفس الحلم كل يوم فحاول تخيل سيناريو الحلم قبل النوم في عقلك وتخيل أنك تغير في بعض أحداثه لتكون أكثر إيجابية، وقد تجدها تغيرت بالفعل في عقلك اللاواعي في أثناء الحلم.
  • هل سبق من قبل وأن وجدت نفسك تدرك أنك بالفعل تحلم في وسط الحلم؟ حاول أن تفعلها في المرة القادمة وتدرب عقلك على ذلك حيث سيكون لك سيطرة على أحداث الحلم وربما تقدر على تغييرها للأحسن، أو ربما تغير طريقة نظرك لهذا النمط من الأحلام وتصبح أقل عرضة للتوتر منه. تلك الأحلام التي ندرك فيها أننا نحلم بالفعل يُطلق عليها اسم lucid dreams أو الأحلام الجلية.
  • أن تتبع النصائح المعتادة للحصول على جودة نوم أفضل، كممارسة الرياضة بانتظام وتقليل التعرض للأجهزة الإلكترونية قبل النوم وتناول الأطعمة الصحية.
ذو صلة

والنصيحة الأهم هي أن تحاول التعبير عن مشاعرك السلبية بطرق صحية كالتحدث مع أحد المقربين أو اللجوء للطب النفسي فهو ليس بشيء مُشين كما يراه البعض! بل سيساعدك في تقليل التوتر والقلق وهما المسببان الأساسيان للأحلام المزعجة والمؤثران على صحتك النفسية والجسدية بصفة عامة.

وفي النهاية أتمنى لك أن تنعم بنوم هادئ ومريح!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة