تريند 🔥

🤖 AI

لماذا حصلت منظمة روسية على جائزة نوبل للسلام 2022 في هذا الوقت تحديدًا؟

جائزة نوبل للسلام 2022
آلاء عمارة
آلاء عمارة

5 د

فوجئ عالم الكيمياء العبقري السويدي "ألفريد نوبل" عندما وصفته إحدى الجرائد الفرنسية بأنه "تاجر الموت"، عندما تُوفي أخوه في عام 1888، وعن طريق الخطأ، وصل نبأ وفاة "ألفريد نوبل" لهذه الصحيفة، فكتبت "رحل تاجر الموت"، إذ كان يمتلك وقتها أكبر مصانع للأسلحة، تعتمد جيوش العالم على أسلحتها في الحروب والنزاعات.

بالطبع حزن كثيرًا، وأعاد ترتيب أوراقه إلى أن وصل لحل مثالي، وهو تأسيس جائزة تُمنح لعدد من العلماء كل عام، وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1895، وقّع نوبل وصيته، وانطلقت سلسلة من الجوائز لأول مرة في عام 1901. كان ضمنها، جائزة للسلام، وكتب عنها: 

"إلى الشخص الذي قام بأعمال حققت الأخوة بين الأمم، وألغت الجيوش، وعقدت مؤتمرات للسلام، وروجت لها".


ما مصير نوبل للسلام لعام 2022؟ 

تذهب جائزة نوبل للسلام لهذا العام إلى شخص ومنظمتين. أما عن الشخص؛ فهو "أليس بيالياتسكي" من بيلاروسيا. وعن المنظمتين؛ فهما: منظمة ميموريال الروسية لحقوق الإنسان (تقع في روسيا) ومركز الحريات المدنية الأوكراني (تقع في أوكرانيا)؛ لأنّ الثلاثة يمثلون المجتمع المدني في بلادهم. 

والجدير بالذكر أنّ جائزة نوبل للسلام عادةً ما تذهب -حسب وصية ألفريد نوبل- إلى أولئك الذين يمثلون المجتمع المدني في بلدانهم، ويسعون لحماية حقوق المواطنين، وينتقدون السلطة، ويبذلون جهودًا رائعة لتوثيق جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان ويسيئون استخدام السلطة، يناشدون بتطبيق الديمقراطية والسلام.

ومن ملاحظة البلاد التي يُمثلها الحائزين على الجائزة، نجدها من: بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا، وهي ثلاث دول متجاوة، وترى لجنة نوبل أنّ الفائزين سعوا لتحقيق الأخوة بين الدول الثلاث، وهذا ما وصى به ألفريد نوبل بالضبط. 


ماذا فعل أليس بيالياتسكي؟ 



بطاقة تعريفية لـ"أليس بيالياتسكي"

وُلد أليس في بيلاروسيا، ودرس اللغة الروسية والبيلاروسية، ويبحث في الأدب الروسي، بالإضافة إلى كونه ناشطًا سياسيًا، مهتمًا بحقوق الإنسان.

بدأت مسيرته الديمقراطية لأول مرة في ثمانينيات القرن المنصرم وسعى لتعزيز الديمقراطية في بلاده. بمرور الوقت، زاد نشاط أليس الذي راح يؤسس منظمة "فياسنا" (Viasna) عام 1996، وهي منظمة تقدم دعمًا للسياسيين المسجونين والمتظاهرين وعائلاتهم، وكان حافزه الأقوى لتأسيس المنظمة هو أنّ الرئيس البيلاروسي قد أجرى بعض التعديلات الدستورية التي منحته سلطات ديكتاتورية، ما أثار سخط الشعب. 

رويدًا رويدًا، توسعت المنظمة وبدأت تحتج ضد استخدام السلطات لوسائل التعذيب ضد السجناء السياسيين، وهذا بحد ذاته انتهاكًا لحقوق الإنسان. طبعًا لم تسكت السلطات على نشاط أليس وحاولت إسكاته بشتى الطرائق، ومن مظاهر ذلك سجنه بين عامي 2011 إلى 2014.

لم يكن السجن فعّالًا مع شخص مثل أليس الذي نظّم مظاهرات كبيرة في عام 2020 ضد النظام، ما أدى إلى سجنه مرة أخرى. مع ذلك لم يتخل أليس ولو لوهلة واحدة عن المطالبة بحقوق المواطن البيلاروسي. 


أما المنظمة الروسية المعارضة… 

بعد الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في فبراير / شباط 2022، بدأت كثير من دول العالم التضامن مع أوكرانيا ضد روسيا، ما فتح أبواب النيران على روسيا، لكن يبدو أنّ الرئيس الروسي واثق في نفسه، لدرجة أنه لم يتخل عن موقفه حتى اللحظة. بالطبع هناك أبعاد سياسية كثيرة، لكن لماذا تحصل منظمة روسية على جائزة مثل هذه، ومعظم دول العالم ضد روسيا؟ 

حسنًا، ببساطة شديدة لأنّ هذه المنظمة معارضة، إنها منظمة ميموريال الروسية لحقوق الإنسان، التي أسسها نشطاء حقوق الإنسان في الاتحاد السوفيتي السابق عام 1987؛ لتخليد ذكرى ضحايا القمح الشيوعي. وكان "أندريه ساخاروف"، الحائز على نوبل للسلام عام 1975 أحد مؤسسي هذه المنظمة. 

وفي عام 1991، سقط الاتحاد السوفيتي، لكن لم ينته دور منظمة ميموريال التي نمت إلى أن صارت أكبر منظمة مناشدة لحقوق الإنسان في روسيا. وعملت على توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها السجناء السياسيين في روسيا.

وفي أثناء الحروب الشيشاينة، عملت المنظمة على توثيق الانتهاكات وجرائم الحروب التي ارتكبتها القوات العسكرية الروسية وحلفاؤها بحق المواطنين المدنيين.

والجدير بالذكر  أنّ الحكومة الروسية قد اتخذت قرارًا في ديسمبر / كانون الأول 2021 بحل المنظمة على أن ينتهي أمرها خلال الأشهر التالية، إلا أنه بعد إعلان جائزة نوبل للسلام هذا العام بساعات في يوم الجمعة الموافق 7 أكتوبر / تشرين الأول، راحت القوات الروسية تستولي على مقر المنظمة، ولكن أكدت المنظمة أنّ الاستيلاء على مقرها لن يُنهي عملها. 


وعن مركز الحريات المدنية..

نصل مركز الحريات المدنية في أوكرانيا، الذي حصد الثُلث الأخير من كعكة نوبل للسلام، وقد تأسس في عام 2007، والغرض منه تعزيز الديمقراطية، والمناشدة بحقوق الإنسان في أوكرانيا. كانت حركات مركز الحريات المدنية ثابتة وواضحة، تهدف إلى تطوير المجتمع المدني الأوكراني، الوصول إلى النقطة التي يُطبق فيها القانون بشكله الصحيح.

وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا في بداية 2022، سعى المركز لتوثيق الجرائم التي ارتكبتها القوات الروسية في حق أوكرانيا والمواطنين الأوكرانيين المدنيين بالتعاون مع منظمات أخرى دولية لها نفس الرؤية، في محاولة لمحاسبة المذنبيين. 

ذو صلة

يبدو أنّ كعكة نوبل للسلام للعام 2022، قُسمت لأجل أوكرانيا وحلفائها. ربما لهذا السبب كان لمنظمة روسية ثُلث هذه الكعكة؛ فهي معارضة للنظام الروسي أصلًا، والثُلث الثاني لمنظمة أوكرانية تُوّثق هجوم روسيا الأخير ضد أوركرانيا، والثالثة، تذهب إلى أليس البيلاروسي المُعارض للرئيس البيلاروسي، علمًا بأنّ ذلك الرئيس حليف لـ"بوتين"، رئيس روسيا أو كما يُطلق عليه "القيصر الروسي". لكن لجنة جائزة نوبل ترى أنّ المنظمتين وأليس عملوا على تحقيق الأخوة بين روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا، وهذا ما يحتاجه العالم هذا اليوم في ظل الحروب والنزاعات التي تسود بين البشر.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة