تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

في اليوم العالمي للمرأة.. المرأة السعودية طموح يصل الفضاء ولا ينتهي بقيادة سيارة خاصة

داليا عبد الكريم
داليا عبد الكريم

5 د

ريانة برناوي، سيذكر العرب عمومًا، والسعوديون خصوصًا، هذا الاسم لفترة طويلة من الزمن، بوصفها أول رائدة فضاء سعودية، ستشارك في رحلة محطة الفضاء الدولية، خلال الربع الثاني من العام الجاري 2023.

وتبلغ برناوي من العمر 33 عامًا، حاصلة على درجة البكالوريوس في علم الإنجاب والهندسة الوراثية، وتطوير الأنسجة من جامعة أوتاجو النيوزلندية، وهي كذلك تحمل درجة الماجستير في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الملك فيصل السعودية.

وبرناوي، ليست المرأة السعودية الوحيدة، التي لفتت الأنظار إليها مؤخرًا في البلاد التي قررت إجراء عملية تحول جذري بما يخص التعامل مع النساء، ومنحهنّ كامل حقوقهنّ ليسرن جنبًا إلى جنب مع الرجل، ويرسمن تفاصيل المستقبل السعودي.


قيادة السيارة

سجل العام 2018، إنجازًا كبيرًا للمرأة السعودية، حين بات بإمكانها قيادة السيارة الخاصة بمفردها، وكان هذا حدثًا لا ينسى في حياة السعوديين، وبعد فترة قصيرة شهدة المملكة إنجازًا لا يقل أهمية، حين دخلت المرأة عالم قيادة القطارات في السعودية.

والآن هناك عدة نساء يعملن بقيادة القطار السريع الذي يصل بين مكة والمدينة المنورة، بمسافة نحو 450 كيلو مترًا، وسرعة تصل حتى 300 كيلو متر في الساعة.

يمضي القطار ومعه تمضي النساء، في قفزات سريعة ومتلاحقة ومتتالية، نحو مستقبل جديد مختلف كليًا، فالمرأة السعودية اليوم لا تشبه سلفها، ولن تشبه خلفها أيضًا.


أول ملاكمة سعودية

وإن كان السعوديون سيذكرون اسم ريانة برناوي لفترة طويلة من الزمن، فإنهم بالتأكيد لن ينسوا اسم هالة الحمراني، وهي أول امرأة سعودية تخوض غمار عالم رياضة الملاكمة، التي ماتزال حكرًا على الرجال في العديد من البلدان العربية الأخرى.

لم تتوقف الحمراني عن ممارسة رياضتها المفضلة، حتى بعد أن أصبحت أمًا وزوجة، إذ استمرت بشغفها الرياضي هذا، وافتتحت ناديًا خاصًا لتدريب الفتيات السعوديات على رياضة الملاكمة.

وإن كانت الظروف لم تسعف الحمراني للمشاركة بالبطولات الرياضية، فإن مواطنتها رغد النعيمي، شاركت في بطولات محلية وفازت بها، إذ تم تتويجها في إحدى البطولات السعودية المحلية، شهر شباط الفائت، بعد فوزها الساحق على بيربيتوال أوكايده.

دوري كرة القدم النسائية
ونستمر في عالم الرياضة الذي من الواضح أنه بات يشهد حضورًا نسائيًا قويًا، مدعومًا بإرادة حكومية حقيقية على التغيير، ومنح المرأة السعودية دورها الكامل في كافة مناحي الحياة.

حيث أطلقت المملكة خلال العام الجاري، الدوري الممتاز لكرة القدم للسيدات، والذي جرى ضمن أجواء حماسية عالية، وسط وعود بتطويره والاهتمام بمواهب النساء في هذا الجانب.


المرأة السعودية في الحياة السياسية

النهضة الكبيرة التي تشهدها حياة المراة في السعودية اليوم، لا يمكن أن تتم دون مشاركتها في الحياة السياسية، سواء داخل المملكة أو خارجها، وبالفعل يبدو أن هناك خطوات كبيرة ومتلاحقة بهذا الخصوص.

ومع بداية العام الجاري، انشغلت وسائل الإعلام العربية والعالمية، بخبر تعيين المحامية السعودية، جود الحارثي، مسؤولة للشؤون السياسية في مكتب الأمين العام للامم المتحدة، أنتونيو غوتيرش، وهو ما منح الكثير من النساء السعوديات قوة الحلم للوصول إلى مناصب سياسية عالية.

جود الحارثي، درست في الجامعات البريطانية، وحصلت على شهادتي البكالوريوس والماجستير في العلوم القانونية والحقوقية، وتلقت تدريبًا مهنيًا في مكتب الأمم المتحدة في العاصمة السعودية الرياض، إضافة إلى المحكمة الفيدرالية في الولايات المتحدة، والعديد من مكاتب المحاماة العالمية.

وبعيدًا عن موضوع تمكين المرأة السعودية ودعمها من قبل حكومة بلادها ومجتمعها، فإنه لا ينبغي الإقلال من شأن العمل والتحصيل العلمي الكبير الذي يسعى الكثير من السعوديات للحصول عليه، ومتابعة التعلم والتحصيل العلمي، وعمومًا هذه هي سمات الناجحين، رجالًا كانوا أم نساء.

لا يمكن تجاهل ما تعيشه النساء السعوديات اليوم، من فرص كبيرة جدًا، تقابلها رغبتهنّ في إثبات أنفسهنّ ونجاحهنّ، متحديات كل العراقيل والصعاب، وهنا من المهم التركيز على نقطة أخرى جوهرية، وهي دور العائلة والأهل، والذي لولاه لما وجد كثيرٌ من النساء الناجحات في المملكة العربية السعودية الدافع للاستمرار وتحقيق الإنجازات.


منافسة الرجال

النهضة الكبيرة التي تشهدها المرأة السعودية، لا تقتصر على ميادين العمل الكبرى أو التحصيل العلمي، وحتى الحياة السياسية، حيث بات كثير من النساء اليوم ينافس الرجال في مهن بقيت لسنوات حكرًا عليهم دون تدخل العامل النسائي.

فها هي السعودية، صالحة الكريثي، تحصل على رخصة دلالة في سوق الخصار والفواكه المركزي بمدينة جدة، لتدخل التاريخ بأنها أول امرأة تعمل بهذه المهنة.

كان كل من زوج الكريثي وابنها يعملان بهذه المهنة، بينما كانت هي موظفة، وحين عرض زوجها عليها العمل معه لأن الرزق وفير لم تمانع، وافقت على الفور وحصلت على سجل تجاري وبدأت العمل إلى جانب زوجها وولدها.

قصة الكريثي تذهب أبعد من كونها قصة امرأة تقتحم عالم مهنة بقيت لسنوات حكرًا على الرجال، اللافت في قصتها العرض الذي قدمه لها زوجها بمشاركته العمل، ما يعني أن نهضة المجتمع السعودي متكاملة ومتوازنة، بين رجل يدرك أهمية حصول المرأة على حقوقها وحريتها، وبين امرأة تجيد استخدام تلك الحقوق وتبرع بمجالات عمل جديدة ومختلفة كليًا عما مضى.

ذو صلة

تقول الكريثي، إنها فخورة جدًا بما وصلت إليه وبعملها، وبكونها كسرت القاعدة، وتضيف في تصريحات صحفية، إن نجاحها في هذا العمل، يثبت للجميع أن المرأة السعودية قادرة على خوض غمار أي عمل، دون أي عوائق اجتماعية تمنعها عن تحقيق حلمها.

إذاً، لا طريق أمام المرأة في السعودية سوى طريق العمل والنجاح، الطريق الصعب والمكلف، الذي لن تختاره سوى امرأة تمتلك عائلة داعمة، وإرادة كبيرة على تحقيق طموحها، وفي اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف اليوم الأربعاء في الثامن من آذار، لا يمكن تجاهل النجاح والنصر الكبير الذي تحققه المرأة السعودية اليوم.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة