تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

كيف سيكون شكل المجتمع العربي لو تساوت المرأة بالرجل؟

داليا عبد الكريم
داليا عبد الكريم

5 د

هل أنت عربي؟ نعم أعتقد أنه سؤالٌ ساذجٌ جدًا، طالما أن هذه المدونة ناطقة باللغة العربية وتتحدث بلسانهم، لكن هذا السؤال بالتأكيد لا يقل سذاجة عن ذلك الذكر العربي، الذي يرى في المساواة بينه وبين شقيقته أو زوجته أو زميلته في العمل، طامة كبرى وسقطة عميقة بموازين الرجولة كما يفهمها البعض.

صديقي وشريكي في هذا المجتمع، هذه الكلمات موجهة لك بالدرجة الأولى، حتى لو كنت من نمط "سي السيد"، نهديك إياها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف اليوم في الثامن آذار/مارس.


الأرقام لا تكذب:

تشير الإحصائيات إلى أن أعداد المهاجرين العرب إلى أوروبا، بلغ 23 مليون عربي وعربية حتى العام 2022 الفائت، وأولئك العرب ينتشرون بشكل أكبر في إيطاليا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وبريطانيا والسويد، وكذلك في إسبانيا واليونان والدنمارك.

ما الذي يدفع العرب المتمسكين بأصالتهم ومبادئهم إلى الهجرة إلى بلاد يراها الغالبية العظمى منهم بلاد الموبقات والتحرر والزيف؟

دعوني أطرح السؤال بطريقة مختلفة نوعًا ما، ما الذي يدفع الرجل العربي المتمسك بعنفوانه وسلطته الكبيرة على المرأة، بوصفها ضلعًا قاصرًا، إلى التوجه إلى بلاد لا تميز بين الرجل والمرأة، بلاد قد تكون العمدة فيها امرأة، والقاضية امرأة، كذلك من تقوم بتزويجه امرأة؟

ما الذي يدفع الرجل العربي للسفر والهجرة لبلاد ستجرمه إن أقدم على قتل زوجته "الخائنة"، ويترك بلادًا تنصبه البطل المقدام الذي دافع عن شرفه "النفيس" لمجرد أنه قام بالفعل ذاته؟

أنا لا أجمّل فعل الخيانة، ولا أدافع عنه أو أبرره، فهو فعل خالٍ من الأخلاق بالتأكيد، لكنه فعل يجب أن يتساوى فيه العقاب بين الرجل والمرأة، لأن أصل الخطأ هو الفعل لا جنس مرتكبه أو مرتكبته.


كيف سيبدو المجتمع العربي بحال المساواة؟

المساواة بين الرجل والمرأة، يعني أن تنتهي كل أشكال التمييز ضد المرأة، كذلك فهو يعني:

  • أن تتوقف عن ضرب زوجتك، بالمقابل لن يجرؤ زوج ابنتك عن ضربها مستقبلًا.
  • أن لا تلقي المرأة بالًا لابتزازك في حال وثقت بك وكنت غير أهل لتلك الثقة، وبالمقابل فإن شقيقتك أو ابنتك لن تهتم لمثل هذا الابتزاز مستقبلًا فيما لو وثقت بشخص لا أخلاقي.
  • أن تتفق وزوجتك على الطلاق بشكل ودي، في حال انتهت المشاعر بينكما، دون أن تضطر لقتلها، وبالتالي فإنك ستنقذ ابنتك مستقبلًا في حال مرّت بظرف مشابه، وحتى ابنك من أن يصبح قاتلًا.
  • أن تنافس زميلتك بالعمل في طريقة مهنية، دون أن تسخر منها ومن إمكانية فشلها لأنها امرأة، وبالتالي فإن ابنتك مستقبلًا ستجد بيئة مثالية للعمل، تبدع بها وتنافس فيها زملاءها وزميلاتها، رجالًا كانوا أم نساء.

لا تنتهي الأمثلة عند هذا الحد، هناك بحر منها، ما عليك إلا أن تفكر بها انطلاقًا من الواقع الذي تعيشه اليوم، والبيئة التي أورثتك مفاهيم خاطئة، دون أن تفكر ولو للحظة، وتقول في نفسك ماذا لو كانوا على خطأ؟.


المساواة لا تعني العدل

وعلى الرغم من المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة، فإنه ينبغي هنا توضيح أمر غاية في الأهمية، حيث إن المساواة قد لا تعني العدل، لذا يجب أن تنطلق المساواة من مبدأ مراعاة الاختلاف البيولوجي بين الذكر والأنثى.

كمثال على ذلك، لا يمكن أن تحقق بيئة العمل فرصًا متكافئة بين الرجل والمرأة، إن لم يؤخذ بعين الاعتبار، أن المرأة ستحمل وتنجب وتحتاج إلى إجازة أمومة، وساعات خاصة بالرضاعة لمولودها، وبالتالي فإن حرمانها من تلك المزايا فقط لأن إدارة الشركة قررت اتباع مبدأ المساواة سيكون غير عادل.

وللأمانة، وحتى لا نكون سببًا في جلد المجتمع العربي لصالح نظيره الغربي، فإن العالم العربي يدرك هذا الحق من حقوق المرأة ويمنحها إياه، بينما في بعض المجتمعات الغربية كما في الولايات المتحدة الأميركية، فإن القطاع الخاص يمنع هذا الحق عن المرأة.

لكن بالمقابل، فإنه في الولايات المتحدة الأميركية، لا يوجد انتشار كبير لجرائم قتل الزوج لزوجته، لمجرد أنها خانته، والقضاء هناك، وكذلك المجتمع، لا يعطيه هذا الحق.


كيف تساهم بتعزيز المساواة العادلة؟

في حال وصلت معي إلى هذه الفقرة، فأنت على الأرجح ممن يمتلكون المرونة الكافية للتغيير، وبالتالي فإنك تستطيع إحداث الأثر المطلوب منك كفرد، لتضمن لبناتك وحتى لأبنائك بيئة مثالية للحياة الاجتماعية مستقبلًا.

تخيل أنك وزوجتك موظفان، تحضران في ذات الموعد، لماذا يجب عليك الذهاب للاستلقاء بينما تذهب زوجتك إلى المطبخ؟

حسناً أنت رجل، وبالنسبة لك كما أعتقد، فأنت أكثر قوة من زوجتك، وتستطيع تحمل الصعاب والعمل المجهد أكثر منها بكثير، ما رأيك لو تجرب أن تشاركها تلك الأعمال قليلًا، دون أن تتحرك داخلك عقدة "الذكورة"، وبأن الرجل لا يدخل المطبخ وغيرها من المصطلحات السخيفة التي ما تزال مستمرة إلى حد ما في القرن الحادي والعشرين؟

كلا يا صديقي، المطبخ ليس للنساء كما تعتقد، بدليل أن أشهر الطباخين في العالم العربي هم من الرجال، لا بد أنك سمعت بالشيف عمر، والشيف أبو جوليا، وحتى الشيف التركي بوراك، إنهم ملوك المطبخ ولا سبيل لأن تنتزع منهم امرأة تلك الصفة أبدًا.

اليوم العالمي للمرأة، تبدو مناسبة مهمة جدًا، لنعيد حساباتنا جميعًا، رجالًا كنا أم نساء، لنبدأ التغيير الذي سيوصل أبناءنا وبناتنا لبر الأمان، بعيدًا عن عقد الشرق المتأصلة داخلنا، وهنا من الظلم القول إن المسؤولية تقع على عاتق الرجل فقط، إنما أكبرها يقع على عاتق المرأة، أو بعض النساء اللواتي حتى اللحظة، يغرسن التمييز السلبي في بناتهنّ وأبنائهنّ الصغار، ويعلّمنهم أن الذكر ليس مثل الأنثى، وأن الأخيرة ضعيفة من دون رجل، ولا تستطيع سوى أن تكون ظله.

ذو صلة

كلا يا صديقتي، ابنتك تستطيع أن تكون شجرة كبيرة، يتفيأ بظلها 5 رجال على الأقل، والدها وزوجها وابنها، وحتى مرؤوسوها في العمل، فماذا تنتظرين كي تسمحي لابنتك أن تكون قائدة عوضًا عن كونها مجرد تابعة لظل رجل؟.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

معذرةً اخي الكريم..
من امن العفاب اساء الادب,اراك طبقته على الانثى فقط مما يدل على ان الذكر مستثنًى من هاته القاعدة رغم انه بشر مثلها,اها هو قصدك ام انك ذكرته لكون المقال تطرق لهذا الامر؟
كذلك,للرجل و المراة حق العمل و لا يحرم اي منهما منه لاي سبب,لا اعرف لِم ذكرتُ هذه النقطة ربما بسبب الاقاويل التي تقلل من عمل المراة و شهادتها بشكلٍ عام..

مقال تافه جدا جدا يفترض ان الهجرة لا سبب لها كالفشل السياسي و الاقتصادي للحكومات و يسأل عن أسبابها ثم يقول لك المجتمع في حالة المساواة ستتوقف عن ضرب زوجتك و و ان لا تبتز المراة و ان تتفق معها على الطلاق و الخ فيفترض الكاتب أننا جميعا نفعل ذلك مقال غبي جدا يشعرك ان كاتبه يعيش اصلا في دول الاحلام التي يتحدث عنها و يوم الرجل العالمي لا يحتفل به حتى الرجال

مرحباً داليا، آمل إنكِ بخير.

-تعقيباً على مقالك، بادئ ذي بدء فإن ما يضطر هؤلاء إلى السفر إلى بلاد “بلاد الموبقات والتحرر والزيف” هو لقمة العيش وجوع الاضطرار وخراب الحرب، ولو وجد أحد هؤلاء مجتمعاً أشد تمييزاً ضد المرأة من “المجتمع الشرقية” فلن يشكل ذلك فارقاً معه وهو يتخذ قرار الهجرة.

-ثانياً تعليقاً على ما ذكرته تحت عنوان “كيف سيبدو المجتمع العربي بحال المساواة؟” فإن جُل ما ذكرته لا يختلف عليه إثنان بل إنه بالفعل قيد التطبيق، ومن صميم الدين -إن ارتضينا الدين دستوراً مجتمعياً لسكان الشرق- ، ولكن ما أختلف معك حوله هو النقطة الثانية، أليس ذلك تشجيعاً على التفسخ الأخلاقي؟ أليست مسؤولة عن أفعالها؟ وأليس من أمن العقوبة أساء الأدب؟ هل من المطلوب مني كأب أو أخ أن أرى أمامي دليلاً على ضلال أختي/بنتي ولا أحرك ساكناً لأنها حريتها الشخصية وهكذا هو العالم الحديث؟ لا شكراً.

-ما الذي يجبر رب العمل على مراعاة الفارق البيولوجي بين الرجل والمرأة طالما يقوم بدفع نفس الأجر لكليهما؟ -وهو الأمر الواقع بالمناسبة في الدولة العربية التي أعيش بها- هل يدفع نفس المبلغ مقابل عدد أيام عمل وجودة أقل؟ يجب علينا الاختيار هنا بين النظام الذكوري “الأبوي” وبين “المساواة الغربية” حتى لا نخلط الحامل بالنابل 🙂

معذرة على الإطالة، لكِ مني أرق التحيات.

ذو صلة