كالعادة ، بمجرّد أن تشاهد فيلماً أمريكياً للخيال العلمي ، تظل طوال الفيلم فاغراً فاك ، محدّقاً فى أحداث الفيلم القائمة أساساً على الإبهار الصوتي والمرئي ، دون أن تحاول ان تمرر احداث الفيلم على عقلك ، أو حتى ان تلفت انتباهك تفاصيل تعتبر انتهاكاً للعقل البشري والمنطقي ، ولا تحتاج إلى خبير سينمائي حتى ينتقدها او يستشعر كم هي سخيفة ، وانها من المستحيل ان تمر على المشاهد مرور الكرام..
ولكنها دائما ما تمر مرور الكرام بالفعل !
حتى وإن لم تمر ، تظل الحجة الأبدية الدائمة ، التى يتعلل بها كافة السينمائيين :
” أنت تشاهد فيلماً للخيال العلمي حتى تستمتع..فإذا لم تصدّق الأحداث ، ودققت فى كل صغيرة وكبيرة …فمن الأفضل لك ألا تشاهد الفيلم ” !
لكن ، عندما يكون الفيلم محشوّاً بحقائق علمية ، أو يتناول ظواهر طبيعية مخيفة ..ثم يُسخّر المخرج هذه الحقائق العلمية لمزاجه الشخصي ، لمجرّد أن يخرج الفيلم بصورة شيّقة ومبهرة ، ضارباً الحقائق والدراسات العلمية عرض الحائط..
في هذه الحالة ، هذا لا يعد ( خيـالاً علمياً ) .. بل ” خبالاً ” علمياً !
دعنا نبدأ في هذا المقال ، بفيلمين كنت ومازلت شغوفاً بهما إلى أقصى حد – من ناحية الإبهار والإستمتاع – ، ولا يمكن أن يتم عرضهما فى أي مكان ، دون ان اضبط نفسي مندمجاً تماماً مع أحداثهما..
الحديقة الجوراسية Jurassic Park
الحقيقة انها فكرة ممتازة..
أن تمتلك حديقة طبيعية مليئة بالديناصورات المستنسخة التى لا تكف عن الركض خلف البشر الحمقى الذين قادهم حظهم العاثر اليها ، وتحطيم الأشجار طوال رحلة الركض هذه.. هي حتماً فكرة ممتازة..
الفيلم الشهير الذي قدّمه المخرج الفذ ” سبيلبرج ” في بداية التسعينات ، حقق نجاحا مذهلاً فى شباك التذاكر ، ويعتبر علامة بارزة فى تاريخ السينما الأمريكية والعالمية ، خصوصاً بسبب ريادته فى استخدام صور حركية مذهلة ، أظهرت الديناصورات كأنها حقيقية تماماً ، ومختلفة تماماً عن طرق التصوير التى كانت سخيفة وقتها..
أعترف أننى أذوب عشقاً فى هذا الفيلم ، حتى على مستوي الموسيقى التصويرية الخاصة به ، وطريقة تصويره المبهرة..
لكن ليس لدرجة ان أصدّق انه من الممكن استنساخ ديناصور اعتماداً على حمض نووي ( DNA ) مستخرج من أحشاء بعوضة عمرها 25 مليون سنة ، صادفت أن وقفت على قفا الديناصور فى هذا الزمن الغابر..
الحقيقة ان هذا هو الهراء بعينه !
لا يحتاج الامر الى عالم هندسة وراثية ؛ ليعرف أن هيكل الحمض النووي للديناصور سيكون قد تكسّر إلى قطع صغيرة ، واختلط بآلاف المكوّنات الأخرى التى التهمتها البعوضة ، بالإضافة الى المادة الوراثية الخاصة بالحشرة ذاتها..
باختصار ، المخلوق الذي سيتم استنساخه من وسط هذا الركام الوراثي لن يكون ديناصوراً من نوع تي ريكس …بل سيكون كائناً اكثر كابوسية بكثير من ذلك الديناصور اللطيف !
شاهد Trailer الفيلم للجزء الأول ، وتذكر معي هذه الأيام السعيدة 🙂
يوم الإستقلال Independence Day
الفيلم الشهير الذي أخرجه المخرج ” رونالد إيمريك ” المعروف عنه اهتمامه الخاص بالظواهر الطبيعية والمناخية ، والذي كان مبهراً حتماً فى إخراجه وتصويره ، وذلك فى العام 1996..
سفينة الفضاء التى كانت مسكونة بمخلوقات فضائية رؤوسها أشبه بأكباد الدجاج ، ولا تكف عن التواصل ذهنياً مع الجميع بطريقة أصابت كل ممثلى الفيلم بالصداع تقريباً…كانت السفينة العملاقة معلّقة فى مدار ثابت قريب من الأرض ، وكتلتها ربع كتلة القمر – كما جاء فى الفيلم -..
أشهر الأفلام الكوميدية في عام 2013
أشهر أفلام الخيال العلمي لعام 2013
أفضل أفلام الدراما و السير الذاتية لعام 2013
الحقيقة أن سفينة فضائية بهذه الكتلة ، وبهذا الحجم تحلّق بهذا القرب من الأرض ..لا تحتاج إلى إطلاق أشعتها الليزرية بهذه الكثافة ، أو المغامرة بإطلاق مقاتلاتها الفضائية لدك المباني الضخمة ، أو قتل البشر على الكوكب..
لسببب بسيط ..
أن هذه المواصفات وحدها كفيلة بنشوء قوة جذب مغناطيسية للسفينة ، سوف تؤدي إلى موجات مد هائلة ، ومئات الزلازل والبراكين ، تحدث تأثيراً هائلاً على الكوكب ، أكبر بكثير من إصابة سكانه بالفزع ، وجعلهم يركضون بلا هدف !
وعندها ، سيكون البيت الأبيض مغموراً أصلاً تحت المياه ، منذ اليوم الاول لاستقرار السفينة الفضائية فى مدار الأرض ، بينما يتناول الفضائيون الأوغاد النبيذ !
شاهد أفضل مشاهد فى الفيلم ( في رأيي )
ما رأيك فى هذا الإبداع…هل تشاركني الرأي ، أم أنك ترى أننى مختل عقلياً آخر من الذين لا يعجبهم أي شيئ فى الدنيا أبداً ؟
على كل حال ، ستظل فكرتي عن منتجي الأفلام الهوليودية مختصرة وبسيطة للغاية..
ان هؤلاء القوم لا يكفّون عن التحذلق أبداً !
اقرأ الجزء الثانى: أفلام الخيال العلمي الشهيرة .. أخطاء لا يُمكن أن تمر ! جــــ2