تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

نماذجُ لأشخــاصٍ على الفيسبوك .. يتوجب قتلهم بلا رحمة!

نماذج لأشخــاص على الفيسبوك .. يتوجب قتلهم بلا رحمة !
عماد أبو الفتوح
عماد أبو الفتوح

8 د

كل أطيــاف البشــر ستجدها على الفيسبوك..

المتعلم والمثقف والجاهل والمتدين والمتشدد والمُلحد والأحمق والسخيف والشاعر والعاقل والبــريء والشــرير..، كل أطياف البشــر الذين تجدهم في العالم الواقعي من حولك، ستجدهم كذلك – وربما بشكــلٍ أكبــر – في هذا العالم الافتراضي الذي صنعه (مارك زوكربيرغ) منذ عدة سنواتٍ..

ولأن العالم الواقعي يعج بالأوغاد، ويعج بالمُتناقضات، ويعج بالأمور المُستفزة حقًا.. ستجد أن الفيسبوك يعج بأضعاف أضعاف هذه الأمور لسببٍ بسيطٍ: أنه من السهل أن تبتعد عن هذه الأمور في حياتك الواقعية..، ولكن من الصعب جدًا أن تبتعد عنها في العالم الافتراضي إلا بالضغط على زر ( Unfriend ) أو الـ (Block) لصديقك العزيـــز..، وهذا ليس إجراءًا إنسانيًّا راقيًا طبعًا..

لذلك، وجدت أن أفضل ما يُمكنني القيام به، هو أن أخرج غيظي من خلال هذا المقال، وأذكـــر لكم أكثر النماذج للأشخاص الذين تجدهم في الفيسبوك، والذين يستحقـــون – من وجهة نظري – القتل فورًا بلا أي رحمةٍ أو شفقةٍ..، ثم توضع أشلاؤهم المُحترقة في مصنعٍ لتدوير المُخلفات النووية.

فقط.. أتمنى ألا تكـــون أنت شخصيًّا واحد من هؤلاء!


المُلحــــد الثرثــار

في الحقيقة، ليس لديَّ أي مُشكـــلةٍ في اعتناق أي أحدٍ لأي دينٍ، أو تخلي أي أحدٍ عن دينه أو إعلان إلـحــاده أو تدينه.. هذه حـــريةٌ شخصيـــةٌ مُطلقة..

ولكن، لو كل شخصٍ قرأ كتابًا أو كتابين عن نظرية النشــوء والتطور، وشاهد فيلمًا وثائقيًّا رديئًا يشــرح له بهدوءٍ أنه ينتمي إلى فصيـــلةٍ عُليا من القـــرود..، ثم أخذ يملأ فضاء الفيسبوك ضجيجًا وصراخًا أنه توصل إلى الحقيقة، وأن كل مُعتنقي الأديان حُمقى، وأنه هو الوحيـــد العبقري الذي توصل إلى ســر الوجود..

فهــذه النوعيات من البشـــر لا يُجدي معه حوار أو تفاهم..، فقط كل ما عليك هو أن تُـريح نفسك وتحذفه تمامًا من عالمك الافتراضي، وتريح نفســـك من عناء الغبـــاء والاستغباء الذي لا يتوقف طوال الوقت..، باعتبار أنه هو شخصيًّا يُنكر إنسانيته، فلماذا تُعامله بشكلٍ بشريٍّ مُتحضر؟

اتركه مع نظرياته وفرضياته التي قرأها من كتابٍ قديــمٍ، وشعــر – وقتها – وهو يمسكه في يده بأنه عظيــمٌ جدًا، ومثقفٌ ويفكـــر بطريقةٍ مُختلفةٍ عن المُحيطين به.. حتى ولو كان – غالبًا – لا يفهم حــرفًا مما قرأه، وليس هدفه أصلًا أن يفهم..

الهــدف في المعتاد أن يبدو مُثقفًا وعالمًا ببواطن الأمـــور أكثر مما يجب!


المُتشـــدد الذي يملأ الدنيا ضجيجًا

وهذا على النقيـــض تمامًا من النموذج السابق، ولكنه أكثــــر استفزازًا في رأيي..

حتمًا هذا النموذج يريد أن يوصل إليك فكرة واحدة من خلال المنشـــورات التي ينشرها على صفحته في الفيسبوك: الله لم يهد غيـــري في الوجود، وأنت وغـــدٌ حقيــــرٌ ستذهب حتمًا إلى الجحيـــم..، وأن مُجرد النقاش معه في أي أمرٍ من أمور الدنيا أو الآخرة، هو من باب الابتـــداع.. فضلًا عن أنك أصلًا لا تفهم شيئًا..

غالبًا يكون هذا النمـــوذج مُستفز جدًا، وله آراء سياسية وحياتية ربما تصيـــبك بانهيارٍ عصبيٍّ عنيفٍ إذا حاولت أن تتناقش معه فيها..، فضلًا أنهم – في المُعتاد – يتميـــزون بمهاراتٍ لغويـــةٍ رائعةٍ في السباب والشتائم القــذرة، ويستخدمونها فورًا معك في أقل نقاش..، مما يُشيـــر فعلًا أن الموضوع كله ( مشــاكل نفسية مُزمنة ) اتخذت التديـــن ستارًا لإشعـــار الجميع بأنه ( يغضب للحق )..، ويدافع عن الدين ضد الأوغاد أمثالك..

هذا النـــوع من البشر إما أن تتجاهله أو تحذفه..، وإما ستقضي فترةً طويلةً تعاني من أمراض الضغط والسكري، ثم يرسل إليك من يقتلك فورًا نُصـــرةً للحق والدين..

لماذا تُضيع وقتــك في الاحتفاظ به في قائمة أصدقائك؟


الشــعراء المجانين

هذا النـــوع في رأيي يحتاج أن تُفصـــل رأسه عن جســـده بلا رحمةٍ، وتُعلق على أحد الأماكن الشهيــرة كنوعٍ من التهديـــد والترهيب للجميــع بألا يسيـــروا على خطاهم للأبد..

ستتفهم حتمًا ما أعنيه عندما تكون جالسًا في هدوء الليل تتصفح الفيسبـــوك، وتجد أمامك شعـــرًا رديئًا كتبه أحد هؤلاء الأشخاص في صفحته، لا تفهـــم أنت منه حرفًا..، الكثير جدًا من الكلام الفارغ الذي لا تــجد له أي معنى مثل:

امنحني عسل شفتيك .. لأن الأماكن كلها بلا جدوى في غيابك.. والشتاء على الأبواب .. إلخ..

المُثيـــر للغيظ والجنون أن هذه الحماقات تجدها مليئةً بعلامات الـ ( Like ) من أصدقاء هذا الشاعر، في الوقت الذي تحاول أنت فقط أن تستوعب معنى هذا الهُـــراء..

طبعًا ستجد الكثيـــر من الكلمات التي تشمل معانٍ إباحية كـ (النهدين ) وحركات جسدها وهي تركض مثل الغزال الرشيق..، ثم كلمات من نوع : ” ضميني إلى صدرك الحنون..، أحتاج إلى من يمنحني دفئًا “..، فيدخل أحد الأصدقاء المُتحمسين ويخبر الشاعر بضيقه الشديد من وضع هذه الكلمات..، فيأتي الرد هادئًا من الشاعر أنه ( كان يمـــر بحالة كوزموبوليتانية ) عندما كتب هذه الأبيــات..

وأن هذه أمور لا يفهمها – طبعًا – إلا الشعراء المُرهفين أمثاله!


المُتظاهرون بالنجاح

تعرف هذا النـــوع فورًا من 4 أمورٍ أساسيةٍ يضعها في ( بروفايله ) الشخصي:

# صـــورةٌ وهو يرتدي بذلةً أنيقةً، ويشبك أصابعه ببعضها البعض وعلى وجهه ابتسامة صفـــراء – يحاول أن يجعلها واثقة – ..

# أي جُملةٍ يكتبها فى الـ ( Status ) يجب أن يُتبعها بابتسامةٍ افتراضيـــةٍ .. كأنه يعرف ما يتكلم فيه بالضبط، وأنه يُحاول مُساعدتكم جميعًا، وإنقاذكم من بئـــر الفشل العميق الذين تعيشون فيه..

# جُل مايقوله هو حِكم ومواعظ التقطها من كتابٍ قديمٍ قرأ منه صفحتين أو ثلاثة..، فيجدها فُرصةً ممتازةً حتى يقتلك قتلًا بالمواعظ السخيفة التي قرأها، والتي تدور كلها حول:

( النجاح رحلة كفاح ).. ( افعل ما تستطيع واترك الباقي لله عز وجل ).. ( لماذا تشعر باليأس وأنت بداخلك طاقة قادرة على إنارة مدينة نيويورك لمدة ثلاثة أيام؟ )..، ويختمها طبعًا بالابتسامة الافتراضية القميــئة..

# دائمًا يستخدم اسمًا مُستعارًا.. ( مديـــر الناجحين ).. ( قائد القادة ).. ( قلب الأسد ).. ( الفارس الأســـود ).. ( مُدمـــر الفشـــل) .. إلى آخر هذا الهُراء المُزمن..

هذا النــوع من الشخصيات الافتراضية في الغالب مُصــاب بعُقدة فشلٍ حادة..، خذوها قاعدةً مني يا شباب، تُلخص لكم كل شيءٍ:

أكثـــر الناس نجاحًا هم أقلهم كلامًا وحديثًا عن النــجاح الذين يمرون به..، ليس عندهم وقت أو اهتمام بوضع أقوال ومواعظ في كل ( Status ) يكتبونه، أو منشـــور يضعونه على صفحاتهم..

للأسف هذا النموذج من الصعب جدًا أن تتخلص منه بسهولةٍ، لأنه من الظُلم أن تحذفه من قائمة أصدقائك لأنه غيــر مؤذٍ مُعظم الأوقات، وعادةً ما يكونوا مُهذبين جدًا..

 فقط حاول أن تنصحه بهدوءٍ أن يستغل وقت فراغه في أمورٍ أهم من كتابة نصائح ومواعظ عبر الفيسبوك..


المُهتمون بـ ( إرهاصات مابعد الحداثة )!

هذا النـــوع من الأشخاص على الفيسبـــوك في الحقيقة يحتاج إلى أن يتم نسفه بقاذفة قنابلَ مُتطورة، تحوله إلى بُخـــارٍ في لحظاتٍ..، يتلاشى من الوجـــود ذاته، فيُريــح ويستـــريح..

تعرفه فورًا عندما تطالع معلومات عنه في الــ ( About ) لتعرف عنه المزيد من المعلومات..، فتجده يضع سيــرته الذاتية مُتكاملة، منذ أن جاء إلى الدنيا، مرورًا بالشهادات التعليمية والأكاديمية التي حصل عليها، انتهاءً لآخر حدثٍ مر به الأسبوع الماضي..

بعد أن تنبهر بهذه السيرة الذاتية، الذي يجب أن تشمل زمالة أو اثنين من جامعتين في هولندا، ثم منحة في جامعة في السويد، مرورًا بمحاضرةٍ ألقاها في النمسا حضرها رئيس وزراء المـجر شخصيًّا، وانتهاءً بإلقائه الكلمة الختامية للمؤتمر الصحفي الذي عقدته ملكة بريطانيا في ذكـــرى الجلوس على العرش..

هنا تعود مرةً أخرى إلى صفحته الأساسية، فتجد الكثيـــر جدًا من التحذلق والهُراء العميــق جدًا من نوع:

” البنية الثــورية السائلة في إرهاصات ما بعد الحداثة المُجتمعية، تكشف بوضوحٍ عن المنهجية المُتجددة داخل أقطــاب الحركة الإنسانيـــة “.

طبعًا ستجد عددًا مهولًا من علامات الإعجاب والمُشاركة لهذه الجُملة، من أشخـــاصٍ لهم نفس العقلية العجيبة..، وتبقى أنت الوحيـــد التعيس الذي لا يفهم حرفًا من هؤلاء الأوغاد المجانين..


الفتيـــات الحالمـــات

الكثيــر جدًا من صور الزهور والفراشات والأطفال وقطــرات المطر، تجدها في صفحتك الرئيسية المليئة بالصديقات الحالمات على الدوام..

تجدهن دائمًا يكتبن عباراتٍ عجيــبة – ويجب أن تكـــون بالتشكيــل للأحـــرف والكلمات – ، دائمًا يشير معناها أنهن يتعذبن بنار العشق والهوى والوحدة..، وأن حبيبها – المجهول – تركها وحيدةً أو لا يشعـــر بها.. ومع ذلك، هي تحب هذا الوغد تحديدًا دون غيره..

الســـؤال: لماذا تضيعين وقتك ووقتي في هذا الهُراء؟ .. لماذا لا نتواصل بشكلٍ مُباشرٍ عبر الشات ونتبادل أرقام الهواتف، ونملأ الحياة بعبارات الحب والغزل والعشق، بدلًا من مُخاطبة حبيبٍ مجهـــولٍ بعباراتٍ غير مفهومةٍ، وصورٍ حمقاء لا تعبر عن أي شيءٍ، ولا تهم أحدًا أن يراها.. حتى حبيبك المجهول لن يستفيد شيئًا عندما يرى هذه الكلمات والصور، وسيعتبرها تضييعًا لوقته..

وبدوري أخاطبها قائلًا:

” أَراكِ فِي كُل هَمسةٍ من هَمسَات السَحــَر .. أشعُرك مَع كُل قَطــرَةٍ من قَطــراتِ المَطـــرْ “.

دعونا نحارب الحماقة بالحماقة إذن، ربما نصل إلى نتيجةٍ في يومٍ من الأيام:

هل هذا كل شيءٍ؟ .. الحقيقة أن هناك الكثــير جدًا من النماذج البشرية الأخرى على الفيسبوك، التي أعتبرها وسائل عصـــرية تجذب المرض جذبًا إليـــك، وتؤثر تأثيرًا مباشرًا على حالتك المزاجية النفسية والعصبية.. في الوقت الذي ينعم فيه هؤلاء بوقتٍ طيبٍ فعلًا، وهم يمُارســون حماقاتهم بلا توقف..

أعتقـــد أن لدي المزيـــد لأقوله بشأن هذا الموضوع، سأفرد له مقالًا آخر.. بعد أن أعرف رأيك بمنتهى الأمانة والمصداقية في أمرين مُهمين بالنسبـــة لي:

الأول: هل أنت واحد من هذه النماذج المذكـــورة؟ .. لو كانت الإجابة بـ ( لا ) فالحمـــد لله، وأتمنى أن تضيفني فورًا على الفيسبـــوك لنتواصل فكريًّا وإنسانيًّا..

وإذا كانت الإجابة بـ ( نعم )، فسؤالي لك بكل صــدقٍ: لماذا تفعل ماتفعله؟ .. لماذا لا تتغيـــر للأفضل، خصوصًا بعد أن عرفت أن هناك أناس مساكين – مثلي – ربما يُصيبهم المـــرض بقراءة هذه الأمور العجيبة التي تضعها في صفحتك، وليس بيدهم أية حيلةٍ في الخلاص من كل هذا إلا التفكيــر في قتلك؟

ذو صلة

الثاني: هل تعرف نماذجَ أخـــرى لأشخاصٍ يستوجب قتلهم على الفيسبوك بلا رحمة؟ .. أم أنني فقط الوحيـــد هنا الذي يجد هذه النماذج أمامه بمجرد الدخول على حسابي الشخصي؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة