تريند 🔥

🤖 AI

نماذج لأشخاص على الفيسبوك.. يتوجّـب قتلهم بلا رحمـة ! – الجـزء الثـالث

عماد أبو الفتوح
عماد أبو الفتوح

9 د

أعتـرف أننى كنت قد نويت ألا أعود للكتابة فى هذا الموضوع الشائك مــرة أخرى ، بعــد الجزئيــن الأخيــرين الذي تعرّضت فيهمــا – بشكــل عفــوي ونيــّة سليمــة – لنمــاذج لبعــض الأشخاص الذين يستحقــون القتــل بلا رحمـــة فى عالم الفيسبوك الإفـتــراضي ، والذين يحيلــون الحيــاة الواقعيــة الى جحيــم حقيقــي..

اذا كنت لأول مرة تقــرأ هـذه السلسلــة من المقــالات ، فأنصحــك بالإطــلاع على المقــالين السابقيــن أولا لتفهــم ما نتكلم عنه بالضبــط :

 نماذج لأشخــاص على الفيسبوك .. يتوجب قتلهم بلا رحمة ! – الجزء الثاني

السبب لرغبتي فى عدم الخوض فى هذا الموضوع مجددا ، هو أنني أتعرّض من وراءها – للأسف – الى موجة هائلة من الشتــائم والاتهـامات من قبــل عدد كبيــر من القُــرّاء – وهو ليس شعــوراً جميلاً فى الواقع أن تتلقى الاهانات بلا توقّــف –  ..

هذا هو مايضـايقني فيك .. أنك تصمم أننى أقصــدك أنت تحديداً دوناً عن باقي المليــار مستخدم لشبكــة الفيسبوك ، وأننى أضعــك فى رأسي وأستهدف اهــانتك تحديــداً ..

رغم أننى أكّدت من قبــل ، وأؤكــد مرة أخرى أننى لا أقصــد أشخـاصاً بعينهم ، بل أشيــر إلى نمــاذج .. افكــار .. طريقة تعامل سائدة على الفيسبوك ، تحوّل الحيــاة الافتــراضية والواقعيــة الى جحيــم حقيقـي ..

الا أننــي – أعتــرف – لم أستطــع أن أتمــالك نفســي ، وخصصت مقــالاً آخر عن النمــاذج للأشخــاص على الفيسبــوك ، يستوجــب ربطــهم فى صاري سفينــة شــاردة فى المحيــط الهــادي ، ونسفهــا بصــاروخ نووي..

****************


المُتــأمرِك .. المُتفـــرْنِــس

 ثمــة اعتقــاد احمق سائــد أنك لكــي تظهــر بمظهــر المُتعلّم المثقــف المتميـــز ، يجب أن تتحفنــا بأغلب منشــوراتك باللغة الإنجليـــزية – لو كنت عربياً مشــرقيــاً –  .. أو باللغة الفرنسيـــة – لو كنتَ عربيـاً مغاربيــاً – ..

تجد هذه النمــاذج كثيــراً جداً على صفحتــك الرئيسيــة فور دخولك للفيسبــوك .. صديــق يشــرح لك أنه عاد من المنــزل متأخراً ، ويريــد أن يتنــاول الطعــام ويشـاهد فيلم على الـ MBC2 .. يكتب :


At last , home sweet home .. cant wait eatin lazania , then gonna watch horror movie .. wow .. feeling exited

 من الطبيعي عندمـا تقــرأ منشــوراً كهــذا ، أن تستنتـج أن صاحبــه هو حتمــاً مُقيــم فى مانهــاتن أو نيــوجيــرسي .. أو نشــأ وترعرع هنــاك ، ويتنقّــل طيلة الوقت عبر الطائرات من الولايــات المتحدة الى بريطــانيــا ذهاباً وإيــاباً ..

 تدخل صفحتــه الشخصيــة لتتأكــّد ، وتعرف أكثــر عن هذا الشاب الجميــل الذي يكتب بإنجليــزية ممتــازة ، وعلى وشك تنــاول طبق من ( اللازانيــا ) ثم مشــاهدة فيلم رعــب .. لتكتشــف فى النهايــة أنه مصــري مُقيــم فى مركــز ( الدِلـِنْجــات ) بمحافظــة البحيـــرة ، أو عراقــى مقيم فى الأنبــار ، أو مغربــي يعيــش فى آيت ملول أكاديــر ..


السـؤال : هل يتحــدث المصــريون فى مركز الدلنجــات محافظة البحيــرة ، والعراقيــون فى الانبــار ، والمغاربة فى آيت ملول بلغة انجليــزية أو فرنسيــة ، ويتنـاولون اللازانيــا قبل مشــاهدة أفلام الرعب ؟ .. هل من الضــروري لكي تبــدو أكثــر تحضّــراً هو أن تكتــب منشــورات شبيهة بمــا يكتبها الســادة فى مانهاتن وباريــس ؟

 الحالة الوحيــدة الذي أتفهّــم ان تكتــب منشــورات بلغــة أجنبيــة ، هو أن تكون مقيمــاً فى إحدى الولايات الامريكيــة أو المدن الفرنسيــة .. وقائمة أصدقــاءك تعــج بالأمريكييــن والبريطـانييـن والفرنسييــن ، وأسمــاء كثيرة جداً من نوع ( كاثريــن ماكادامز ) و ( مارك هيــوز ) الخ .. وأنت تريــد أن تشــرح لهم كيف ستقضى يومك بلغتهـــم ..

أما ان تكون مقيمــاً فى الاسكندرية أو عدَن أو دمشــق أو الجزائر أو الربــاط ، وفى عــروقك دماء عربيــة حارة أصيلة مليئة بالشهــامة والقــوة والكبــرياء ، ثم تحوّل حائطك كله الى منشــورات انجليــزية وفرنسيــة ، فقــط لأنك مقتنــع أن التحضــر والثقافة والتميــز هو بالضــرورة أن تكتب بلغــة اجنبيــة ..

فأنت فى حاجة أن تتــأمل الحيــاة أكثــر من ذلك ، وتعيــد ترتيــب نظــرتك لهــا بشكــل أوسع اذا أردت رأيي ..

 *****************


الفــرانكـــو أراب

من أكثــر النمــاذج التى تدفــع بشكل مباشر الى الجنـــون او الانتحــار ، أيهما أقرب ..

الحقيقة أن النمــوذج السابق ( المُتــأمرِك والمُتفــرنِس ) مفهــوم نوعــاً على المستــوى الإنســاني .. حالة نقــص مُزمنــة ، أو ضعـــف أمام الثقافة الغربيـة .. رغبة فى ممارسة ثقافة أخرى .. الخ..

لكــن نمــوذج الشخص الذي يصمم أن يكتــب العربيــة بحروف لاتينيـــة ، هو فى الواقع لغــز مُحيــر ، من المستحيـــل الوصول الى تفسيــر مقنع يشــرح لك ( لمــاذا ) يفعــل ذلك ؟

تجد تلك الفتــاة الرقيقـــة ، تكتــب فى ذات صبـــاح بعبــارات تمــلأها الأحــزان :


Sorry ya gama3a ana mesh barod 3ala rasayel inbox 7’ales .. please lw 7ad 3ayez 7aga ykon through el comments bs .. thx every1

وهو – اذا اردت رأيي – نص عبقــري ..  شامبليــون نفسه الذي فك رموز اللغة الهيـروغليفية القديمــة يقف عاجزاً عن تفسيــره ..

أي لغــة هذه ؟ .. عربيـــة وانجليـــزية فى نفس الوقت ، والعربية مكتوبة بالحروف اللاتينية ، والكلمات الانجليزية محشـوّة داخل الكلمــات العربية المكتوبة بالحروف اللاتينية ، بل ومُختصــرة كذلك !

يكون الوضـع مأســاوياً اكثر عندما يلجــأ المغاربة للكتــابة بهــذا النمــط ؛ فتتداخل الكلمــات الفرنسية ، مع الكلمــات المغاربية المحلية مع بعض الكلمــات العربية .. فيتحول المنشــور إلى مايشبــه النقــوش الفنلنــديــة القديــمة ، يستحيــل فهمه أو ايجــاد تفسيــر له..

المفتــرض أن أي لوحة مفاتيح تحتــرم نفسها ، بهــا حروف عربيــة وحروف لاتينيــة .. من فضلك ، اكتــب باللغة العربيـــة طالمــا أنك عربــي تعيش فى بلد عربي وتناقش أصدقاء عرب  .. أو اكتــب بلغة أجنبيــة – وقت الحــاجة – ..

أما هــذا المزيــج الحقيـــر المُسبب للصــداع ، فهــو لا يشيــر الى شيء – مهمــا كانت الحجــج – الا لضــرورة استشــارة خبــراء فى علم النفــس والأنثــروبولجي لشــرح هذه الحالة الغريبة من التداخل اللفظــي الثقــافي اللغــوي فى العبــارات والحروف..

****************


اسلــخ لايــك !

 وهو نمـوذج شهيــر وعالمــي من الأشخــاص على الفيسبــوك ، لا يقتصــر على العـــرب ، بل يمتــد ليشمــل كل الجنسيــات التى تستخــدم هذه الشبكـــة الافتــراضية التى أسسهــا زوكربيــرغ..

engageonfacebook

 صــورة سخيفة .. يأتى صاحبنــا ويكتــب تعليــق أكثــر سخافة .. وفي نهايتــه الجُملــة الأبدية المُعتــادة :

من يوافقنــي الرأي ( يسلـــخني – يخبــطني – يفــركني ) لايك .. – بحســب ثقافة ولهجـــة المُعلّق – ..

 أسلخـــك لايك ؟! 😕

السؤال الذي يطــرح نفســه :


هل تعتقــد أن ادارة الفيسبــوك ستمنحـــك جائزة ماليــة بعــد أن يجمــع تعليقــك 500 لايـــك ؟ .. هل ستستلم سيــارة رولز رويــس كمكــافأة من ادارة الفيسبــوك على جهــودك العظيــمة فى اجتــذاب مئــات اللايكــات ؟

تخيــل هذا الشــاب الذي يجلس فى صبــر ينتظـــر المُعلّقيــن ( يسلخــوه ) لايك ، حتى يظهــر تعليقــه على رأس التعليقــات فى صــورة أو منشــور لا معنــى له غالبـاً ..

هل يمكــن أن يوجد فى هذا الزمن الأغبــر الذي نعيشه أنــاس رائقــو البــال والمــزاج الى هذا الحــد ؟ .. الى الحد الذي يجعلــك تنتظــر لســاعات أن يسلخك النــاس عدد من اللايكــات..

يقــول الشاعر العربي العظيم الذي لا أذكــر اسمه :

لكــل داءٍ دواءٌ يُستَــطبُّ بــه .. إلا الحمــاقة ، أعيَــت من يُــداويهــا !

 *********************


الآسيــوية المُكتنـــزة على يميــن الشــاشـــة !

 ظاهــرة عجيبــة ( ومتعبــة للأعصــاب ) ظهــرت مؤخراً على الفيسبــوك ، وانتشــرت بشكــل مؤسف ..

 بدخولك للصفحة الرئيسيــة ، تلقى نظــرة على يميــن الشــاشة لتتعــرف على الصفحــات المُرشّحــة لك ، وبعض الإعــلانات ، ومجموعة من الأشخــاص المُرشّحيــن لصــداقتهم .. فتفــاجــأ أن مُعظم الترشيحــات تكون لفتيــات لا يرتديــن شيئــاً تقريباً ..

 غالبــاً فتــاة آسيوية مكتنـــزة ترتدي شورتاً ساخنــاً وتبتســم فى رقــة .. الشبـاب العربي – كمـا تعلمون – يحب الفتيــات الآسيــويات المكتنــزات اللواتى يبتسمــن فى رقــة ..

 تدخل لحسـابها الشخصـي لتستكشــف الموضــوع –  بســلامة نيــة طبعـا ، ومن باب العلم بالشيء ! – لتدرك بسهــولة أن هذا غالبـاً مُجرد حساب وهمــي آخر لشــاب رقيـع لا يجد ما يشغل فراغه سوى جذب الشبــاب والمراهقيــن مثــله ، والذين يتقــاتلون فى كتــابة تعليقــات سخيفة تطــلب رقم هاتفهــا .. او أشيــاء مُشينــة تعرفونها..

 المثيــر للغيــظ أن هذه الترشيحــات المُشينــة لا تظهــر أبداً الا فى حالة مرور والدك من خلفــك .. أو جلوس أخيــك بجانبك .. أو تواجـــد زوجتــك معك فى نفس الغــرفة  ..

 أما فى حالة أن تكون بمفــردك ، فللأســف لا تظهــر هذه الترشيحــات مُطلقاً !

*********************


عــالم الألقـــاب

 وهو من أكثــر النمــاذج إثــارة للدهشــة على الإطلاق اذا أردت رأيي ..

لمــاذا تصمـم أن اسمك هو ( المهنــدس ) فــلان أو الطبيـب ( علان ) ؟ .. المفتــرض أنك على الفيسبــوك بغرض مشــاركة أصدقــاءك مواقفــك وخبــراتك وحيـــاتك ونقاشــاتك ، وليس لتذكيــرهم كل يوم أنك مهندس .. او طبيــب .. او فنــى غــاز طبيعــي ..

اذا كنتَ لا تعرف ، فيسعدني أن اخبرك أن هنــاك حقــول كاملة يمكنك ملئها فى الفيسبـوك ، تشــرح وظيفتــك ونوعية دراستك وشهاداتك التى حصلت عليها ، منذ أن جئت الى الدنيــا حتى هذه اللحظــة .. دون الحـاجة الى أن تجعلنــي أقــرأ كلمة مهندس أو مبــرمج كل مرة أراك فيها أمامي !

 أما نمــوذج الألقــاب الحـــركية ( الأكشــن ) المُعتــادة ، فهي من أكثــر الامور تعقيــداً فى الفهــم أيضــاً ..

 عندي صديــق مصمم أن يلقّــب نفسه ( الفارس الأســـود ) الى جانــب اسمه .. الفارس الأسود ؟ .. لمـاذا تصمم أنك فارس أسود ؟ .. اعطني الحيثيــات التى جعلتك تطلق على نفســك هذا الاسم فى حسـابك على الفيسبوك ؟ .. ما الذي يجعلك مختلفاً عنــي وعن الآخرين عندما تسمى نفسك الفارس الأسود ؟

وأخيــراً الفتــاة الرقيقــة الرومانسيــة التى تصمم أن اسمها الحقيقي هو ( ملكــة بكبريــائي ) ، أو أن لقبهــا هو ( الصمــت البــاكي ) أو ( همــس العيــون ) .. فهو نوع من الهُــراء المُزمن الذي تعيشــه أغلب الفتيـــات فى بــلادنــا منذ بدء الخليقــة على مايبــدو ، يجعلهنّ حريصــات دائمــاً أن يُطلقن هذه الألقــاب السخيفــة على أنفسهــن طوال الوقت ..

 أصبــح أمراً مفهــوماً الى حد ما..

 باختصــار : لمــاذا لا تكتـب اسمك مباشــرة وتريحنــا جميعــاً ، وتســاهم فى جعــل الحيــاة أكثــر سهــولة وأقـــل عنــاءاً ؟

********************

كالعــادة ، يهمنــي هنــا أن أطرح عليــك سؤاليــن :

الأول : هل أنت واحد من هذه النماذج المذكـــورة ؟ .. لو كانت الإجابة بـ ( لا ) فلله الحمـــد والمنّة .. وأتمنى أن تشرّفنــي بالتواصــل معك فكــرياً وإنســانيــاً على الفيسبوك ..

وإذا كانت الإجابة بـ ( نعم ) ، فسؤالي لك بكل صــدق :

ذو صلة

لماذا تفعل ماتفعله ؟ .. لماذا لا تحــاول أن تتغيــر الى الأفضــل ، خصوصاً بعد أن عرفت أن هناك أناس مساكين – مثلي – ربما يُصيبهم المـــرض بقراءة هذه الأمور العجيبة التى تضعها فى صفحتك ، وليس بيدهم أية حيلة فى الخلاص من كل هذا إلا التفكيــر فى قتلك ؟

الثاني : هل تعرف نماذجاً أخـــري لأشخاص يستوجب قتلهم على الفيسبوك بلا رحمة ؟ .. ام أنني فقط الوحيـــد هنا الذي يجد هذه النماذج أمامه بمجرد الدخول على حسابي الشخصي ؟ 😕

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة