تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

بيبسي تسترجع ” الذكريات الجميلة ” لمواجهـة حملة كـوكاكولا – تحليل تسويقي

بيبسي و كوكاكولا
محمــد فضــل
محمــد فضــل

5 د

تحدثنا منذ عدة أيام عن الحملة الإعلانية الناجحة لشركة مشروبات المياه الغازية الشهيرة كوكاكولا، وحاولنا استنباط عوامل نجاح هذه الحملة ودراسة كيف انتشرت بتلك الطريقة الهائلة بين المستهلكين، ولكن كوكاكولا ليست شركة المشروبات الغازية الوحيدة المسيطرة على هذا السوق، بل هناك غريمتها اللدود بيبسي، والتي – بالتأكيد – لن تقف صامتة في مشاهدة نجاح منافستها في السيطرة على الموسم الرمضاني وحدها؛ بعد الإقبال غير المسبوق على منتجاتها طمعاً في امتلاك اسمك أو اسم من تحب على الزجاجة أو العلبة.

بيبسي ذلك المشروب الذي لا يقل شهرة عن كوكاكولا والذي شهد بداية مشابهة من حيث صناعته الأولية وبيعه في صيدلية (Drugstore للدقة) بشمال كاليفورنيا في الولايات المتحدة عام 1893، وكان يسمى باسم آخر آنذاك وهو مشروب براد Brad’s Drink نسبة إلى مخترعه كيليب برادهام، ثم تغير اسمه بعد ذلك إلى Pepsi Cola نسبة إلى الإنزيم الهضمي البيبسين pepsin وجوزة الكولا المستخدمة في الوصفة، وقد تطلع كيليب إلى صناعة مشروب جذاب يساعد على الهضم وتعزيز الطاقة.

SONY DSC - بيبسي و كوكاكولا

كيليب برادهام في مكان تصنيع بيبسي

ومع زيادة الإقبال على المشروب وارتفاع مبيعاته، توسعت الطموحات وتم إنشاء شركة خاصة لتصنيعه وتصميم لوجو خاص بها (تغير عدة مرات)، وبدأت الإعلانات لترويج المنتج، ومن ثم انتشاره واستحسانه بين المستهلكين، وواصل المشروب مشوار النجاح على الرغم من بعض السقطات والتعثرات مثل الإفلاس وانتقال الملكية عدة مرات بسبب ظروف طارئة كالحرب العالمية الأولى، إلا أننا في النهاية وجدنا أنفسنا أمام أحد عمالقة صناعة المشروبات في العالم، وبالتالي فإنه بلا شك يمتلك واحداً من أقوى أقسام التسويق في العالم.


بيبسي مصر لم تنتظر طويلاً للرد على حملة كوكاكولا الرمضانية الناجحة، ولكن هل كان ردها من القوة لسحب البساط من تحت أقدام كوكاكولا، تعالوا لنرى…

المشاعر الإنسانية هي ما اتفق على استهدافه من قبل الشركتين المتنافستين، بيبسي بالتعاون مع شيبسي تبنت حملة يلا نكمل لمتنا في مواجهة كوكاكولا أحلى مع…،الشركتان تدعوانكم للتجمع والتقرب من الأصدقاء والاقارب والأحباب، ولأن شهر رمضان هو أكثر الشهور المميزة للتجمع الأسري فجاءت تلك الحملات الإعلانية لتخاطب المشاعر المرتبطة بذلك الشهر بشكل خاص.

فيديو يوتيوب


الذكريات

بيبسي و كوكاكولا

وفي الوقت الذي ركزت فيه كوكاكولا على أهمية روح المشاركة، داعبت بيبسي الحنين إلى ذكريات جيل كامل وشريحة كبيرة من المصريين، جيل الثمانينات وما قبله، فتعاقدت مع أشهر الفنانين الذين قدموا أعمالاً حُفرت في وجدان هذا الجيل، ولاعبي كرة القدم الكبار المعتزلين الذين امتعونا بمباريات رائعة التففنا حول شاشة التلفاز لمشاهدتها قديماً، وحتى المذيعة اللامعة نجوى إبراهيم و”بُقلظ” المشاغب، ليعيدوا إحياء تلك الذكريات بطريقة لطيفة وجميلة.


دعوة للتجمع

بيبسي و كوكاكولا

من وراء ظهور كل تلك الشخصيات الشهيرة في الإعلان، كان الهدف الثاني – وهو الهدف الرئيسي من الإعلان – واضحاً، وهو دعوة لعودة روابط الصلة بين الناس وبعضها مهما باعد الزمن بينهم لأي أسباب، فلنترك الأسباب والتبريرات خلفنا ولنعد للالتقاء وقضاء الوقت الممتع معاً، الكل له أسبابه، الكل لديه مشاغل حياته، ولكن لما لا نقتطع جزءاً ولو صغيراً من وقتنا لإحياء ذكريات اللمّة الجميلة.


الأغنية

بيبسي و كوكاكولا

لم تكتف بيبسي بمجرد موسيقى لإعلان قصير، بل سجلت أغنية كاملة بصوت الفنان هشام عباس، وهو أحد الفنانين الذي يمتلك الجيل المستهدف له ذكريات لأغاني جميلة ومميزة لتلك الحقبة، وبالتأكيد استغلال صوته كان اختيار موفق لأنه – مع جو الإعلان – يثير العديد من الذكريات، وهو أيضاً مشارك بالتمثيل في الإعلان نفسه مع الموزع المتميز حميد الشاعري بأحد الأعمال التي جمعتهما معاً وقتها.


الجمهور العادي

normals

عندما تكتفي ببضعة شخصيات شهيرة في إعلان لمنتج ما، فربما تنجذب للمنتج، وربما لا، ولكن عندما يشارك بعض الجمهور العادي في الإعلان، فإن ذلك له وقع أطيب على النفس وأقرب للقلب، فكما تجمع المشاهير معاً لإحياء ذكرياتهم – وذكرياتنا – سوياً، تجمعت بعض الأسر والأصدقاء في الإعلان ليحيوا ذكرياتهم الخاصة كذلك، وهذا يوصل رسالة للمتلقي بأنه ليس المشاهير وحدهم هم من يمتلكون الوقت للتجمع، بل أنت رغم ضغوط الحياة ومصاعبها تستطيع عمل ذلك أيضاً.


WOM مرة أخرى

wom2

عندما تدخل للشخص من ناحية مشاعره وذكرياته، فإنك قد ضمنت تضمانه معك واستعداده التام لإفادتك بدون قصد، لإن إفادته لك ستكون بمثابة تعبير عن دفقة المشاعر التي أثرتها بداخله، وكما استفادت كوكاكولا من تلك النقطة، فإن بيبسي استفادت منها كذلك وشارك الجمهور في مشاركة فيديو الإعلان على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، تطوعاً، فقط لمشاركة الذكريات مع اصدقائهم ومعارفهم، ولكنهم بذلك قدموا دعاية شفهية كبيرة للشركة بدون قصد، بالإضافة إلى المشاركة عبر وسمين #يلا_نكمل_لمتنا و #YallaRamadan.


حملة بيبسي الإعلانية لاقت ترحاب واسع بين الأجيال التي عاصرت تلك الأعمال الجميلة، ووجدنا الكثير من الـ “هاااااااااح” تنطلق من الصدور ترحماً على تلك الذكريات السعيدة، وتعليقات كثيرة تفيد بأنها “ضربة معلم” من بيبسي لكوكاكولا، ولكن هل هي فعلاً كذلك؟

الحملة يعيبها – من وجهة نظري – بعض الأشياء:

أولاً: أنها موجهة لسن معين فأكبر، ماذا إذاً عن شباب التسعينات فأصغر؟ إنهم شريحة واسعة كذلك، وقوة شرائية للمياه الغازية لا يستهان بها، ولكنهم لن ينتابهم أي حنين عند مشاهدة الإعلان، وهذا إما بسبب أنهم كانوا من الصغر بحيث أنهم لن يتذكروا مشاهدتهم لتلك الأعمال، أو لأنهم لم يكونوا قد ولدوا من الأصل وقت عرضها.

أنا نفسي من مواليد أواخر الثمانينات ولا أتذكر بعض الأعمال المذكورة في الإعلان.

ثانياً: أن فكرة الحملة ليست بجديدة، فهي تكرار لنفس فكرة حملة رمضان في العام الفائت والتي تلاعبت بالذكريات أيضاً عن طريق التذكير بالأعمال الفنية القديمة، حتى أنهم استخدموا عرائس بوجي وطمطم في الحملتين.

ثالثاً: هنا يطرح السؤال نفسه، هل يعتبر انتظار بيبسي لإطلاق هذا الإعلان بعد عدة أيام من بداية رمضان وبعد إطلاق حملة كوكاكولا الإعلانية، بمثابة رد فعل على تلك الحملة فقط؟ لماذا لم يصدر الإعلان منذ بداية رمضان؟ ولماذا اكتفت بيبسي بإطلاق إعلان قصير عن عرض تخفيض للأسعار فقط في بداية رمضان؟


وفي النهاية أود أن أذكر تعليق على فيديو الإعلان على موقع يوتيوب أعجبني وهو: “بيبسي تبيع الذكريات بسعر الزجاجة.

ماذا عنك عزيزي القارئ؟ أي الحملتين تفضل؟ يلا نكمل لمتنا أم كوكاكولا أحلى مع…؟

ذو صلة

اقـــرأ أيــضـاً

7 أسباب لفشل مشروعك الناشئ

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

بالعكس انا من جيل الثمانينات واقدر اقولك ان حملتهم نجحت جدا جدا مع الجيل ده

بالعكس انا من جيل الثمانينات واقدر اقولك ان حملتهم نجحت جدا جدا مع الجيل ده

بالمقابل, حملة كوكاكولا جاءت بفكره (طفوليه) و بذلك استهدفت الفئات العمريه الصغيره, يعني لا أعتقد أن حملة كوكاكولا قد جذبت الكثير من جيل الثمانينات

برغم إني من عشاق بيبسي كمنتج إلا إني أفضل دعاية كوكاكولا علي الرغم من إني من الجيل اللي بيبسي بتخاطبه ولكن دعوة كوكا كولا أحلي مع….. تخليك تشارك كل اﻷجيال واﻷعمار ممكن تخليها مع والدك او جدك وممكن تكون مع ابنك وحفيدك او طبعآ تجمع كل دول وده ربط قوي قدرت الشركة تحققه بس رأي الشخصي بيبسي مكنتش ناوية تعمل دعاية وده كان مجرد ﻻد دون سابق تجهيز

مع ذلك … اظن ان كوكاكولا حققت نجاح أكبر من بيبسي .. لانها عرفت كيف تجذب الذبون .. بينما دعاية بيبسي تظل مجرد دعاية لا تثمن و لا تغني من جوع
و على رأي عماد ابو الفتوح كفاية وجود مها 😀
https://imagizer.imageshack.us/v2/535x252q90/717/1d22e0.png

تصوير وكلمات وإضاءة وإخراج جميييييييييييييييييييييل جداً جداً, لكن… الفكرة ليست إبداعية, (بالمناسبة, أنا أول مرة أشاهد الإعلان). لكن مازالت إعلاناتنا ترتبط بأشخاص وأحداث.
يا جماعة… لماذا لا تتعاملون مع الإعلان على أنه (فسحة) للمشاهد لا (أمر شراء قسري)؟! لماذا كل إعلاناتنا تشعرك بكذب وخداع الشركات؟ لماذا لا نملك الجرأة بأن نأتي بممثلين غير مشهورين كي يمثلوا؟ لماذا عندما نريد أن نصنع إعلاناً يجب أن نفكر بالشخصية المشهورة التي سوف تمثل؟ أنا آسف, ربما ابتعدت عن الموضوع, لكنها حقيقة أنني ناقم على معظم الشخصيات العربية (المؤثرة) من المحيط إلى الخليج (خصوصاً المثقفين منهم), وذلك بسبب دورهم السلبي (جداً) من الأحداث التي عصفت بالمنطقة في الآونة الأخيرة.
إذن… يكفي, علينا بتجديد دمائنا وخلايانا التي أنهكها المرض والكسل, هناك الملايييييييييييييين من المواهب العربية التي مازالت تهاجر بأبشع الوسائل كي تعرض مواهبها الثمينة على الغرب عساه يتبناها, وما زال (مبدعونا) يتحفونا بإبداعاتهم (المبتذلة) والذين يذكروني بـ (الخادمة) التي تأكل من بقايا طعام ساداتها, ويعيدونا إلى الوراء… إنها هواية لا أكثر (يقول صديقي الآن: لربما كان الهدف من هذا الإعلان هو إدخال ” الندم” إلى قلوب الشعوب العربية وجعلها تحن إلى الماضي الذي هربت منه كما تهرب الغزالة من الفهد ,خصوصاً الشعب المصري “بما أن معظم الشخصيات في الإعلان مصرية” .) يوجد وجهة نظر في كلامه!!!
المهم…
لم (ترتقِ) صناعة الإعلانات في منطقتنا بعد, مع أننا بدأنا نرى منذ فترة ليست بالقصيرة إعلانات باهظة التكاليف, لكنها تفتقر إلى (الأحاسيس) التي تعطي الإعلان قيمة وقوة كي يلتصق بقلب وعقل المشاهد.
هههههههه أشعر وكأني أعمل على حلقة بحث.
آسف على الإطالة… وشكراً محمد على هذا المقال المميز كالعادة 🙂

ذو صلة