تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

واحدة من أهم حقائق الدماغ التي أغفلتها طبيعة البشر التبعية !

واحدة من أهم حقائق الدماغ التي أغفلتها طبيعة البشر التبعية ! 1
أسامة فاروسي
أسامة فاروسي

5 د

..منذ سنتين، وبينما كان الطبيب الحائز على الدكتوراه (جيسن يتمان) ينظر إلى عدد من صور الرنين المغناطيسي للدماغ لاحظ شيئاً مفاجئاً وغريباً، ممر عصبي ليفي في المادة البيضاء للدماغ بدا وكأنه جزء من الشبكة العصبية التي تنقل المعلومات البصرية وتعالجها في فص الدماغ الخلفي (القذالي) حيث يتوضع مركز الحس البصري لدى الإنسان كما نعلم.

حسناً، ما الغريب؟؟

الغريب هو أن هذه البنية العصبية – التي يفترض أن تكون من أهم البنى العصبية كونها مسؤولة عن معالجة المعلومات البصرية – لم يتم ذكرها في الأدب الطبي (أي في المكتشفات الطبية المدونة) منذ عام 1912 أي منذ حوالي القرن!

هذا ما دفع جيسن للبحث في أمرها فقام بمراجعة النصوص الطبية القديمة، وبينما هو يقرأ في أوراقها الصفراء الباهتة، رأى ما يريد، لقد قام العالم الألماني المعروف (فيرنيكة) بذكر هذه الألياف ورسم صورة توضيحية لها في أطلس أنشأه في بدايات القرن العشرين، وسماها (الحزمة القذالية العمودية).

ولم يقم أحد بفحص هذا الأطلس الذي يقبع في أقبية جامعة ستانفورد الامريكية منذ ان كتبه فيرنيكة، مما يعني أن عدم ذكر هذه الحزمة من الألياف في الأدب الطبي الحديث والقديم لم يكن تلافياً لها أو سهواً عنها مع العلم بوجودها..
بل كان جهلاً بوجود هذه البنية أصلاً، وهو ما سبب دهشة علمية كبيرة بعد أن أحيا جيسن هذه المعلومة من جديد، فرغم كل الأبحاث المكتشفات والتقنيات لم يلاحظ أحد هذه البنية منذ أكثر من مئة عام!

يعتبر فيرنيكة من العلماء الرائدين في مجال العلوم العصبية، فهو من قام باكتشاف الباحة الأساسية للذكاء اللغوي، وتسمى باسمه حتى اليوم.

وعندما اكتشف هذه الألياف القذالية وجدها في دماغ القرد، وأدرجها في أطلسه كما ذكرت، كما جاء بعده العالمان أوبرشتاينر ثم ساكس فذكراها، لكن ما الذي جعل علماء العصر الحديث بكامله يغفلون عنها؟؟!، فما قام به جيسن ورفاقه في البحث كان مجرد فضول شخصي لا أكثر..

الظواهر الغامضة للدماغ البشري


هنا تكمن الحقيقة المذهلة..

تتوضع هذه الألياف بشكل عمودي في الفص القذالي في المادة البيضاء من الدماغ، ولرؤيتها وتعيينها يجب إحداث مقطع طولي (عمودي) في الدماغ، لكن القيام بذلك يعاكس أحد “المبادئ” التي وضعها واحد من أهم مشرحي البنى العصبية لهذا العصر (تيودور ماينرت).

ويؤكد هذا المبدأ على أن الألياف العصبية في المادة البيضاء للدماغ لا يمكن أن توجد بشكل طولاني عمودي لتصل بين القسم العلوي والسفلي للدماغ، بل تكون كلها بشكل أفقي عرضي، فهي تصل عرضياً بين القسم الأمامي والخلفي أو المناطق المتقابلة من الدماغ، وهذا ما أدى إلى ابتعاد جيل كامل من العلماء عن قطع الدماغ طولياً ليُفاجؤوا بأن ذلك كان مجرد قاعدة لا معنى لها، وهذا ما دفع جيسن ورفاقه للمزيد من البحث فلربما وجدوا بنى أخرى أهملها التاريخ!


Figure3_revised

بعض الرسومات من أطالس قديمة تبين توصيلات الدماغ، حيث أن نرى أن أطلس (غرايز) المعروف قد أوردها في نسخة عام 1918 دون غيرها…
بعض الرسومات من أطالس قديمة تبين توصيلات الدماغ، حيث أن نرى أن أطلس (غرايز) المعروف قد أوردها في نسخة عام 1918 دون غيرها…

ما هي الوظيفة الهامة التي تقوم بها هذه الألياف؟

يبدأ انتشار هذه الألياف في الفص القذالي من الدماغ بشكل ورقة، وهي تقوم بوصل مناطق الدماغ المسؤولة عن رؤية الأشياء مع المناطق التي تحدد العناصر التي يجب تركيز تنبيهنا عليها..
وهي وظيفة إدراكية حسية هامة، وبدونها لن تستطيع التعرف على وجه صديقك المقرب، ولن تستطيع قراءة هذه المقالة أمامك الآن بسرعة، أي سيحدث خلل كبير في التركيز والانتباه، مما يدل على دورها الهام جداً في حياتنا.


حسناً.. هل تعلمنا الدرس؟

يشير هذا الاكتشاف بوضوح إلى حقيقة ناصعة كنت قد أكدت عليها في مقالي السابق (فلسفة القراءة.. والآثار الإيجابية الكفيلة بجعلك شخصاً مختلفاً تماما!)، ألا وهي وجوب البحث الذاتي والدخول في التجربة العملية بعيداً عن تأثير الكتب والأفكار المشتتة.

تخيل كم غفلت البشرية عن حقيقة كانت يجب أن تكون في متناولها منذ سنين عديدة لسبب واحد بسيط هو أنها سيرت عقلها الواعي المفكر تحت إدارة قاعدة واحدة لا معنى لها، واستخفت بقدراتها فلم يقم أحد بقطع الدماغ طولياً ليستكشف ما بداخله من بنى قد تخالف توقعاته، وفي ظنه أنه يحسن صنعاً باتباع قاعدة العالم (المشهور) “تيودور ماينرت”

لا أقصد السخرية من العالم، فهو قد جرب قطع الدماغ بنفسه بالتأكيد، وهذا ما وصلت إليه معرفته، وجل من لا يخطئ أو ينسى، لكنني أقصد الاستخفاف بحالة التبعية العقلية التي يعيشها البشر دون بحث ذاتي، ودون تمحيص، حتى على مستوى أكابر العلماء.

من هنا يمكنك أن ترى أهمية البحث الذاتي واتباع القاعدة التي تنص بأن “لا قاعدة”، لا يوجد حدود للمعرفة، لا يمكن أن يسير عقل واحد أو اكتشاف واحد ملايين العقول، فإذا غفل شخص يعد من أشهر المشرحين العصبيين عن حقيقة هامة، فما شأن باقي البشر إذاً؟؟! ..

يهتم الكثيرون بقضايا الدماغ، وكيفية عمله وفك معضلاته، وهو أمر ضروري وهام نحتاجه، لكن يبدو أننا نحتاج إلى إعمال هذا العقل أكثر من بحث كيفية عمله…

هل عدت تثق الآن بكل ما تقرأ من أبحاث موثقة؟! أخبرني جوابك..

 المصدر

ذو صلة

سؤال ربما لم يخطر ببالك من قبل: لماذا لا يُصاب القلب بالسرطان ؟!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

أنا بالبحث الذاتي توصلت إلى سر إكتساب العبقرية والذكاء الخارق هناك حادث يقع للبعض عند الولادة فينتج عنه إما إعاقة أو عبقرية أو الإثنين معا إعاقة وعبقرية

أعتقد أن هذه التبعية التي يميل إليها عقل الإنسان هي في حد ذاتها أحد أسرار كيفية عمل الدماغ

Mohamed Ahmed من يكون ياسين

??

Mohamed Ahmed من يكون ياسين

??

لقد بدأت أتأكد شيئاً فشياً أن أراجيك منصة ترجمة مقالات للغة العربية ،أين الموهبة..أين ذاتية الكُتاب..؟ ،بدأت أدرك أننى إن أتقنت اللغة الإنجليزية فلن أفتح موقع أراجيك مرة أخرى.

ماشاء الله،، اتمنى ان اعرف مصادر مقالك الجميل

Sources please… Because The Information in this Article seems NON-SENSE to me

الشك الدائم يدفع للبحث حتى في الحقيقة نفسها

للاسف صار هذا حاصل عند الشيوخ واتباعهم

مقال رائع وتسلسل افكار جميل .. احلى موقع اتابعه

Mohamed Ahmed ليست مشكلة وشكراُ لك

Mohamed Ahmed ليست مشكلة وشكراُ لك

Mohamed Ahmed أعرف ذلك، ولكن في نفس الوقت لايمكننا أن نحارب كل من ينتقد أو يقول رأيه حتى لو لم يعجبنا.

Mohamed Ahmed أعرف ذلك، ولكن في نفس الوقت لايمكننا أن نحارب كل من ينتقد أو يقول رأيه حتى لو لم يعجبنا.

شكرا على ايصال المعلومه وتوضيح خطأ معظم الباحثين في التسليم بنتائج الابحاث السابقه 🙂

أنا أتفق مع أسامة بشأن عدم كفاية القراءة، بل يجب إجراء البحث لاكتساب المزيد

اضطررت للكتابة بالإنجليزية لأمر طارئ فقط

ياجماعة يكفي!!!!

أرجو الارتقاء بمستوى النقاش أصدقائي.. إذا كان لدى أحدكم رغبة في نقد الآخر.. فلينقده بعيداً عن المكان الذي دعوتكم فيه إلى إعمال عقولكم .. المجلة خصصت للابحار في المعرفة لا لتطبيق ماساة العالم العربي بإثارة النعرات والاحقاد

لا بد أنكم لاحظتم أن المقال يدعو إلى إعمال العقل.. وهذا النقاش لا يفيد إلا في إعمال الأحقاد والكراهية على ما أعتقد .. لا مبرر للدخول في تحليل شخصيات الاخرين والتعليق على كلامهم بالانجليزية أم بالعربية أم بالعبرية كان.. سألت في الخاتمة إذا كنتم تثقون بالأبحاث ودعوتكم إلى إعمال العقل.. فلنرتقي اصدقائي .. هذه المجلة قد خصصت لكم كي تبحروا في عوالم المعرفة.. لا لتطبيق مأساة العالم العربي في إثارة الاحقاد والتنابز بالألقاب على أسباب لا مغزى منها.. أتمنى أن تصلكم فكرتي

لا بد أنكم لاحظتم أن المقال يدعو إلى إعمال العقل.. وهذا النقاش لا يفيد إلا في إعمال الأحقاد والكراهية على ما أعتقد .. لا مبرر للدخول في تحليل شخصيات الاخرين والتعليق على كلامهم بالانجليزية أم بالعربية أم بالعبرية كان.. سألت في الخاتمة إذا كنتم تثقون بالأبحاث ودعوتكم إلى إعمال العقل.. فلنرتقي اصدقائي .. هذه المجلة قد خصصت لكم كي تبحروا في عوالم المعرفة.. لا لتطبيق مأساة العالم العربي في إثارة الاحقاد والتنابز بالألقاب على أسباب لا مغزى منها.. أتمنى أن تصلكم فكرتي

لا أريد أن انزل إلى دركات تفكيرك الضال و عقلك الذي يعج بالسطحية….ولا أعللم كم من الوقت صرفت و أنت تحشوه بالكثير الكثير من الترهات….إن كان ثمة مريض هنا فهو من يعاني عقد نقص باتت واضحة جلية في ردوده الصبيانية و عدم تقبله للنقد ….. ر

المقال كتب بلغة عربية علمية على درجة عالية من الرقي …..و تعليقك باللغة الإنجليزية مضحك ….لأنها لغة إنجليزية مبسطة كثيرا ولم تضف جديدا ….عموما اشكر الكاتب على هذا الموضوع الغني

I agreed with you that reading only in’t enough, but you need to research to find the real answers.

ذو صلة