تريند 🔥

🤖 AI

ما بين سكارليت وكونتاكنتى: روايات متناقضة تناولت العبودية !

ذهب مع الريح
عليـاء طلعـت
عليـاء طلعـت

4 د

استعباد البشر في وقت من الأوقات كان نشاط مقبول تمامًا في الولايات المتحدة الأمريكية التي تتغنى الآن بالحريات وحقوق الإنسان، وعندما قام لنكولن بدعوته لتحرير العبيد لم يتقبلها الناس بطريقة سهلة بل أدت إلى حرب أهلية بين ولايات الشمال المؤيده لنكولن والجنوب الراغب في الإحتفاظ بالعبيد، أمتدت لأربع سنوات.

وتناول الأدب هذا الموضوع العديد من المرات ونتكلم اليوم عن روايتين تناولتا العبودية ولكن من وجهتي نظر مختلفتين تمامًا، مابين رواية ذهب مع الريح التي هاجمت الحرب الأهلية والشمال الذي يريد تحطيم حضارة الجنوب بإنتزاع العبيد منهم، بينما الرواية الأخرى هي الجذور لأليكس هايلى والتى سرد خلالها تاريخ أسلافه الذين تم جلبهم من إفريقيا ليعانوا في الولايات المتحدة لسنوات.


ذهب مع الريح

العبودية - ذهب مع الريح

على الرغم من الكثيرمن الأفكار التى فطنت إلى خطئها رغم العمر الصغير التى قرأت بها الروايه للمرة الأولي،  لكنها تعتبر من رواياتي المفضلة حتى الان، فهي تنقل القارئ إلى عالم أخر مثالي للغاية يعشق تفاصيله رغماً عنه، وبعد ذلك يُصدم بمرارة الحرب الأهلية ، ليتعاطف مع الجنوبيين الذين تم هدم مجتمعهم بالكامل ليعيشوا فى فى عالم يملك قواعد لا يعرفوها.

ولا يملك القارئ سوى الإعجاب على الأقل بالبطلة سكارليت أوهارا الفتاة الجنوبية ذات الأصول الإيرلنديه والشخصية القوية والتى تقرر أن تعيش الحياة كما تريد رغم كل المصاعب التى تقابلها.

نتعرف فى هذه الرواية على رؤية الكاتبة مرجريت متشيل عن الحرب الأهلية ولكن من وجهة نظر أخري عن المعتادين عنها ، فعلى لسان إسكارليت أستنكرت رغبة لنكولن فى تحرير العبيد خصوصاً مع معاملة أهلها الجيدة للعبيد الذى يمتلكوهم والعلاقة القوية التى كانت تجمعها بمربيتها السوداء مامى ودللت على ذلك بأكثر من موقف.

ولكن لم تذكر ماذا كان يحدث فى العديد من المزارع الجنوبية الأخري التى كانت تعامل العبيد معاملة اسوأ من معاملتهم للحيوانات وتحرمهم من الطعام إذا أخطئوا وتستحل نسائهم دون أى مسائله قانونية.

ومن الممكن تقسيم الرواية إلى جزئين جزء ماقبل الحرب من حياة رغدة وحفلات ونظم إجتماعية متفق عليها وجزء خاص بالحياة بعد الحرب والمستقبل المظلم الذى عاشه أهل الجنوب كل هذا كخلفية لقصة حياة سكارليت ومحاولاتها لإنقاذ المزرعة التى ورثتها عن والدها تارا والتى كانت رمز للجنوب بالنسبة للكاتبه نفسها.

وعلى الرغم أن الكثير من الأفكار التى قد تصدم القارئ إلا أن الرواية فى حد ذاتها عمل فني رائع يستحق القراءة المرة تلو الأخري  وحتى لو رأيت أن الكاتبة متحيزة فهو شئ لا يعيبها مع كل هذا الجمال الذى صنعته فى روايتها الوحيدة.

العبودية

وقد تم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي شهير من بطولة فيفان لي و كلارك جيبل فاز بثمان جوائز أوسكار منها أفضل ممثلة و أفضل ممثلة فى دور مساعد لهاتي ماك دانيال التى أدت دور المربية مامى وكان هذا الفوز صفعة على وجه المؤمنين بأحقية الإستعباد لإنها كانت أول ممثلة أو ممثل ببشرة سمراء يتم ترشيحه لجائزة الأوسكار.

صفحة الفيلم على IMDB


الجذور

roots- العبودية

على العكس الروايه السابقة التى كتبتها كاتبة بيضاء لتمجيد مجتمعها، هذه يكتبها كاتب من أصول إفريقية يقدم فيها بكل صراحة تاريخ عائلته فى ست أجيال متتابعه والتى أخذ إثناعشر عاماً فى البحث و التجميع حتى يستطيع تقديم هذا العمل الأدبي المميز للغاية و الذى أرشحه للقراءة لكل محب للأدب أو للتاريخ الإنساني.

وهذه الرواية ايضاً قرأتها للمرة الأولي منذ سنوات طوال لكن تركت علامة بداخلي وفتحت عيوني على ممارسات غير إنسانية لم أتخيل أن بشر يمكن أن يعامل بها بشر أخر ولا حتى حيواناً أو جماداً و على الرغم من طول الرواية الذى يتعدي السبمعمائه صفحة إلا إنها من فرط الروعة لا تملك إلا أن تنهيها فى أيام قليلة.

أغـاثا كريستي.. ملكة الجريمة الروائية !

تبدأ الأحداث فى غامبيا وطن كونتا الأصلي وطفولته وعلاقته بأبيه الذى يلقنه العزة والكرامة منذ صغره ورغم حياته البسيطة إلا إنه كان سعيداً حتى يتم إختطافه ونقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى سفينة بطريقة غاية فى الوحشية.

فلمدة 90 يوم مقيداً فى الظلام لا يستطيع التحرك حتى يقضي حاجته مع الكثيرين مثله ، والبعض لم يستطيع أن يحتمل الحياة بهذه الوسيلة فلفظ أنفاسه فى مكانه ولكنه نجا وتمنى لو لم يفعل.

بدأت حياته فى الولايات المتحدة بمحاولات هرب متعددة حتى قام ملاكه بإحداث عاهه فى قدمه حتى لا يستطيع الجري مرة أخري وأستسلم لمصيره فى النهاية فتزوج وأنجب وبدأ هذه العائلة التى أمتدت حتى الجيل السابع الذى منه كاتب هذه الرواية نفسه.

عاش كونتا حياة تعيسة حاول خلالها أن يحتفظ بذكرياته ولا يفقد هويته وعندما كان على فراش الموت كانت أمنيته أن يتم تناقل قصته بين أحفاده وهذا ماكان، كل أم عندما يكبر طفلها ويبدأ يعي الكلام تحكي له عن جده الأعظم كونتا الذى أتى من أفريقيا فى قاع سفينة حتى أتى الدور على أليكس هايلى الذى جمع تاريخ جده وباقي أسلافه فى هذا الكتاب.

الرواية قد تم تحويلها إلى العديد الأشكال الفنية من أفلام و مسلسلات أشهرها مسلسل قصير تم إنتاجه عام 1977 وقد أحدث صدي واسعاً فى العالم العربي عند عرضه و الرواية ترجمتها مكتبة مدبولي وقدمتها فى كتاب ضخم .

صفحة الرواية على goodreads

اقرأ ايضاً لعلياء طلعت:

ذو صلة

كافكا على الشاطئ.. عندما تقع فى سحر الشخصيات فتنسى الرواية !

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

بالأمس فقط انتهيت من رواية الجذور
قصة طوييييييييييييلة تقرأها في شهر، لكن لما وصلت لنهايتها استمتعت بالفصول الأخيرة فعلاً
المؤلف أليكس هايلي بارع في الكتابة حقاً، مشكلته فقط التفصيل الممل و الذي يناسب أكثر الطلاب و الباحثين المتخصصين

شكراً للمقال شجعتيني أقرأ رواية (ذهب مع الريح) 🙂

يا راجل O.o

يا راجل O.o

يحكى أن مارغريت ميتشل كانت صحفية
في جريدة اتلانتا وليست كاتبة، كتبتها وهي طريحة الفراش، فقد كانت قد كسرتْ إحدى
قدميها وكان عليها أن تقضي في الفراش ثلاثة أشهر، وحين تذمرتْ من الملل طوال
هذا الوقت، أهداها زوجها أوراقاً وقلماً وطلب منها أن تتسلى بالكتابة … فابهرت زوجها وابهرت امريكا وابهرت التاريخ برواية
Gone With the Wind
……

والجدير بالذكر أن مرغريت ألفت روايتها هرباً من السأم والملل وكانت أثناء تأليفها طريحة الفراش. وقد شرعت بتأليف روايتها بطريقة غريبة فكانت تكتب الفصل الأخير أولاً ثم تكتب فصلاً في الوسط، ثم تعود إلى ما قبل الفصل الأخير وهكذا دون انتظام، وساعدها على ذلك أنها كانت تتمتع بذاكرة قوية. وقد بلغت بروايتها الوحيدة ((ذهب مع الريح)) شهرة لم تصل إليها كاتبة روائية أخرى من قبلها
…….
شكرا لمقالك الرائع
ولكن الكاتبة
لا هي ارادت
الدفاع عن حق الجنوب في امتلاك العبيد،
ولا ارادت ان تضع الميكروسكوب على وجوه السود وما يلاقوه من اضطهاد
والا
كانت الرواية تحولت لرواية تقليدية مملة
هي ارادت ببساطة توضيح حياة الارستقراطيين قبل وبعد الحرب
*******

ذهب مع الريح أشهر قصة حبٍ في تاريخ
الأدب العالمي

رواية مراهقتي… عرفتُ الحب بين سطورها، وجنح بي قلبي إلى مدن الأدب بعد هذه الرواية

وحتى لو رأيت أن الكاتبة متحيزة فهو شئ لا يعيبها مع كل هذا الجمال الذى صنعته فى روايتها الوحيدة.
هل الفن في خدمة الأخلاق أم الأخلاق في خدمة الفن؟
هل الجمال يشفع لصاحبه أن يكون متحيزا ويخرج عن إطار الأخلاق والعدالة؟

اشكرك

اشكرك

أحسنت
بارك الله فيك

ذهب مع الريح تحفة الأدب العالمي
أنا ما قرأت لرواية الجذور بس قرات كوخ العم توم و بعتقد بتشرح معاناة العبيد في أمريكا

كيف يمكنني مشاهدة فيلم يروي قصك العبيد الحقيقية متجم

ذو صلة