قصة الحضارة : مجموعة مجلدات قيّمة وفريدة تروى قصتنا على الأرض !
هل حلمت يوما بأن تقرأ كتابا يغنيك عن اقتناء مكتبة ضخمة تضم آلاف الكتب، سواء كانت هذه الكتب عن الفلسفة أو التاريخ أو غيرها من فروع العلوم؟ هذا كان حلم راود “ويل ديورانت” الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي، عندما كان يلقى محاضرات في الفلسفة والأدب أمام الجمهور في نيويورك والذي كان شغوفا ويطمح في سماع المزيد من المعلومات وهذا ما دفع “ويل” نحو مشروعه الطموح.. ” قصة الحضارة “.
قصة الحضارة
ويل ديورانت صاحب أكبر مشروع في تاريخ الإنسانية، حيث حلم أن يهدى المكتبة الإنسانية كتاب عن فلسفة التاريخ، يسرد من خلاله قصة جميع الحضارات الإنسانية التي نشأت على الأرض منذ بدء الخليقة حتى القرن التاسع عشر وقد شاركه في تحقيق هذا الحلم ليصبح واقع هي زوجته “أريل ديورانت”.
1935م.. في هذا العام قرر”ويل” أن يكتب تاريخ الحضارة الإنسانية، وما قدمه البعض في إثراء التراث الإنساني الثقافي، في موسوعة تمتاز بأسلوب جذاب وممتع، ويناقش من خلالها نشأت الحضارات وتراجع أو سقوط بعضها بشكل مجمع وليس منفصل أو مستقل عن الآخر.
فهو يرى أن العلوم الإنسانية مرتبطة معا بشكل مباشر أو غير مباشر، ولقد أتسم في كتابته بالموضوعية، والمنهج العلمي، وقد أنهى هذه الموسوعة الرائعة في عام 1975م، بعد أن جعلها ذخيرة علمية لا غنى عنها لأي دارس أو متخصص في أي علم من فروع العلوم، ويحكى فيها كيف كنا وأين أصبحنا.
كتابة التاريخ مجزئا أقساماً منفصلاً بعضها عن بعض، فيها إجحاف بما في الحياة الإنسانية من وحدة، وأن التاريخ يجب أن يكتب عن كل هذه الجوانب مجتمعة، كما يكتب عن كل منها منفرداً، وأن يكتب على نحو تركيبي كما يكتب على نحو تحليلي
ولقد بدء مشروعه الطموح متوقعا إلا تزيد عدد إجزاء كتابه عن خمسة مجلدات، ولكن الموسوعة أصبحت أحد عشر مجلدا، وهذا يرجع إلى كثرت المادة العلمية وتشعبها، التي جمعها خلال جولته شرق وغرب العالم.
وعن من سمع يهذا المشروع في بدايته قال عنهم “ويل ديورانت” ..
لست بحاجة إلى من يذكرني بأن هذا المشروع ضرب من الخبل، ولا إلى من يذكرني بأن مجرد تصور مثل هذا المشروع إمعان في غرور المرء بنفسه؛ فلقد بينت في جلاء أنه ليس في مستطاع عقل واحد أو حياة واحدة أن تقوم بهذه المهمة على الوجه الأوفى، ورغم ذلك كله..
فقد خيلّت لي الأحلام بأنه على الرغم من الأخطاء الكثيرة التي ليس عنها محيص في هذا المشروع، فقد يكون نافعاً بعض النفع لأولئك الذين يرغمهم ميلهم الفلسفي على محاولتهم أن يروا الأشياء في كلُ واحد، وأن يتابعوا التفصيلات في موضعها من صورة مجسدة واحدة.
عناوين موسوعة ” قصة الحضارة “
التراث الشرقي
يتحدث فيه عن عوامل الحضارة الأربعة وهى “الموارد الاقتصادية، والنظم السياسة، والعادات والتقاليد، وشغف الإنسان نحو العلوم والفنون”، وكيف شكلت حضارات متنوع في مصر والعراق والصين وغيرها، عندما أمن الإنسان على نفسه من الخوف.
حياة اليونان
يتحدث فيه عن نشأة الحضارة اليونانية وسقوطها بشكل نظريا مجردا، ومناقشة هذه العوامل، وتجارب الحكم فيها، والثورات التي اندلعت فيها، وفنون العلوم المختلفة التي قدمتها للبشرية، والفلسفة، والدين، والموسيقى، ومدى تأثيرها على اللغات الأجنبية.
قيصر والمسيح
يتحدث فيه عن حضارة روما، وكيف تحولت من مدينة صغير إلى حضارة تسود العالم وتقوده، وأسباب انهيارها وكيف انتشر فيها الظلم والجهل والفوضى بعد كل ما وصلت إليه من علم، وميلاد المسيح وتأثيره على البشرية في هذا الوقت، ويرصد أول صدام للأديان على الأرض.
عصر الإيمان
يرصد فيه العقيدة الدينية التي أصبحت جزء من الناس منهم اليهودي والمسيحي والمسلم، وانتشار كل من هذه الأديان وتأثير الناس بها وتفاعلها لتكوين حضارة على الأرض، ودور العبادة الخاصة بها والممالك التي نشأت تحت اسم كل دين، ورصد أراء جميع المؤرخين، والأدباء والشعراء، والعلماء، ورجال الدين، والفلاسفة، والمتصوفة، والحكماء بشكل موضوعي.
النهضة
يتحدث في ذلك الجزء من الموسوعة هو الأهم لدى الكاتب، ففيه يرى أن المجتمع الغربي خرج من ظلمات العصور الوسطى إلى عصور التنوير ، ويرصد فيه كيف نهضت أوروبا أدبيا وفنيا وسياسيا، وخاصة إيطاليا التي كانت الشعلة الأولى في هذه الحضارة، التي كانت تزدحم بالعقول المستنيرة المحبة للنحت والتصوير والفلسفة وغيرها من فنون الأدب.
الإصلاح الديني
يتحدث فيه عن الحضارة في جميع دول أوروبا ما عادا إيطاليا، ورصد للحضارة الإسلامية واليهودية، وتأثير كل منهما على رقى الحضارات، بالإضافة إلى اثر الأديان على الفرد، ورصد أحوال الكنيسة الكاثوليكية في قرنين من الزمان.
بداية عصر العقل
يتحدث فيه عن ما قدمه ملوك وملكات بريطانيا من أثر في ارتقاء الحضارة، وصعود الأدب الإنجليزي وأهم الكُتاب، وكيف تقدم التجارة والصناعة بشكل ملفت للنظر، ورصد لما ترجمه العقل من باختراعات مثل المجهر “الميكروسكوب”، والآلات الصناعية، واتباع طرق الإحصاء، واللوغاريتمات والهندسة التحليلية وحساب المثلثات والموجهات الملاحية، والأجهزة الفلكية التي توافرت لديهم.
عصر لويس الرابع عشر
يتحدث فيه عن فرنسا التي أصبحت موحدة جغرافيا، تحت مظلة حكومة قوية لها حكامها وجيشها، وكيف فرضت سلطانها على أوروبا كلها في ميادين السياسة والأدب واللغة والفن، ويحكى فيه عن المناظرة الكبرى بين “العقل والدين” والمؤيدين لكل منهما مثل”هوبز، ونيوتن، وفونتنيل، وسبينورا” للعقل، و”سكال، وبوسويه، وباركلي، ومالبرانش” للدين، ولقد أفرد فصل كامل تحدث فيه عن “موليير” الكاتب المسرحي.
عصر فولتير
بقول شارل ديجول “فرنسا لا تعتقل فولتير”، فهو رمز حرية التعبير خلال القرن الثامن عشر وحتى الآن وصاحب مقولة”إنني مستعد أن أموت من أجل أن أدعك تتكلم بحرية مع مخالفتي الكاملة لما تقول”، في هذا المجلد يتحدث الكاتب عن رمز الأدب الفرنسي العالمي ومدى تأثيره في الصراع بين العقل والدين خلال هذه الفترة، بالإضافة إلي ازدهار الفنون بمختلف أنواعها “مسرح، أدب، موسيقى، التصوير” ومدى تطور الحياة العلمية أيضا، في فرنسا وإنجلترا وسويسرا.
روسو والثورة
يتحدث فيه عن حرب السنوات السبع التي امتدت من أوروبا إلى أمريكا والهند، والتي انتهت بمعاهدة باريس عام 1763م، وتطور الثورة الصناعية في إنجلترا، وازدهار الأدب الألماني من “لسنج إلي جوته”، والفلسفة الألمانية من “هردر إلي كانط”، والموسيقى الألمانية من “جلوك إلي موتسارت”، ورصد للحياة في دول أخري مثل السويد، والدنمرك، وبولندة، وروسيا، وتركيا، وإيطاليا، والبرتغال، وإسبانيا، بالإضافة إلي حديثة عن الإسلام في تركيا وأفريقيا وبلاد فارس.
عصر نابليون
يتحدث فيه عن الثورة الفرنسية التي كانت رافضة للنظام السياسي في ذلك الوقت، والتي استمرت واثر فيها أطياف كثيرة من طبقات الشعب، ولم تهدأ حتى ظهر على سطح الحياة السياسة “نابليون” فأصبح هو أيقونة هذه الثورة وبداية مرحلة جديدة في التطور السياسي والاجتماعي..
ويتحدث عن بالتفصيل ومدى تأثره بكل العوامل المحيطة به وتأثيره هو فيها، والحديث عن الحملة الفرنسية على مصر، بالإضافة إلي الحديث عن شخصيات أخري ظهرت في مجال الأدب والفنون مثل”شاتوبريان، جين أوستن، وليم بلايك، بيتهوفن”.
أما هذا المجلد فيمكن قراءته من خلال الموسوعة
اقرأ ايضاً لهاني سمير:
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
الف شكر لموقع أراجيك الرائع الذي يتحفنا بكل ما هو قيم.
الف شكر لمؤلف “قصة الحضارة” والمترجمين الذين بذلوا سنوات طويلة من عمرهم، كي تصلنا هذه الموسوعة الفريدة.
شكرا على المقال الجميل بس الروابط تتيح القراءة فقط التحميل مش شغال نرجو اعادة رفعها على روابط اخرى
شكرا جزيلا
يرجى رفع الموسوعة على روابط آخرى…
الكتاب يعبر فقط عن وجه نظر الكاتب في الحضارة …. وله أراء متطرفة في الدين والنظم الإجتماعية كالزواج
مش فاهم على أي أساس أصبح قيم أو فريد !!!!!!!!
على أساس حجم المجلدات أم العنوان الفخيم (قصة الحضارة)
مقال ثري ومميز .. شكرا لك 🙂
مقال أكتر من رائع
جزاكم الله خيرا
رائع جدااااااااااااااااااااا لكم جزيل الشكر
رائع شكرا لكم
قصة الحضارة ، و معها أيضاً كتابه الرائع قصة الفلسفة ، هي من أروع ما قرأت فعلاً ، شكراً لكم
شكرا على المقالة المتميزة 🙂
