دليل السيكوباتي الناجح للوصول إلى المراكز القيادية

للأشياء وجهان، وكما يقول سيباستيان فرانك أن الله صمم على مواجهة العالم؛ لذا منحه الظاهر واحتفظ بحقيقة الأشياء وجوهرها.

لذا فربما تأوي في بيتك طوال تلك الأعوام هانيبال ليكتر وأنت لا تعلم، السيكوباتي الأكثر وضوحا عرف طريقه إلى السجون الأكثر تشديدا في الإجراءات الأمنية في العالم، وبقي الآخرون على النقيض متحكمون في المناصب الرفيعة، أو ربما في أعلى مراكز القرار.

السيكوباتية هي اضطراب عقلي، يتميز صاحبه بعدم وجود أي وازع أخلاقي، فكل شيء مرده إلى نفسه وما قد تصبو إليه، إلحاق الأذى بالآخرين هي هوايته المفضلة دون أدنى شعور بالذنب، أناني، يتمتع بشخصية كاريزمية، لديه قدرة علي الإقناع ومعرفة ثاقبة بنقاط ضعف ضحاياه.

وهنا السؤال...

المسألة تتلخص في كون كل الصفات التي يجب أن تكون متوافرة في القيادي الناجح يحاكيها السيكوباتي بسهولة، لذا ربما يصعب التفرقة بينهما، فالسيكوباتي قد يكون رئيسك في العمل، وقد يكون ابنك أو زوجك ،ولا تعرفين طوال تلك الفترة انه قد يعاني من مرض عقلي!

العامل المشترك بين جراح أعصاب و قاتل مأجور هي توظيف ملكات هذا الاضطراب ليتحول لعنصر قوة في اتجاهه السليم.

لذا قرر كيفن داتن مؤلف كتاب the wisdom of psychopaths عام 2009 القيام ببحث تطبيقات كون المعتلين نفسيا أفضل حقا في كشف نقاط الضعف عند الآخرين ” أننا جميعا نشعر بشيء من الارتياب حين دخولنا منطقة الجمرك، حتى لو كنا أبرياء تماما. فما بالك لو كان لدينا ما نخفيه بالفعل؟ وإذا كان ضابط الجمرك بارعًا في كشف ذلك الشعور!

لذا قرر كيفن القيام بتجربة اشترك فيها ثلاثون طالبا جامعيا، نصفهم احتل مرتبة عالية في اختبار سلم التقدير الذاتي للاعتلال النفسي، واحتل نصفهم الآخر مرتبة منخفضة، وبينهم خمسة مساعدين وكانت مهمة الطلبة هي مراقبة المساعدين حين دخولهم القاعة من باب وخروجهم من باب آخر، مارين في أثناء ذلك فوق منصة صغيرة ، وعلى الطلبة معرفة مَن مِن بين المساعدين يخفي منديلا قرمزي اللون و من بين المجموعتين سوف تقوم بوظيفة ضابط الجمرك الأفضل؟

استطاع أكثر من 70% من أولئك الذين أحرزوا درجات عالية في اختبار سلم التقدير الذاتي للاعتلال النفسي كشف المساعد الذي يخفي المنديل وذلك مقارنة بـ 30% من ذوي الدرجات المنخفضة. فتركيز الاهتمام على نقطة ضعف الضحية، قد يكون جزءا من عدة عمل سفاح لكنه قد يكون مفيدا أيضا في جمرك المطار.

دعنا نكون أكثر تحديدا ونسأل...

إن القدرة التي يحملها السيكوباتي فى تخطى المشاعر الإنسانية والتركيز الشديد وعدم إكتراثة بأي عوامل مشتته للانتباه هو الذي يجعل منه الأفضل في بيئات العمل تحت ضغط شديد.

كل شئ يكشف عن وجهين، لذا فمن الأفضل استثماره، عدم الخوف قد يشكل عامل هام في الصعود ربما من اعتاد على إشعال الحرائق أو الاحتيال بكفاءة هو نفسه البطل الذي يدافع عن الجميع.

"هناك نوعان من التعاطف” التعاطف المعرفي هو القدرة على معرفة ما يشعر به الآخرون، والتعاطف الوجداني هو النوع الذي يشعر بما تشعر به، والسيكوباتي ينتمي للفئة الأولى وهذا يعطي السيكوباتي ميزة إضافية في استخدامه ضدك. الصعود على أكتاف الآخرين يصبح أسهل وخاصة إن ظنوا هم أنفسهم أن هذا هو الأفضل لهم.

لا ينشغل بالآخرين يتصرف بموجب طريقته الخاصة.

إذَاً الجاذبية، القدرة علي الإقناع، عدم الشعور بأي ندم، القدرة علي التلاعب بالآخرين، هي صفات مشتركة بين أعتى المجرمين والقادة السياسيين. لم يكن هاري ترومان ليصدر قرار بقذف هيروشيما، ومن بعدها ناجازاكي بالقنابل النووية سوى لكونه سيكوباتي تماما مثل تيد باندي. إيد جين ”القتله المتسلسلين” مجرد عامل التنشئة السعيدة قد يكون هو العامل الرئيسي لتوظيف تلك الصفات وجعلها مقبولة اجتماعيا ،إذا كيف يكون عدم وجود وازع أخلاقي هو أحد المحركات الرئيسية للوصول للمراكز القيادية في العمل، بكل بساطة ”انزع المنطق من المعادلة“ أو جرب المنطق وستمتع بمقاعد المشاهدة.

نحن بالتأكيد لا نريد منك أن تتحول إلى سيكوباتي آخر لكن تلك الاستقامة الجميلة التي تدعو كل شيء خارج عن المنطق على إنه خلل... نعم إنه خلل ولكنه يحكم العالم!!