5 كتب ستمنحك ذكاء الثعالب ودهاء الذئاب – الجزء الثالث

لو قمنا بتصنيف الشخصيات المُهمة التي أثرت في عالمنا على مدى التاريخ لوجدنا أنهم كانوا قسمين رئيسيّن. القسم الأول أولئك الذين حسّنوا حياتنا وحياة من قبلنا للأفضل، والقسم الثاني أولئك الأشرار الذين قلبوا حياتنا وحياة من قبلنا لجحيم لا يُطاق.

سواءً كانوا أخيارً أم أشرارً، قديسين أم شياطين، خفافيش أم حملان وديعة، لا شك أنهم كانوا عباقرة ماكرين، بشرًا دُهاة بكل ما تحمله كلمة داهية من معنى.

فالدهاء والذكاء ليس شيئًا قبيحًا أبدًا، لكن البشر هم مَن يتحكمون بهذه الصفات ويضعونها في مجالها الصحيح، أو الخاطىء ربما.

إن فاتك الجزء الثاني من هذه الكتب فمكانه هنا، أما الآن فدعنا نتحدث عن الجزء الثالث وعن الكتب الخمسة الأخيرة التي ستجعل منك إنساناً مُختلفاً… إنساناً ماكراً!

قد يندهش القارىء من وجود هذا الكتاب ضمن القائمة، ولا سيما أنه لا يُعنى كثيرًا بموضوع ثنائيّة (الذكاء / الدهاء) التي تحدثنا عليها لمدّة جزئين، بل يتناول موضوعًا قد يُعتبر دينيًا اجتماعيًا بأحد جوانبه.

لكن الأمر بسيط ولا داعي للقلق، القضية باختصار هي أن الوصول إلى الذكاء يمر من خلال عدّة (مصاقل) ستساهم – هي تحديدًا – في نحت شخصيتك وإعادة بناءك (الفكري – الاجتماعي – الروحي) من جديد، ولعل أبرز هذه المصاقل التي تقوم بهذه الوظائف هي مصقلة (نقد الموروث).

ولو لخصنا هذه المصقلة في قلم ودواة، لكانت النتيجة هذا الكتاب لصاحبه علي الوردي، برفيسور علم الاجتماع العراقي الشهير.

الكتاب يوضّح لك فكرة ستبدو جليّة في نهاية الكتاب، هذه الفكرة هي أن سياسة التفكير المُتبعة عند أغلب الناس هي سياسة التفكير بالأحذية وليس التفكير بالعقول.

على الرغم من أن بعض جوانب الكتاب قد تكون حساسة لك دينيًّا – يمكنك تجاوزها إن أردت – إلا أن أغلبه ذو قيمة وفائدة كبيرة، ولا سيما أنه سيساهم في تقوية سياسة النقد لديك، بالإضافة لتحطيم بعض الأُطر الفكريّة الغبية التي ورثتها دون فائدة.

يمكنك شراء الكتاب من هنا، اقرأ، وافهم، واتبع سياسة التفكير بالعقل.

لا يوجد أحد خرج من بطن أمه ليجد نفسه عبقريًا في مجال ما، نَزل من رحم أمه فوجد شهادة التخرج تنتظره على سريره الصغير أو بين أصابعه، هذا الأمر مُستحيل وغير قابل للتخيّل أصلًا.

العبقريّة وبالتالي النجاح عبارة عن جدّ وتعب، ليس مُجرّد جينات تُخلق مع الإنسان أو تتكون مع تكوينه.

وقد أكّد على هذا أديسون – صاحب الـ 1093 براءة اختراع – عندما قال: النجاح ما هو إلا 99% جهد والباقي مُجرّد إلهام.

فالعبقريّة والنجاح تُكسب ولا يُولد بها، ولعل هذه المقدمة القصيرة ستوضّح هذه الفكرة بشكل أكبر ومفهوم أوسع.

( أندرو روبنسون ) مؤلّف هذه المقدمة، يُناقش عدّة مفاهيم من خلال الفصول العشر التي قسّم إليها كتابه، ولعلَ أبرز ما لفت نظري منها كان فصل:

وفصول أخرى مهمة أيضاً، لكن هذه الفصول تحديداً تناقش المواضيع الأكثر أهميّة في مجال العبقريّة.

يمكنك شراء الكتاب من هنا، وتذكّر دائماً أن النجاح والإبداع والعبقرية تُكتسب بالعمل، ولا يُولد بها أبداً.

مَكمن ذكاء الإنسان في قدرته على التواصل مع الآخرين وفهمهم والتعامل معهم، فمفهموم الدهاء وما يُرافقه لا يقتصر فقط على السحق والتدمير واحتقار الناس والتعالي عليهم، بل يمتد ويتسع ليشمل نواحي أخرى أعمق وأقرب إلى قلوب الآخرين ومشاعرهم، ومن ضمنها وأبرزها الذكاء العاطفي.

وهو هدف هذا الكتاب لصاحبه ( إيريك فروم ) عالم النفس الشهير والغني عن التعريف.

فالحب ليس مُجرّد هُراء كالذي يُكتب في بعض الكتب الرخيصة التي ليس لها هدف سوى إهدار مال القارئ على كلام فارغ يتمنى تحقيقه لكنه لم ولن يحققه أبداً.

الحب هو فنّ، يحتاج إلى أشخاص مُبدعين وأذكياء وليس مُجرّد اثنان يتفقان على النوم في الفراش ليلاً والانجاب نهاراً وهكذا إلى بقيّة العمر!

ليس هناك داعي لأن أسهب في الكلام عن هذا الكتاب، فاسم عالم النفس ( ايريك فروم ) كـ مؤلّف له كفيل بجعله من أقوى الكتب وأرقاها.

الحب فن ويحتاج لفنانين، فتعلم هذا الفن من هنا.

مُجددًا، ولأن هذا هو الجزء الأخير من هذه السلسلة، سلسلة الكتب التي ستمنحك ذكاءً ودهاءً فإنه من الواجب التأكيد على أن أبرز جوانب الذكاء يكمن في التخلص من الخرافات والقيود التي كُبلت بها العقول فشلّت بسببها الأجساد وبالتالي أصبح الإنسان مُقعد فكريًا وعاجز جسديًا.

نسف الخرافة وسحقها لا يقل أهميّة عن تعلم فنون التواصل ومهارات الذكاء والدهاء، بل يساويهم في المرتبة ويماثلهم بالفائدة.

وهذا هو مضمون هذا الكتاب، الذي سيعرفنا فيه 4 خبراء في علم النفس على أبرز الخرافات الشعبيّة والمتداولة بين الناس على النطاق الواسع.

لا أريد أن أشرح عنه كثيرًا، فعنوانه واضح، والمكتوب يظهر في عنوانه.

كل ما أريد قوله هو ألا تنتظر أكثر، تخلّص من الخرافات، وحطّم قيود الفكر التي كُبلت بها، بنسف خمسين خرافة نفسيّة موجودة في الكتاب هنا.

لا داعي لأن تستغرب من خاتمة هذا المقال برواية وليس بكتاب كما جرت العادة، فالأمر طبيعي من جهة ومُهم جدًا من جهة أخرى، خصوصًا في هذه الفترة التي تعيش بها معظم البلاد العربيّة حاليًا، فترة الأزمات الساحقة والحروب الطاحنة.

وهذا هو سرّ اختيار هذه الرواية لصاحبها العبقري البريطاني جورج أورويل، الذي تحدّث فيها عن القيام بتمرّد أو ثورة من قبل مجموعة من الحيوانات على حكامها ورؤسائها.

الرواية تكمل أحداث هذا التمرّد مُسقطة إياه على البشر، أو مُسقطة أفعال البشر على الحيوانات، فنرى الحيوانات تقوم بثورة مُضادة ومن ثمّ يظهر الخونة والفاسدين وتُعاد الحلقة من جديد.

الرواية إبداعيّة جداً من ناحية الاسقاطات، ومن عدّة نواحي أخرى لن أحكيها لك لكيلا أحرق متعة الأحداث وجماليتها، وسأجعل الاكتشاف لك بنفسك.

افهم ما تراه حولك، وما تشاهده يوميّاً على شاشات التلفاز وربما بجوار منزلك، ويمكنك شراء كتاب مزرعة الحيوان من هنا.

في نهاية هذه السلسلة التي استمرّت لثلاثة أجزاء لا أريد أن أجعل الخاتمة حزينة ومُبكية كلحظات الوداع وغيرها، بل سأكتفي بعرض العبارة التي ختمت بها جميع الأجزاء السابقة.

تذكّر دائمًا، الذكاء والدهاء ليس شيئًا قبيحًا أبدًا، إنما العكس تمامًا. الأمر فقط مُتعلّق بشخصيّة كل إنسان، فإن كنت خيّرًا فستصبح مع هذه الكتب عبقريًّا خيّرًا، وإن كنت شريرًا فستصبح معها عبقريًّا وغدًا.

فاختر ما تريد.