ما أكثر من يقولون أن محتوانا العربي فارغ وأشبه بصحراء قاحلة، ما أكثر هؤلاء الذين يولولون يوميًا بضعف محتوانا بدون تحريك أيًا من أطرافهم لتحسينه! يولولون على المفقود دون أن يمدوا أيدي العون للبحث عنه!
خلاف أولئك المولولون فهناك آخرون قد بدأوا حقًا بدعم وتطوير محتوانا، وهؤلاء هم الذين يتمحور حولهم مقالنا اليوم، سنأخذكم اليوم في رحلة عبر الكثير من المواقع والمبادرات القائمة على أكتاف عربية وضعوا تحسين المحتوى العربي نصب أعينهم وعملوا جاهدين ليل نهار لتحقيق ذلك، خلال رحلتنا سنمر على بعض المجالات وسنذكر بعض المدونات والحسابات المهتمة بالنشر عنها.
بالطبع لن نستطيع ذكر المحتوى العربي الجيّد كله في تدوينة واحدة، فهو لو تعلمون ليس بقليل كما يدّعي البعض، ولذلك اليوم يقتصر مقالنا على ذكر “بعض” المحتوى العربي الجيد عن “بعض” المجالات فقط.
ويومًا ما وبمساعدة هؤلاء وأمثالهم سنرقى بالمحتوى العربي إلى المستوى المطلوب الذي يَسُرّ كل عربي…
الفنون
الفن يعتبر قدرة الإنسان لاستنطاق ذاته ليعبر عن نفسه وعن محيطه وليترجم الأحاسيس والصراعات بداخله فيخرجها على هيئة أصوات وصور وكتابات غاية في الجمال، انتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من المدونات والصفحات الخاصة بالفن ونقده واليوم سنمر في رحلتنا على بعضًا منها.
معازف
معازف مجلة عربية مهتمة بالكتابة عن الموسيقى بأقسامها العربية منها أو الأجنبية، فتجد فيها مراجعات مفصلة لموسيقى غريبة تندم انك لم تعرفها من قبل، ومقابلات لفنانين فاقت موسيقاهم جميع مراحل الجمال، بالإضافة إلى أخبار حول الموسيقى العربية والأجنبية، الجميل في المجلة أنها لم تكتفِ بالفن العربي فحسب بل وضعت اهتمام كبير في الفن الأجنبي ليتسنى لها تعريف القارئ بجميع نكهات الفن.
Cinematology
صفحة على فيسبوك وبرنامج على يوتيوب يقدم حلقات متقاطعة تتناول شروحات وتعليقات للأفلام الكلاسيكية المصرية، الجميل في تلك الفيديوهات هو الحِرفية العالية التي صيغت بها، فتجدهم يتحدثون عن الكلاسيكيات ويفصلون أجزاءها بطريقة إحترافية جدًا لا تقل ولا تختلف عن نقاد أفلام هوليود، تراهم يعلقون على الأضواء والأصوات، الحركات وسكونات، وغيرها من أدق التفاصيل التي قد لا ينتبه إليها أي مشاهد عادي. إذا قارنتم الكلاسيكيات المصرية بأخواتها الأجنبية – ولكن من وجهة نظرهم – قد ترى الأولى مساوية للثانية بل قد تتعداها!
روضة البلابل
مقتطفات عربية عبارة عن فيديوهات لا تتخطى الدقيقتين مقدمة من فريق مكون من مجموعة من المجانين العرب من جميع أنحاء العالم، اهتموا فيها بتوصيل محتوى عربي قصير وثري بالمعلومات، AJ+ عربي ليست خدمة إخبارية، بل هي فن وإبداع… ببساطة هي إيقاع.
العلوم
لا تتقدم أمة بدون علوم، فالعلوم من العلم والعلم سبيل التقدم… نعم بهذه البساطة. توجد على الساحة الكثير من المدونات والكُتاب المهتمين بتوضيح العلوم وتبسيطها وسنذكر البعض منها اليوم…
سايوير
نستهل رحلتنا في العلوم بمدونة من أفضل المدونات العلمية على الساحة اليوم، فسايوير تقدم العلم بطريقة مسلية ومرحة وتبسطه ليسهل فهمه، تقدم المدونة العديد من المواضيع الغريبة يوميًا لتدهش روادها بروعة وبساطة العلم. تقوم ساوير على أكتاف مجموعة رائعة من المحرريين أغلبهم أساتذة ودكاترة جامعات تقنية. رفعوا شعار العلم ممتع منذ بدايتهم وها هم مُكملين على ذات المنهاج.
الدحيح
صفحة على الفيسبوك وبرنامج على يوتيوب يتناول أحمد الغندور -وهو المسؤول عنها- الكثير من المواضيع المحيرة، علمية كانت أم فلسفية ويشرحها ويناقشها ببساطة، يتميز أحمد بشرحه العلمي الذي يطغى عليه الجانب الكوميدي فلا تمل من فيديوهاته مهما شاهدتها.
Egychology – ايجيكولوجي
كما هو الحال مع الدحيح فإن صفحة إيجيكولوجي تعمل على طرح وتفسير الكثير من النظريات بطريقة مبسطة وسهلة، تمتاز صفحة إيجيكولجي دائمًا بتفكيرها خارج الصندوق وعرضها لمواضيع قد لا تخطر على بال أحد. أما شعارها فهو منذ اليوم الأول كان “نور الظلمة” والذي يدل على سعيهم لتفتيح عقل زوارها وتنوريهم.
I believe in Science – أنا أصدق العلم
أنا أصدق العلم هو مشروع علمي عربي تطوعي يهدف إلى تطوير وعي العرب بالعلوم المختلفة، فتجدهم يكتبون في كافة مجالات العلوم من الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا بالإضافة إلى الطب والصحة… إلخ ليشملوا باقي العلوم. تحلوا بحبّ المعرفة وبإرادتهم الصادقة لإضاءة الواقع العربي بنور العلم وشعارهم (أنا أصدّق العلم: لأنّه المنهج المعرفي الوحيد الذي أثبت جدارته).
والآن بعد أن انتهينا من رحلتنا لليوم، أستطيع القول أنك رأيت وتأكدت أن محتوانا العربي يستحيل القول عنه أنه معدوم، بل هو موجود وجذورة مرسخة في الأرض وتنموا يوميًا، دعك من السلبية المسيطرة على مجتمعنا واتبع خطى هؤلاء، أعمل وطور في صمت ويومًا ما سنصل إلى المستوى المطلوب.
إذا كنت تعرف مدونات أو مبادرات عربية أخرى في أي مجال تُحبه، وتحب أن تراها تكبر وتنتشر فرجاءً شاركها معنا ومع غيرنا لمستقبل عربيّ زاهر.