تريند 🔥

🤖 AI

صراع الثيران والدببة وهوس القطيع بالمال

صراع الثيران والدببة في أسواق المال وهوس القطيع
شيماء جابر
شيماء جابر

11 د

هُناك مقولة شهيرة لـ Warren Buffett – وارن بافيت خبير أسواق المال العالمي، يقول فيها:-


“عندما تبني جسرًا مخصصًا لعبور حمولة إجمالية بمقدار 10 أطنان فمن الأفضل لك بناءه ليتحمل ما مقداره 30 طن، وهذا الأمر يسري على الاستثمار في الأسهم كذلك”.

وذلك كدلالة على أهمية الاحتياط، وتوقع ما هو سيّئ دائمًا عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في الأسهم، أو أسواق المال عمومًا. فكلما تعاملت مع السوق أكثر، كلما زادت قناعتك بالحقيقة التي تقول أنّ الأسعار تتحدد بالتغيرات النفسية للمتعاملين في السوق ما بين الخوف والأمل.

فالثور هو رمز للسوق أسهم قوي، فيها المتعاملين متفائلين وعلى ثقة من اتجاه الاقتصاد، وينعكس ذلك على أداء السوق الذي يتجه أعلى في المقام الأول، حيث أنّ نفسية المستثمرين البهيجة، تؤدي التعاملين لشراء أكثر وأكثر، وقيادة السوق إلى أعلى.

ولكن، هل تعتقد أنّ الأمر له علاقة مباشرة بمصارعة الثيران حقًا؟ ومن أين جاء هذا التشبيه؟

في البداية دعنا نشير إلى أنّ سلوك القطيع Crowd Behavior هو استراتيجية طورتها الحيوانات كأحد استراتيجيات التعامل مع المخاطر المحيطة بها، فنجد إنّ الأسماك دائمًا ما تسير في كتلة واحدة، وتتجه في اتجاه واحد بمجرد الشعور بالخطر، بهذا الشكل تقلل الأسماك من عدد من يتعرض منها للفقدان في أوقات الخطر، كما نجد أنّ قطيع البقر ينطلق في اتجاه واحد عند مجرد صدور إشارة تحذير بحدوث أي خطر من قبل أحد أفراد القطيع.

هذا ويطلق على المتعاملين في أسواق المال، لفظ القطيع؛ لأنّ سلوك المتعاملون في البورصة يكون أشبه بسلوك القطيع، فنجدهم يندفعون باتجاه الشراء أو البيع تبعًا لتوقعاتهم النفسية، التي تقوم على الفزع من الخسارة أو النزوع للربح، ومن ثم نجد أنّ الربح هو من يستغل اندفاع القطيع لصالحه، ولا ينساق في نفس الاتجاه. وهذا ينطبق على مستثمري الأوراق المالية، أو العملات، أو العقارات، أو الذهب والفضة، أو النفط، أو أي سلعة أخرى.

فالأسواق المالية هي عبارة عن تجمع لمجموعة من البشر، يتصرفون وفق ما تملي عليهم مشاعرهم في وقت ما أو لحظة بعينها، إمّا بالبيع أو بالشراء، ودائمًا ما تكون هذه القرارات إمّا بدافع مشاعر الخوف أو الطمع، ولذلك فإنّ صعود السوق أو نزوله هو عبارة عن تعبير عن مشاعر العامة، أو سلوك القطيع كما يسمى في لغة الاقتصاد.


أصل القصة وما ورائها

قديمًا عندما كانت كاليفورنيا خاضعة للحكم المكسيكي، كانت مصارعة الثيران وسيلة التسلية الوحيدة المحبذة لعمال المناجم فيها، وبمرور الوقت، وعلى سبيل التغيير أضاف بعض المكسيكيين نزالًا من نوع مبتكر يثيرونه بين الثيران والدببة.

وعلى الرغم من أنّ هذا النوع من المعارك اتّسم بالشراسة الشديدة، فإنّه كان في معظم الأحوال قصيرًا، سرعان ما ينتهي إمّا بقيام الثور بنطح الدب بكل قوة وقذفه في الهواء، أو بتمكن الدب من صد هجوم الثور، وطرحه أرضًا مستعملاً مخالبه الكبيرة الحادة في كسر رقبته والقضاء عليه.

وهذا النوع الأخير من المصارعة استوحاه الكاتب الإسباني Joseph de la Vega – دون جوزيه دي لا فيجا، وكان وراء إطلاقه اصطلاح الثيران و الدببة Bull and Bear على المتعاملين في السوق المالي، فكان بالتالي أول من استخدم هذا الوصف في سنة 1688؛ لكي يعبر به عن الطرفين المشترين والبائعين، اللذين لا يكفان عن التناطح لفرض إرادتيهما على السوق وتحديد اتجاه الأسعار فيه.

ومع اكتشاف الذهب ونشاط حركة تداول أسهم المناجم في كل من سان فرانسيسكو ونيويورك، ثم ازدهار المعاملات كثيرًا إبان الحرب الأهلية الأمريكية، شاع استخدام تعبير الثور والدب في كتابات المعلقين على ما يدور في الأسواق المالية، وتدريجيًا استقر الاصطلاح في لغة البورصة، حتى صار من الكلمات الدارجة في حوارات المضاربين والمستثمرين والمتعاملين بأسواق المال.

وفيما بعد كان أول من تطرق إلى العامل النفسي في الاستثمار هو صحفي إنجليزي يدعى “Charles Mackay”، وقد كان مهتم بالعوامل النفسية التي تتحكم في عامة المستثمرين القطيع عند اتخاذ القرار الاستثماري.

وبعد أن قام بتحليل بعض الفقاعات والطفرات الاقتصادية في وقته، قام بتأليف كتاب في عام 1841 باسم: Extraordinary Popular Delusions and the Madness of Crowds – التضليل المفرط وجنون القطيع، ورغم أنّ الكاتب ليس اقتصادي ولا طبيب نفسي، ورغم أنّه ألف الكتاب منذ عهد بعيد، إلاّ أنّه اليوم من القواعد الاستثمارية التي يرتكز عليها كثير من الاقتصاديين والمستثمرين في عهدنا الحالي.

تمثال انقضاض الثور القابع بمدخل وول ستريت

تمثال انقضاض الثور القابع بمدخل وول ستريت

بعدها خلال الفترة من 1987:1989 قام النحات Arturo Di Modica – أرتورو دي موديكا بنحت تمثال وول ستريت الشهير، حي المال الأشهر بمدينة نيويورك، والذي يزن حوالى 3.5 طن من البرونز، ويقف الآن بفخر بمدخل الحي المالي بنيويورك بالقرب من بورصة نيويورك، والمعروفة اختصارًا بـ NYSE، بعدما نُصب فيها في 16 ديسمبر 1989.

ليقف منذ وقتها متخذًا وضعية الانقضاض والهجوم على خصمه، يدعى Charging Bull – انقضاض الثور، واستخدام اسم انقضاض الثور هُنا ليس من قبيل الصدفة أبدًا، ففي شارع مثل وول ستريت لا يبدو هذا مستغربًا، فالكل هناك يريد الهجوم واقتناص أفضل الفرص.

تمثال انقضاض الثور

وهُناك تمثال آخر مُشابه له تمامًا يتواجد بمنطقة كاديكوي في إسطنبول بتركيا، كدلالة على رمزية الثور أيضًا.

تمثال انقضاض الثور بتركيا.


المتعاملون بأسواق المال ونظرية القطيع

فكما أشرنا القطيع Crowd هو أحد المصطلحات واسعة الاستخدام في عالم البورصة، بأسواق المال عمومًا، في إشارة إلى أنّ الحيوانات التي ترمز في لغة البورصة إلى القوى التي تدفع الأسواق الى الهبوط، وتلك التي تدفعه الى الارتفاع.

فسلوك القطيع هُنا يُمثل الميل إلى اتباع الحشد يمكن أن يؤدي بأعداد هائلة من المستثمرين إلى المشاركة في الاعتقاد نفسه عن الأصول المالية، سواء كانت أسهم/ عقارات/ عملات/ معادن/ نفط، وغيرها، وهذا يدفع الأسعار للتحرك صعودًا أو هبوطًا.

فالخبراء يرون أنّ هناك نوعين من القطعان في هذا المنوال، هما:

  • قطيع الثيران المتفائل

الثور Bull باعتباره حيوان جريء وحاسم وعدواني، يعبر عن قوى الطلب، قوى الشراء التي تدفع الأسعار للارتفاع، فعندما يكون الطلب على سلعة ما كبيرًا، ويكون الكثير راغبين في شراء هذه السلعة، سيرتفع سعر هذه السلعة بسرعة، ويقال أنّ السوق يتحكم به الثيران Bulls المشترين الذين يدفعون الأسعار للارتفاع.

وعليه فإن قطيع الثيران المتفائل هم مجموعة كبيرة من المستثمرين المتفائلين الذين يعتقدون بأنّ أسعار أسهم معينة في سبيلها للارتفاع، فيقبلون على شرائها، بدافع الطمع وتوقعًا للكسب القريب، ويستطيع المخضرمون في هذه الحالة تحقيق الربح بانتهاز الرغبة الجامحة لأفراد هذه المجموعة لشراء هذه الأسهم.

  • قطيع الدببة المتشائم

أمّا الدب Bear باعتباره أكثر حذرًا، بطيء الحركة وغير نشط يعبر عن قوى العرض، قوى البيع التي تدفع الأسعار للانخفاض، فعندما يكون العرض على سلعة ما كبيرًا، ويكون الكثير راغبين في بيع هذه السلعة، سينخفض سعرها بسرعة، ويقال أنّ السوق يتحكم به الدببة Bears البائعين الذين يدفعون الأسعار للانخفاض.

ومن ثم فإنّ قطيع الدببة المتشائم هم مجموعة كبيرة من المستثمرين الذين يعتقدون بأنّ أسعار أسهم معينة في سبيلها للانخفاض، فيعرضونها للبيع، بدافع الخوف من الخسارة، وهنا أيضًا يستطيع المخضرمون من المتعاملين في البورصة التربح من انسياق هذه المجموعة لعرض أسهمها بأسعار قليلة.

وإليك أبرز تصرفات كلا القطيعين، وانطباعاتهم عن الأسواق بحسب ما ورد بكتاب Forbes Stock Market Course الصادر عن Forbes Magazine:-

بمبارة سوق المال من يفوز الثور أم الدب؟

قطيع الدببة المتشائم

قطيع الثيران المتفائل

النقود السائلة أفضل.
السيولة النقدية لا تعني شيئًا.
الاقتصاد يحتضر والشركات تخسر والبطالة متفشية.
الاقتصاد ينتعش والشركات تربح والبطالة تختفي.
معدل التضخم سينخفض عما قريب.
معدل التضخم سيرتفع بالتأكيد.
لا أحد يعلم ماذا سيحدث للشركات مع الأوضاع الحالية.
أنا متأكد من أنّ الأسواق الأجنبية ستقبل على منتجاتنا.
معدل الفائدة مرتفع، لكني أعتقد أنّه سينخفض كثيرًا بعد الانتخابات القادمة.
معدل الفائدة منخفض جدًا، لكني أعتقد أنّه سيرتفع بعد الانتخابات القادمة.
هناك القليل من إصدارات الأسهم الجديدة.
هناك زخم من إصدارات الأسهم الجديدة.
أسعار الأسهم لا تستجيب للأخبار الجيدة.
أسعار الأسهم لا تستجيب للأخبار السيئة.
الشركات والمشروعات الجديدة تتغلب على الشركات الكبيرة.
الشركات والمشروعات الكبيرة تأكل الصغيرة وتتسيد الأسواق.
لا أحد يتحدث عن امتلاك الأسهم، أو يفكر في ذلك.
لا يوجد لدي الناس من حديث سوى عن شراء وبيع الأسهم.
وسائل الإعلام تتناول البورصة بلهجة ساخرة.
تتحدث وسائل الإعلام عن انتعاش البورصة.
يستمر نفس الاتجاه لفترة قصيرة، فتبدو الأسواق وكأنّها لا تأبه بنتائج الانتخابات والتصريحات السياسية.
يستمر نفس الاتجاه لفترة طويلة، قد تصل إلى خمس سنوات، فتزداد حساسية الأسواق لنتائج الانتخابات والتصريحات السياسية.
أسعار الأسهم تنخفض ببطء.
أسعار الأسهم ترتفع بسرعة.

هذا وقد نجحت الفنانة التشيكلية مارجريت نخلة عام 1940 في نقل حالة الهلع الهيستري، التي يعيشها المتعاملون في البورصة، في لوحتها الشهيرة مشهد البورصة، كتصوير رمزي لما يحدث داخل أي بورصة في أي مكان في العالم.

لوحة مشهد البورصة لـ مارجريت نخلة

لوحة مشهد البورصة لـ مارجريت نخلة.

حيث جسدت مارجريت مشهد يومي، يتمثل بتكالب البشر على المال فى رؤية كوميدية ساخرة، من خلال متعاملي البورصة، الذين احتشدوا للبحث عن عالم الصعود والهبوط فى مؤشرات البورصة فى هلع وحركة شديدة.

فنجدها صورت هؤلاء المتعاملين وهم يتكدسون في دوائر متراصة هي أشبه بدوائر الراقصين، حيث تختلط الأجساد بعضها ببعض، مع الانكباب الدائري المندفع نحو مركز دائرة المال، لتكون بمثابة توثيق لشكل البورصة وحركة تداول الأموال فيها، وحالة الترقب.


النفسية العامة للمتعاملين و اتجاهات السوق/ السعر

تميل السيكولوجية البشرية إلى عدم التغير، وبالتالي يمكن تتبع النفسية العامة التي تسيطر على المتعاملين في البورصة، والتي تعد من أهم الأسباب في تحرك الأسعار صعودًا وهبوطًا، فلو أنّ النفسية العامة تتسم بالتفاؤل سوف يتم ترجمة ذلك في صورة الأقبال على الشراء، بما يؤدي إلى صعود الأسعار، والعكس صحيح.


بيان

سوق الثور

سوق الدب

النفسية العامة للمتعاملين:
تسود حالة من التفاؤل
تسود حالة من التشاؤم
سلوك وتصرف المتعاملين:
الأقبال على الشراء والدخول للسوق
الأسراع في البيع والخروج من السوق
آلية عمل السوق:
قوى الطلب تفوق قوى العرض
قوى العرض تفوق قوى الطلب
اتجاه تحرك الأسعار:
صعود الأسعار
انخفاض الاسعار

فهناك صراعات وحروب دائمة ويومية في أسواق المال العالمية بين فئتي البائعين والمشترين – الثيران والدببة – فى هذا العالم، واللذان لا يكفان أبدًا عن التناطح لفرض إرادتيهما على السوق، وتحديد اتجاه الأسواق/ الأسعار.

فالثور يسعى دومًا للإطاحة بالدب عبر استخدام قرونه للنطح من أسفل الى أعلى، أي رفع الأسعار من خلال الشراء، والدب يحاول القضاء على خصمه بالانقضاض عليه من أعلى الى أسفل، أي خفض الأسعار من خلال البيع، وغالبًا ما تكون الغلبة في الأجل الطويل لذوي القلوب الجريئة، منتهزي الفرص من الثيران.

إنّ السوق هو الحلبة الجديدة التي يتصارع فيها الدببة والثيران، وما الثيران إلاّ المشترين المتفائلين، أي الفريق الذي يتوقع ويأمل ويعمل على ارتفاع الأسعار فينتهز الفرص، أمّا الدببة فهم البائعين المتشائمين، أي الفريق الذي يتوقع ويأمل ويعمل على انخفاضها، والفريقان لا يكفان عن بذل الجهد، فريق الثور الصعوديين يريد رفع الأسعار فهذه هي خطته لتحقيق الربح، وفريق الدب النزوليين لا يدخر حيلة لكي تنخفض تلك الأسعار، فمكسبه يتحقق عن طريق طرح خصمه أرضًا.

ونستطيع أن نقول أنّ اتجاه السوق/ السعر ما هو إلاّ الحالة النفسية العامة المسيطرة على المتعاملين في وقت ما بالنسبة للأسعار، كما أن سير حركة السوق/ السعر في أي مدى زمني ما هو إلاّ علاقة الطلب بالعرض، أي البائعين بالمشترين.

ففي أسواق المال يطلق تعبير سوق الثور Bullish للسوق الصاعد، ذو الاتجاه الصاعد Up Trend، والذي يتسم بوجود حالة عامة من التفاؤل، ورغبة فى الشراء، ومن ثم تكون قوى الطلب أكبر من قوى العرض، تترجم في صورة قمم وقيعان تصاعدية، حيث تكون الأسعار في الوقت الحالي أعلى من الوقت السابق، نتيجة لانتعاش اقتصادي، طفرة اقتصادية، أو الوضع النفسي للمستثمرين.

بينما يطلق تعبير سوق الدب Bearish للسوق الهابط، ذو الاتجاه الهابط Down Trend، والذي يتسم – على عكس سوق الثور – بوجود حالة عامة من التشاؤم، ورغبة في الخروج من السوق، ومن ثم تكون قوى العرض أكبر من قوى الطلب، تترجم في صورة قمم وقيعان تنازلية، حيث تكون الأسعار في الوقت الحالي أقل من الوقت السابق.

بين قمم وقيعان يتحدد اتجاه السوق والأسعار

حتي لو كان اتجاه السوق صعودي/ هبوطي بطريقة واضحة، ستكون هناك تقلبات في الأسعار. وهكذا، فإنّ الاتجاه  الصعودي/الهبوطي العام يتضمن أيضًا انخفاض/ زيادات مؤقت في الأسعار.

وهذا يعني أنّه عندما يتحرك السعر في اتجاه معين، فإنّه لا يتحرك في خط مستقيم. قد يكون هناك قمم وقيعان صغيرة، ارتفاعات وانخفاضات في هذا الاتجاه، وبالتالي يمكن تحديد الاتجاه الصعودي/ الهبوطي المستمر بمعرفة أعلى/ أدنى ارتفاعات للسعر و أعلى/ أدنى انخفاضات للسعر.

وقد ظهرت فترة سوق الثور الأطول والأشهر في أسواق الأسهم الأمريكية بـ أوائل التسعينات، حيث حققت نمو بأسرع وتيرة على الإطلاق.

تطور سوق الثور والدب الأمريكي

تطور سوق الثور والدب الأمريكي منذ اندلاع أزمة الكساد العظيم.

راقب القطيع ولا تتبع خطاه

دورة مشاعر المتداولين في أسواق المال

كيفية تطور وتغير مشاعر المستثمرين وأثر تبدل الحالة النفسية العامة على قراراتهم الاستثمارية.

وبشكل عام سوق الثور يبدأ عندما يصل مؤشر السوق إلى القاع، وسوق الدب يبدأ عندما يصل مؤشر السوق إلى القمة، فقد أثبتت التجارب ونتائج تحليل سلوك المستثمرين والمتعاملين في البورصة أنّ دائمًا ما يتتابع قطيع الدببة المتشائمة والثيران المتفائلة هبوطًا وصعودًا، كتتابع الليل والنهار، فبعد أن يصل قطيع الدببة المتشائمة إلى الذروة، يتحول إلى قطيع من الثيران المتفائلة.

هنا ينقلب الفزع إلى طمع، والطمع إلى فزع، بعد بلوغ الذروة، كما ينقلب اندفاع القطيع وراء الثراء بأسعار مرتفعة طمعًا في المكسب السريع إلى فزع من الخسارة، يدفعهم باتجاه بيع ما اشتروه سابقًا بأسعار أقل، وتلك هي اللحظات التي يتحينها سادة وخبراء التعامل في البورصة.

فمع انتعاش السوق، وشراء المستثمر لسهم ما بدافع التفاؤل، ومع تواصل ارتفاع السهم، تزيد المشاعر الإيجابية لدى المستثمر، فيشعر بالسعادة ثم الانبهار ثم النشوة.

وحين يبلغ ارتفاع السهم مداه بالتشبع الشرائي يبدأ في الانحدار التدريجي، تتبدل مشاعرنا من النشوة إلى القلق، ثم الإنكار ثم الخوف ثم اليأس ثم الذعر، ثم الاستسلام للواقع ثم القنوط مع منتهى اليأس، وفي مرحلة القنوط، يكون قد بلغ هبوط السهم مداه بالتشبع البيعي فيعاود الارتفاع، لتتغير مشاعرنا مجددًا إلى الأمل ثم التفاؤل، وهكذا دواليك.

ذو صلة
دورة مشاعر المستهلك

عجلة الحالة النفسية العامة للمستثمرين وعقلية القطيع

وهكذا نجد أنّ المتخصّصين في علم المال السلوكي “Behavioral Finance” ينظرون إلى ما يحصل في الأسواق المالية، من تقلبات وهزات مالية، كحالة كلاسيكية لنظرية عقلية القطيع “Herd Mentality”، وسيطرة الخوف والأمل على عقول المتداولين.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

شكرا لكِ الفاضلة شيماء على روعة المقال ..وفقتِ لكل جميل طبتِ ودمتِ

مجهود يذكر فيشكر مقال أكثر من رائع

ذو صلة