تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

مجالات العمل الحر: مجال التدوين والكتابة على الإنترنت

مجالات العمل الحر
علي وديع حسن
علي وديع حسن

7 د

مع انتشار الصحافة الرقمية في العالم العربي والتحول السريع من الصحف والمجلات التقليدية إلى المواقع على الإنترنت بات من الواضح أن هناك مجالاً كبيراً للقادمين الجدد بدلاً من الأسماء التقليدية التي كانت تهيمن على الإعلام المطبوع، ومع ازدياد انتشار الإنترنت بات التدوين واحداً من النشاطات المنتشرة لكن ربما واحد من الأقل فهماً في العالم العربي.

في هذا المقال سنتناول العمل الحر في مجال التدوين، هل هو مجال حقيقي من الممكن أن يحقق لك دخلاً مستقراً أم أنه كما يعامله الكثيرون مجرد هواية أو شيء جانبي تتم ممارسته على الجانب من قبل الطلاب أو من هم مشغولون بعمل أساسي إلى جانبه.

مجالات العمل الحر
[elementor-template id="357638"]

‌ماذا تحتاج لتبدأ العمل في مجال التدوين كمستقل؟

بالنسبة للبعض قد يبدو التدوين على الإنترنت بغاية البساطة ويمكن للجميع البدء به دون أي حاجة لأي معارف أو تدريبات من أي نوع، ومع أن هذا ربما يكون صحيحاً حين لا تهم الجودة أو دقة المعلومات، فالأمر أعقد بوضوح عندما نتحدث عن التدوين الحقيقي وكتابة المقالات بشكل احترافي يوصل الفكرة للقارئ بأبسط ما يمكن بدلاً من أن يحيره.

على العموم إن أردت أن تكون مدوناً ناجحاً وتتمكن من صنع اسم لك في المجال يجب أن تمتلك بعض المقومات في البداية كما يجب أن تمتلك بعض الخبرات التي تتضمن:

  • معرفة ممتازة باللغة التي تريد الكتابة فيها سواء كان كقواعد أو كإملاء. بعض الأخطاء متوقعة لكن كثرتها تجعل التدوينات مشوشة أكثر مما هي ممتعة للقارئ.
  • معرفة جيدة على الأقل بالمجال الذي تود الكتابة عنه، فلا يجوز أن تتحدث عن أمور لا تعرف عنها شيئاً أو أن تغوص بتفاصيل مجال بالكاد تعرف عنه أي شيء.
  • إدراك لمسؤولية الكتابة والحرص على المصداقية والبحث في التفاصيل والمعلومات للتأكد من صحتها قدر الإمكان قبل طرحها كحقائق أو الاعتماد عليها في الاستنتاجات.
  • القدرة على تقسيم الأفكار ووضعها بتسلسل منطقي مع تقسيمها لعناوين وفقرات تسهل إيصالها للقارئ قدر الإمكان.
  • الأمانة الصحفية والتمييز الواضح بين الرأي وبين الحقيقة، فالرأي تابع للشخص نفسه ومن الممكن أن يختلف عليه الأشخاص، بينما الحقائق ثابتة وموضوعية غير شخصية.
  • بعض الإبداع بالقدرة على تقديم المعلومات بشكل مثير للاهتمام قدر الإمكان.

في الواقع وكما هو الأمر بالنسبة لعدة مجالات أخرى، فالتدوين يمتلك بعض المطاطية في المعايير الخاصة به، حيث أنه مجال إبداعي من حيث المبدأ وبالتالي يمتلك كل مدون أسلوبه الخاص والمتمايز ولو بشكل طفيف عن البقية، ومع أن بعض القواعد تعد ثابتة نوعاً ما، فتقييم التدوين أشبه بتقييم التصميمات: شخصي للغاية ويتبع لرأي الجمهور بالمحصلة.


كم ستحتاج من الوقت لتثبت نفسك في مجال التدوين وكتابة المقالات على الإنترنت؟

على عكس الغالبية العظمى من المجالات الأخرى، عادة ما يمكن للمدونين إثبات أنفسهم ضمن مجالاتهم بسرعة قياسية، حيث أن وجود محرر جيد يساعدهم ويشير إلى أخطائهم هو العامل الأساسي في مساعدتهم على الوصول إلى الجودة العالية. ومع أن الخبرة تفيد في المجال دون أدنى شك، فمن الممكن لمدون جديد لم يبدأ الكتابة سوى قبل أسابيع أن يظهر عيوب المدونين السيئين ولو كانوا يمتلكون خبرات تمتد لعقود.

في الواقع وكما العديد من المجالات يمتلك التدوين جزءاً يتبع للموهبة وآخر هو المهارات المكتسبة، حيث أن المدون الجيد من الممكن أن يظهر بسرعة من طريقة كتابته وحرصه على البحث عن المعلومات وأسلوبه في تقديمها، لكن بغض النظر عن الموهبة تبقى أمور مثل طريقة تقسيم الأفكار لتكون أسهل على القراءة أو حتى تعديل طرق الصياغة والكتابة ضرورية لتحسين الجودة عموماً.


ما هي الميزات التي يوفرها لك مجال التدوين والكتابة على الإنترنت؟

  • عادة ما يكون التدوين منفذاً جيداً للتعبير عن النفس ونشر الأفكار أو حتى التذمر من المشاكل.
  • في حال كنت تكتب في مجال تحبه وتمتلك عاطفة قوية نحوه فالتدوين تجربة مرضية للغاية وبالأخص في حال كان هناك جمهور شغوف لما تكتبه.
  • مع الحاجة الدائمة للبحث والتأكد من المعلومات والأفكار يعد التدوين طريقة ممتازة لزيادة الثقافة العامة واكتشاف أمور جديدة وتعلمها.
  • يتضمن مجالاً كبيراً للتقدم للأمام وتطوير الذات المستمر بالأخص لمن يبحثون عن الأفضل.

ما هي العيوب التي يعاني منها مجال التدوين والكتابة على الإنترنت؟

مع أن الكتابة قد تكون واحدة من أكثر التجارب المرضية للبعض حيث الكثير من الأشخاص يتمسكون بها، فهي بنفس الوقت قادرة على أن تكون من أسوأ التجارب وأكثرها معاناة من المشاكل، والنسبة الأكبر من المشاكل في الأمر عربية أكثر مما هي عالمية للأسف. على العموم عليك أن تعرف أن سلبيات المجال تتضمن:

  • الأجور المنخفضة عموماً والناتجة بالدرجة الأولى عن كون المواقع العربية قليلة الربحية نتيجة الشح الشديد للمعلنين الإلكترونيين في العالم العربي.
  • بعض المواقع تمتلك توجهات وميولاً معينة من الممكن أن تحد مما هو متاح للكتابة عليها وهو ما قد يشكل حواجزاً وقيود أمام الكاتب.
  • مع كون نسبة كبيرة من المحتوى العربي هو مجرد ترجمات لمقالات أجنبية كما هي دون أدنى اهتمام بالمحتوى، هناك العديد من “الكتاب” الذين هم في الواقع مترجمون لا يقدمون أي محتوىً أصلي.
  • معظم المواقع تقدم أجوراً ثابتة لعدد المقالات المكتوبة أو عدد الكلمات دون ممايزة لجودة المحتوى مما يشكل مصدر إحباط للكتاب الجيدين عادة.
  • بالنسبة للمدونين الجيدين الذين يعتمدون على موهبتهم في الكتابة هناك تهديد دائم من الإرهاق و”الاحتراق” حيث تصبح مهمة الكتابة صعبة للغاية لفترة من الزمن قبل العودة للنشاط.
  • الكثير من منصات النشر العربية متقلبة وغير مستقرة حقاً مما يعني أن فصل الكتاب من العمل دون سبب أمر معتاد وحتى أن الكثير من المواقع تبدأ ومن ثم تفشل وتتوقف عن العمل خلال أشهر فقط.

أمور يجب أن تنتبه لها في مجال التدوين والكتابة على الإنترنت

مع كون الكثيرين يستسهلون التدوين والكتابة ويعتقدون أنها ربما أبسط ما يمكن فعله، هناك في الواقع العديد من “النقاط العمياء” التي يجب تغطيها والانتباه منها لأي شخص يرغب بالبدء بالعمل في المجال.

مع أن الناس اليوم لا يتحدثون العربية الفصحى حقاً في حياتهم اليومية أي أنهم لا يلتزمون بالقواعد والإملاء، فالأمر مختلف عند القراءة، وبينما يمكن للبعض التعامل مع النصوص المكتوبة دون اهتمام فالإملاء الضعيف أو الجهل بالقواعد يعني أن نسبة كبيرة من القراء لن تعجبهم المقالة بغض النظر عن محتواها.

  • الاهتمام بالصياغة وطريقة التقديم يقترب من أهمية المعلومات نفسها، حيث أن المظهر والأسلوب هي الوسيلة التي توصل المعلومة، ومهما كانت المعلومة مهمة فهي دون جدوى إن لم تصل إلى القارئ أصلاً.
  • مع كون اللهجات العامية اليوم هي الأوسع استخداماً يميل البعض للكتابة تماماً كما يتحدثون مع استبدال بعض المصطلحات أخرى فصيحة، لكن الأمر هنا فكرة سيئة جداً مع غياب وجود أي لهجة منتشرة كفاية ليفهمها الجميع، وحتى في حال حولت الجملة إلى شبه فصحى ستبقى ركيكة للغاية وغير محببة للقراءة.
  • بالطبع وإن كنت تتناول أي أمر يتضمن معلومات هامة ستجد نفسك بحاجة لمصادر تقتبس منها المعلومات وغالباً ما تكون بالإنجليزية، ومع أن الاقتباس أو حتى الكتابة عن نفس موضوع المقال الأصلي ليست مشكلة، فمحاولة الترجمة تعطي نتائج سيئة لأن الصياغة تختلف بين اللغات وما يكون مفهوماً ومناسباً بالإنجليزية يبدو غريباً جداً في العربية.
  • في حال كنت تأخذ عملك بجدية، فالبحث والاستقصاء هي الأمور التي يجب أن تعطيها الأولوية حيث أن ذكر معلومة خاطئة أو غير مؤكدة هو أسوأ ما يمكن أن تفعله كشخص يعمل في المجال الإعلامي.
  • لا تتردد من كون مقالاتك الأولى تأخذ وقتاً طويلاً لإنجازها، فمن العادي أن تحتاج وقتاً مطولاً في البداية لكن مع تعلم أساليب البحث الأفضل وطرق الصياغة الأنسب سيتناقض هذا الوقت تدريجياً.
  • لا تكتب في مجال لا تفهمه أو لا تمتلك اطلاعاً عليه، حيث من الممكن أن تقع في الخطأ ولو اعتمدت أهم المراجع وبالتالي تظهر نفسك ومنصة النشر بشكل سيء.
ذو صلة

بالملخص، متى يجب أن تعمل في مجال التدوين والكتابة على الإنترنت؟

إن كنت تمتلك القدرة والصبر على البحث والاستقصاء للحصول على المعلومات بشكلها الأدق، وكنت متمكناً من اللغة العربية (أو أية لغة أخرى قد تكتب بها) مع طريقة صياغة جذابة كفاية فربما يكون التدوين هو سبيلك الأفضل للعمل الحر. لكن تذكر دائماً أن تكتب فيما تعرف وأن تتأكد من معلوماتك حتى تلك التي تبدو بديهية، فالأخطاء والصياغة السيئة ستصعب مشوارك وتمنعك من التقدم، فيما أن الجودة العالية للمقالات تفتح أمامك فرصاً جديدة مستقبلية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

انا اريد كتابة روايه خاصه بي، لطالما احببت التاليف، لدي القصة والابطال، استطيع تخيل كل شيء حتى نبرة اصوات الشخصيات، ولكن لا اعرف من اين ابدا وماا افعل، هل هناك موقع استطيع الكتابة فيه وضمان عدم سرقة ما كتبت؟ّّ ارجو المساعده اريد موقعا او برنامج انشر فيه روايتي واضمن فيه حقوقي

ذو صلة