كتب هذه الدراسة التفصيلية الأستاذ لواء أبو خيط وهو المدير التنفيذي للاستثمار في شركة دال (صندوق رأس مال جريء في المملكة العربية السعودية ولديها عدة استثمارات محلية وإقليمية وعالمية).
أنا متأكد من أن العديد منكم قد يختلفون معي ولكن بعد أن اطلعت على تقرير MAGNiTT MENA Venture في عام 2019، لا يمكنني فهم مقدار الفرح والسعادة التي يشعر بها الزملاء وأصحاب الأعمال والمصالح بشأن الحالة الاستثمارية في منطقة المينا في عام 2019، حيث تعاني البيئة الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الكثير من المشكلات وحالات عدم المساواة مما يجعلها في الصفوف الخلفية من حيث التوجّهات العالمية وحجم الاستثمارات.
تغلبت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في النهاية على أرقام فنلندا الاستثمارية إلى حد ما في عام 2019، وعلى الرغم من ذلك عندما تبحث أكثر وتأخذ بعين الاعتبار البلدان العربية التي تتركّز بها معظم الاستثمارات (الأردن والإمارات العربية المتحدة ولبنان ومصر والمملكة العربية السعودية) وتبدأ بالمقارنة بين هذه البلدان وفنلندا من حيث إجمالي الناتج المحلي والتعداد السكاني ستشعر بالحزن وستذرف الدموع وستدرك تمامًا مقدار إنجازاتنا الصغيرة مقارنةً بالإمكانيات المتوفّرة بين أيدينا.
جذبت فنلندا 620 مليون دولار موزّعة على 94 صفقة في عام 2019 كاستثمارات للشركات المحلية بينما جذبت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 704 مليون دولار أمريكي موزّعة على 564 صفقة، أي حققت فنلندا ما يقارب 88% من إجمالي استثمارات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأقل من (1/5) من عدد الصفقات الكلي وهو ما يوضّح حجم الفجوة الحقيقية.
يساوي الناتج المحلي الإجمالي في فنلندا تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي الخاص بمصر، ويساوي 30% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية ويمثّل إجمالي الناتج المحلي الفنلندي 18% من إجمالي الناتج المحلي للبلدان الخمسة مجتمعة، وجذبت فنلندا وحدها 95% من استثماراتهم المالية مجتمعة ولكن بنسبة 1/5 من عدد الصفقات الكلّي.
تتماشى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل جيد مع مبدأ باريتو المتطرف من حيث تركيز الاستثمارات، فقد سيطرت الإمارات العربية المتحدة وحدها على 60 بالمئة من مجمل الاستثمارات في المنطقة و 23% من عدد الصفقات الكلي أيضًا، وحصلت البلدان الأخرى وهي المملكة العربية السعودية والأردن ولبنان و مصر على 33% من إجمالي الاستثمارات و 51% من عدد الصفقات الكلي ويبقى 7% من الاستثمارات الأحرى وهي موزّعة بين البلدان العربية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومتوسط الصفقة الواحدة 336 ألف دولار تقريبًا وقد سيطر هذا المتوسط على 26% من عدد الصفقات الكلي التي حدثت في عام 2019.
تعتبر الإمارات العربية المتحدة المدينة الأكثر نشاطًا والأكثر جذبًا لرؤوس الأموال والشركات الناشئة على حد سواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكان لديها 3.2 مليون دولار بالمتوسط للصفقة الواحدة في عام 2019 وبعد إزالة الصفقات السبعة الكبار سالفة الذكر من المعادلة ننتهي بمتوسط 1.3 مليون دولار للصفقة الواحدة وفي فنلندا على سبيل المثال التي تشكّل 66% من الناتج المحلي الإماراتي و 58% من التعداد السكاني في الإمارات، فقد جصلت الشركات الناشئة المحلية هناك على 6.6 مليون دولار بالمتوسط للصفقة الواحدة، وممّا سبق يمكننا القول أن سوق الإمارات العربية المتحدة ليس بتلك الإثارة بالنسبة للشركات الناشئة وهناك فرص أفضل في أسواق أخرى وعلى الشركات الناشئة معرفة كيفية الوصول إلى هذه الأسواق.
في النهاية ماذا يمكننا أن نفعل ونحن على مشارف عام جديد؟
- يجب أن تأخذ المبادرات الحكومية التي تشارك في أنشطة F-O-F تلك المشكلات وأوجه عدم المساواة في الاعتبار، والعمل على فرض استراتيجيات أكثر تأثيرًا على التمويل بشكل عام، ونقصد هنا الاستراتيجيات التي ستطبق مؤشرات الأداء الرئيسية KPI ذات المعنى الحقيقي مثل عدد الشركات الناشئة الممولة وخلق الوظائف ونماذج الأعمال المستدامة والقيمة الفعلية للشركات.
- يجب على الشركات الناشئة التركيز على الابتكار الحقيقي واستثمار الموارد التي توفرها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتتضمّن هذه الموارد رأس المال البشري أو الخبرات البشرية والتكنولوجيا على حد سواء.
- تحتاج الشركات الناشئة أيضًا إلى مراقبة الأسواق البديلة نظرًا لعدم المساواة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومع ذلك فإن العوائق التي تحول دون دخول الشركات الناشئة التقنية آخذة في التناقص بشكل تدريجي.
- لا تشكّل الإيرادات غير المحققة والقيم المضاعفة في محافظ الشركات مؤشرات الأداء الرئيسية التي تقودنا إلى المستقبل الذي نسعى إليه في المنطقة، لذا ينبغي أن يؤمن أصحاب المصالح و رؤوس الأموال في بيئتنا الاستثمارية بمؤشرات الأداء الرئيسية المفيدة والاستراتيجيات المؤثّرة.
لا زلت اعتبر أن MAGNiTT واحدة من أكثر المصادر الموثوقة عندما يتعلّق الأمر بالشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويمكنك التحقق من التقرير كاملًا من هنا.