تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

بعض الدراسات الغريبة ونتائجها المخيفة!

دراسات غريبة
محمد جاكوش
محمد جاكوش

9 د

التكنولوجيا المتطورة سمحت للكثير من الباحثين بأن يبدعوا في تحديد أهدافهم، ولطالما ارتبطت الغرابة مع العلم في كثير من الأحيان، وقد سمعنا عن الكثير من الدراسات والأبحاث التي تضمنت أفكارًا غريبة في طرحها كما كانت مفاجئة في نتائجها أيضًا.

من مجموعة الأبحاث تلك التي كانت تصرّ على إمكانية قراءة الأفكار من قبل الأشخاص، والأبحاث التي طرحها جنرالات الحرب العالمية الثانية وأفكارهم المجنونة التي تضمنت إخفاء السفن وولادة البشر في سن مناسبة للحرب، وإعداد المحارب الأسطوري الذي لا يخاف شيئًا، إلى الواقع الذي لا يوجد إلا عند النظر إليه؛ يبدع العلماء والباحثون في تخيلاتهم إلى اليوم، ومع ذلك وفي جميع الحالات لم تكن جميع الأبحاث تشير إلى نتيجة ملموسة بطبيعة الحال.

اليوم سنقدم لكن بعض الأبحاث والدراسات التي اتسمت بالغرابة والطرافة في بعض الأحيان، بالإضافة إلى نتائجها الغريبة وغير المتوقعة في نفس الوقت أيضًا.


أربعة أيام عمل

دراسات غريبة

لنعترف، جميعنا كطلاب أو موظفين نكره مكان العمل والدراسة، كما نكره أوقات الدوام الرسمي ونتمنى أن تمر بأسرع وقت ممكن، بالطبع كلامي لا يشمل أولئك الذين يعملون في غوغل جعلنا الله منهم.

في عام 2018، قامت شركة في نيوزيلندا بإحداث تغييرٍ جذري في نظام العمل لديها لمدة شهرين، حيث أعطت الشركة الموظفين رواتبهم كاملة عن أربعة أيام عمل في الأسبوع عوضًا عن خمسة أو ستة، كما هو الحال طبيعيًا في نظام الشركات العالمي.

هذا التغيير الجذري كان الهدف منه دراسة أثر تقليل عدد ساعات العمل على الموظفين، وهل يؤثر هذا إيجابًا أم سلبًا على العمل ككل وعلى الموظفين بشكلٍ خاص.

جميع أصحاب الأعمال ورؤوس الأموال ينظرون إلى هذا التصرف كونه مخاطرة فظيعة هم بغنى عنها، ويؤكدون على فشله بشكلٍ كامل -وكأنهم سيقولون غير هذا- لكن نتائج الدراسة جاءت مفاجئة ومعاكسة تمامًا لهذا.

التوتر بين طاقم العمل لدى الشركة انخفض بنسبة لا بأس بها بعد هذا القرار، وحتى صحيًا تطور لدى الموظفين توازنٌ بين الحياة الشخصية والعمل بشكلٍ مُرضٍ أكثر مما سبق بكثير.

والأمر المفاجئ أكثر كان أن الإنتاجية وسير العمل ككل تحسن بشكل ملحوظ ولو كان بشكلٍ ضئيل، على عكس المتوقع تمامًا، حيث كان من المتوقع أن تنخفض الإنتاجية بشكل ملحوظ عندما نخفض ساعات العمل، فما بالك إن تم تخفيض يوم كامل من العمل.

بالإضافة إلى ذلك، كان هنالك نوع من أنواع الالتزام المتزايد بين العاملين، ناهيك عن العلاقات الجديدة والإيجابية التي ظهرت بين طاقم العمل، أصبح هناك نوع من التحسن الملحوظ في التعامل وأصبح العاملون يستمتعون بما يقومون به بالفعل.

هذه الدراسة أوضحت لنا شيئًا نادر الحدوث هذه الأيام في عالم العمل والإنتاج ككل، أصبح لدينا طاقم عمل مخلص بشدة لشركة تهتم به حقًا ولراحته. تميل الشركة اليوم إلى الاعتماد على هذا النظام بشكلٍ دائم نظرًا لآثاره على الشركة.


الأطفال والروبوتات

دراسات غريبة

السؤال الأساسي لهذه الدراسة كان: هل من الممكن أن نكذب أنفسنا ونصدق الروبوتات؟

لمعرفة الجواب قام الباحثون بتجربة بسيطة، 43 طفلًا تتراوح أعمارهم بين السابعة والتاسعة، طلب منهم تحديد مستقيمين متساويي الطول من الشاشة.

الإجابة كانت واضحة ولا يوجد الكثير من المستقيمات متقاربة الطول، كانت النتائج طبيعية حيث أن نسبة 87% من الأطفال عرفوا الإجابة الصحيحة لوحدهم.

الآن حان وقت دخول الروبوتات، عندما يُسأل الطفل نفس السؤال بحضور الروبوت، يقوم الروبوت بتقديم الإجابة الخاطئة للطفل على هيئة مساعدة له للحصول على الإجابة الصحيحة، وعلى الرغم من أن الإجابة كانت واضحة ولا يوجد تشابه كبير، إلا أن الأطفال في هذه الحالة شكوا بأجوبتهم ونظروا للروبوت مرة أخرى طالبين المساعدة والحصول على الإجابة الصحيحة، وتكررت هذه العملية حتى انخفضت نسبة الإجابة الصحيحة بين الأطفال إلى السبعينات تقريبًا.

عندما قام العلماء بإعادة التجربة على البالغين، كانت النتائج طبيعية حيث لم يتأثر البالغين بالروبوتات وحافظوا على إجابتهم الصحيحة دائمًا بغض النظر عن رأي الروبوت في الحل.

على ما يبدو أن الأطفال عانوا أثناء الاختبار ما يعرف باسم التحيز الآلي، وهو اعتقاد قوي بأن الآلات تمتلك قدرات أفضل وأعظم من الإنسان بطبيعة الحال، وبالتالي إجابة الروبوتات هي الصحيحة أيضًا.

هذه الدراسة أثارت بعض الشكوك حول مقدرة الأطفال على تنمية مهاراتهم وقدراتهم بعيدًا عن عالم التكنولوجيا الذي يكاد يطغى على كل شيء حولنا.


القياس يحدد الواقع

دراسات غريبة

في نهاية السبعينيات من القرن المنصرم، اقترح الفيزيائيون أن الواقع لا يوجد إلا عند قياسه، هذه الفكرة المجنونة والغريبة في ذلك الوقت أثبتت صحتها على ما يبدو في عام 2015، حيث قام فريق بحث أسترالي بتعديل النظرية الشهيرة وإجراء التجارب مرة أخرى، وتبين لهم أن العالم الكمومي يولي أهمية لهذه النظرية ويثبت صحتها بشكل ما.

قامت التجربة على إطلاق ذرة هيليوم واحدة عبر مجموعة من الحواجز الليزرية التي تعتبر نقاط قياس لمعرفة ما إذا كانت هذه الذرة تمثل موجة أو جسيم. المنطق الطبيعي يشير إلى أن طبيعة هذه الذرة يجب أن تحدد مسبقًا ولا علاقة لعملية القياس بتحديد طبيعة هذه الذرة، أو أن يجعلها تتصرف بطريقة غير طبيعتها.

مع ذلك، وبغرابة أيضًا، فإن الاختبارات أثبتت أن هذه الذرة لا تستطيع أن تحدد ما إذا كانت تريد أن تكون موجة أو جسيم إلا عندما تواجه أشعة الليزر، حيث في مرحلة من المراحل تسلك الذرة سلوك موجة تتعارض مع موجات الليزر، لكن في مرحلة ثانية من التجربة تعاملت الذرة مع موجات الليزر كما تتعامل الجسيمات والجزيئات.

حسنًا، يبدو أن الأمر طبيعي في الطبيعة، فالقياس هو الذي يحدد الواقع وليس العكس، ولا تسأل عن المزيد رجاءً لأن الأمر معقد بما فيه الكفاية لعدم فهمه من المرة المئة حتى.

جزر العبقرية: كتاب يكشف عن سمات العبقرية في التوحد


جريمة الروبوت المقتول الغامضة

درسات غريبة

كان يا ما كان في حديث الزمان (2015)، روبوت لطيف يدعى hitchBOT، ولهذا الروبوت طموح مثل أي روبوت صغير في عمره، كان طموح هذا الروبوت الطفل هو السفر أبعد ما يمكن حول العالم من خلال إيقاف الناس على طرق السفر وطلب الركوب معهم، وهو طموح جميل ورائع كما يبدو.

لمدة أسبوعين تمتع صغيرنا بالخير الذي يقوم به الناس والعطف عليه في طرقات السفر، وقام بأطول رحلة يمكن لبني جنسه أن يقوموا بها لوحدهم، فسافر لمسافة تتجاوز 10 آلاف كيلومتر في كندا، كما تمتع برؤية العديد من المدن والمناظر الطبيعية في ألمانيا، لكنه أخيرًا أراد أن يجرب حظه في الولايات المتحدة الأمريكية ويرى هذا البلد العجيب المليء بالغرابة.

هذا الروبوت الصغير كان يتيمًا، لم يستطع والداه إخباره عن ضرورة عدم الركوب مع الغرباء والسفر معهم، كما لم يتم تنبيهه من قبل صانعيه حول خطورة العالم وقساوته.

بدأ صغيرنا رحلته في هذه القارة الجديدة من سان فرانسيسكو في أمريكا، وانتهت في سان فرانسيسكو في أمريكا أيضًا، حيث تم العثور على روبوتنا الصغير أو ما تبقى منه في فيلادلفيا حيث تم التخلص منه وتقطيعه أيضًا، فتم قطع ذراعيه ولفهما حول جسده، والأغرب أن قاتله صرح بأنه كان مستمتعًا أثناء القيام بهذا كما أنه يقوم بلعب لعبة ما.

الهدف من الروبوت الصغير hitchBOT المسكين هو تجربة قام بها صناع هذا الروبوت لمعرفة مدى اللطافة والقيم التي يتمتع بها الجنس البشري، وإلى أين سيصل هذا الروبوت من دون أي مساعدة غير طلب التوصيل من البشر، والأكثر أهمية هو معرفة كيف يتصرف أبناء الجنس البشري مع الروبوتات عندما لا تتم مراقبتهم وإعلامهم بذلك.

وعلى ما يبدو أن الإجابة وصلت إلينا بشكل واضح وصريح، هناك أناس مخيفون في الخارج.


BrainNet

دراسات غريبة

السنة الماضية، تمكن علماء الأعصاب من ربط ثلاثة أدمغة لثلاثة أشخاص مع بعضهم البعض، تمكن الثلاثة من لعب ألعاب ترتيب القطع Tetris-type game من خلال مشاركة الأفكار بين بعضهم البعض، أُطلق على هذه الشبكة من العقول اسم BrainNet.

المشاركون في التجربة لم يستطيعوا قراءة أفكار بعضهم بطبيعة الحال، لكن بفضل الرسم الكهربائي للدماغ والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة تمكن المشاركون من التواصل مع بعضهم، حيث كان اثنان من المشاركين يُطبق عليهم الرسم الكهربائي وكانوا عبارة عن مرسلين للمعلومات، والثالث الذي يطبق عليه التحفيز المغناطيسي كان المتلقي لهذه المعلومات.

الاثنان المرسلان كانا يلعبان مع بعضهما، بينما الثالث فقط كان يستطيع تحريك القطع المطلوبة، العملية كانت على ما يبدو شبه بسيطة، عندما يريد أحد اللاعبين تحريك قطعة أو إدارتها نحو جهة ما، كان يحدق إلى أحد المصابيح الموجودة على الشاشة، هذه الإضاءة تحفز إشارات في الدماغ، والتي تلتقط من قبل الرسم الكهربائي للدماغ ويتم نقلها إلى الشخص الثالث الذي يشعر بها عن طريق التحفيز المغناطيسي الذي يخضع له عبر الجمجمة، ومن خلال هذا المجال المغناطيسي الذي يتعرض له الشخص الثالث يظهر له وميض وهمي في دماغه وهو الإشارة على تدوير قطعة معينة.

كانت نسبة نجاح التجربة تقارب 80%، فتم تدوير 80% من القطع ووضعها في مكانها المناسب. ويأمل العلماء من خلال توسيع هذه التجربة البسيطة التمكن من إنشاء شبكة من العقول المتداخلة ربما عبر الإنترنت نفسه. نترك لك عزيزي القارئ إمكانيات تطبيق هذه الشبكة وفوائدها على البشر.


تجربة مليغرام

دراسات غريبة

ستانلي ميلغرام، عالم نفس اجتماعي، لكن في اختباراته عام 1960 اكتشف بعض الأمور المقلقة حول دماغنا وبعضًا من زواياه المخفية.

الدراسة التي قام بها صاحبنا كانت تبحث حول مدى ما يقوم به البشر عندما يؤمرون من قبل سلطة عليا بصعق إنسان آخر بالكهرباء. الآن ومن دون الخوض في تفاصيل التجربة القديمة، يكفي الإشارة إلى نتائجها المخيفة، حيث قام معظم المشاركين بصعق الآخرين بالكهرباء عندما طُلب منهم ذلك، هذه النتائج دقت ناقوس الخطر في عالم دراسة طاعة البشر وأمرهم وفي عالم النفس الاجتماعي أيضًا.

قامت مجموعة من الباحثين البولنديين بتكرار تجربة ميلغرام، حيث قاموا بتحضير المشاركين الذين بلغ عددهم ثمانين مشاركًا من أجل أن يقوموا بصعق الآخرين بالكهرباء عند فشلهم في تذكر نوع معين طلب منهم تذكره.

يقوم المشارك بالتجربة بصعق الشخص الآخر في حال فشل الطالب -على سبيل المثال- في تذكر معلومة، التيار الكهربائي كان مدرجًا على عشر درجات من الشدة المتصاعدة، كما وضعوا شخصًا مسؤولًا يقوم بتحفيز المشاركين على صعق الناس في حال ترددهم.

التيار الكهربائي كان مزيفًا بالطبع والطلاب كانوا يمتثلون عند تعرضهم للتيار الكهربائي. المشاركون لم يكونوا على علم بهذا الشيء بالطبع، لكن النتائج جاءت مماثلة لتجارب ميلغرام، حيث نسبة 90% من المشاركين وصلوا إلى الدرجات القصوى من التيار الكهربائي على الرغم من سماعهم للطلاب يصرخون من الألم، ومع ذلك استمروا في إطاعة أوامر الشخص المسؤول عن التجربة.

من المفيد الإشارة إلى أن أغلب المشاركين لم يكملوا في زيادة شدة التيار الكهربائي عندما كانت النساء هن من يتعرضن للصدمة الكهربائية – وما زالوا يتحدثون عن المساواة بين الذكور والإناث.

ذو صلة

نتائج التجربة البولندية وتجربة ميلغرام ما زالت مطرح تساؤل، كيف لنا أن نتوحش بهذا القدر عندما نؤمر بذلك، ولماذا نقوم بذلك أساسًا، هل تنحل الأخلاق عندما تكون هناك سلطات عليا تأمر بذلك؟ جميعها أسئلة من دون إجابة إلى الآن.

والآن بعد المرور على بعض هذه التجارب المخيفة والغريبة في نفس الوقت مع نتائجها، ما رأيك صديقي بهذه التجارب، هل هي معيار للكثير من النتائج التي توصلنا إليها، أم أنها مجرد خزعبلات في طريق الحقيقة؟ دعنا نعرف رأيك ضمن التعليقات.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة