تريند 🔥

🤖 AI

رولينج وسلمان رشدي في خطاب أزعج المتحولين جنسيًّا، ترامب، وربما الكوكب كله

رولينج وسلمان رشدي في خطاب أزعج المتحولين جنسيًّا، ترامب، وربما الكوكب كله
أحمد سامي
أحمد سامي

6 د

الكاتبة ج. ك. رولينج – JK Rowling هي واحدة من أشهر الكتّاب في التاريخ الحديث. وبالطبع الفضل يرجع لسلسلتها الروائية الخالدة: هاري بوتر. ومؤخرًا وقّعت رولينج على خطاب شديد اللهجة، صدر في مجلة Harper الشهيرة، والمتخصصة في طرح الأحداث العالمية بمنظور نخبوي ينتمي إلى طبقة المثقفين والأدباء. وفي الواقع، الذي جعل الأمر يحصل على صدى إعلامي مهول، هو أن رولينج واحدة ضمن 150 كاتبًا ومؤلفًا بالفعل وقعوا على الخطاب، الذي أزعج المتحولين جنسيًّا وربما الجميع.


The Ickabog: أول كتاب لـ “ج. ك. رولينج” خارج سلسلة هاري بوتر يطرح مجانًاhttps://t.co/m2LQSpxmeb

— Arageek – أراجيك (@Arageek) May 28, 2020

ومن بين الذين وقعوا نجد مارغريت آتوود – Margaret Atwood (من أعمالها: The Handmaid’s Tale) وسلمان رشدي – Salman Rushdie (من أعماله: The Satanic Verses)، وغيرهم. وبالنسبة لسلمان رشدي تحديدًا؛ فله وزن هائل في عالم الأدب الجدلي، وهذا سنتطرق إليه لاحقًا في المقال.

ما قصة الخطاب؟ وما دخل رولينج وغيرها بالأمر؟ هذا ما سنتحدث عنه اليوم!


ما علاقة رولينج بالخطاب؟

الخطاب قصير، لكن يحمل بين طياته ترسانة كاملة من الأسلحة الموجهة نحو الصوابية السياسية، وراديكالية ترامب بالتحديد. يهاجم الخطاب بشدة أفعال التحجيم والإقصاء التي تقوم بها الحكومات في الآونة الأخيرة، بهدف القضاء على حريّة التعبير عن الرأي، وتلجيم الألسنة قهرًا.

الكاتبة ج. ك. رولينج - JK Rowling - صورة شخصية

الكاتبة ج. ك. رولينج – JK Rowling وهجوم ميديا ضخم، بعد توقيعها على خطاب أزعج المتحولين جنسيًّا وربما الجميع.

مؤخرًا كانت رولينج هي حديث الميديا على مستوى العالم، وذلك يرجع لتصريحاتها التي أزعجت المتحولين جنسيًّا – Transgenders، واعتبروها على أنها مُعاداة لحرية المتحولين جنسيًّا في المطالبة بحقوقهم المشروعة بتلقيب أنفسهم بما يشاؤون. والسبب يرجع لكونها صرحت سابقًا بعدم موافقتها على قول المتحولين إن: (الجنس لا يهم) بشكلٍ غير مباشر. وذلك بقولهم سابقًا في أحد المقالات: “الناس التي تحيض”. أي أن تصنيفك البيولوجي: ذكر/ أنثى، لا يهم على الإطلاق، فالتحول جعل الذكر (سابقًا) يحيض أيضًا. وأيضًا يُفهم أن المهم هو الجيندر، أي ما تحب أن تُنادى به، بغض النظر عن تصنيفك البيولوجي.


‘People who menstruate.’ I’m sure there used to be a word for those people. Someone help me out. Wumben? Wimpund? Woomud?

Opinion: Creating a more equal post-COVID-19 world for people who menstruate https://t.co/cVpZxG7gaA

— J.K. Rowling (@jk_rowling) June 6, 2020

وبررت ذلك لاحقًا بقولها:


إذا كان الجنس غير حقيقي، لما كان هناك انجذاب لنفس الجنس. إذا كان الجنس غير حقيقي، لتم مسح وجود النساء من التاريخ. أنا أعرف الكثير من المتحولين جنسيًّا، وأحبهم بالفعل، لكن إلغاء مفهوم الجنس بالمُجمل يحرم الكثيرين من التعبير عن حياتهم بطريقتهم. والحقيقة؛ لا تعتبر تحريضًا على الكراهية.


If sex isn’t real, there’s no same-sex attraction. If sex isn’t real, the lived reality of women globally is erased. I know and love trans people, but erasing the concept of sex removes the ability of many to meaningfully discuss their lives. It isn’t hate to speak the truth.

— J.K. Rowling (@jk_rowling) June 6, 2020

والجدير بالذكر أن رولينج ساندت المتحولين جنسيًّا والمثليين في أكثر من موقف، بل وأنها أوجدت علاقة مثلية بين دامبلدور وجريندلوالد في سلسلة الروايات. وهذا ما أكدت عليه سلسلة أفلام Fantastic Beasts and Where to Find Them الحديثة. لذلك رولينج داعمة لحقوق الجميع، لكن توقيعها على هذا الخطاب تحديدًا له أبعاد أخرى. فهي لا تعتبر ما قالته على أنه خطاب كراهية كما قال البعض، وبدورها تساند التعبير عن الرأي في سياق الاحترام، بدون أخذه على محمل شخصي قد يدمر حياة البعض تمامًا.


ما فحوى الخطاب بالتحديد؟

طالب الخطاب بعدم تحجيم حريّة الرأي بمجرد اعتبارها تحريضًا على الكراهية، وعنصرية مبالغ فيها. جميع الكتّاب الذين وقعوا على الخطاب يرون أن الجناح اليميني في حكومة ترامب، يعمل على كبت الحريّات بموجب اعتبار ما لا يروق لهم، على أنه خطاب كراهية؛ فبالتالي يتم نبذه، ومعاقبة صاحبه. أي أن الخطاب ببساطة يطعن في المفهوم المتقلِّب للصوابية السياسية في المجتمعات عمومًا، والمجتمع الأمريكي خصوصًا.

وبالطبع وجود رولينج ضمن قائمة الموقعين مفهوم ومُبرر كما وضحنا منذ قليل. لكن يوجد شخص واحد في تلك القائمة، وجوده وضع الوقود بجانب الكبريت؛ إنه سلمان رشدي يا رفاق.

رولينج وسلمان رشدي - صورة شخصية

الكاتب سلمان رشدي، مع روابته (آيات شيطانية).

سلمان رشدي (بغض النظر عن رولينج بالطبع)، هو واحد من الكتاب الذين عانوا الأمرّين بسبب كتاباتهم التي لم ترق لمجتمعاتهم الأم. أشهر أعمال الكاتب الهندي-البريطاني، هي رواية آيات شيطانية، والتي تم نشرها في عام 1988. تلك الرواية تحدثت عن رسول الإسلام، وطعنت في العديد من الكيانات الدينية؛ مما جعل كاتبها يستقبل آلاف التهديدات بالقتل.

وأتت تلك التهديدات بعد إعلان الإمام الخميني أن سلمان رشدي يستحق القتل، وأن الذي مات وهو يقتله، فسيكون شهيدًا. كما أن المؤسسة الإيرانية وضعت جائزة 2 مليون دولار أمريكي لمن يقتله. ونتيجة لذلك، قطعت بريطانيا علاقاتها مع إيران تمامًا، واختبأ سلمان لفترة طويلة جدًا، خوفًا من القتل في أي لحظة. لذلك وجود سلمان في هذه القائمة ربما سيزعج المسلمين حول العالم مرة أخرى، حيث أن توقيعه عليها يقول للعالم بصريح العبارة: “الأديان ليست فوق النقد”.


ما حُجة كتّاب الخطاب؟

بعيدًا عن الذي حدث للكاتبة رولينج مؤخرًا بسبب آرائها حول المتحولين جنسيًّا، وبعيدًا أيضًا عن سلمان رشدي وكتابه الذي دفع الناس لمحاولة قتله؛ فتوجد بعض الدلائل الحيّة من واقعنا المعاصر، استدل بها كتّاب المقال لدعم قضيتهم.

ولخصوا تلك الأسباب في المقطع التالي:


المحررون يُطردون من أعمالهم لكتابة مقالات جدلية لا تروق للبعض، الكتب تُسحب من الأسواق لعدم أصالة محتواها، الصحفيون يُمنعون من الكتابة في مواضيع معينة، أساتذة الجامعات يتم التحقيق معهم لذكر اقتباسات من الأدب في المحاضرات، باحث يُطرد من مؤسسته البحثية بسبب إعادة إظهاره لورقة بحثية مصدق عليها من مراجعة الأقران، ورؤساء المؤسسات الكُبرى يتم إقصاؤهم لأخطاء وهفوات بسيطة. وبغض النظر عن الجدليّات المطروحة خلف كل حادثة من السابق ذكرها، تظل النتيجة واحدة: وهي تضييق الخناق على ما يُمكن قوله دون إثارة الرأي العام.

رولينج وسلمان رشدي في خطاب أزعج المتحولين جنسيًّا، ترامب، وربما الكوكب كله

غلاف الخطاب على موقع مجلة هاربر

في الواقع، كل حادثة ذكرها الخطاب، هي في الحقيقة مبنية على جدلية معتمدة على فكرة (خطاب الكراهية). لذلك رولينج وأقرانها يرون أن مفهوم الصوابية السياسية الحديث ربما يقتل فعلًا حريّة التعبير عن الرأي. وهنا تكون الرسالة الحقيقية من الخطاب هي محاولة تشجيع الناس على إعادة تشكيل مفهوم الصوابية السياسية، بطريقة لا تتعارض مع حرية التعبير عن الرأي.

ذو صلة

ترى رولينج بدون شك أنه لا يجب أخذ كل شيء بمحمل شخصي ووضعه في خانة خطاب الكراهية، خصوصًا الأدب. وإلا لن تكون هناك آراء ليتم طرحها بعد ذلك. وبالطبع هذا يُستنتج بسهولة من عنوان الخطاب: (العدالة والنقاش المفتوح).

والآن عزيزي القارئ، هل توافق على ما ورد في الخطاب؟ أم ترى أن حديث رولينج فعلًا يحرض على كراهية المتحولين جنسيًّا؟ شاركنا رأيك بالتعليقات.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة