تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الموجة الثانية من فيروس كورونا والشتاء، هل العالم مستعد لما قد يحصل؟

الموجة الثانية من فيروس كورونا والشتاء، هل العالم مستعد لما قد يحصل؟
باسل فريفر
باسل فريفر

6 د

في أجزاء كثيرة من العالم، من ضمنها بلداننا العربية، بدأت الإصابات بفيروس كورونا أو ما يعرف بفيروس COVID-19؛ بالتراجع من ناحية عدد الحالات المشخّصة يومياً. وما تزال بعض البلدان تشهد بدايات خجولة لتفشّي هذا الوباء. وبعد أن تم الإعلان عن فيروس كورونا كوباء عالمي، بدأت جهود الأطباء والباحثين تتركز على هذا الفيروس وتحاول الإجابة عن الكثير من الأسئلة المرتبطة به.

متى سينتهي؟ هل سنشهد موجة ثانية من الوباء؟ وإن حدثت هل ستكون أكثر فتكاً من الأولى؟ وغيرها من التساؤلات التي تشغل المجال الصحي بأكمله في محاولة التغلب على هذا الوباء خصوصاً في ظلّ غياب لقاح فعّال ومثبت سريرياً يقي من الإصابة به. سنحاول في هذا المقال الإجابة عن أشيع الأسئلة التي يتم طرحها بخصوص هذا الفيروس وفق الدراسات الحديثة والأبحاث المطروحة الموجودة حالياً.


هل انتهت الموجة الأولى من فيروس كورونا فعلاً؟

كلا للأسف، ما زالت الموجة الأولى مستمرة. بمعنى أن انتشار فيروس كورونا حتى الآن أشبه برقعة شطرنج؛ منه بموجة. حيث شهدت بعض البلدان والمدن تفشياً حاداً للوباء (الرقعات السوداء في لوحة الشطرنج) ولم تشهد بلدان أخرى العديد من الحالات (الرقع البيضاء).

وتشهد بعض المدن الآن ارتفاعاً في معدل الإصابات رغم تراجع بعضها الآخر، بسبب أن الأماكن التي يعيش فيها الناس أو يعملون فيها معاً بشكل وثيق (دور رعاية المسنين، السجون والشركات) تميل إلى زيادة انتشار فيروس كورونا نتيجة الكثافة الحاصلة. فقد يكون شخص واحد فقط (فتيل بشري) كفيلاً بنقل العدوى إلى منطقة سليمة تماماً وتحويلها من الرقعة البيضاء إلى الرقعة السوداء خلال أقل من شهر بغياب سبل الوقاية، وهذا الذي لا يزال يحصل حتى يومنا هذا.


لماذا توجد هذه الفتائل البشرية؟


فيروس كورونا - الموجهة الثانية - ركاب في الحافلة

عندما تبدأ المجتمعات في إعادة افتتاح المرافق العامة فيها، سيتوق الناس إلى التمكّن من الخروج واستئناف أنشطتهم المعتادة. ومع عدم وجود علاج أو لقاح فعال، فإنه من الحتمي أن تتم عمليات إعادة الفتح بأمان مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة وغسل اليدين كما فعلنا خلال الأشهر القليلة الماضية. لكن بعض الناس يخففون من جهود الوقاية من العدوى هذه بمجرد أن تبدأ الأماكن بالانفتاح مجدّداً، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة إصابة فيروس كورونا للناس بعد استقرارها أو حتّى انخفاضها.

ويبدو أن هناك تأخر طويل نسبياً بين تغيير السياسة في المجتمع ووقت ظهور آثاره في بيانات فيروس COVID-19. مثلاً المواقع التي تعيد فتح الأنشطة التجارية أو الاجتماعية فيها، قد لا تشهد أي آثار للفيروس، مثل زيادة عدد حالات الإصابة أو انتشار الوباء وحالات الاستشفاء إلّا لبعد أسبوع أو حتى أسبوعين. الأمر الذي يجعل هذه الأماكن قنابل موقوتة.

عندما يتعرض شخص ما لجزيئات فيروس كورونا قد يستغرق الأمر حوالي الأسبوعين قبل أن يمرض بما يكفي للذهاب إلى الطبيب وإجراء الفحوصات وإحصاء حالته في البيانات. ويستغرق الأمر وقتاً أطول حتى يُصاب أشخاص آخرون بالمرض بعد التعرض لذلك الشخص، وهكذا دواليك. من المحتمل أن تحدث عدة دورات من العدوى قبل أن تظهر زيادة ملحوظة في البيانات التي يستخدمها مسؤولو الصحة العامة لتتبع الوباء.

لذلك عندما تخفف منطقة ما من إرشادات التباعد الاجتماعي وتفتتح مراكزها التجارية وأسواقها، فقد تستغرق آثار هذا التغيير شهرًا أو أكثر حتى تظهر. وبالطبع، تعتمد الزيادات المفاجئة بعد إعادة فتح النشاطات على سلوكيات الأشخاص عندما يبدأون في التحرك أكثر في ظل فيروس كورونا الحالي. إذا استمر الجميع في ارتداء الأقنعة وغسل أيديهم وممارسة التباعد الاجتماعي، فإن إعادة الفتح سيكون لها تأثير أقل بكثير على انتقال الفيروس، مقارنة بالمجتمعات التي لا يواصل فيها الناس احتياطات السلامة هذه على نطاق واسع.


هل الجو الحار سيحمي بلادنا من موجة فيروس كورونا ثانية؟

في بداية جائحة كورونا طُرحت بعض التساؤلات من قبل الخبراء عما إذا كان الطقس الدافئ سيبطئ انتشار الفيروس التاجي، كما يحدث في بعض أمراض الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، والتي تكون أكثر شيوعاً في الأشهر الباردة. وبالفعل أظهرت الدراسات التي تم إجراؤها على فيروس كورونا أن الطقس الدافئ والحار قد قلل انتشار فيروس كورونا بنسبة 20%. ولكن حتى لو كانت هذه الأرقام دقيقة، فأن الدراسة تقول بأن الوباء قد يتباطأ ولكن من غير المرجح أن ينتهي.


لماذا يشعر العلماء بالقلق من موجة ثانية من فيروس كورونا؟


فيروس كورونا - الموجهة الثانية - تعقيم سينما

يعتبر الأمر الأكثر إثارة للمخاوف من قبل العلماء هو احتمالية حدوث طفرة ثانية في الفيروس وذلك قبل الخريف القادم، حيث يلعب السلوك البشري دوراً رئيسياً في دقّ ناقوس الخطر. تظهر البيانات التي تصدر عن مراكز الأبحاث انخفاض التزام الناس في موضوع التباعد الاجتماعي. وقد يستغرق الأمر أسابيع حتى تتغير عدد حالات مرضى فيروس كورونا بعد التحول الكبير في السلوك البشري تجاهه، لذلك في حزيران (يوليو)، شهدنا انعكاساً لما كان يحدث في أوائل نيسان (أبريل) ويُذكر في ذلك الحين كان لدينا طقس أفضل وعيد الفصح وعيد الأم وغيرها من المناسبات الاجتماعية.

عند التنبؤ بمستقبل جائحة كورونا مجملًا، يتطلع الخبراء إلى الأوبئة الأخرى وسلوك الفيروسات الأخرى. ومن الأمثلة على ذلك جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 والتي تسببت بـ 50 مليون وفاة ووباء إنفلونزا H1N1 لعام 2009. هذان الحدثان شرعا في البدء بموجة خفيفة من العدوى في الربيع، تلتها موجة أخرى من الحالات في الخريف.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن عودة ظهور فيروس كورونا يمثل تهديداً في جميع أنحاء العالم. ولأجل ذلك، لا تزال المناطق التي تضررت بشدة من فيروس كورونا في الشتاء، مثل الصين وإيطاليا وإيران، على أهبة الاستعداد لتفشي المرض. بينما قد خففت بعض البلدان بالفعل من إجراءات الإغلاق والابتعاد، على الرغم من استمرار حدوث إصابات جديدة. يُذكر أنه حتى البلدان التي لديها سياسات إغلاق صارمة خلال فصل الشتاء، مثل الصين، تشهد حالات جديدة في الفترة الأخيرة.


لماذا هنالك خوف من حدوث الموجة الثانية من كورونا في الخريف أو الشتاء؟

هناك مخاوف من انتشار الموجة الثانية من الفيروس فترة الخريف والشتاء. لأنه كما نعلم يمكن للأشخاص المصابين بفيروس كورونا نقله للآخرين حتى قبل أن تظهر عليهم أي أعراض. والقلق يأتي بشأن ما سيحدث عندما ينتشر الفيروس مع فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى مثل الإنفلونزا.

عندما ظهر فيروس كورونا لأول مرة في الولايات المتحدة في أوائل عام 2020، بدأ بعدد قليل جداً من الأشخاص المصابين، لذا استغرق انتشاره وقتاً أطول. لكن يمكن أن تبدأ الموجة الثانية بالعديد من حاملي فيروس كورونا غير المعروفين في العديد من المناطق المختلفة. كما يزداد خطر انتقال العدوى عندما يقضي الناس وقتاً أطول معاً في الداخل، وهو أمر أكثر شيوعاً في فصلي الخريف والشتاء. إنه تحدٍ بالنسبة للبشر لأنه يوجد العديد من سلالات العدوى الفيروسية المختلفة التي قد يتعرض لها الشخص في الوقت ذاته.


في حال سبق وأُصبت بالفيروس، هل يمكن أن أصاب مجدّداً؟


فيروس كورونا - الموجهة الثانية - أطبار في عملية

ذو صلة

الباحثون حريصون على إجابة هذا السؤال. الآن، هذا غير معروف. إذا كان فيروس SARS-CoV-2 المعروف بفيروس كورونا التاجي يتصرف مثل أنماط كورونا الأخرى -مثل تلك التي تسبب نزلات البرد الخفيفة- يقول بعض الخبراء إنك قد تكون محصناً لبعض الوقت ثم تفقد تلك المناعة في غضون بضعة أشهر. الدراسات جارية حتى الآن، لكننا لا نعرف ما إذا كانت استجابة الجسم المضاد لـ SARS-CoV-2 تحمي شخصاً من الإصابة مرة أخرى في وقت لاحق.

يدرك الأطباء والعيادات والمستشفيات فرصة أن تبدأ حالات COVID-19 في الزيادة في الخريف كموجة ثانية. لذا يعملون مع الشركات المصنعة لتخزين المعدات، ويواصلون سياساتهم لحماية المرضى والموظفين. أما نحن كأفراد، فكلّ ما علينا فعله، هو الالتزام بالإجراءات الوقائية من الفيروس وتعليمات التباعد الاجتماعي بين الأفراد.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة