تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

يعتقدون أنهم الأفضل: النازيون الجدد الوجه المتجدد للعنصرية النازية في أوروبا والغرب

النازيون الجدد
مريم مونس
مريم مونس

7 د

عُرِف الحزب النازي باسم حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني Nationalsozialistische Deutsche Arbeiterpartei (NSDAP)، ذلك الحزب السياسي التابع للحركة الجماهيرية المعروفة باسم الاشتراكية الوطنية، وقد وصل الحزب إلى السلطة في ألمانيا عام 1933 تحت قيادة أدولف هتلر، كما تأسس الحزب النازي على يد أنطون دريكسلر عام 1919 باسم حزب العمال الألماني الذي نما بشكل كبير في موطنه بافاريا.

وفي جو من البطالة التي انتشرت في ذلك الوقت، تم استغلال فقر الناس فجمعَ أتباع هتلر ملايين الناخبين والمؤيدين للحزب النازي، لكن عندما بدأت البطالة بالانخفاض في أواخر عام 1932 انخفض تصويت الحزب النازي إلى حوالي 12 مليون في الانتخابات البرلمانية الألمانية سنة 1932، وعند هزيمة ألمانيا وانتحار هتلر في عام 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية تم حظر هذا الحزب وأُدين كبار قادته بارتكاب جرائم ضد السلام وضد الإنسانية، وأصبحت النازية حركة جماهيرية شبه معدومة.

اقرأ أيضًا: أوشفيتز .. حين ارتدت النازية ثوبها الأبيض!


من هم النازيون الجدد؟

النازيون الجدد

النازيون الجدد يهزمون داعش في معركة “الأكثر متابعة” على “تويتر”
النازيون الجدد يهزمون داعش في معركة “الأكثر متابعة” على “تويتر”

إن النازية في ألمانيا ليست مجرد مفهوم، فصور الحرب العالمية الثانية تكاد لا تغيب عن ذاكرة الألمان، تلك الحرب التي دفع ثمنها ملايين القتلى والتي أجمع المؤرّخون على أن مُشعِل شرارتها هو القائد أدولف هتلر، فقد قُسِّمت ألمانيا إلى مناطق نفوذ بين الحلفاء المنتصرين بعد الحرب العالمية الثانية. كل هذا جعل ألمانيا الحديثة تحارب كل ما له علاقة بالنازية فجَرى الحظر القانوني لظهور أي رمز من رموز النازية كالصليب المعقوف أو التحية النازية في الأماكن العامة، والنازيون الجدد هي حركة عنصرية متطرفة أيديولوجية سياسية ظهرت مؤخرًا في الدول التي يقطنها ذوو البشرة البيضاء وفي أوروبا بشكل كبير.

لقد حير النازيون الجدد الباحثين في أوروبا، فبعض الآراء ربطت أسباب ظهور الحركة وخلفياتها بالتبرُّؤ من الرأسمالية وأزماتها، وبعضهم من ربطها بطبيعة الشخصيات المؤمنة بها تاريخيًّا وإعجابها بالأهداف التاريخية للنازية، بينما يرى فريق ثالث أن التغيرات والانقلابات الكبرى في حياة الإنسان المعاصر لها دور في بحثه عن أيديولوجيا حاسمة وبسيطة يتمسّك بها لإخراجه من واقعه.

بعض النازيين الجدد هم أناس غاضبون بسبب أوضاعهم والحركات النازية حوّلت غضبهم إلى عنصرية وكراهية، حيث تعيش المجموعات النازية الجديدة تطورات متلاحقة، فبعضهم يرى أن الدخول إلى البرلمانات المحلية أجدر من مهاجمة الأجانب في الشوارع، في حين وجدت مجموعات أخرى أن التحرك ضد المسلمين اللاجئين والمهاجرين هي وسيلة أكثر جاذبية من معاداة اليساريين والقوميات الأخرى، والنازيون الجدد يمثلون فئة قليلة في ألمانيا المعاصرة، لكن تاريخ البلاد يجعل الكثيرين ينظرون باستنكارٍ وخوفٍ من هذه الفئة.

يمكننا اليوم أن نرى حركة اليمين المتطرف في ألمانيا باتجاه إعادة الروابط الواضحة مع الفكر النازي، حيث يثير الألمانيون المتطرفون المخاوف من الهجرة أو ما يسمى بتبادل السكان، وقد رافقت أفكار الحركة القومية العرقية مرةً أخرى العنصرية ومعاداة السامية، حيث تريد الجماعات اليمينية المتطرفة دولةً جديدةً من خلال سعيها إلى التخلص من الدولة القديمة عن طريق المظاهرات والشعارات، حيث اعتقدوا أن الوقت قد حان للإطاحة بنظام الحكم الديموقراطي عديم الفائدة.

اقرأ أيضًا: حقــائق تاريخية مُدهشة لا تعرفهـا عن ألمانيا النازية


 النازيون الجدد من الحرب العالمية الثانية حتى اليوم

النازيون الجدد

أدولف هتلر

بعد هزيمة ألمانيا النازية كانت الأيديولوجيا السياسية للحزب الحاكم النازي في حالة فوضى كاملة، وقد كان الزعيم الأخير لحزب العمال الوطني الاشتراكي الألماني (NSDAP) هو “مارتن بورمان” الذي توفي في 2 مايو/ أيار سنة 1945 خلال معركة برلين، لكن الاتحاد السوفييتي لم يكشف عن موته وأبقى عليه سرًا فظل مصيره النهائي لغزًا لسنوات عديدة. ثم ظهرت نظريات المؤامرة حول هتلر نفسه وأنه نجا سرًا من الحرب وهرب إلى أمريكا الجنوبية، وقد حُلَّ مجلس مراقبة الحلفاء NSDAP رسميًا في 10 أكتوبر 1945 إعلانًا بنهاية النازية “القديمة”.

لكن في محاولات لإبقاء الحزب النازي قائمًا في كل من الشرق والغرب، اندمج أعضاء الحزب السابقون والمحاربون العسكريون الباقون على قيد الحياة مع الواقع الجديد وشكّلوا ما يسمى “النازية الجديدة”، والتي كان “هانز أولريش روديل” الشخصية الأبرز فيها، ثم ترشح البرلماني الألماني للانتخابات من عام 1953 حتى عام 1961 وحصل على حوالي 1% من الأصوات في كل مرة، وقد كان روديل صديقًا لـ “سافيتري ديفي” الفرنسية التي كانت من دعاة الإيزوتيريك النازية، ففي الخمسينات من القرن الماضي كتبت ديفي عددًا من الكتب مثل Pilgrimage (1958) والذي يتعلق بمواقع الرايخ الثالث البارزة و The Lightning and the Sun (1958) حيث تدّعي فيه أن أدولف هتلر كان تجسيدًا للإله فيشنو.

أما في أمريكا فقد أسس “جورج لينكون روكويل” عام 1959 الحزب النازي الأمريكي الذي أصدر تعليمات لأعضائه بارتداء قمصان بنية أثناء رفع علم الرايخ الثالث اقتداءً بالحزب النازي القديم، وفي إسبانيا ارتبط بعض اللاجئين من قوات الأمن الخاصة وأبرزهم “ليون ديغريل” و”أوتو سكورزيني” و”كلاوس باربي” بـ CEDADE (Círculo Español de Amigos de Europa) وهي منظمة نشرت اعتذارات للرايخ الثالث خارج برشلونة، كما تقاطعوا مع دعاة النازيين الجدد من سلفادور بوريغو في المكسيك إلى مارك فريدريكسن في فرنسا.

تبلورت النازية الجديدة بشكل أوضح في السبعينات، حيث نشأت ثقافة فرعية بريطانية ارتبطت بالنازية الجديدة وسموا أنفسهم بـ”حليقي الرؤوس” الذين انضم بعضهم إلى الحركة البريطانية تحت قيادة “مايكل ماكلولين” الذي كان خليفة “كولين جوردان”، وقد انتشرت حركة النازيين الجدد حليقي الرؤوس إلى الولايات المتحدة مع مجموعات متطرفة مثل هامرسكينز، وقد ساعد في نشرها الناشط السياسي توم ميتزجر من منظمة White Aryan Resistance، وانتشرت في جميع أنحاء العالم منذ منذ ذلك الحين، بالإضافة إلى أفلام مثل Romper Stomper (1992) و American History X (1998) التي وضّحت التكافؤ بين النازية الجديدة وحليقي الرؤوس.


إجرام وهجمات عنصرية: أبرز ما حققته الحركة حتى اليوم

النازيون الجدد

اليمين المتطرف” يصعّد هجماته.. الوجه الغربي للإرهاب
اليمين المتطرف” يصعّد هجماته.. الوجه الغربي للإرهاب

اتبعت النازية الجديدة نفس أيديولوجيا النازية القديمة تقريبًا والتي نادت بتفوق العرق الآري وعلوّه، فقد أعلنت خطابات هتلر وكتاباته عن اعتقاده بأن العالم منخرط في صراع عنصري لا نهاية له، بحيث يتصدر سكان الشمال البيض التسلسل الهرمي العرقي، أما السود والسلاف والعرب فهم أقل انخفاضًا، واليهود الذين يُعتقد أنهم يشكلون تهديدًا وجوديًا لـ “عرق السيد الآري” موجودين في أسفل القائمة.

وقد أصبحت هذه المعتقدات هي أيديولوجية حكومية عندما وصل النازيون إلى السلطة سنة 1933 فانتشرت علنًا في الراديو والملصقات والصحف والأفلام والمدارس، كما أنها كانت بمثابة أساس لحملة إعادة تنظيم المجتمع الألماني، أولًا من خلال استبعاد اليهود من الحياة العامة ومنع اللاجئين من دخول موطن النازيين، بالإضافة إلى الاعتداء على المعاقين والمثليين، وفي النهاية محاولة إبادة يهود أوروبا، وقد أعلن النازيون الجدد أهدافهم بشكل صريح فكانت:

  • وقف الهجرة الجماعية لغير البيض إلى ألمانيا والنرويج والسويد والدنمارك وجميع الدول الاسكندنافية.
  • طرد السكان الأجانب وجميع الأشخاص الذين لا ينتمون إلى الأصول الأوروبية.
  • الخروج من الاتحاد الأوروبي.
  • إقامة الدولة الأوربية الموحدة حتى لو تطلب ذلك إراقة الدماء.

وقد ارتكبوا جرائم وأعمال تخريب عديدة منها: سرقة الأسلحة من معسكرات جيوش البلدان التي يقطنونها، وقتل عدد كبير من الصحفيين والمدنيين العزّل بالإضافة إلى الاعتداءات على الأفارقة وإشعال النار في المناطق التي لا تتبع حزبهم، كما قاموا بالهجوم على العديد من الناس الذين تظاهروا ضد العنصرية.


أبرز جرائم النازيين الجدد

استمرّ اليمين المتطرف في تحقيق مكاسب جديدة وخصوصًا في الأراضي الشرقية لألمانيا، حيث احتجّ ألمانيون كثيرون على سياسة اللجوء والهجرة لكنهم وجدوا أنفسهم إلى جانب أنصار النازية الجديدة، ففي مدينة كوتن شرق ألمانيا وبعد موت ألمانيين عَقِب شجار مع اللاجئين، استغل النازيون الجدد هذا الحدث في التحريض ضد اللاجئين وسياسة ميركل.

قام النازيون الجدد بعدد من الأحداث والجرائم التي كان أشهرها تفجير مدينة كولونيا الألمانية من قبل “NSU”، تلك الخلية التابعة لليمين المتطرف أو النازيين الجدد، وقد حُكِم بعدها كل المتهمين بهذا الإجرام بالسجن المؤبد، بعد اكتشاف السلطات الألمانية كل ملابسات القضية سنة 2018 وذلك بعد خمس سنوات من وقوعها.

تشتهر مدينة كولونيا الألمانية بوجود أحياء تقطنها عائلات ذات أصول تركية، ولذلك قامت جماعات مجهولة بتوزيع مناشير في هذا الحي تحمل رمز الصليب المعقوف وتحمل الجملة التالية: “أيها المسلمون احتلالكم لبلادنا سيفشل”، كما قام أشخاص منهم برمي الرسائل في صناديق البريد لبيوت بعض السكان الذين قاموا بدورهم بإيصال تلك الرسائل إلى السلطات.

لم يسلم الأجانب القاطنين في الولايات المتحدة الأمريكية من إرهاب النازيين الجدد، ففي 2012 شنّ الجندي الأمريكي السابق وايد مايكل بايدج هجومًا على معبد السيخ قي أوك كريك الأمريكية، حيث قُتل 6 أشخاص وأصيب عدد كبير من المصلّين، وكان بابدج ينتمي إلى فرقة موسيقية تابعة للنازيين الجدد وقد عرفت هذه الفرقة بعنصريتها وتعصبها للبشرة البيضاء.

ذو صلة

كما تم الاعتداء على مسجد في كندا وتحديدًا في مدينة كيبيك أثناء الصلاة، وذلك من قبل مُسلّح يدعى ألكسندر بيسونات والذي أطلق النار على المصلين سنة 2017، وبعد التحقيق مع هذا الإرهابي تبيّن أنه ينتمي إلى اليمين المتطرف ويتبنّى أفكاره من خلال مواقفة العدائية والهجومية ضد الهجرة والأجانب.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة