تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

أرشيف الأطفال المفقودين للكاتبة فاليريا لويزلي: أن تكون إنسانًا في عالم غير إنساني

Lost Children Archive - أرشيف الأطفال المفقودين
شيماء جابر
شيماء جابر

5 د

بالتزامن من قرب حلول اليوم العالمي لإحياء ذكرى الأطفال المفقودين والغائبين عن عائلاتهم، والذي يصادف يوم الخامس والعشرين من شهر مايو من كل عام، تم الإعلان مؤخرًا عن فوز رواية Lost Children Archive – أرشيف الأطفال المفقودين للكاتبة الأمريكية من أصل مكسيكي Valeria Luiselli – فاليريا لويزلي بجائزة دبلن الأدبية الدولية المرموقة لعام 2021، والبالغ قيمتها 100 ألف يورو، وهي أكبر جائزة مالية في العالم (من حيث القيمة المالية) تمنح إلى رواية منشورة باللغة الإنجليزية.

أرشيف الأطفال المفقودين هي أول رواية للكاتبة فاليريا لويزلي تكتبها باللغة الإنجليزية عكس أعمالها السابقة التي كتبتها باللغة الإسبانية، وسبق وأن وصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العالمية خلال 2019، وصنفت ضمن أفضل 10 كتب في نيويورك تايمز لعام 2021، كما كانت ضمن قائمة ترشيحات الكتب المفضلة للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما لعام 2020، وقد تم التعاقد على إصدار ترجمتها إلى اللغة العربية قريبًا عن دار المدى للنشر والتوزيع.

هذا، وتطلب لجنة جائزة دبلن الأدبية الدولية من كافة المكتبات حول العالم تقديم ترشيحات للروايات ذات المستوى الرفيع أو الجدارة الأدبية العالية، التي كان لها صدى أكبر لدى القراء، حيث تنافس 49 عنوانًا هذا العام.

جدير بالذكر في نفس السياق أن الكاتبة الأيرلندية آنا بيرنز فازت بجائزة دبلن الأدبية عن العام الماضي 2020 عن روايتها المعنونة بـ Milkman – بائع الحليب، ومن بين أشهر الكتاب الفائزين بالجائزة الكاتب التركي أورهان باموك، والكاتب الأيرلندي كولم تويبين، والكاتب الهندي أخيل شارما، والكاتب الأيرلندي كيفن باري.

اقرأ أيضًا:


عن رواية أرشيف الأطفال المفقودين

Lost Children Archive

الغلاف الأمامي لرواية أرشيف الأطفال المفقودين للكاتبة فاليريا لويزلي

سبق إدراج رواية أرشيف الأطفال المفقود للكاتبة الأمريكية-المكسيكية فاليريا لويزلي في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العالمية لعام 2019، كما فازت الرواية بجائزة Rathbones Folio – راثبون فوليو الأدبية العام الماضي 2020.

تتخذ الرواية من أزمة المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين التي تشهدها الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأمريكية المتاخمة للمكسيك موضوعًا لها، في محاولة لفهم العالم من حولنا بشكل أفضل، عبر توثيق قصص الأطفال المهاجرين (غير مصحوبين بذويهم) والعالقين على الحدود المكسيكية الأمريكية، أثناء محاولتهم دخول الأراضي الأمريكية، ليس بحثًا عن الحلم الأمريكي، بل طموحًا أكثر تواضعًا في التخلص من المأساة التي ولدوا وعاشوا فيها.

  • مقطع مسموع من رواية أرشيف الأطفال المفقود للكاتبة الأمريكية-المكسيكية فاليريا لويزلي:

نجحت الكاتبة فاليريا لويزلي عبر 350 صفحة فقط هم طول روايتها أرشيف الأطفال المفقودين في إلقاء المزيد من الضوء على مصير هؤلاء الأطفال المكسيكيين العالقين الحدود المكسيكية الأمريكية وحيدين دون ذويهم أمام الرأي العام العالمي، عن طريق توثيق قصصهم.

جاءت الرواية بهدف التحرر من المشهد الإعلامي المشوش، واستهداف قضية ملحة لا يرقى إليها الشك، مع استثارة مشاعر الاستياء والغضب والشفقة داخل القارئ، وسط قصة غنية وجذابة ومؤثرة، يأخذنا الأمر إلى البحث في طبيعة العدالة والمساواة اليوم، وتدفعنا نحو التفكير في أزمات الحدود الأمريكية بين الماضي والحاضر، وما يعنيه أن تكون إنسانًا في عالم غير إنساني.

تعد رواية أرشيف الأطفال المفقودين الفائزة بجائزة دبلن الأدبية 2021 هي العمل الروائي الثالث في مسيرة الكاتبة الأدبية والأول بعيدًا عن الكتابة بالإسبانية، بعد روايتها الأولى Faces in the Crowd – وجوه في الزحام، (التي جاءت في نسختها العربية ترجمة عبير عبد الواحد عبر إصدارات دار المدى عام 2018)، وروايتها الثانية Story of My Teeth – قصة أسناني التي صدرت بالإسبانية عام 2013 ثم بالإنجليزية عام 2015.

رواية فاليريا لويزلي

الغلاف الأمامي لرواية وجوه في الزحام في نسختها العربية

وقد نشرت رواية أرشيف الأطفال المفقودين عام 2019، وقالت عنها صحيفة واشنطن بوست:


“إنها رواية تسلط الضوء على صفاتنا الإنسانية المشتركة. رواية تتحدانا من أجل السعي للتوفيق بين اختلافاتنا”.

اقرأ أيضًا:


عن الكاتبة فاليريا لويزيلي

فاليريا لويزيلي

الكاتبة فاليريا لويزيلي مؤلفة رواية أرشيف الأطفال المفقودين الفائزة بجائزة دبلن الأدبية الدولية لعام 2021

ولدت الكاتبة فاليريا لويزيلي في المكسيك عام 1983، ونشأت متنقلة بين كلًا من كوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا والهند، ولكنها مقيمة حاليًا في نيويورك، وتنتظر وصول البطاقة الخضراء الخاصة بها، وسبق وأن فازت بجائزتين هما جائزة لوس أنجلوس تايمز للكتاب وجائزة الكتّاب، وبجانب أعمالها الروائية لها مجموعة مقالات مكتوبة بلغة شاعرية مثيرة للذكريات.

وعن روايتها الأخيرة، وبينما كانت مشاعر العدائية والغضب تتزايد تجاه المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2015، كانت فاليريا لويزيلي تعمل كمترجمة فورية متطوعة في المحكمة الفيدرالية لشؤون الهجرة في مدينة نيويورك؛ حيث مكَّنها عملها من رؤية الواقع عن قرب، ما دفعها إلى الانخراط في كتابة عدد من المقالات المؤلمة حول أزمة الأطفال المهاجرين.

كما كتبت فاليريا لويزيلي روايتها الثالثة أرشيف الأطفال المفقودين من وحي تجربتها وسيرتها الذاتية وملاحظتها الشخصية حول أزمة الهجرة غير الشرعية إلى داخل أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، والتي بلغت ذروتها مع سياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي كانت تقضي بتطبيق مبدأ عدم التسامح معهم نهائيًا، وتقديم البالغين منهم للمحاكمة الفورية، بما يسمح بفصل أطفال المهاجرين عن آبائهم فورًا، واحتجازهم في مراكز مخصصة لهم، لحين إتمام إجراءات المحاكمة والتقاضي.


أزمة الأطفال المكسيكيين المهاجرين

في صيف عام 2014، عكفت الكاتبة فاليريا لويزيلي على تفسير حالات هؤلاء الأطفال المهاجرين من منظور أبعد، وهو العلاقة المضطربة بين الأمريكتَين، فذهبت في رحلة برية مع أسرتها (زوجها وطفليهما) إلى مقاطعة كوتشيس في أريزونا بالقرب من الحدود مع المكسيك.

هناك بدأت تسمع وتوثق قصص وأخبار أزمة الأطفال المكسيكيين المهاجرين بطريقة غير شرعية وحيدين بدون بذويهم، حيث فر معظمهم من العنف والترهيب في غواتيمالا وهندوراس والسلفادور، ظهروا على الحدود بأعداد كبيرة جدًا، قدرت خلال الفترة بين أكتوبر 2013 ويونيو 2014 بحوالي ثمانون ألفًا.

لقد قام معظم هؤلاء الأطفال اللاجئين برحلات خطيرة بشكل لا يوصف، معرضين حياتهم لخطر الوقوع ضحايا للاستغلال والإيذاء  والعنف الجسدي والنفسي، على متن قطار شحن معروف باسم La Bestia؛ في محاولة يائسة للوصول إلى أقاربهم في الولايات المتحدة، سيتعين عليهم أولًا الاستسلام إلى دوريات الأمن على الحدود، من أجل بدء عملية التسوية القانونية الطويلة والمشحونة وغير المؤكدة.

وهكذا، وبلا شك، تعد الكاتبة فاليريا لويزيلي واحدة من أبرز الكتاب في الأدب المكسيكي المعاصر، وتمتلك رؤية إنسانية فريدة أبعد من مجرد حكاية القصص، وتستحق الضجيج الذي يحيط بعملها نظرًا لتميزه الرفيع ومستواه الأدبي الجاد.

ذو صلة

لك أيضًا:

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة