الروايات البوليسية الأكثر شعبية في العالم: قائمة لا يختلف عليها اثنان!

لها مؤلفات بحجم الجبال، وبالتأكيد مليئة بالأحداث التي إذا سردناها في هذا المقال، ربما نحتاج إلى مجلد كامل لكي نحللها بالشكل الصحيح. وإذا أردنا تقديم قائمة كاملة بأفضل أعمالها، فربما أيضًا طرحنا مجلدًا آخر يحتوي على (كل) أعمالها حصرًا، وهذا يعني أنها ممتازة بالكامل.

لكن بشكلٍ عام، هناك أعمال متفوقة على أعمال من حيث معدل الضربات التي تدفعك للوراء مع كل صفحة جديدة في العمل الأدبي، وتأتي رواية ثم لم يبق أحد. بالتأكيد في المرتبة الأولى، بتقييمات الجمهور والنقّاد على حدٍ سواء.

تتحدث القصة عن عشرة أشخاص فجأة جمعتهم الظروف في جزيرة نائية ومقفرة، والآن عليهم الانسجام بشكلٍ ما، بالرغم من عدم وجود أي قاسم مشترك بينهم. تبدأ الأحداث فعليًّا في وقت تناول العشاء، حيث يدويّ تسجيل صوتي بالأرجاء قائلًا أن هناك جريمة قتل، وأن القاتل بين الحاضرين، وفجأة يسقط أحد الأبطال على الأرض، مفارقًا للحياة بالكامل.

فمن هو القاتل يا ترى؟ هذا ما ستعرفوه عند قراءة واحدة من أبدع الروايات البوليسية حصرًا للكاتبة أجاثا كريستي!

آرثر كونان دويل هو العقل المدبر خلف سلسلة تحقيقات الشخصية الأشهر من نار على عام في عالم الجريمة: شيرلوك هولمز!

استطاعت سلسلة المحقق شيرلوك أن تأسر الملايين، وأنا بالتأكيد منهم. السلسلة في الواقع كبيرة، وهناك العديد من الأجزاء فيها. في الماضي قام الكاتب والمترجم المصري الراحل أحمد خالد توفيق بترجمتها في صورة كتيبات صغيرة من تلك التي تصلح أن تقرأها في المواصلات العامة، ومن بعده حصلت على أكثر من ترجمة على يد أكثر من دار نشر معروفة. لكن دائمًا وأبدًا أنصحك بقراءة النصّ الإنجليزي، فهو يحمل المعاني كلها بدون قصّ أو تحريف.

إن (كلب آل باسكرفيل) جزء من كل، وتحمل رقم 5 في السلسلة التي صدرت بترجمة خالد توفيق. يتحدث هذا الجزء من السلسلة عن الكلب الشيطاني الذي أرعب ديفون شاير لسنين خلف سنين، إنه الكلب القادر على الفتك بأي أحد دون أدنى شفقة أو رحمة، مدمرًا آل باسكرفيل جيلًا بعد جيل. الكلب بالنسبة لأهل البلدة ليس أسطورة، بل حقيقة متجسدة لا يمكن لأحد النبش فيها وإلا التهمه الكلب الشيطاني.

لكن كل هذا بات من الماضي بعد مجيء شيرلوك هولمز بالطبع. فماذا تخبئ لنا واحدة من أجمل الروايات البوليسية في هذه السلسلة الممتازة؟ هذا ما ستعرفوه عند قراءة (كلب آل باسكرفيل)!

اقرأ أيضًا:

صدرت رواية اللوح الأزرق لأول مرة في 1996، ومنذ وقتها وهي واحدة من أهم الروايات البوليسية في الأدب بشكلٍ عام. يقول البعض إن هي التي أرست القواعد الرسمية لصناعة الأدب البوليسي، ويقول البعض الآخر أنها المرجع الرسمي لأي شخص يريد أن يصنع رواية بوليسية ممتازة في زمننا المعاصر.

وهذا يرجع لكون الرواية تخطت حاجز الزمان، وما زالت حيّة حتى وقت كتابة هذه الكلمات، وما زالت تُرشح في القوائم الكثيرة على الإنترنت، ومنها قائمة اليوم بالطبع.

الرواية من الروائع فعلًا، ولا يمكن لأحد أن يقول على نفسه أنه من عشّاق الروايات البوليسية ويكون غير قارئ لها أو على الأقل مطالع للافتتاحية الخلّابة الخاصة بها. تلعب الرواية ببراعة على خيوط التاريخ، مما يجعلها ساردة لأحداث الماضي في صورة الحاضر، لكن مع لمسة من استشراف المستقبل المجهول.

ربما يبدو كلامي غامضًا مثل غموض القصة بالضبط، لكن هناك الكثير لنتعرف عليه في هذا العمل الفني، إذًا، لماذا لا نسلط الضوء بعض الشيء على القصة التي بين أيدينا هنا؟

تدور أحداث القصة في إسبانيا القديمة، حيث للتوّ تمت هزيمة المسلمين شر هزيمة، وخرجوا من البلاد بالقهر. خلال الأحداث نتعرف على التاريخ الدموي لإسبانيا في محاكم التفتيش التي ضاعت ضحيتها آلاف الحيَوات دون طائل، ومن بينها حيَوات المسلمين، العرب، وأيضًا اليهود. مذابح لا تعد ولا تحصى، لكن تحمل بين طياتها التاريخ البوليسيّ للغزٍ محير. ما هو هذا اللغز؟ وما علاقته بإسبانيا التي باتت معقلًا لكل روح خربة ونفس غير سوية؟ هذا ما ستعرفوه عند قراءة الرواية!

ربما لم تسمعوا عن كاتب هذه الرواية، السيد روبرت غالبريث. لكن هل سمعتم عن الكاتبة ج. ك. رولينج؟ أجل، إنها مؤلفة سلسلة هاري بوتر الأشهر من نار على علم في عالم الفانتازيا والأسحار.

حسنًا، هما نفس الشخص!

إن رولينج مشهورة بتقديم العديد من الأعمال الأدبية تحت أسماء قلمية مستعارة، لكن في معشر الأدب والأدباء، يُعرف الاسم المستعار للكاتب حتى وإن كان فعلًا (مستعارًا) من شخصٍ خياليّ.

إن السيد غابريث هو البطل الروائي خلف أعمال رولينج التي لم ترد لها أن تُصبغ بطابع الفانتازيا المعروف عنها، وفضلت الاستعانة باسمٍ مستعار لضمان التصاق اسمها بالفانتازيا وبسلسلة هاري بوتر في الأساس. وهذا مُبرر بشدة هذه الأيام. فقط اسأل أي شخص عن أفضل أعمال رولينج، سيقول له بتعجب: “وهل كتبت رولينج أي عمل آخر غير سلسلة هاري بوتر من الأساس؟”.

وفي الواقع، أجل، ربما فعلًا هي محقة، فالرواية التي بين أيدينا هنا لا تمت بصلة لصناعة أدب الفانتازيا، بل تنتمي 100% إلى عالم الروايات البوليسية الذي نتحدث عنه اليوم.

تبدأ قصة رواية مهنة الشر عندما تستلم إحدى السيدات طردًا بريديًّا جديدًا، لكن تُصعق مباشرة عندما تفتحه، حيث وجدت بداخله ساقًا مبتورة، ساق أنثى!

لكن لم يُصعق رب عملها نفس الصعقة على الإطلاق، فالمحقق كورموران سترايك الشهير، معتاد على مثل تلك الأشياء، لكن الذي بدأ في إزعاجه هو أن تلك الساق مؤشر لظهور مجموعة مجرمين في حياته مرة أخرى، مجرمون معروفون بالقسوة المفرطة والميل لاستخدام أبشع الأساليب في التعذيب قبل القتل.

فماذا ينتظر المحقق يا ترى؟

دان براون بدون شك رجل غني عن التعريف، فهو الكاتب الذي عمل على تقديم كوكبة من الروايات البوليسية التي شقت طريقها إلى السينما بمنتهى السهولة في الواقع. من منا لم يشاهد توم هانكس وهو يقوم بصولات وجولات في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم في فيلم Angels and Demons؟ أجل، إنه الفيلم المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب دان براون، والتي هي واحدة من سلسلة روايات كاملة تروي قصص المحقق روبيرت لانغدون في حياته المليئة بالأعاجيب.

تدور رواية الرمز المفقود في أحد الأيام، عندما تتم دعوة خبير الرموز (بطلنا المغوار) إلى جامعة هارفرد بالعاصمة واشنطن، وبالفعل يذهب هناك ويلقي محاضرته الممتازة كعادته الأثيرة. لكن بمجرد اقتراب نهاية المحاضرة، تحدث أشياء غريبة للغاية.

فقد تم اكتشاف دعوة قديمة مكونة من تشفير يحتوي على 5 رموز، يمكن لها أن تقود صاحبها إلى حكمة باطنية ضايعة في التاريخ. وفي نفس الوقت يمكن خطف أحد أعلام الماسونية البارزين.

الآن على البروفيسور الشهير الانصياع للدعوة الغريبة التي تتضمنها الشيفرة المكتشفة حديثًا، أملًا في محاولة إنقاذ صديقه الذي ربما لن يستطيع الوصول إليه بالطرق التقليدية مثل الاعتماد على الشرطة أو تصعيد الأمر على مستوى عالميّ بعلاقاته. هو يعلم أن كل هذا يفوق حدود الاستيعاب البشري، وأن هناك بالتأكيد أمر ما يلوح في الأفق، ويجب عليه معرفة خباياه لإنقاذ صديقه من جهة، ولقتل فضوله تجاه كل ما يحدث حوله منذ أن وطأت قدمه واشنطن!

في النهاية كانت هذه قائمة بمجموعة من الروايات البوليسية الأكثر شعبية في العالم.. فهل قرأت روايات أخرى تنتمي لنفس التصنيف الأدبي؟

لك أيضًا: