تريند 🔥

🤖 AI

فيلم Tetris.. لعبة الحرية والمناورات السياسية في قالب فني سينمائي!

tetris arageek review
علي عمار
علي عمار

5 د

لا تحظى فكرة تحويل ألعاب الفيديو لأفلامٍ سينمائيةٍ على اهتمام النقاد ورضاهم، إلا فيما ندر وقلة قليلة منهم كذلك الأمر، لأنه لا يتم نقل اللعبة بتفاصيلها إلى داخل الفيلم، وأيضًا لضعف عمليات الغرافيك المعدة، مقارنةً بألعاب الفيديو، وهذا يؤدي إلى أن صناع العمل دائمًا ما يكونوا غير ملمين بألعاب الفيديو. ولكن يمكن القول أنها صارت أخيرًا أكثر تطورًا وإبداعًا. 

على عكس الجماهير الذين ينتظرونها، بمجرد الإعلان عن نية تحويلها لمنتجٍ سينمائي. فأغلبهم مراده منها التسلية والمتعة والإثارة، وهذا ما تحققه ألعاب الفيديو. 

وبما أن هذه الصناعة في ازديادٍ مستمرٍ، فالمسؤولون عنها باتوا يسعون لتقديمها بصورة متقنة، لتنال الاستحسان المطلوب. وخير مثال مسلسل "The Last Of Us" من شبكة  "HBO"، والذي لاقى انتشار وقبول واسعين، لاشتغال القائمين عليه على الحبكة الدرامية والسرد الحكائي، ونقل تفاصيل اللعبة إلى السينما، بالإضافة لعناصر أخرى أساسية كالتسلية والأكشن والتشويق. 

واليوم سنتحدث عن فيلم جديد يتناول إحدى أشهر ألعاب الفيديو، والتي لاقت رواجًا منقطعًا النظير، إلا أن الفيلم لا يقدم معالجة سينمائية للعبة، وإنما يسلط الضوء على رحلة مفاوضات دولية لرجل أعمال، من أجل الحصول على حقوق لعبة الفيديو، فاللعبة هي "Tetris"، ولا يمكن تمثيلها. 

فيلم "Tetris" هو تجديد التعاون بين شبكة  "+ Apple TV" والنجم "تارون إيجرتون"، بعد النجاح المستحق العام الماضي، عبر مسلسل "Black Bird"، والذي قدمنا عنه مراجعة فنية في "أراجيك فن" خلال صيف 2022.

7.4/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Tetris

ينقلنا صناع فيلم “Tetris” المخرج “جون س. بيرد” والكاتب “نوح بينك”، إلى كواليس خروج لعبة تتريس -ذات المربعات الرباعية الرقمية- الشهيرة إلى العلن في ثمانينيات القرن الماضي، اللعبة التي أدمن عليها عدد كبير من الناس، ومن أجيال مختلفة، فهي صارت تباعًا اللعبة الأكثر رواجًا وطلبًا عالميًا لعقود من الزمن. 

يتتبع فيلم الدراما والسيرة الذاتية، رحلة رجل الأعمال ومطور الألعاب الهولندي الأمريكي “هينك روجرز”، صاحب شركة “بوليت بروف سوفت وير” /مقرها طوكيو، والذي خلال تواجده في معرض للألعاب الرقمية في لاس فيغاس، وفي أثناء ترويجه لإحدى ألعاب الفيديو، اكتشف لعبة Tetris الآتية من الاتحاد السوفييتي، والتي تستحوذ على تفكيره، ويقرر أن يحصل على حقوق التوزيع. 

لكن الأمور ليست بتلك السهولة، فهنالك شركات تنافسية عديدة، تطمح كل منها إلى سحب البساط نحوها، أمثال: أندروميدا سوفت وير، وميرورسوفت، ونينتندو.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    جون س. بيرد

بطولة

تارون إيجرتون،
نيكيتا يفريموف،
روجر علام،
أنتوني بويل

قصة فيلم Tetris 

فيديو يوتيوب

ينقلنا صناع فيلم "Tetris" المخرج "جون س. بيرد" والكاتب "نوح بينك"، إلى كواليس خروج لعبة تتريس -ذات المربعات الرباعية الرقمية- الشهيرة إلى العلن في ثمانينيات القرن الماضي، اللعبة التي أدمن عليها عدد كبير من الناس، ومن أجيال مختلفة، فهي صارت تباعًا اللعبة الأكثر رواجًا وطلبًا عالميًا لعقود من الزمن. 

يتتبع الفيلم رحلة رجل الأعمال ومطور الألعاب الهولندي الأمريكي "هينك روجرز"، صاحب شركة "بوليت بروف سوفت وير" /مقرها طوكيو، والذي خلال تواجده في معرض للألعاب الرقمية في لاس فيغاس، وفي أثناء ترويجه لإحدى ألعاب الفيديو، اكتشف لعبة Tetris الآتية من الاتحاد السوفييتي، والتي تستحوذ على تفكيره، ويقرر أن يحصل على حقوق التوزيع. 

لكن الأمور ليست بتلك السهولة، فهنالك شركات تنافسية عديدة، تطمح كل منها إلى سحب البساط نحوها، أمثال: أندروميدا سوفت وير، وميرورسوفت، ونينتندو. 

في البداية يطلب قرضًا من البنك، من أجل الحقوق، ويحاول التفاوض مع روبرت ماكسويل صاحب ميرورسوفت، وابنه كيفين ماكسويل المولود وفي فمه ملعقة من ذهب، لكن الخبث والخداع يغزوان علاقات الشركات في ما بينهم ومصالحهم التجارية، فالكل طامعٌ للاستيلاء على حقوق اللعبة لوحده، ويدعون امتلاك الحقوق الملكية. 

لذا يجد هينك أن الحل المناسب للوصول إلى مآربه، هو السفر إلى السوفيتيين بدعم من شركاءه في نينتندو -الشركة المنافسة لأتاري- الذين يريدون إصدار جهاز غيم بوي محملًا بلعبة "تيتريس"، خصوصًا أن سمعته المهنية ومصير عائلته على المحك كونه راهن بكل ما يملك، لذا يجب التفاوض مع شركة إيلورغ الروسية للتكنولوجيا والتي تمنح التراخيص للشركات. وهناك سيكتشف أمرًا مهمًا يتعلق بموضوع الحقوق الفكرية والتسميات للأجهزة الإلكترونية، وتلاعب صاحب أندروميدا "روبرت ستاين" بهذا الشأن. 

وفي الوقت نفسه سيعي تمامًا، خطورة الخطوة التي أقدم عليها، فدخوله غير القانوني ومجيئه بغية إبرام صفقة تجارية، فعلى الرغم من أن صانع تيتريس "أليكسي باجينتنوف"، إلا أن اختراعه هو ملك السلطات السوفيتية، والآخيرة غير متقبلة لفكرة انتشار التيترس خارج حدود الاتحاد السوفييتي. 


فن ورياضيات وجرعة سينمائية في Tetris 

إنها شعر. فن ورياضيات يعملان في تزامن سحري. هذا التوصيف الذي يخص لعبة الفيديو "Tetris" جاء على لسان "هينك روجرز"، وهو يتحدث عن مدى إفتتانه باللعبة من اللحظة التي وقعت عينه عليها. 

أعاد لنا هذا الفيلم بصناعه وأبطاله نحن أجيال أواخر القرن العشرين، الحنين إلى لعبة رافقت مراحل مختلفة من حياتنا العمرية، في زمنٍ لم يكن شاهدًا بعد على نشوء الأجهزة الخليوية المتطورة، وعصر السوشال ميديا، لذلك أعتقد أن فعل المشاهدة عند عددٍ لا بأس به من الناس، كان عاطفيًا في الدرجة الأولى.

لا شك العمل أطلعنا على أهمية هذه اللعبة، وحساسية الفترة الزمنية التي ولدت فيها على يد أليكسي باجينتنوف، وما خاضته من معارك حتى وصلت إلينا واحتلت أصقاع الأرض، عظمة الأحداث أكسبها قيمة مضافة بالنسبة لمن عاصرها. 

يزخر النص بمعلومات هائلة يصعب التركيز عليها للوهلة الأولى، فالشخصيات المتصارعة على لعبة الفيديو الشعبية عديدة من قوى رأسمالية وشيوعية وحتى ليبرالية، والمؤامرات التي حيكت كثيرة، وهذا ما دفع بالحبكة الدرامية إلى الأمام. أراد الكاتب تقديم جرعة سينمائية دسمة، عَبر نص ناقش الحالة السياسية لروسيا والإنغلاق الذي تعيشه، فالعلاقات الدولية بين الاتحاد السوفييتي والدول الأخرى.

لم تكن على خير حال، وهي رافضة لأي تدخل خارجي في شؤونها، وإن كان عبر لعبة فيديو، فكل شيء بالنسبة لها يهدد وجودها. بلد لا وجود للحريات فيه، شعبه يعيش مكبلًا وأحلامه، ملكيته الفكرية بتصرف الاستخبارات السوفيتية. كما أضفى استخدام  رسومات ملونة بلغة البكسل، رونقًا مختلفًا للحكاية، في ظل زحمة الألوان الرمادية الباردة واليائسة، والتي تحاكي فترة الحرب الباردة. 

إلى جانب الشق السياسي والتصادم الروسي الأمريكي، والعقود التجارية وصراعات الرأسماليين فيما بينهم مع الشيوعية المعادية لهم، يصور لنا العمل العلاقة الإنسانية العاطفية الناشئة بين هينك وأليكسي، خصوصًا أن الآخير لم يعتد على التحدث مع مطور برمجي مثله يتشارك وإياه الأفكار والشغف. هو بمثابة النور الموجود في آخر النفق بالنسبة له. 

ومن الأمور التي جعلت عملية السرد ممتعة، هو الذهاب والإياب في غرف الاجتماعات ومكاتب الإدارات الرأسمالية، والاستجوابات لمعرفة المتلاعب. 

ذو صلة

يمكن اعتبار أن كاريزما العمل هو هينك روجرز الممثل "تارون إيجرتون"، والذي لا يأخذ نفسًا عميقًا طوال الوقت، يتنقل بسرعة ولهفة من مكان لأخر، لتحقيق هدفه، تارون يشبه الشخصية بطموحه وطاقته، وكاريزماه الساحرة. 

استطاع فيلم Tetris دغدغة ذكرياتنا الجميلة حول اللعبة، ورسم قصة مسلية حول حقوق الملكية لهذه اللعبة البسيطة والمميزة. وأنت أيها القارئ العزيز، هل لديك ذكريات مع هذه اللعبة؟ 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة