تريند 🔥

🤖 AI

فيلم The Whale.. أيقونة بريندان فريزر الفارقة في مسيرته وتاريخ الأوسكار!

فيلم The Whale.. أيقونة بريندان فريزر الفارقة في مسيرته وتاريخ الأوسكار!
ساندي ليلى
ساندي ليلى

7 د

انطلق السباق المحموم نحو الأوسكار مع بداية شهر فبراير، الجائزة السينمائية المرموقة، والتي ورغم كل الانتقادات التي طالتها، والمتعلقة بعدم الإنصاف والانجرار وراء الأجندات والصوابيات السياسية، ما تزال الجائزة الأهم عالمياً، والتي يطمح إليها أهل الفن السابع، سواء كانوا مخرجين أو ممثلين أو حتى مغنيين.

لم تكن نتائج الأوسكار مرضية للجميع فقد اكتسح الفيلم الغريب Everything Everywhere All at once الحفل اكتساحاً خيالياً رابحاً أغلب فئات الجائزة متفوقاً على أفلام وقع النقاد والمشاهدون في غرامها وتوقعوا فوزها إلا أن فيلماً واحداً صمد في وجه هذه الموجه الكاسحة.

لقد استطاع "الحوت" وبفضل العائد من غياهب النسيان الرائع بريندان فريزر اقتناص جائزة أوسكار أفضل ممثل بجدارة؛ "حقيقية لا شك فيها وسنقدم اليوم في "أراجيك فن" مراجعة شاملة للفيلم الممتع على الإطلاق "الأوسكاري The whale.

7.7/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

The Whale-الحوت

يحكي الفيلم قصة تشارلي، الذي لا نرى وجهه في البداية حيث أننا نشاهد ما يبدو أنه اجتماع عبر زووم، بين أستاذ وطلابه لكن شاشة الأستاذ معتمة لا يبدو فيها وجهه.

نلاحظ أن هذا المدرس ذكي بالفعل، إنه مدرس الأدب الانكليزي المثقف للغاية، لكن صورته لا تظهر لطلابه ذلك لأنه رجل مفرط في السمنة، الأمر الذي يدفعه لاعتزال العالم بأسره.

الشخص الوحيد الذي يخترق عزلته هذه هو صديقته وممرضته ليز، التي تحاول طوال الوقت إرغام تشارلي كي يذهب إلى المشفى، ذلك أن صحته متردية للغاية بسبب وزنه الزائد، ولو أهمل نفسه أكثر سيموت خلال بضعة أيام، يتابع الفيلم سرد أسبوع من حياة تشارلي الصعبة جداً كرجل مفرط في السمنة، إذ أنه بالكاد يستطيع المشي على قدميه، والنهوض عن سريره يتطلب جهداً جباراً.

فجأة يدخل حياة تشارلي مبشر شاب يدعى توماس يرغب في دعوته إلى الإيمان بكنيسة الحياة الجديدة، وكأنما كان اختراق هذا الشاب غير كاف لتشارلي.

إذ تعود ابنته المراهقة إيلي إلى حياته، بعد مرور أعوام طويلة على ابتعاده عنها، فيحاول تشارلي إعادة التواصل مع ابنته المتمردة شديدة الذكاء، والتي تشعر بالاشمئزاز منه، قبل موته المحتوم.

لا يركز الفيلم على تشارلي فقط، بل يبحث في الأسباب التي جعلته يصل بنفسه إلى هذه الحالة، ويركز على علاقته المتوترة للغاية مع ابنته التي تخلى عن والدتها عندما كانت في الثامنة من عمرها، في أحداث درامية قوية.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2022
  • إخراج

    دارين أرنوفسكي

بطولة

بريندن فريزر،
سيدي سينك،
هونغ تشاو،
سامانثا مورتن

حكاية رجل أغلق أبوابه في وجه الحياة

يحكي الفيلم قصة "تشارلي"، الذي لا نرى وجهه في البداية حيث إننا نشاهد ما يبدو أنه اجتماع عَبر زووم، بين أستاذ وطلابه لكن شاشة الأستاذ معتمة لا يبدو فيها وجهه.

نلاحظ أن هذا المدرس ذكي بالفعل، إنه مدرس الأدب الانجليزي المثقف للغاية، لكن صورته لا تظهر لطلابه ذلك لأنه رجل مفرط في السمنة، الأمر الذي يدفعه لاعتزال العالم بأسره.

الشخص الوحيد الذي يخترق عزلته هذه هو صديقته وممرضته ليز، التي تحاول طوال الوقت إرغام تشارلي كي يذهب إلى المشفى، ذلك أن صحته متردية للغاية بسبب وزنه الزائد، ولو أهمل نفسه أكثر سيموت خلال بضعة أيام، يتابع الفيلم سرد أسبوع من حياة تشارلي الصعبة جداً كرجل مفرط في السمنة، إذ إنه بالكاد يستطيع المشي على قدميه، والنهوض عن سريره يتطلب جهداً جباراً.

فجأة يدخل حياة تشارلي مبشر شاب يدعى توماس يرغب في دعوته إلى الإيمان بكنيسة الحياة الجديدة، وكأنما كان اختراق هذا الشاب غير كاف لتشارلي، 

إذ تعود ابنته المراهقة إيلي إلى حياته، بعد مرور أعوام طويلة على ابتعاده عنها، فيحاول تشارلي إعادة التواصل مع ابنته المتمردة شديدة الذكاء، والتي تشعر بالاشمئزاز منه، قبل موته المحتوم.

لا يركز الفيلم على تشارلي فقط، بل يبحث في الأسباب التي جعلته يصل بنفسه إلى هذه الحالة، ويركز على علاقته المتوترة للغاية مع ابنته التي تخلى عن والدتها عندما كانت في الثامنة من عمرها، في أحداث درامية قوية.


قصة مؤلمة عن رجل محطم

لا يركز الفيلم على كون تشارلي رجلاً ضخماً مفرط الوزن فقط، بل يبحر بنا إلى عوالم نفسية مؤلمة، حيث أننا نشعر بالألم المتواري داخل تشارلي مع كل حوار، وكل نظرة، وكل زاوية من البيت المظلم القذر. 

يحاول الفيلم كشف الأسباب التي دفعت تشارلي إلى ما أصبح عليه، لقد كان هناك ثقب في روحه بعد خسارته لحب حياته بشكل مأساوي، ولم يستطع أن يداوي هذا الثقب إلا بالكثير والكثير من الطعام الغير صحي.

نشاهد خلال الفيلم محاولات تشارلي الضعيفة كي يمتنع عن تناول قطعة حلوى، أو دلو الدجاج المقلي، لكنه يضعف فوراً أمام الشيء الوحيد الذي يخفف من ألمه، الطعام.


أجواء خانقة معتمة تعكس روح تشارلي المظلمة

في عصر التكنولوجيا والمؤثرات الخاصة، تدور أحداث الفيلم في منزل صغير مظلم، لا تكاد ترى فيه أكثر من رجل ضخم يكاد يختنق تحت ثقل أنفاسه، تشارلي منعزل تماماً ولم يخرج من المنزل منذ أعوام طويلة، حتى رجل البيتزا الذي يحضر لبيته كل يوم، لا يعرف شكله، إنه عاجز عن الحركة، فاقد تماماً للسيطرة على نفسه، تتقطع أنفاسه مع أي جهد يبذله، غارق في ظلامه وألمه، الأمر الذي نستشعره منذ اللحظة الأولى التي نرى فيها الشقة المعتمة المظلمة، وكأنما اكتسب المكان طابع صاحبه،

لقد عكس المنزل ما في قلب تشارلي قبل أن نعرف قصته، بألوان قاتمة باردة مقبضة، تشي بالوحدة واليأس المطلق، إن الظلام الذي يغمر شقة تشارلي هو نفس الظلام الذي يغزو روحه وقلبه، والذي يستمر حتى نهاية الفيلم تقريباً حينما يخرج تشارلي من ظلام نفسه وبيته إلى الشمس المشرقة، وكأنما يؤكد لنا أن أكثر الأوقات ظلاماً، هي تلك التي تسبق بزوغ الفجر.


فلسفة قوية توازي الدراما الرائعة

يعدّ دارين أرنوفسكي من أبرز وأعظم مخرجي السينما، ويمتلك في رصيده الفني، مجموعة رائعة من الأفلام التي ما تزال حتى وقتنا الحالي تثير الجدل بقصتها العميقة الغريبة.

يُعرف "أرنوفسكي" بحبه للإسقاطات الفلسفية، إذ لا وجود للقصص البسيطة في عوالمه، فيلم "الحوت" ليس مجرد قصة عن معاناة رجل مفرط في السمنة، إنه مجموعة من الحوارات الرائعة الفلسفية حول السيطرة والحب وحقيقة "الإيمان ويذكرنا قليلاً بتحفة المخرج السويدي إنغمار بيرغمان المعروفة باسم ثلاثية "صمت الإله.

لقد تحدانا أرنوفسكي كي نرى تشارلي على حقيقته، ونتجاوز أفكارنا المسبقة بشأنه، كي نرى جماله الحقيقي.

يبدو تشارلي رجلاً ضخماً سميناً، يأكل بنهم مقزز غير مبالٍ بصحته، فاقد تماماً للسيطرة على نفسه، لكن تعمّق الفيلم في شخصيته، يجعلنا مدركين أن تشارلي رجل مسكين محطم، خسر حب حياته في لحظة، بعدما قتل نفسه بسبب الضغط الكبير عليه، إنه رجل لطيف وجذاب للغاية، لقد كان تشارلي روحاً جميلة تتخفى في جسد ضخم.


شخصيات قليلة وأداء تمثيلي رائع

كانت شخصيات الفيلم خمس شخصيات لا غير، رغم قلة عددها إلا أنها كانت ملائمة بشكل مرضٍ تماماً وأكثر من كافية، وبأداء مميز خاصة ليز صديقة تشارلي وممرضته والتي نكتشف لاحقاً أن حبيب تشارلي الراحل كان شقيقها، كذلك زوجة تشارلي السابقة ماري المدمنة على الكحول والمهدئات، والتي قدمت أداء متقناً مناسباً، أما ابنة تشارلي المتمردة الغاضبة طوال الوقت فقد كانت رائعة في أدائها وتفاصيل شخصيتها 

أمًا الحصان الأسود في الفيلم فقد كان بريندان فريزر، الذي عاد بعد غياب ليقدم أداء مبهراً لشخصية تشارلي، بشكل لم يعتد عليه أي شخص يذكره إذ كان تحول فريزر الجسدي مخيفاً حتى أن كثيرين اعتقدوا أنه حقاً اكتسب كل هذا الوزن المخيف، لقد استطاع فريزر وباستخدام عينيه الكبيرتين الحزينتين، وملامح وجهه البريئة التعبير عن الرقة واللطف المختفيين داخل الجسد الضخم لتشارلي، حتى أنك تتجاوز كل هذا لتقع في حبه وتتعاطف معه فوراً.


عودة قوية للأسطوري بريندان فريزر

في العقد الماضي كان بريندان فريزر أشهر من نار على علم، لقد كان بطل سلسلة أفلام المومياء المحبوبة، إنه البطل الشهم القوي مفتول العضلات،

لكن "بريندان" اختفى فجأة عن الساحة، ولم يعد أحد يذكره تقريباً لأسباب مختلفة شخصية، لكنه وفي عام 2022 عاد وبقوة بفيلم مميز، مع المخرج الرائع دارين أرنوفسكي، حيث نال أداؤه احتفاءً كبيراً وتصفيقاً قوياً من المشاهدين استمر لست دقائق في مهرجان البندقية السينمائي، الذي شهد العرض الأول للفيلم، حيث أن "الحوت" كان للعودة بعد الموت لمسيرة فريزر الفنية، والتي توجت بجائزة أوسكار استُقبلت بالدموع والهتافات والتشجيع، لا أحد يستحق الأوسكار مثل بريندن فريزر.


احتفاء عالمي وأيقونة فارقة في تاريخ الأوسكار

لم يكن الجهد الذي بذله "فريزر" في فيلم "الحوت" قليلاً إذ أنه إضافة إلى الشخصية المركبة المعقدة التي قدمها كان عليه ارتداء كميات مهولة من الجلد والأطراف الصناعية والجلوس لساعات لوضع المكياج الذي سيحول الرجل الوسيم إلى رجل مفرط في الوزن يتطلب منه الوقوف على قدميه جهداً هرقلياً وقد صرح فريزر في أحد المقابلات: "كل ذلك التنفس المفرط يجعلك تشعر بالدوار"

كان فوز بريندان فريزر بالأوسكار حدثاً عالمياً ولم تفوت الصحف العالمية ووسائل الإعلام الفرصة فاحتفت بالعودة الميمونة لابن هوليوود الذي كاد أن يندثر ذكره بعد أن وجه اتهامات تحرش جنسي إلى فيليب بيرك الرئيس السابق للغولدن غلوب.

مما أدى إلى إقصائه لأعوام طويلة خاصة بعد إنكار الأخير للواقعة مما دفع وسائل الإعلام إلى التسابق لتغطية فوز بريندان فريزر وخطابه المؤثر عند استلام الجائزة في واقع الأمر فإن فيلم The whale لفت أنظار الصحافة قبل الفوز الكبير لعدة أسباب منها عودة فريزر وبالطبع فإن وجود مخرج متميز مثل دارين أرنوفسكي وراء الكاميرا أمر يحسب حسابه حيث منحت صحيفة التلغراف خمس نجوم للفيلم، ووصفته بأنه "شيء من الجمال والقوة".

بينما لم تكن صحيفة الغارديان راضية عن هذه العودة ومنحت الفيلم نجمتين فقط واصفة إياه بأنه "دعوة للانتحاب على الحيتان" كتورية ساخرة لموضوع الفيلم لكن ورغم عدم رضا الغارديان عن الفيلم إلا أن "الحوت" استطاع كسب الرهان الصعب وأصبحت شخصية تشارلي في فيلم The whale "صوتاً لأولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين يبدوا أحياناً أننا ننسى أنهم بشر لديهم أفكار ومشاعر وقلوب وعائلات" كما صرح بطل العمل.


"الحوت" أكثر من فيلم سينمائي عابر!

ذو صلة

لقد احتوى فيلم The whale كل ما يمكن لفيلم ممتاز أن يحتويه، الحب القصة الرائعة المشاهد الاستثنائية، وبكل تأكيد الأداء التمثيلي الجبار، إنه فيلم من الصعب للغاية تجاوزه ونسيانه فور مشاهدته، لأنه يحفر أثره في قلبك وروحك بدون أي شك، ويدفعك للتساؤل حول نفسك ونظرتك للآخرين ويسلط الضوء على فئة يمكن القول أنها منبوذة نوعاً ما في أغلب المجتمعات.

في نهاية الأمر يمكن لنا أن نقول أن مشاهدة فيلم The whale هو تجربة فريدة من الألم والمعاناة والحب والأمل إنه عمل أسطوري جديد يضاف إلى رصيد دارين أرنوفسكي الذي وفي نهاية الأمر لم يجد شخصاً ينافسه سوى نفسه.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة