تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

مشوار مارفل من قمة البوكس أوفيس إلى وسط الجدول.. الأكوان المتعددة لن تنقذ عالمه!

الأكوان المتعددة لن تنقذ "مارفل".. مشوار مارفل من قمة البوكس أوفيس إلى وسط الجدول!
مصطفى عرجون
مصطفى عرجون

8 د

صغيرًا كنت أتابع أفلام "مارفل" بحماس واشتياق، أحلم أن أكون كالرجل العنكبوت، أتأرجح بين البنايات في شوارع مدينتي، أنقذ الأخيار وأطيح بالأشرار، وكل ذلك بينما لا يعلم أحد من أنا، لا أطلب شكرًا أو عرفانًا، ولا أبحث عن امتنان، بل أؤدي الخير لمجرد تأديته ومساعدة الآخرين.

كبرت قليلًا وكبرت معي أحلامي في ظل توسع عالم مارفل، أصبح هناك رجل حديدي الآن، يبدو رائعًا بتقنيات خرافي وشخصية جذابة يحبها الجميع، ولكنه مختلف، فهو يتفاخر بكونه بطلًا خارقًا ويحرص على إعلام الجميع بقدراته وبالخير الذي يؤديه.

هكذا كانت طفولة كثير منا، كبرنا وتربينا مع أفلام مارفل وتابعنا هؤلاء الأبطال الخارقين بأعينٍ براقة، نطمح ببراءة لنكون مثلهم، أخيارًا في عالم شرير، ونتابع باهتمام كيف يتفاعلون مع بعضهم وهم من خلفيات وآراء مختلفة، ولكن يتشاركون هدفًا واحدًا: القضاء على الشر وحماية الأخيار.

تشكل مارفل جانبًا ليس بالقليل من طفولة الكثيرين، وأنا منهم، حيث كبرنا على حب تلك الأفلام والأبطال الخارقين الحب والشغف اللذين استمرا سنوات عديدة، تحديدًا حتى السادس والعشرين من إبريل عام 2019، حين صدر فيلم Avengers Endgame، لأن ما تبع ذلك الفيلم، أمات مارفل إكلينيكيًا في أعين كثير من عشاقها، وأنا منهم أيضًا.

إذًا ما الأسباب التي تدفع "مارفل" للهاوية؟ بين أجندات خبيثة وقلة اهتمام بالجودة على حساب الكمية، نتعرف اليوم في "أراجيك فن" خلال السطور التالية تفصيليًا إلى أسباب تراجع مستوى مارفل الكبير مؤخرًا!


الاعتماد على النسوية بدلًا من الجودة الحقيقية

فيديو يوتيوب

أولى إشارات فقر الجودة والأفكار في عمل معين هي توجيه ذلك العمل لفئةٍ ما على أمل أن تسبب في نجاحه، وذلك النهج هو ما تتبعه مارفل مؤخرًا.

لننظر إلى She-Hulk و Ms Marvel مثلًا، وبالأخص She-Hulk، سنجد القصة عادية بل وسخيفة في بعض الأحيان، وشخصية Jennifer Walters نفسها سخيفة لأبعد الحدود، فضعف الكتابة في هذا العمل بالتحديد واضح للأعمى.

أحداث رتيبة، شخصيات جانبية ضعيفة، حس فكاهي سخيف يتم فرضه بالإجبار على كل لحظة من كل حلقة، وكل ذلك لمَ؟ لأن التركيز الأول والأخير مُنصبٌّ على كيف يمكن جعل Jennifer، البطلة، تبدو مستقلة بذاتها وقوية، وهي تتعامل ببراعة مع جميع التحديات التي تقابلها، وترفض المساعدة من أي "رجل" آخر، حتى Bruce Banner (Hulk) نفسه!

وكل ذلك ليصفق مجتمع النسوية ويشيد بالعمل فقط لأن به شخصية نسائية قوية ومستقلة. لا مشكلة لدي مع النساء ولا مع كونها مستقلة. لنكن صريحين، فذلك مسعى نبيل لكل امرأة ولها الحق في اختيارها، وأكبر دليل هو النجاح الكبير للكوميكس الخاصة بـ She-Hulk فهي ذات جودة فعلية.

ولكن ماذا عن جوانب العمل الأخرى؟ الجوانب الفنية؟ تأثير العمل وشخصية البطلة في مجرى أحداث عالم مارفل ككل؟ لا شيء! كلها عادية في أفضل الأحوال، ولكن في نظر مارفل لا مشكلة، لأن مجتمع النسوية سيُنجح العمل بكل تأكيد، أو هكذا يظنون.


السيناريو الركيك يطيح بالجودة على حساب الكمية

فيديو يوتيوب

بدا جليًا في السنوات الأخيرة أن مارفل تبحث عن تحفتها الفنية الجديدة ولكن بلا جدوى، فمن بعد مغادرة "روبرت داوني جونير" لعالم مارفل السينمائي فقدت سلسلة الأفلام وجهها الرسمي.

وإلى الآن لم تتقدم شخصية لحمل تلك الراية الثقيلة، ويمكننا تتبع هذا الفشل في إيجاد بديل لنصل إلى عدة أسباب أولها كاريزما الممثل روبرت جونيور والتي يصعب إيجاد مثيل لها بسهولة.

وثانيها الطريقة التي كُتبت بها الشخصية بحيث تظهر منها جوانب متعددة مع مرور الوقت لتصبح إحدى أعقد الشخصيات وأكثرها عمقًا وواقعية في مجموعة أفلام لن تشعر بأن بوسعها تقديم شخصيات من هذا النوع إذا نظرت إليها كلًا على حدة.

وقد كانت أكثر الأفلام التي ساهمت في ذلك هي أفلام Captain America Civil War الذي ظهر فيه جانب مظلم وحزين من توني ستارك، وجانب أبوي جميل منه تجاه سبايدرمان وامتد معه لفيلمين لاحقين، ويبدو أن الكُتاب في مارفل لم يفهموا هذا الشيء لذا هم عاجزون عن تكراره بشكل ناجح مرة أخرى حتى الآن.

تمثلت محاولات إيجاد مارفل لتحفتها الفنية القادمة في محاولة خلق حالة من الزخم والترقب الكبيرين تجاه فيلم Spiderman No Way Home مع جلب أبطال السلاسل السابقة لأفلام سبايدرمان كعناصر جذب واستغلال مفهوم الأكوان المتعددة لتبرير ذلك، ولكن في الحقيقة كان ذلك ما يسميه صناع السينما Fan Service لإشعال شغف محبي هؤلاء الممثلين أو شخصياتهم بعالم مارفل السينمائي.

امتدت تلك المحاولات لإيجاد تحفة فنية أو بطل مغوار جديد في جلب المخرج سام رايمي –مخرج ثلاثية سبايدرمان الأولى من بطولة توبي ماجواير- لإخراج فيلمهم الأضخم الجديد، Doctor Strange in the multiverse of madness، ومجددًا استغلال مفهوم الأكوان المتعددة لجلب مجموعة كبيرة من شخصيات مارفل من الأفلام الأخرى، ووضعها في فيلم واحد ولكن الناتج النهائي كان عملًا فنيًا يفتقد للرؤية الواضحة، هل يريد أن يكون فيلمًا ممتعًا أم تمهيدًا لمرحلة ضخمة جديدة من أفلام مارفل؟ لقد انتهى به الأمر فيلمًا عاديًا مزدحمًا بالتفاصيل لينتهي نهاية درامية عادية تفتقد للطعم الفني أو الشعور بالأهمية، واتضح معها بأن الممثل بيندكت كامبرباتش لن يكون بطل المرحلة الجديدة، أو على الأقل لم يرفعه ذلك الفيلم إلى هذه المكانة بعد.

استعانت الشركة بالمخرج تايكا وايتيتي أيضًا لإخراج فيلم Thor Ragnarok محاولة ضخ دماء جديدة في الاتجاه الفني والفكر الإخراجي للأفلام ولكن النتيجة كانت فوضوية على الرغم من تخللها لبعض نقاط الضوء الإيجابية والتي كان يجب البناء عليها.

لكن يبدو أن أحدًا لا يكترث داخل مراكز صنع القرار في مارفل، لأن الفيلم الذي تلاه Thor Love And Thunder احتوى على المشاكل نفسها بل أضاف إليها مشاكل جديدة وحقق نتائج مخيبة في البوكس أوفيس، وهنا اكتشفت مارفل المشكلة.

الكثير من الأفلام والمسلسلات المتوسطة تملأ الأسواق هذه الأيام من مارفل، ويبدو أن المشكلة في "ديزني" التي سبق طموحها إمكانياتها في إغراق الجماهير بأعمالها الأصلية دون امتلاك الفكر أو الإمكانيات الكتابية التي تنجح في حمل هذه الرؤية التوسعية بنجاح إلى صالات السينما أو شاشات العرض، لأنك إذا أمعنت النظر في عالم Star Wars والأعمال المنبثقة عنه ستجد أنه يعاني تقريبًا من نفس المشاكل في الوقت الحالي.

آخر أفلام مارفل Ant-Man and the Wasp: Quantumania ومن قبله black panther wakanda forever حاولوا اللعب على النغمات الناجحة المعتادة لتقديم تجربة ممتعة وتعويض مارفل ماديًا عن الفترة الراكدة التي سبقتها، ولكن هل تعلم يا صديقي كم مرة قدمت مارفل أفلامًا تتبنى قصة أو تركيبًا قصصيًا مشابهًا؟ لقد مل المشاهدون، ومارفل لم تقدم جديدًا يذكر وخصوصًا في جانب الشر في أفلامها.

يبدو أن صناع السينما في مارفل يفتقرون لخصم قوي لأبطالهم مثل ثانوس، وقد كان كانج Quantumania فرصة مهدرة كبيرة لتعويض هذا الفراغ الذي عادةً ما يكون موجودًا في أفلام مارفل.

أعتقد شخصيًا أن الشرير هو نصف قوة الفيلم، وإذا كان شريرك سطحيًا أو أحادي الجانب، فلن تستطيع تقديم فيلم قوي، خصوصًا إذا كنت تحاول تقديم فيلم عن الأبطال الخارقين!!

تهتم مارفل بعرض أكثر من فيلمين كل عام، وعدد كبير من المسلسلات التي يمتد الواحد منها إلى 9-10 حلقات ولكن يبدو أن الحكم أصبح أهم من الجودة بالنسبة لهم لأن الجودة قد ضاعت وسط الزحام على الرغم من أن الكتاب وصناع تلك الأعمال الفنية هم أنفسهم من صنعوا أمجاد مارفل في السابق.


منافسة المنصات ومعضلة السلاسل غير المكتملة!

فيديو يوتيوب

ما يزال إلغاء مسلسلات "نتفليكس" الناجحة وأهمها Jessica Jones وDaredevil والمسلسل الذي جمعهما المسمى بـThe Defenders يترك أثرًا سلبيًا على المعجبين بتلك الشخصيات وخصوصًا Daredevil الذي نجحت Netflix في جعله أفضل عمل واقعي لبطل خارق منذ ثلاثية نولان.

واقتربت كثيرًا من الكمال مع ذلك المسلسل الذي استمر لمواسم ثلاثة ناجحة، وقد كان الإلغاء في البداية بداعي تقديمه على خدمة "ديزني بلس" التي نشأت في بادئ الأمر لمنافسة نتفليكس في موجة من الشبكات الرقمية التي نشأت حديثًا لتنال قسطًا من "الكعكة" المتمثلة في خدمات البث السحابي للمحتوى المرئي، ولكن سرعان ما دخلت مسلسلات مارفل الملغاة في معضلة منعت إعادة طرحها سريعًا.

تلك المعضلة تمثلت في أن شركة ديزني المالكة لمارفل دومًا ما تحافظ على سياسة إنتاج أعمال فنية غير عنيفة مناسبة للأطفال وتعمل داخل إطار التصنيف العمري PG13، وعرض تلك المسلسلات بفريق عملها وكتابتها وتصنيفها العمري للبالغين لم يكن ليتناسب مع سياسة ديزني.

وفي الوقت نفسه هناك خوف داخل أروقة الشركة من أن النسخ "المنقحة" من هؤلاء الأبطال لن تعجب الجماهير ولن ترضي القاعدة الجماهيرية التي بنتها نتفليكس لهم في السنوات التي عُرضت فيها المسلسلات.

تسبب ذلك في عدم التعجيل بإعادة شخصية Daredevil وJessica Jones إلى الواجهة مرة أخرى، واكتفت ديزني بالتصريح رسميًا بأن طاقم العمل سيكون هو نفسه، وأن الشخصيات باقية ولكنها ستكون ذات نبرة أقل سوداوية لمناسبة سياسة التصنيف العمري الصغير.

كما تم استخدام Daredevil في فيلم Spiderman No way home و مسلسل She Hulk وكانت ردود الأفعال كما هو متوقع، صدمة كاملة من الجماهير.

قرر صناع القرار في مارفل المضي قدمًا في خطتهم وتم الإعلان عن مسلسل Daredevil: Born Again كاستكمال لقصة الشخصية، ولكن مع تنقيحها من أي آثار عنف ودموية، وسوداوية.

يعتقد الكثيرون أن هذا القرار يعد أحد أكثر القرارات سوءًا في تاريخ استوديوهات مارفل لأن عالمها السينمائي في حاجة إلى شخصية بشعبية Daredevil والوقت ليس مناسبًا لمعاداة الجماهير وإجبارهم على رؤية نسخ مهترئة من شخصيات أحبوها سابقًا.

ذو صلة

كما أنني أعتقد أن مارفل بحاجة إلى شيء جديد، وربما هذا الشيء الجديد كان لا بد أن يكون هو البدء في إدخال بعض الأعمال الفنية التي تحظى بأفكار خارج الصندوق، وربما بعض العنف والدموية والسوداوية، للتغلب على مشكلة الرتابة والتكرار التي تحدثت عنها في الفقرة السابقة.

في النهاية، لا يمكن إنكار وضع مارفل السيئ في الوقت الحالي ويبدو أن الأمور ستنتهي بتقليل الإنتاج والبحث عن صناع سينما جدد لقيادة المرحلة الجديدة، وربما إعادة نجوم الصف الأول الذين غادروا، أو إعادة تكوين العالم السينمائي من جديد بشكل أو بآخر. هناك الكثير من الكروت في يد "مارفل" أحدها هو التعاون مع "سوني" على إعادة سلاسل سبايدرمان القديمة وإدخال شخصيات جديدة للعالم السينمائي مثل ديدبول وولفرين بالتعاون مع 20th Century Studios وهو ما تضع عليه مارفل آمالًا عريضة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة