تنازلات ومفاوضات وبروتوكلات.. كيف تقدم سينما “Air” أشهر العلامات التجارية Nike؟

تحضر العلامات التجارية بشكلٍ واضحٍ في الإنتاجات السينمائية لهذا العام، ولعل كثير من الناس يحبذون فكرة رؤية صعود علامتهم التجارية المفضلة، عبر فيلمٍ سينمائيٍ يروي العوائق والصعوبات التي واجهت أصحاب الشركات التجارية بإطلاق "البراند" الخاص بهم. 

وحسب استطلاعٍ أجرته شركة "Marketing Brew"، تبين أن 60% من الأمريكيين يهتمون بمشاهدة الأفلام التي تصور العلامات التجارية بطريقة ما. مثل فيلم "Super Mario Bros" عن أشهر ألعاب الفيديو، وفيلم Blackberry عن أهم شركة هواتف ذكية. 

وفي مقالنا هذا نريد الحديث  عن أشهر وأنجح العلامات التجارية الرياضية عالميًا ولعقود، وهي شركة "Nike". لكن فيلم "Air" الذي أخرجه الممثل والمخرج الأمريكي "بن أفليك"، يركز على رجال تواجدوا في الكواليس خدمةً للعلامة التجارية، رجال استخدموا مهاراتهم في صنع أحلام الرأسماليين، إلا أنهم باتوا جزءًا منها كونها الوظيفة التي يعتاشون منها. 

على غرار فيلم "Tetris" الذي بإمكانك قراءة مراجعة عنه في "أراجيك فن" عزيزي القارئ، يحاول فيلم Air أن يروي الإستراتيجية التي حاول القائمين على شركة Nike إتباعها، لضمان مكانة بارزة في الأسواق التنافسية. وملاحقة أهداف رجال آمنوا بطموحاتهم، ومراكزهم الوظيفية. 

هل أنت متحمس؟ أكمل القراءة إذًا...

أنت تشاهد فيلمًا عن كيف أثرت شركة نايك الرياضية على ثقافة الأحذية الرياضية، على الرغم من أنها ليست حديثة العهد حيث ظهرت في السبعينيات، ولكن ما ستقوم به الشركة سيحدث ثورة في هذا المجال لاحقًا. 

في أوائل الثمانينيات كانت كل من Converse و Adidas تهيمنان على السوق الرياضية، وتحتلان المركز الأول والثاني على التوالي، ثم تأتي شركة Nike. بلغت قيمة Adidas نحو مليار دولار عام 1983، و Nike التي تسعى للتغلب عليها، كانت على وشك إغلاق قسم أحذية كرة السلة، نتيجة انخفاض المبيعات في عام 1984، على عكس خط أحذية الجري الذي كان قويًا ومرغوبًا. 

نرشح لك:  عروض Disney+ .. استمتع بقائمة من أروع سلاسل المغامرات التي لا تنتهي!

لذلك كان على مسؤول التسويق التنفيذي "سوني فاكارو" وبتكليف من المالك والرئيس التنفيذي "فيل نايت"، إيجاد الحل المناسب لإنقاذ هذا الخط في Nike، كون وظيفته تتمثل في استقطاب المواهب الشابة الجديدة، في عالم كرة السلة. 

عرف سوني أنهم بحاجة لاسم كبير لانتعال أحذية Nike، وأحلامه وشغفه حول كرة السلة يخبرونه أن "مايكل جوردان" هو اللاعب المنشود، وبطل أمريكا القادم. لكن هناك خطة وضعت بالفعل للتفوق على منافسيهم، وهي رصد مبلغ 250 ألف دولار لتجنيد ثلاثة لاعبين، من لاعبي الدوري الأميركي للمحترفين. 

بينما يرى مكتشف المواهب سوني أن على الشركة المخاطرة وتقديم عرضٍ مغرٍ لمايكل جوردان وأن ترصد الميزانية كلها له، خصوصًا أن العلامتين التجاريتين كونفيرس وأديداس تحاولان الفوز به. إلا أن هذه الخطوة هي بمثابة تحدي كبير للشركة وموظفيها، كون Nike ستوظف مواردها من أجل الفوز بجوردان. 

بعد محاولات عدة للاجتماع مع مايكل، ينجح سوني بإقناع والدته على الرغم من أن مايكل غير مهتم بعرضهم. ما هي التنازلات التي ستقدمها شركة Nike، وتجعل مايكل جوردان يرغب في التعاقد معهم؟ 

ينتمي فيلم الكاتب "أليكس كونفيري" إلى تلك الأفلام التي يحتفي بها الجماهير، والتي تدور حول كواليس الحياة الواقعية لعوالم النجوم وصناع النجاح غير المعروفة، فهي ملهمة دومًا.

نرشح لك: كيف تتابع أفلام عالم مارفل السينمائي من البداية وحتى الآن؟

وفي نفس الوقت هي تمجيد للرأسماليين، حيث يظهرهم بأبهى صورة، بعيدًا عن أي صفة جشعة أو فعلٍ غير الأخلاقي، قد يشوه صورتهم البراقة والمنافية لروح الإصرار والكفاح والتميز، يتم الاكتفاء فقط بإظهار شخصياتهم بنزقها وانفعالاتها، وحبها للمال أحيانًا. 

لا يوجد تعمق بالشخصيات وخلفياتها، كان بالإمكان الاستغناء عن بعض الحوارات الجانبية في فيلم Air، على سبيل الذكر كل ما دار حول فكرة تصاميم الحذاء وتطويرها، وأن نشاهد تفاصيل أخرى مرتبطة بتركيبة الشخصيات. 

على الرغم من أن اللاعب الأسطوري "مايكل جوردان" شكل ثنائية متناغمة مع علامة Nike، وشراكة حقيقية استفاد الطرفين منها، إلا أن القصة لم تحاول إبراز نجاحه أو النجاحات المتلاحقة لهما.

نرشح لك:  هذه الحملات الإعلانية جعلت Nike هي الأفضل في هذا المجال!

وإنما ركزت على شغف وجهد موظفي Nike، الأشخاص الذين يحبون وظائفهم ويجيدون التعامل معها، الأشخاص الذين بفضل تفانيهم وروح المغامرة، غدت الشركة من أهم العلامات التجارية في عالم كرة السلة، والمستلزمات الرياضية، ومالكة أفضل خط رياضي خاص بأسطورة عالمية. 

وأيضًا كيف تم جذب جورادن للتوقيع معهم وهو يميل أصلًا إلى أديداس، وهذا ما أكده بنفسه في إحدى الإطلالات الإعلامية، بعد سنوات طويلة. 

هذا الفيلم السادس في قائمة أفليك الإخراجية، والذي يؤكد من خلاله على فكرة أن عليه الابتعاد قليلًا عن التمثيل، والتركيز أكثر على فن الإخراج. 

فهو يجيد التعامل مع أبطال فيلمه، ويعرف كيف يضفي روحًا وعاطفة على كل مشهد، وتحديدًا مشاهد الاجتماعات المملة. 

نرشح لك: أفضل أفلام بن أفليك: نجم حير الجميع بين منافسة المحترفين وانتقاد الجمهور

العنصر البشري أي الممثلين، يشكلون قوة مضافة لهذا الهواء السينمائي، بين أفليك، وجيسون بيتمان، ومات ديمون، والعظيمة فيولا ديفيس. 

حضور الرباعي يشكل عنصر الإبهار، الذي يدفعك لمواصلة المشاهدة. تجمعات الزملاء داخل المكاتب ومناقشة الهموم والفرصة الذهبية، والأحاديث حول بروتوكولات الأعمال، هي حقًا ممتعة. 

مات ديمون لديه كاريزما كرجل تسويق ومحلل رياضي، لكن يبقى لحضور فيولا ديفيس بدور الأم ديلوريس القوية والفخورة سحر ونكهة مختلفة، وجودها يمنح العمل ثقلاً مميزًا، لمجرد الطلة، يكفيك أن تشاهد ابتسامتها ونظراتها.

هي كانت المدافع الشرس عن ابنها جوردان واسمه، وحلمه، ومستقبله، وكان لها التأثير في تغيير وضع اللاعبين السود من خلال ابنها، والتفاوضات التي أجرتها، وقلبت الطاولة على الإعلانات التسويقية لمصلحة اللاعبين عمومًا، وفتح المجال للاعبين السود في تحصيل الأموال من رياضة يديرها البيض، لأنهم إضافة للعبة، وللعلامات التجارية. 

فيلم Air عمل فني عن العقول البشرية، وعن الحالمين، والرياضة والعلامات التجارية، في الثمانينيات. هذه الخلطة كلها تجعلك تقول أنه عمل يستحق المشاهدة، وإن لم تهتم يومًا بكرة السلة، أو لم تقتني منتجًا من Nike.